أحدث الأخبار مع #الحبالضائع


الدستور
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
أعمال أدبية أخرجها هنري بركات في السينما.. "دعاء الكروان" أبرزها
28 عاما مرت على وفاة المخرج هنري بركات، الذي رحل عن عالمنا في 23 فبراير لعام 1997، وترك وراءه إرثا من الأعمال الفنية، وأصبح من أكثر المخرجين إنتاجا للأعمال السينمائية، ولقب بـ"شيخ المخرجين". وكان للأدب نصيب من أعمال هنري بركات، فقد أخرج عدة أفلام سينمائية مأخوذة عن أعمال أدبية؛ وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية.. أمير الانتقام أخرج هنري بركات فيلم "أكبر الانتقام" وإنتاج عام 1950، المأخوذ عن رواية "الكونت دي مونت كريستو" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوما. تدور أحداث الفيلم حول "حسن الهلالي" البحار الفقير الذي يتعرض لمكيدة من جانب أصدقائه في العمل ويدخل على إثرها السجن تاركا والده وحبيبته يوم زواجه. ويستطيع الهلالى الهروب من السجن ويترك له أحد أصدقائه ميراث ضخم ليتحول بعدها إلى ثري ويستخدم هذا الثراء في الانتقام من الأشخاص الذين زجوا به في السجن. الحب الضائع كما أخرج هنري بركات فيلم "الحب الضائع" إنتاج عام 1970، وبطولة سعاد حسني وزبيدة ثروت ورشدي أباظة وقصة عميد الأدب العربي طه حسين، والقصة عن الصديقتين التي يفرقهما حب رجل واحد، عندما تتزوح إحدى الصديقات وتسافر مع زوجها إلى تونس، تحافظ على علاقتها بالصديقة الأخرى، يموت الزوج في تونس، تصمم الصديقة الأخرى على دعوة صديقتها للعيش معها والتخفيف عن وحدتها.بعد مجيء الصديقة يتعلق بها زوج الصديقة الأخرى، الحب الذي يضع الجميع في مواجهة صعبة مع الصداقة والزواج. الحرام من أشهر الأفلام التي أخرجها هنري بركات كان "الحرام" من إنتاج عام 1965، ومأخوذ عن قصة للأديب يوسف إدريس، وبطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم، وتدور أحداثه حول عزيزة وزوجها عبد الله الذين يعملان ضمن عمال التراحيل، يصاب الزوج بالمرض الذي يقعده عن العمل، يشتاق الزوج ذات يوم إلى البطاطا فتذهب عزيزة لتقتلعها من الأرض، يفاجئها أحد شباب القرية فيعتدي عليها وتحمل وتنجح في إخفاء حملها عن الأعين، فمعروف أن علاقتها الزوجية معدومة بسبب مرض زوجها، وعندما تلد مولودها تخاف أن يفضحها صراخه فتقتله دون وعي وهي تحاول أن تسكته، تعود إلى العمل متحملة آلام جسدها. ليلة الزفاف يعد فيلم "ليلة الزفاف" الذي تم إنتاجه عام 1966، من إخراج هنري بركات، قصة توفيق الحكيم، وبطولة كل من سعاد حسني وأحمد مظهر وأحمد رمزي وعقيلة راتب. وتدور قصة الفيلم حول "سلوى" التي تقع في حب عادل الشاب اللاهي، لكن أمها ترفض هذه العلاقة، وتفضل عليه الطبيب الجاد مجدي الذي يعالجها، ويتزوجا بالفعل مرضاة للأم، لكن لا يزال قلبها معلق بعادل. الباب المفتوح أخرج هنري بركات فيلم "الباب المفتوح" الذي تم إنتاجه عام 1963، وبطولة فاتن حمامة وصالح سليم ومحمود مرسي وحسن يوسف، والفيلم عن قصة نصها للطيفة الزيات. دعاء الكروان فيلم "دعاء الكروان" من روائع المخرج هنري بركات، ويعد من بين أفضل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية، فقد جاء في الترتيب السادس في قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما المصرية، وذلك في الاستفتاء الذي أجرته مجلة "فنون" المصرية عام 1984، كما أنه كان ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد 1996. عُرض فيلم "دعاء الكروان" لأول مرة عام 1959، القصة والسيناريو والحوار يوسف جوهر بالاشتراك مع المخرج، اقتباس من رواية أدبية بنفس الاسم للأديب المصري ووزير المعارف السابق الدكتور طه حسين. (1889-1973)، وبطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. أذكريني أخرج هنري بركات فيلم "أذكريني" الذي تم إنتاجه عام 1978، وبطولة محمود ياسين ونجلاء فتحي مقتبسة عن رواية "بين الأطلال" للأديب يوسف السباعي. بعد أن لجأت منى (نجلاء فتحي) إلى عمها لكي تعيش معه بعد وفاة والديها، تقع منى في حب الكاتب الشهير محمود حسين (محمود ياسين)، وهو بدوره يبادلها نفس المشاعر، لكن ما يعوق قصة الحب هذه من التحقق هو زواجه من ليلى التي تعاني من مرض في القلب، فتتزوج منى بدورها من رجل آخر يدعى عبد الرحيم وتنجب منه، لكن كل شيء يتغير بعد أن تقع حادثة لمحمود، وتقوم منى بزيارته في المستشفى بالرغم من كل اعتراضات زوجها.


الجزيرة
٠٨-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
شادية.. أيقونة البهجة التي أخفت آلامها وودّعت الأضواء بصمت
بابتسامتها الساحرة وصوتها العذب، استطاعت شادية أن تحفر اسمها في قلوب محبيها، حتى لقبت بـ"دلوعة الشاشة" (مدللة الشاشة). لكن خلف تلك الأضواء التي أبهرت الجمهور، كانت هناك حياة مليئة بالمحن والآلام التي لم يعرفها كثيرون. ففي ذكرى ميلادها التي تحل اليوم الثامن من فبراير/شباط، نستعيد محطات من مسيرتها التي لم تكن دائما ببهجة أدوارها على الشاشة. رغم نجاحها الفني الاستثنائي، عاشت شادية تجارب قاسية شكلت شخصيتها، بين فقدان الأحبة، وحرمانها من حلم الأمومة، وحتى الاعتزال المفاجئ بسبب صدمة طبية غيّرت مسار حياتها. فكيف كان الوجه الآخر لقصة الفنانة التي أضحكت الملايين، لكنها أخفت جروحا عميقة خلف الكاميرات؟ الفقد الأول.. في بداية الطريق تبدأ أحداث فيلم "امرأة في دوامة" (1962) بحادث سير ينهي حياة خطيب بطلة الفيلم "شادية"، وهي التجربة التي عاشتها في الواقع، مع اختلاف سياق الأحداث. ففي الواقع، تعرضت شادية، وهي في عمر الـ19، لفقدان خطيبها وحبها الأول، الضابط الذي شارك في حرب فلسطين عام 1948، حيث علمت بخبر وفاته بعد خروجها من العرض الخاص لفيلمها الأول. أصيبت بانهيار عصبي في ذلك الوقت، واضطرت أسرتها لنقل المسكن والانتقال إلى شقة في الزمالك للتخفيف عنها. وفي مذكرات شادية، التي نقلتها الكاتبة الصحفية إيريس نظمي، تحكي شادية أنها طلبت من خطيبها حينها أن يكتب لها رسائل من الجبهة ليخبرها بما يحدث في الحرب، كما كان يفعل أثناء وجوده في الكلية الحربية. لكن مرت الأيام دون أن تتلقى أي رسائل، حتى فوجئت برسالة تحمل ختم الجيش المصري، كُتب فيها: "توفي الضابط أحمد شهيدا في ساحة القتال". وحكت شادية في مذكراتها أنها تعرفت عليه في حفلة كانت تغني بها، وكانت وقتها في الـ17 من عمرها. فوجئت به بعد فترة يرسل لها خطابا يعبر فيه عن حبه، وكان طالبا في السنة الأخيرة بالكلية الحربية. وافقت على الزواج منه، لكن تم استدعاؤه للدفاع عن الوطن في حرب فلسطين. وتابعت: "جاء يودعني وهو يرتدي الملابس العسكرية، حبست دموعي حتى غاب عني، وظللت أبكي بكاء مريرا متواصلا، وكأن قلبي يعرف ماذا سيحدث. وصدقت مشاعري، فذهب ولم يعد أبدا.. استُشهد في ميدان القتال، وسقط حبيبي شهيدا، واسمي يلف حول إصبعه دبلة الخطوبة". وتعترف شادية أن ما حدث جعلها تركز في ذلك الوقت على الفن، علّها تجد السلوى والعوض، خاصة أنها في تلك المرحلة رفضت كل من تقدم للزواج منها. حلم الأمومة الذي لم يكتمل على الشاشة، لعبت شادية دور الأمومة بجدارة، كما عبرت عنها بمشاعرها وصوتها في أغنية "سيد الحبايب" ضمن أحداث فيلم "المرأة المجهولة" أواخر الخمسينيات، وهي الأغنية التي باتت من الأغاني الملازمة للاحتفال بالأمومة كل عام، وتعبر عن تلك المشاعر التي طالما حلمت بها شادية، لكنه الحلم الذي لم يكتمل. وفي سؤال لأحد معجبيها في المجلات القديمة عن أكبر أمنية لها لا يعرفها أحد، أجابت الفنانة المصرية الراحلة: "الأمنية التي لا يعرفها عني الناس أن يكون لي دُستة أطفال عندما أبلغ عمر الـ50". تزوجت شادية أكثر من مرة، وكاد حلمها أن يتحقق 3 مرات، إلا أنها تعرضت للإجهاض. وفي المرة الثالثة والأخيرة، كانت مرشحة في ذلك الوقت للمشاركة في فيلم "الحب الضائع" عن قصة طه حسين، وسافرت إلى لبنان لتصوير بعض أغنيات الفيلم، وكانت في الأشهر الأولى من الحمل، وكان معها زوجها آنذاك، الفنان صلاح ذو الفقار، والفنانة نادية لطفي، التي كان من المفترض أن تتقاسم معها البطولة. لكنها، بعد أن شعرت بالإرهاق الشديد أثناء التصوير، قررت الاعتذار عن الفيلم، الذي لعبت بطولته لاحقا سعاد حسني وزبيدة ثروت. وعادت شادية إلى منزلها للحصول على قسط من الراحة والحفاظ على حملها، إلا أنها تعرضت للإجهاض الثالث والأخير، مما أثر على حالتها النفسية، ودفعها إلى الرغبة في الانفصال عن زوجها وشريك نجاحاتها الفنية صلاح ذو الفقار، بعد أن قدّما معا أفلاما مثل "عفريت مراتي"، "مراتي مدير عام"، و"كرامة زوجتي". ورغم محاولات الأصدقاء للصلح بينهما، فإنهما عادا لفترة قصيرة، ثم فضّلت شادية أن تعيش حياتها دون زواج مرة أخرى بعد تأكدها من أنها حُرمت من الأمومة إلى الأبد. رحيل شقيقها الأصغر حرمان شادية من الأمومة جعلها تعتبر شقيقها الأصغر طاهر بمثابة الابن الذي لم تنجبه. وكان الأقرب لها، وكان مدير أعمالها، إلا أنها فجعت مجددا حين توفي شقيقها وهو لا يزال شابا. وكانت في ذلك الوقت تقوم ببطولة مسرحية "ريا وسكينة". حصلت على يوم واحد فقط إجازة، ثم عادت مجددا إلى خشبة المسرح، وقالت وقتها لأسرتها إنها فكرت في أن غيابها وعدم عرض المسرحية سيتسببان في قطع رزق الكومبارس الصامت والمتكلم في العرض، الذين كانوا يحصلون وقتها على مبالغ زهيدة، لا تتجاوز 10 جنيهات في اليوم الواحد. وفي حوار للفنان أحمد بدير، الذي شارك في بطولة العرض المسرحي، أشار إلى أن شادية كانت تأخذ أجرها من المسرحية وتوزعه بالكامل على المحتاجين في أظرف شهرية. تشخيص طبي خاطئ وراء اعتزالها واجهت شادية مأساة أخرى عندما اكتشفت أن تشخيص إصابتها بالسرطان، والذي أدى إلى خضوعها لجراحة استئصال الثدي، كان خاطئا. خلال زيارة لشقيقتها الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية، أخبرها الأطباء هناك أن التشخيص الذي تلقته في مصر لم يكن دقيقا، وهو ما كشف عنه الفنان سمير صبري بعد وفاتها عام 2017. وأوضح صبري أن السبب الحقيقي وراء اعتزال شادية الفن وابتعادها عن الأضواء كان إصابتها باكتئاب شديد بعد معرفتها بالحقيقة، إذ أدركت أنها خضعت لجراحة لم تكن بحاجة إليها. إعلان قبل اعتزالها، ركزت شادية على تقديم الأغاني الدينية، وحققت نجاحا لافتا بأعمال مثل "خد بإيدي"، لكنها رفضت عروضا لتسجيل أدعية دينية مفضّلة تكريس وقتها للأعمال الخيرية. فقد باعت نصف أرض فيلتها لتأمين حياة كريمة، استجابة لنصيحة الشيخ محمد متولي الشعراوي، بينما خصصت النصف الآخر لبناء مسجد ومستشفى. كما تبرعت بشقتها في المهندسين لتحويلها إلى مستوصف صحي، واستمرت في دعم المشاريع الخيرية حتى وفاتها.