logo
#

أحدث الأخبار مع #الجمعيةالسورية

"شفاء": أطباء في ألمانيا يتطوعون لعلاج آلاف السوريين
"شفاء": أطباء في ألمانيا يتطوعون لعلاج آلاف السوريين

المدن

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • المدن

"شفاء": أطباء في ألمانيا يتطوعون لعلاج آلاف السوريين

شاركت مجموعة من صانعي المحتوى السوريين المقيمين في ألمانيا بإنتاج مقطع فيديو مشترك للترويج لحملة "شفاء" التي قام بها أطباء سوريون في ألمانيا لمساعدة السوريين بعد سقوط نظام الأسد، وتوفير عمليات جراحية واستشارات لعدد كبير من المحتاجين. ولاقي الفيديو تفاعلاً واسعاً، حيث حمل شعار: "ادعموا حملة شفاء لأن الشفاء حق وليس امتياز". وفي بلد أنهكته سنوات من الحرب والدمار، يعاني القطاع الطبي في سوريا من تدهور حاد، تمثل في نقص المعدات والأدوية، وهجرة الكوادر المؤهلة، وانهيار مؤسسات الدولة التي تآكلت زمن النظام البائد، وفي هذا السياق المظلم، جاءت حملة "شفاء" كاستجابة إنسانية يقودها أطباء سوريون يقيمون في ألمانيا، اجتمعوا على هدف مشترك: إنقاذ الأرواح ودعم وطنهم المنكوب بما استطاعوا. وجاءت فكرة الحملة مباشرة بعد سقوط نظام الأسد، حيث شعر الأطباء بأنهم يرغبون في تقديم شيء ما لبلدهم الأم سوريا، ومعظم هؤلاء الأطباء هم من الجالية السورية في ألمانيا. واستفاد الأطباء من العطل الرسمية في ألمانيا، خصوصاً عطلة عيد الفصح الأخيرة، كيف يسافروا إلى سوريا، ويساعدوا المرضى المحتاجين إلى عمليات جراحية حساسة في بلدهم الأم سوريا. وقال الدكتور صادق الموصلي، أخصائي زراعة الأسنان وعضو مجلس إدارة "الجمعية السورية في ألمانيا"، والمتحدث الإعلامي لحملة "شفاء"، في حديث مع "المدن" بشأن تفاصيل الحملة وأهدافها، أن التنسيق تم بين "التجمع السوري في ألمانيا" والمكتب الطبي التابع له، ووزارة الصحة السورية، و"منظمة الأطباء المستقلين في سوريا". وعن "التجمع السوري في ألمانيا" قال الموصلي أنه تأسس في الأول من شباط/فبراير 2025 بعد تحرير سوريا من نظام الأسد المخلوع، وضم مكاتب متعددة منها السياسي، الطبي، الإعلامي، الاجتماعي، والهندسي، لتنسيق العمل بين الكفاءات السورية في الخارج. وكان الهدف الأولي الذي وضعته الحملة تغطية ست محافظات سورية، لكن مع التفاعل والتنسيق توسعت لتغطي ست محافظات، وشملت العمليات التي قام بها الأطباء المشاركين في الحملة تخصصات متعددة مثل القلبية والوعائية والعظمية، خصوصاً في محافظة اللاذقية، كما وفرت الحملة آلية لمتابعة الحالات في حال ظهور مضاعفات، من خلال تواصل دائم مع الكوادر الطبية المحلية. وشارك في الحملة أكثر من 100 طبيب استشاري من المقيمين في ألمانيا، بعد تقليص العدد من 200 طبيب لضمان أعلى درجات الكفاءة، مع الالتزام بأن يكون جميع المشاركين يحملون شهادات اختصاص معترف بها في ألمانيا، كما تبرع كل طبيب بألف يورو من ماله الخاص للمساهمة في تمويل الحملة، ما شكل نموذجاً فريداً في التضامن المهني والوطني. وبلغت التكلفة التقديرية للحملة حوالي 350 ألف يورو، تم توفيرها من جهود ذاتية من دون أي دعم حكومي أو رسمي. وقال الموصلي: "كنا مضطرين أحياناً لتأجيل بعض العمليات لحين توفير المستلزمات، وأطلقنا حملة تبرعات عامة لتأمين باقي النفقات، لكن حتى الآن لم نغطِ كامل التكاليف". وخلال نحو ثلاثة أسابيع، بلغ عدد العمليات الجراحية التي قام بها الأطباء المشاركون في الحملة أكثر من 670 عملية، إضافة إلى أكثر من 4000 معاينة واستشارة طبية، و35 ورشة عمل موزعة على مختلف المحافظات. وبحسب الموصلي، كان هناك أكثر من 12 ألف مريض على القائمة، لكن ضيق الوقت والإمكانيات حال دون تلبية كافة الاحتياجات. وأكد الموصلي أن "الحملة لم تكن لتنجح لولا التعاون مع الكوادر الطبية السورية الموجودة في الداخل، من أطباء وممرضين، بعضهم يعمل يومياً وبعضهم تطوع. نحن نثق بكفاءتهم، ونؤمن أنهم قادرون على تقديم أفضل رعاية إذا توفرت لهم الإمكانيات". وأضاف: "إذا حصل الأطباء السوريون في الداخل على نصف ما هو متاح لزملائهم في أوروبا، فسيقدمون أفضل الخدمات الطبية بمهنية عالية". وحرص المشاركون في الحملة منذ بدايتها، على أن تبقى "شفاء" بعيدة عن أي انتماءات سياسية أو مناطق نفوذ. وقال الموصلي: "لم نتلق أي مضايقات، وتعاملنا مع الجميع بروح الحياد من أجل الناس فقط" لأن الشفاء حق وليس وامتياز. وحول الصعوبات التي واجهتها الحملة، أشار الموصلي إلى أن السفر بحد ذاته لم يكن سهلاً، حيث اضطر الأطباء للتضحية بإجازاتهم السنوية المخصصة للراحة أو السفر مع عائلاتهم، واختاروا بدلاً من ذلك السفر إلى سوريا للعمل تحت ضغط نفسي ومهني كبيرين. ولم تقتصر الحملة فقط على إجراء العمليات الجراحية، بل ركزت أيضاً على الجانب النفسي، الذي "يتطلب تخطيطاً طويل الأمد لأن "العلاج النفسي هو رحلة وليس جلسة واحدة، ولذلك ننسق مع منظمات مختصة تقدم هذه الخدمات على الأرض". وحول التعاون الرسمي، أشار الموصلي إلى أن الجهات الرسمية السورية قدمت تسهيلات ملموسة، من ضمنها إصدار تراخيص مؤقتة للأطباء المقيمين في ألمانيا. كما شارك ثلاثة وزراء في المؤتمر الختامي، وهم وزير الصحة الدكتور مصعب العلي ووزير التعليم العالي الدكتور مروان الحلبي ووزير الكوارث والطوارئ رائد الصالح. كذلك حضرت القائمة بالأعمال الألمانية مارغريت ياكوب وعدد من الدبلوماسيين، وعلق الموصلي: "حضور هذا العدد من الوزراء والمسؤولين هو رسالة تقدير واحترام لهذه المبادرة الطبية، ويؤكد على أهمية العمل المدني والتطوعي". وعن توثيق كل الأنشطة التي قامت بها الحملة، أكد الموصلي أن العمل موثق لحظة بلحظة عبر منصات "التجمع السوري في ألمانيا" في مواقع التواصل. وأوضح: "نعمل على إعداد تقرير مفصل بالحملة، يتضمن الصعوبات والنجاحات، وسنرسله إلى الجهات المعنية في سوريا وألمانيا". وكشف أن العمل جارٍ حالياً للتحضير لحملة "شفاء 2" في صيف 2025، بهدف للوصول إلى عدد أكبر من المرضى والتخصصات. وفي ختام حديثه، وجه الدكتور المصلي نداءً إلى السوريين في الداخل والخارج قائلاً: "تعاونوا، وابذلوا ما تستطيعون، فالعمل الفردي يترك بصمة، لكن العمل الجماعي يصنع أثراً". ووجه كذلك رسالة حادة إلى المجتمع الدولي: "إرفعوا العقوبات، كلها، لأنها تمس حياة المواطن السوري بشكل مباشر، هذه العقوبات لم تعد تبرر بعد زوال النظام الذي فرضت عليه. كفى!"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store