logo
#

أحدث الأخبار مع #التكامل_الإقليمي

مجلس التعاون الخليجي.. مبادرة كويتية لمسيرة حافلة ونموذج للتكامل الإقليمي
مجلس التعاون الخليجي.. مبادرة كويتية لمسيرة حافلة ونموذج للتكامل الإقليمي

الأنباء

timeمنذ 2 ساعات

  • سياسة
  • الأنباء

مجلس التعاون الخليجي.. مبادرة كويتية لمسيرة حافلة ونموذج للتكامل الإقليمي

نجيب البدر: مجلس التعاون أُسس بإرادة القادة على ثوابت تتعلق بوحدة التاريخ والمصير المشترك مبارك العاتي: المجلس ظل «شاهداً» على وحدة الهدف والمصير ومستمر في مسيرة التعاون إيمانا بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبه انطلقت فكرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمبادرة كويتية لإنشاء تكتل إقليمي جامع إدراكا منها لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة. ويحيي المجلس اليوم الذكرى الـ 44 لتأسيسه وسط مسيرة حافلة بالمنجزات السياسية والاقتصادية والدفاعية والتنموية جعلت منه نموذجا ناجحا للتكامل الإقليمي والعمل المشترك. وتعود فكرة إنشاء المجلس إلى مايو عام 1976 حين كان الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - في زيارة إلى الإمارات، حيث عقد محادثات مع رئيسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - واقترح خلالها إنشاء وحدة خليجية بهدف تحقيق التعاون في جميع المجالات تقوم على أسس سليمة ومتينة لمصلحة شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها. ومنذ الـ 25 من مايو عام 1981 في أبوظبي حيث تأسس المجلس رسميا باتفاق بين قادة الدول الست المؤسسة وهي الكويت والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين قطر بات المجلس المنظمة الأكثر تماسكا ونجاحا في المنطقة. وبهذه المناسبة، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية السفير نجيب البدر في تصريح لـ«كونا» أن مجلس التعاون أسس بإرادة قادة دوله الأعضاء على ثوابت تتعلق بوحدة التاريخ والمصير المشترك. وأوضح السفير البدر أن تلك الثوابت أرست قواعد راسخة للتعاون والعمل الجماعي في مختلف المجالات، مبينا أهمية مجلس التعاون في إطار العمل الإقليمي المشترك ودوره «المحوري» في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. وقال إن مجلس التعاون «شكل مظلة جامعة لتوحيد المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية وأصبح أداة فاعلة في دعم العلاقات الاقتصادية والسياسية بين دوله ومع شركائه الدوليين». وأضاف ان هذه المناسبة تمثل أيضا «فرصة لاستذكار اقتراح المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - طيب الله ثراه - ومساهماته الأساسية في إنشاء مجلس التعاون». كما استذكر السفير البدر أبرز المواقف التاريخية التي تجسد الدور المبدئي والشجاع لهذا الكيان وهو «تصديه للغزو العراقي الغاشم.. الموقف الذي سيبقى خالدا ومحفورا في ذاكرة ووجدان كل الكويتيين». ولفت إلى أن دول المجلس حرصت منذ تأسيسه على ترسيخ قيم الحوار والتفاهم والسعي نحو الحلول السلمية وتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للدول المحتاجة. وأشار في هذا الصدد إلى الشراكات الإستراتيجية التي عقدها المجلس مع تكتلات دولية كبرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة والآسيان، معتبرا أنها «بوابة» مهمة لتعزيز موقع دول المجلس على الساحة الدولية. وفيما يتعلق بدور مجلس التعاون الاقتصادي والمؤسسي البارز سلط السفير الضوء على المبادرات والمشاريع النوعية التي أطلقها المجلس والتي منها الربط الكهربائي والربط السككي والسوق الخليجية المشتركة. وعلى صعيد تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، أكد حرص الكويت التي تتولى حاليا رئاسة الدورة الأعلى للمجلس على استضافة العديد من الاجتماعات الخليجية في مختلف المجالات ما يعكس التزامها الواضح بدفع المسيرة نحو آفاق أرحب وتمكينه من أداء دور محوري في ترسيخ أمن واستقرار المنطقة. وشدد على أن أن الذكرى الـ 44 لتأسيس مجلس التعاون «ليست مجرد محطة للاحتفال بل دعوة متجددة للمسؤولية ولمواصلة البناء على ما تحقق برؤية أكثر شمولا وعزيمة أكثر رسوخا وإيمان عميق بأن مستقبل المنطقة يبدأ من داخلها وبوحدتها تتعزز قوتها». من جانبه، أكد المحلل السياسي مبارك العاتي في تصريح مماثل أهمية استذكار القادة المؤسسين الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لهذا الكيان الراسخ «الذي ظل الحصن المنيع والبيت الحاضن لأبناء الخليج في مواجهة الأزمات والمحن بفضل الله ثم بحكمة وحنكة القادة الذين أرسوا دعائم الأمن والاستقرار في دول المجلس الست». وقال العاتي إن المجلس ظل، «شاهدا» على وحدة الهدف والمصير، ومستمر في مسيرة التعاون بدعم وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس الذين أولوا العمل الخليجي المشترك جل اهتمامهم حرصا على تعزيز التكامل بين شعوب ودول المجلس في مختلف المجالات من خلال خطوات مدروسة لتنسيق السياسات والاستراتيجيات ضمن إطار جماعي يلبي طموحات الحاضر وتطلعات المستقبل. وأضاف أن منظومة التعاون الخليجي برهنت بقيادتها وشعوبها على قدرتها في التعاطي مع مختلف التحديات وصون الأمن والاستقرار وحماية المكتسبات وتعزيز الدور الإقليمي والدولي للمجلس انطلاقا من رؤية موحدة تجلت في مواقف ثابتة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها دعم القضية الفلسطينية ومساندة الأشقاء في اليمن وسورية ولبنان والعراق والسودان وليبيا مرورا بالوساطات الخليجية في الملفات الدولية مثل العلاقات الأميركية - الإيرانية، والنزاع الروسي - الأوكراني والقضية الفلسطينية بما يعكس «نموذجا فريدا» في حسن إدارة الأزمات. بدوره، وصف المحلل السياسي سالم اليامي في تصريح لـ «كونا» مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأنه «أيقونة من أيقونات العمل السياسي الإقليمي والدولي»، مشيرا إلى الإنجازات الكبيرة التي حققها المجلس خلال 44 عاما وعززت وحدة المجتمعات الخليجية ورسخت حضور العمل السياسي الخليجي على الساحتين الإقليمية والدولية. ولفت اليامي إلى الدور الذي يؤديه مجلس التعاون في التنسيق بين الجهود الرسمية والشعبية في دوله مما جعله «قوة إقليمية ذات تأثير فاعل في صناعة القرار». وذكر أن المجلس أسهم بدور مؤثر في تمكين الدول الأخرى من مساعدة نفسها عبر مسارات الوساطة والديبلوماسية الهادئة، مؤكدا أن دول المجلس أصبحت طرفا رئيسا في ملفات وقضايا دولية عدة من خلال مساهماتها في إيجاد حلول سلمية ومتوازنة. وأضاف أن مجلس التعاون يمثل أيضا قوة اقتصادية أسهمت في استقرار أسعار الطاقة العالمية وتوفير «إمدادات آمنة وغير مسيسة للطاقة»، كما أن من أبرز إنجازاته قدرته على التماسك والصمود في وجه المتغيرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة منذ تأسيسه، إضافة إلى دوره في تعزيز أسس العمل العربي والخليجي المشترك. وأعرب اليامي عن تطلع الشعوب الخليجية لمزيد من التكامل بين دول المجلس ومجتمعاته. ومنذ تأسيسه أسهم مجلس التعاون الخليجي في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وتوحيد المواقف تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية وأدى دورا بارزا في دعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كما أسهم في جهود الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية. وفي المجال الاقتصادي، أطلق المجلس الاتحاد الجمركي في عام 2003 تلاه إطلاق السوق الخليجية المشتركة في عام 2008 ما أسهم في إزالة الحواجز التجارية وتعزيز حركة رؤوس الأموال والاستثمارات وتمكين المواطنين الخليجيين من العمل والاستثمار والتنقل في جميع الدول الأعضاء. وفي الجانب الدفاعي، أنشأ المجلس قوة درع الجزيرة في عام 1984 كما عمل على تطوير التعاون العسكري والأمني المشترك وتبادل المعلومات والتدريب وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والتصدي للتحديات السيبرانية والأمنية المستجدة. واهتم المجلس بالتنمية البشرية من خلال تنسيق السياسات التعليمية والصحية والبيئية والتعاون في مجالات البحث العلمي والطاقة والتقنيات الحديثة، إضافة إلى مبادرات مشتركة في مواجهة الأوبئة والتغير المناخي. وعلى الصعيد الدولي، نجح المجلس في بناء شراكات استراتيجية مع عدد من القوى العالمية والتكتلات الاقتصادية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة واليابان والهند وتركيا وعزز حضوره في المحافل الدولية ككيان موحد وفاعل.

أبوظبي مهد التأسيس .. مجلس التعاون الخليجي يحتفي بـ 44 عاما من العمل المشترك نحو مستقبل واعد
أبوظبي مهد التأسيس .. مجلس التعاون الخليجي يحتفي بـ 44 عاما من العمل المشترك نحو مستقبل واعد

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • أعمال
  • الإمارات اليوم

أبوظبي مهد التأسيس .. مجلس التعاون الخليجي يحتفي بـ 44 عاما من العمل المشترك نحو مستقبل واعد

من عاصمة الرؤى، أبوظبي، حيث عُقد مهد القمم وانبثق فجر الوحدة الخليجية قبل أربعة وأربعين عاماً، تتجدد اليوم ذكرى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية. هذه المناسبة ليست مجرد تاريخ يُحتفى به، بل هي شاهد على مسيرة استثنائية من التلاحم والتكامل، انطلقت شرارتها الأولى في الخامس والعشرين من مايو 1981، حين أعلنت أبوظبي رسميا عن ميلاد هذا الصرح الإقليمي، واضعة اللبنة الأولى في بنيان يهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط، وصولا إلى الوحدة المنشودة. لم يكن تأسيس المجلس مجرد استجابة لظروف راهنة، بل كان تجسيداً لإدراك عميق من قادة دول الخليج "رحمهم الله وأمد في أعمار الحاضرين منهم" بما يجمع شعوبهم من روابط الدين والتاريخ والمصير المشترك، ورغبة صادقة في تحويل حلم الأجيال إلى واقع ملموس، وتشييد حصن منيع يعزز الهوية الخليجية ويواكب تطلعات المستقبل. على مدار أربعة وأربعين عاماً، وبفضل حكمة وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، تحول الحلم إلى مؤسسة شامخة، ضاربة جذورها في عمق التاريخ والجغرافيا، تستلهم من إرث الأخوة وقوة الروابط، لتصبح نموذجاً يُحتذى به للتكامل الإقليمي؛ مسيرة حافلة بالإنجازات، من السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، مروراً بالربط الكهربائي وتنسيق الإستراتيجيات الدفاعية والبترولية، وصولاً إلى تعزيز حرية تنقل المواطنين وتنمية التجارة البينية التي تجاوزت 131 مليار دولار في عام 2023، فيما ناهز حجم التجارة الخارجية 1.5 تريليون دولار، مما يعكس الدور المحوري لدول المجلس كقوة اقتصادية عالمية مؤثرة تمتلك نحو 4.4 تريليون دولار كأصول في صناديقها السيادية. واليوم، إذ يحتفي المجلس بعامه الرابع والأربعين، فإنه يقف كأنجح تجربة تكاملية في المنطقة، وركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وصوت للحكمة والاتزان. وتأتي هذه الذكرى والمواطن الخليجي ينعم بثمار هذه المسيرة أمنا ورخاء، ويشعر بالفخر بانتمائه، بينما تتواصل الجهود نحو آفاق أرحب، مسترشدة بمقترح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، تأكيدا على حيوية المجلس وقدرته على التطور ومواكبة الطموحات. إن مسيرة مجلس التعاون، التي انطلقت من أبوظبي، هي قصة نجاح تُروى، وإلهام للأجيال القادمة، ودليل ساطع على أن الإرادة المشتركة والرؤية الثاقبة قادرتان على صنع مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا لشعوب المنطقة والعالم.

أبوظبي مهد التأسيس .. مجلس التعاون الخليجي يحتفي بـ 44 عاما من العمل المشترك نحو مستقبل واعد
أبوظبي مهد التأسيس .. مجلس التعاون الخليجي يحتفي بـ 44 عاما من العمل المشترك نحو مستقبل واعد

البيان

timeمنذ 7 ساعات

  • أعمال
  • البيان

أبوظبي مهد التأسيس .. مجلس التعاون الخليجي يحتفي بـ 44 عاما من العمل المشترك نحو مستقبل واعد

من عاصمة الرؤى، أبوظبي، حيث عُقد مهد القمم وانبثق فجر الوحدة الخليجية قبل أربعة وأربعين عاماً، تتجدد اليوم ذكرى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية. هذه المناسبة ليست مجرد تاريخ يُحتفى به، بل هي شاهد على مسيرة استثنائية من التلاحم والتكامل، انطلقت شرارتها الأولى في الخامس والعشرين من مايو 1981، حين أعلنت أبوظبي رسميا عن ميلاد هذا الصرح الإقليمي، واضعة اللبنة الأولى في بنيان يهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط، وصولا إلى الوحدة المنشودة. لم يكن تأسيس المجلس مجرد استجابة لظروف راهنة، بل كان تجسيداً لإدراك عميق من قادة دول الخليج "رحمهم الله وأمد في أعمار الحاضرين منهم" بما يجمع شعوبهم من روابط الدين والتاريخ والمصير المشترك، ورغبة صادقة في تحويل حلم الأجيال إلى واقع ملموس، وتشييد حصن منيع يعزز الهوية الخليجية ويواكب تطلعات المستقبل. على مدار أربعة وأربعين عاماً، وبفضل حكمة وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، تحول الحلم إلى مؤسسة شامخة، ضاربة جذورها في عمق التاريخ والجغرافيا، تستلهم من إرث الأخوة وقوة الروابط، لتصبح نموذجاً يُحتذى به للتكامل الإقليمي؛ مسيرة حافلة بالإنجازات، من السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، مروراً بالربط الكهربائي وتنسيق الإستراتيجيات الدفاعية والبترولية، وصولاً إلى تعزيز حرية تنقل المواطنين وتنمية التجارة البينية التي تجاوزت 131 مليار دولار في عام 2023، فيما ناهز حجم التجارة الخارجية 1.5 تريليون دولار، مما يعكس الدور المحوري لدول المجلس كقوة اقتصادية عالمية مؤثرة تمتلك نحو 4.4 تريليون دولار كأصول في صناديقها السيادية. واليوم، إذ يحتفي المجلس بعامه الرابع والأربعين، فإنه يقف كأنجح تجربة تكاملية في المنطقة، وركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وصوت للحكمة والاتزان. وتأتي هذه الذكرى والمواطن الخليجي ينعم بثمار هذه المسيرة أمنا ورخاء، ويشعر بالفخر بانتمائه، بينما تتواصل الجهود نحو آفاق أرحب، مسترشدة بمقترح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، تأكيدا على حيوية المجلس وقدرته على التطور ومواكبة الطموحات. إن مسيرة مجلس التعاون، التي انطلقت من أبوظبي، هي قصة نجاح تُروى، وإلهام للأجيال القادمة، ودليل ساطع على أن الإرادة المشتركة والرؤية الثاقبة قادرتان على صنع مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا لشعوب المنطقة والعالم.

"مجلس التعاون".. المنظمة الأكثر تماسكاً ونجاحاً في المنطقة
"مجلس التعاون".. المنظمة الأكثر تماسكاً ونجاحاً في المنطقة

الأنباء

timeمنذ 12 ساعات

  • سياسة
  • الأنباء

"مجلس التعاون".. المنظمة الأكثر تماسكاً ونجاحاً في المنطقة

إيمانا بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبه، انطلقت فكرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمبادرة كويتية لإنشاء تكتل إقليمي جامع ادراكا منها لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة. ويحيي المجلس اليوم الذكرى ال44 لتأسيسه وسط مسيرة حافلة بالمنجزات السياسية والاقتصادية والدفاعية والتنموية جعلت منه نموذجا ناجحا للتكامل الاقليمي والعمل المشترك. وتعود فكرة إنشاء المجلس إلى مايو عام 1976 حين كان أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد في زيارة إلى الإمارات حيث عقد محادثات مع رئيسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واقترح خلالها إنشاء وحدة خليجية بهدف تحقيق التعاون في جميع المجالات تقوم على أسس سليمة ومتينة لمصلحة شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها. ومنذ ال25 من مايو عام 1981 في ابوظبي حيث تأسس المجلس رسميا باتفاق بين قادة الدول الست المؤسسة وهي الكويت والسعودية والامارات وسلطنة عمان والبحرين قطر بات المجلس المنظمة الاكثر تماسكا ونجاحا في المنطقة. وبهذه المناسبة أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية السفير نجيب البدر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا)، أن مجلس التعاون أسس بإرادة قادة دوله الأعضاء على ثوابت تتعلق بوحدة التاريخ والمصير المشترك. وأوضح السفير البدر أن تلك الثوابت أرست قواعد راسخة للتعاون والعمل الجماعي في مختلف المجالات مبينا أهمية مجلس التعاون في إطار العمل الإقليمي المشترك ودوره "المحوري" في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. وقال إن مجلس التعاون "شكل مظلة جامعة لتوحيد المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية وأصبح أداة فاعلة في دعم العلاقات الاقتصادية والسياسية بين دوله ومع شركائه الدوليين". وأضاف أن هذه المناسبة تمثل أيضا "فرصة لاستذكار اقتراح المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ومساهماته الأساسية في إنشاء مجلس التعاون". كما استذكر السفير البدر أبرز المواقف التاريخية التي تجسد الدور المبدئي والشجاع لهذا الكيان وهو "تصديه للغزو العراقي الغاشم.. الموقف الذي سيبقى خالدا ومحفورا في ذاكرة ووجدان كل الكويتيين". ولفت الى أن دول المجلس حرصت منذ تأسيسه على ترسيخ قيم الحوار والتفاهم والسعي نحو الحلول السلمية وتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للدول المحتاجة. وأشار في هذا الصدد إلى الشراكات الإستراتيجية التي عقدها المجلس مع تكتلات دولية كبرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة والآسيان معتبرا أنها "بوابة" مهمة لتعزيز موقع دول المجلس على الساحة الدولية. وفيما يتعلق بدور مجلس التعاون الاقتصادي والمؤسسي البارز سلط السفير الضوء على المبادرات والمشاريع النوعية التي أطلقها المجلس والتي منها الربط الكهربائي والربط السككي والسوق الخليجية المشتركة. وعلى صعيد تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك أكد حرص دولة الكويت التي تتولى حاليا رئاسة الدورة الأعلى للمجلس على استضافة العديد من الاجتماعات الخليجية في مختلف المجالات ما يعكس التزامها الواضح بدفع المسيرة نحو آفاق أرحب وتمكينه من أداء دور محوري في ترسيخ أمن واستقرار المنطقة. وشدد على أن أن الذكرى ال44 لتأسيس مجلس التعاون "ليست مجرد محطة للاحتفال بل دعوة متجددة للمسؤولية ولمواصلة البناء على ما تحقق برؤية أكثر شمولا وعزيمة أكثر رسوخا وإيمان عميق بأن مستقبل المنطقة يبدأ من داخلها وبوحدتها تتعزز قوتها". من جانبه أكد المحلل السياسي مبارك العاتي في تصريح مماثل أهمية استذكار القادة المؤسسين الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لهذا الكيان الراسخ "الذي ظل الحصن المنيع والبيت الحاضن لأبناء الخليج في مواجهة الأزمات والمحن بفضل الله ثم بحكمة وحنكة القادة الذين أرسوا دعائم الأمن والاستقرار في دول المجلس الست". وقال العاتي إن المجلس ظل "شاهدا" على وحدة الهدف والمصير ومستمرا في مسيرة التعاون بدعم وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس الذين أولوا العمل الخليجي المشترك جل اهتمامهم حرصا على تعزيز التكامل بين شعوب ودول المجلس في مختلف المجالات من خلال خطوات مدروسة لتنسيق السياسات والاستراتيجيات ضمن إطار جماعي يلبي طموحات الحاضر وتطلعات المستقبل. وأضاف أن منظومة التعاون الخليجي برهنت بقيادتها وشعوبها على قدرتها في التعاطي مع مختلف التحديات وصون الأمن والاستقرار وحماية المكتسبات وتعزيز الدور الإقليمي والدولي للمجلس انطلاقا من رؤية موحدة تجلت في مواقف ثابتة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها دعم القضية الفلسطينية ومساندة الأشقاء في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان وليبيا مرورا بالوساطات الخليجية في الملفات الدولية مثل العلاقات الأمريكية - الايرانية والنزاع الروسي - الأوكراني والقضية الفلسطينية بما يعكس "نموذجا فريدا" في حسن إدارة الأزمات. بدوره وصف المحلل السياسي سالم اليامي في تصريح ل(كونا) مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأنه "أيقونة من أيقونات العمل السياسي الإقليمي والدولي" مشيرا إلى الإنجازات الكبيرة التي حققها المجلس خلال 44 عاما وعززت وحدة المجتمعات الخليجية ورسخت حضور العمل السياسي الخليجي على الساحتين الإقليمية والدولية. ولفت اليامي إلى الدور الذي يؤديه مجلس التعاون في التنسيق بين الجهود الرسمية والشعبية في دوله مما جعله "قوة إقليمية ذات تأثير فاعل في صناعة القرار". وذكر أن المجلس ساهم بدور مؤثر في تمكين الدول الأخرى من مساعدة نفسها عبر مسارات الوساطة والدبلوماسية الهادئة مؤكدا أن دول المجلس أصبحت طرفا رئيسا في ملفات وقضايا دولية عدة من خلال مساهماتها في إيجاد حلول سلمية ومتوازنة. وأضاف أن مجلس التعاون يمثل أيضا قوة اقتصادية أسهمت في استقرار أسعار الطاقة العالمية وتوفير "إمدادات آمنة وغير مسيسة للطاقة" كما أن من أبرز إنجازاته قدرته على التماسك والصمود في وجه المتغيرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة منذ تأسيسه إضافة إلى دوره في تعزيز أسس العمل العربي والخليجي المشترك. وأعرب اليامي عن تطلع الشعوب الخليجية لمزيد من التكامل بين دول المجلس ومجتمعاته. ومنذ تأسيسه ساهم مجلس التعاون الخليجي في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وتوحيد المواقف تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية وأدى دورا بارزا في دعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية كما ساهم في جهود الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية. وفي المجال الاقتصادي أطلق المجلس الاتحاد الجمركي في عام 2003 تلاه إطلاق السوق الخليجية المشتركة في عام 2008 ما ساهم في إزالة الحواجز التجارية وتعزيز حركة رؤوس الأموال والاستثمارات وتمكين المواطنين الخليجيين من العمل والاستثمار والتنقل في جميع الدول الأعضاء. وفي الجانب الدفاعي أنشأ المجلس قوة درع الجزيرة في عام 1984 كما عمل على تطوير التعاون العسكري والأمني المشترك وتبادل المعلومات والتدريب وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والتصدي للتحديات السيبرانية والامنية المستجدة. واهتم المجلس بالتنمية البشرية من خلال تنسيق السياسات التعليمية والصحية والبيئية والتعاون في مجالات البحث العلمي والطاقة والتقنيات الحديثة إضافة إلى مبادرات مشتركة في مواجهة الاوبئة والتغير المناخي. وعلى الصعيد الدولي نجح المجلس في بناء شراكات استراتيجية مع عدد من القوى العالمية والتكتلات الاقتصادية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة واليابان والهند وتركيا وعزز حضوره في المحافل الدولية ككيان موحد وفاعل. كما يعد مشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون من الإنجازات الكبيرة للمجلس والذي تم إنجازه فعليا في شهر يوليو 2009. بينما تنفذ دول المجلس العديد من المشاريع منها مشروع الربط السككي بين دوله والذي يبلغ الطول الإجمالي لمساره حوالي 2117 كيلومترا يربط موانئ وطرق دول المجلس ابتداء من الكويت مرورا بالدمام والرياض وأبوظبي ودبي وصولا إلى مسقط مع تفرعات نحو البحرين وقطر ويشمل المشروع نقل الركاب والبضائع بسرعات عالية وبنية تحتية متقدمة وفق أعلى معايير الأمان والكفاءة. وتجدد الذكرى ال44 لتأسيس المجلس التأكيد على التزام الدول الأعضاء بمواصلة مسيرة العمل الخليجي المشترك وتحقيق المزيد من التكامل في جميع المجالات بما يلبي تطلعات شعوب الخليج نحو مستقب لأكثر استقرارا وازدهارا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store