#أحدث الأخبار مع #الجيل_الرائعالبيانمنذ يوم واحدمنوعاتالبيانأزقة الراشديةمن دون تكلف، قادتني خطواتي تنزهاً بين أزقة الراشدية الضيقة، والراشدية كما نعلم منطقة سكنية تقع شرق مدينة دبي، وعلى الرغم من وقوعها في منطقة استراتيجية، قرب مطار دبي الدولي، وقرب الخدمات، لكنها بالمقابل تملك خصوصيتها في منازلها العربية ذات الأفنية الداخلية، وأشجار الغاف العتيقة، الضخمة والمتلاصقة، كأنها سلسلة ظلال مستمرة، أما الأزقة الضيقة فمن أجمل خصوصياتها. والأزقة أو الزنقات أو كما نقول «السكيك»، وكل تلك المسالك الضيقة والتي بالكاد تسع لشخصين أو ثلاثة للمرور فيها، هي من جماليات الأحياء في مختلف مدن العالم.. وكل من يعرف الراشدية، يجد في أزقتها تاريخاً قصصياً يخرج من بهو ذاكرة الآباء. كنت أجد بعض «السكيك» بنهاية مسدودة، وبعضها برائحة أعشاب نبتت بعشوائية في أرضها المتأزقة، وأزقة تمت توسعتها لأسباب صحية أو ليصلها الضوء، على الرغم من أننا في منطقة حارة نبحث عن الظل دائماً.. كما أن أزقة الراشدية ليست كالأزقة الأخرى التي تضيع فيها، بل تجعلك فضولياً تبحث عن غيرها، فخلال تجوالي وجدت سكة في منتصفها شجرة قديمة كثيرة الأغصان وقليلة الأوراق، معلق عليها دراجات العمال الساكنين مقابلها، وبشكل فني، مستخدمين أغصانها التي تم تلوينها لتصبح موقفاً للصفط. أغلبية أزقة الراشدية تحتوي على شجرة، وغالباً ضخمة، أكثرها من الشريش المضللة لنصف الممر، وإن لم تكن، فزهور الجهنمية المتدلية بشاعرية من أسطح البيوت إلى أرضية السكة.. كل شيء طبيعي أمام من يمرها، ويستعيد اكتشاف الزمن من خلال تلك الزوايا الضيقة التي تذكرهم بأوقات اللعب في طفولة الكرة والدراجات الصغيرة، لأغلب الجيل الرائع من المتقاعدين. فماذا لو رصفت أرضيات تلك المسالك الترابية بالحصى المرصوف، وصبغت جدرانها.. هي أزقة بحاجة فقط إلى رونق وحياة، كمقاعد أسفل ظلال النبت مفتوحة للمشاة، لمجرد ترميمها وإضاءتها، أو حتى تغطيتها بشبكة من مظلة خضراء تقي من الشمس، وبعض المشاتل ونوافير صغيرة، مثلها مثل الأزقة الشعبية في مدن أخرى، حيث يهربون إليها آخر النهار، فالشعوب مهما تقدمت، تحتاج إلى دفاترها القديمة، شيء من الذاكرة اللامتناهية أمام ضغوط العمل في مدينة العمل. أمّا الراشدية، وبسبب موقعها الاستراتيجي، نستطيع إعادة أزقتها بأسلوب سياحي وثقافي، وذلك بتسمية الأزقة بأسماء عائلات سكنتها، كوثيقة لذاكرة استرجاعية، ثم تذهب الأسماء بجذورها في الأدلة السياحية، ومنحها وجوداً معلوماتياً، لتصبح مألوفة، لا سيّما أن الحيّز الصغير له سحره... وحبذا أن تكتبنا الأزقة قبل أن نكتبها، ففي الشوارع أقوال ورسائل.
البيانمنذ يوم واحدمنوعاتالبيانأزقة الراشديةمن دون تكلف، قادتني خطواتي تنزهاً بين أزقة الراشدية الضيقة، والراشدية كما نعلم منطقة سكنية تقع شرق مدينة دبي، وعلى الرغم من وقوعها في منطقة استراتيجية، قرب مطار دبي الدولي، وقرب الخدمات، لكنها بالمقابل تملك خصوصيتها في منازلها العربية ذات الأفنية الداخلية، وأشجار الغاف العتيقة، الضخمة والمتلاصقة، كأنها سلسلة ظلال مستمرة، أما الأزقة الضيقة فمن أجمل خصوصياتها. والأزقة أو الزنقات أو كما نقول «السكيك»، وكل تلك المسالك الضيقة والتي بالكاد تسع لشخصين أو ثلاثة للمرور فيها، هي من جماليات الأحياء في مختلف مدن العالم.. وكل من يعرف الراشدية، يجد في أزقتها تاريخاً قصصياً يخرج من بهو ذاكرة الآباء. كنت أجد بعض «السكيك» بنهاية مسدودة، وبعضها برائحة أعشاب نبتت بعشوائية في أرضها المتأزقة، وأزقة تمت توسعتها لأسباب صحية أو ليصلها الضوء، على الرغم من أننا في منطقة حارة نبحث عن الظل دائماً.. كما أن أزقة الراشدية ليست كالأزقة الأخرى التي تضيع فيها، بل تجعلك فضولياً تبحث عن غيرها، فخلال تجوالي وجدت سكة في منتصفها شجرة قديمة كثيرة الأغصان وقليلة الأوراق، معلق عليها دراجات العمال الساكنين مقابلها، وبشكل فني، مستخدمين أغصانها التي تم تلوينها لتصبح موقفاً للصفط. أغلبية أزقة الراشدية تحتوي على شجرة، وغالباً ضخمة، أكثرها من الشريش المضللة لنصف الممر، وإن لم تكن، فزهور الجهنمية المتدلية بشاعرية من أسطح البيوت إلى أرضية السكة.. كل شيء طبيعي أمام من يمرها، ويستعيد اكتشاف الزمن من خلال تلك الزوايا الضيقة التي تذكرهم بأوقات اللعب في طفولة الكرة والدراجات الصغيرة، لأغلب الجيل الرائع من المتقاعدين. فماذا لو رصفت أرضيات تلك المسالك الترابية بالحصى المرصوف، وصبغت جدرانها.. هي أزقة بحاجة فقط إلى رونق وحياة، كمقاعد أسفل ظلال النبت مفتوحة للمشاة، لمجرد ترميمها وإضاءتها، أو حتى تغطيتها بشبكة من مظلة خضراء تقي من الشمس، وبعض المشاتل ونوافير صغيرة، مثلها مثل الأزقة الشعبية في مدن أخرى، حيث يهربون إليها آخر النهار، فالشعوب مهما تقدمت، تحتاج إلى دفاترها القديمة، شيء من الذاكرة اللامتناهية أمام ضغوط العمل في مدينة العمل. أمّا الراشدية، وبسبب موقعها الاستراتيجي، نستطيع إعادة أزقتها بأسلوب سياحي وثقافي، وذلك بتسمية الأزقة بأسماء عائلات سكنتها، كوثيقة لذاكرة استرجاعية، ثم تذهب الأسماء بجذورها في الأدلة السياحية، ومنحها وجوداً معلوماتياً، لتصبح مألوفة، لا سيّما أن الحيّز الصغير له سحره... وحبذا أن تكتبنا الأزقة قبل أن نكتبها، ففي الشوارع أقوال ورسائل.