logo
#

أحدث الأخبار مع #الحملةالصليبيةالأولى،

أوبرا "رينالدو" أثمن هدية قدمها هاندل لوطنه بالتبني: إنجلترا
أوبرا "رينالدو" أثمن هدية قدمها هاندل لوطنه بالتبني: إنجلترا

Independent عربية

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

أوبرا "رينالدو" أثمن هدية قدمها هاندل لوطنه بالتبني: إنجلترا

في ذلك الحين كان الموسيقي الألماني غيورغ فردريخ هاندل (1685 – 1759) في الـ26 من عمره، لكنه لم يكن في بداياته بل كان قد حقق شهرة ومكانة ليس فقط في مسقط رأسه في هاله، بل بخاصة في لندن حيث كان قد انتظم في العمل الموسيقي منذ حين، كما في إيطاليا حيث قام بتلك الجولة "الجنوبية" التي لم يكن ثمة مفر لأي مبدع شمالي من أن يقوم بها وغالباً ما تكون مثمرة، وهي كانت مثمرة بصورة مزدوجة بالنسبة إلى هاندل كما بالنسبة إلى فن الأوبرا الإنجليزي. وتبدى ذلك واضحاً منذ الأوبرا الأولى التي قدمها لجمهوره المؤلف من عليه القوم في هذا البلد، بدءاً من الملك نفسه الذي كان معروفاً بتذوقه للأوبرا كما بهيامه بكل ما هو إيطالي "يحمل إلى بلاده شيئاً من الدفء المتوسطي". ولقد كانت أوبرا "رينالدو" التي نتناولها هنا قادرة على القيام بالوظيفتين معاً، ومن هنا اعتبرت بالغة الأهمية في حياة ملحنها حتى وإن سيكون من الصعب اعتبارها من مؤلفاته الكبرى بالطبع. من فنون الحملة الصليبية إذاً، "رينالدو" أوبرا من تأليف هاندل، ألفها عام 1711، وكانت من ثم أول أوبرا باللغة الإيطالية كتبت خصيصاً للمسرح في لندن. ولقد أعد جياكومو روسي نصها من سيناريو أعده آرون هيل، وعرض العمل للمرة الأولى في مسرح الملكة في هاي ماركت بلندن في الـ24 من فبراير (شباط) 1711. ومن المعروف، وعلى حسب مجرى العادة في هذا النوع من الأوبرا على أية حال، أن أحداثها تدور من حول قصة حب وحرب وتضحية وفداء في زمن الحملة الصليبية الأولى، وهي مستوحاة بصورة مواربة من قصيدة توركواتو تاسو الملحمية "القدس المحررة"، ومن هنا لم يكن غريباً أنها حققت نجاحاً باهراً لدى الجمهور، على رغم ردود الفعل السلبية من النقاد الأدبيين الذين كانوا معادين للاتجاه المعاصر نحو الترفيه على الطريقة الإيطالية في المسارح الإنجليزية. وهنا لا بد من الإشارة أولاً إلى أن هاندل ولكي يلتف على ذلك النوع من الانتقادات عمد إلى تلحين أوبرا "رينالدو" بسرعة، مستعيراً ومكيفاً ملامح موسيقية عدة كان قد اشتغل عليها وهو بعد يقوم بجولته الطويلة في إيطاليا بين عامي 1706 و1710، والتي اكتسب خلالها شهرة واسعة. ولا بد من أن نضيف هنا إلى أن هاندل عمد خلال الأعوام التي تلت العرض الأول، إلى إجراء عديد من التعديلات على النوتة الموسيقية. هيمنة على إنجلترا ولئن كان ثمة في القرن الـ20 من بدى أعمالاً كثيرة لهاندل على "رينالدو" فإنها كانت خلال الزمن الذي قدمت فيه تعتبر من قبل النقاد واحدة من أعظم أعمال هاندل، وهي اشتهرت خصوصاً بأغان فردية منها تقدم وتحب خارج إطار تقديم العمل ككل والمثال الأسطع على ذلك أغنيتا "يا امرأتي العزيزة"، و"دعني لبكائي" التي ظلت أعواماً طويلة واحدة من أكثر المقطوعات الموسيقية رواجاً، وهو كان على أية حال يفضلها على أعمال أخرى له. ونعرف أن هاندل قد واصل وربما بفضل تلك الأوبرا التي راقت للمزاج الشعبي في إنجلترا عقوداً، هيمنته على فن الأوبرا والغناء عموماً في هذا البلد، ولا سيما منذ أعيد إحياء "رينالدو" في لندن بانتظام حتى عام 1717، ثم أعيد تقديمها بنسخة منقحة عام 1731، حيث من بين جميع أوبرات هاندل، كانت "رينالدو" الأكثر عرضاً خلال حياته. ومع ذلك بعد عام 1731 لم تعرض الأوبرا أكثر من عام. أما في الزمن الأقرب إلينا فقد أدى تجدد الاهتمام بأوبرا الباروك خلال القرن الـ20 إلى أول إنتاج احترافي حديث لـ"رينالدو" في مسقط رأس هاندل، مدينة هاله بألمانيا، عام 1954. ومن ثم عرضت الأوبرا بشكل متقطع على مدى الـ30 عاماً التالية، وبعد عرض ناجح في أوبرا متروبوليتان بنيويورك عام 1984، ازدادت عروض وتسجيلات العمل حول العالم، وكانت "رينالدو" أول أوبرا لهاندل تعرض في أوبرا متروبوليتان، كذلك شهد مهرجان غليندبورن، الذي أقيم في الذكرى المئوية الثالثة لولادة هذه الأوبرا عام 2011، إنتاجاً حديثاً لها. تجديد جذري بدأ هاندل تأليف هذه الأوبرا في غانزي ماركت بهامبورغ، حيث أمضى الأعوام من 1703 إلى 1706، في ذلك الوقت لم تكن الأوبرا الألمانية كنوع أدبي محددة بوضوح، ففي هامبورغ، كان مصطلح "سينغشبيل" (مسرحية غنائية) يصف، بدلاً من الأوبرا، الأعمال الدرامية الموسيقية التي تجمع بين عناصر الأوبرا الفرنسية والإيطالية، وغالباً ما تتضمن مقاطع من حوار ألماني نثري منطوق. كانت الموسيقى، على حد تعبير المؤرخ دونالد جاي غراوت، "ملوثة بطابع ألمانيا اللوثرية الجاد والصارم"، وكانت أوبرا "ألميرا" أول أعمال هاندل المبكرة على الطراز الألماني، وقد حققت نجاحاً كبيراً عند عرضها للمرة الأولى أوائل عام 1705. وعلى مدى الأعوام الثلاثة التالية، لحن هاندل ثلاثة أوبرات أخرى على الطراز الألماني، لكنها جميعها فقدت الآن، مع ذلك عثر على مقتطفات من موسيقى هذه الأعمال أدخلها الموسيقي في أوبرات لاحقة له. ونعرف أن هاندل، سافر نحو عام 1706، إلى إيطاليا حيث أقام فترات طويلة في فلورنسا وروما ونابولي والبندقية، وزار دور الأوبرا وقاعات الحفلات الموسيقية بشكل متكرر، وهناك تعرف إلى موسيقيين بارزين، والتقى كثيراً من المغنين والفنانين. من هذه المعارف، تعلم هاندل السمات الأساس للموسيقى الإيطالية، ولا سيما (وفقاً لمؤرخي سيرته) "الطلاقة في معالجة الشعر الإيطالي، والخطاب الدقيق، والإيقاع التوافقي المرن في التلاوة... والتمييز الضروري بين المادة الصوتية والآلية، والأهم من ذلك، كيف يطلق موهبته اللحنية الرائعة". ومع ذلك أظهرت أول أوبرا إيطالية لهاندل، "رودريغو"، قصوراً في فهم الأسلوب الإيطالي، ولم تحقق نجاحاً عند عرضها للمرة الأولى في فلورنسا، في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) أو أوائل ديسمبر (كانون الأول) 1707. تبعت ذلك زيارة مطولة إلى روما، حيث حظرت عروض الأوبرا آنذاك بموجب مرسوم بابوي، لكن هاندل عرف كيف يصقل مهاراته من خلال تأليف الكانتاتات والأوراتوريو. وفي روما، التقى هاندل الكاردينال فينتشنزو جريماني، وهو دبلوماسي وكاتب نصوص أوبرا في أوقات فراغه، وكانت نتيجة هذا اللقاء تعاوناً أنتج أوبرا هاندل الإيطالية الثانية، "أغريبينا" التي كانت على أية حال الرحم التي ستولد منها أوبرا "رينالدو". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مؤثرات صوتية وضوئية ومهما يكن من أمر لا بد من أن نقول هنا إن "رينالدو" التي اعتبرت أثمن هدية قدمها الموسيقي الألماني لوطنه بالتبني، إنجلترا، كان من ميزاتها أنها صيغت خصيصاً للمسرح والجمهور اللندنيين. ولكي يتوصل هاندل إلى تلك التوليفة نراه يستعرض مؤلفاته السابقة في مجالات موسيقية عدة وينهل مما آنس فيها من ملامح راقت للجمهور. غير أن عبقريته مكنته من أن يحول ذلك الشتات الانتقائي المبعثر، للوهلة الأولى، إلى عمل موسيقي متماسك، ومع ذلك يمكننا أن نلاحظ أن النقد الفرنسي بخاصة، ولمناسبة صدور "رينالدو" في ثمانينيات القرن الـ20 في أسطوانات مدمجة، لاحظ كيف أن ذلك العمل لم يكن قد حظي قبل ذلك بتسجيل مقنع مع أنه صدر ثلاث مرات تعكس تسجيلات مختلفة تنقل بقدر لا بأس به من الأمانة حكاية الحب التي تدور على خلفية الحروب الصليبية بين البطل العائد من القدس، رينالدو، وحبيبته الوديعة آلميرينا لكنه يضطر إلى إنقاذ حبه الكبير، إلى مجابهة الساحرة الشريرة آرميدي التي لا تتوقف عن وضع العراقيل في وجه حبه وسعادته مع حبيبته مستخدمة قواها وإمكاناتها السحرية التي لا تنضب، بينما الحبيبة تجابه كل ذلك بهدوء لا يمكنه إلا أن يختتم كل ذلك بقدر كبير من الانتصار. فالحب ينتصر في نهاية الأمر، تساعده على ذلك ألحان استعاد الجمهور اللندني من خلالها ذلك التوق الرومانسي الذي كان عصياً على الحياة الفنية الإنجليزية الصارمة. ولعل علينا في نهاية الأمر هنا أن نعيد إلى الأذهان أن "ألاعيب" الساحرة وبراعة العاشق الفارس في التصدي لها كانت في خلفية كثير من مبتكرات المؤثرات البصرية التي أكثر هاندل من استخدامها هنا مقرونة بمؤثرات سمعية موسيقية لن يفوت متابعو عمله أن يرصدوها في أعمال لاحقة له ولا سيما في مقطوعاته حول الألعاب النارية فوق نهر التايمز لاحقاً.

الأردن بالسيف والدبلوماسية في مواجهة مؤتمر كليرمون
الأردن بالسيف والدبلوماسية في مواجهة مؤتمر كليرمون

عمون

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عمون

الأردن بالسيف والدبلوماسية في مواجهة مؤتمر كليرمون

يتصدى الأردن اليوم، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، لامتدادات المقررات التي وضعها مؤتمر كليرمون قبل تسعة قرون. عُقد المؤتمر عام 1095 في فرنسا، وأطلق البابا أوربان الثاني حينها نداءه الشهير الذي دعا فيه المجتمع الغربي لاحتلال القدس، مُطلِقًا بذلك شرارة الحملات الصليبية الأولى. لم يكن هذا المؤتمر مجرد دعوة دينية، بل كان مخططًا سياسيًا واستراتيجيًا يهدف إلى إعادة تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط. كان الهدف المعلن هو 'تحرير القدس' من المسلمين، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير؛ فقد كانت الحروب الصليبية صراعًا معقدًا بين المصالح الدينية، والاقتصادية، والسياسية. واليوم، بعد أكثر من 900 عام، نجد أن بعض ملامح هذا الصراع لم تتغير، بل تطورت في أشكال جديدة، حيث لا تزال القدس وغزة محورًا رئيسيًا للصراع العالمي. لقد تمحورت مقررات المؤتمر حول نقاط رئيسية، أهمها: • التعبئة الدينية لتحقيق أهداف سياسية. • تشكيل تحالفات عالمية لإعادة رسم الحدود وتقسيم المصالح. • استخدام الحصار والتجويع كأدوات لتحقيق أهداف الحرب. • إصدار قرارات تتعهد بحماية ممتلكات المحاربين، ومنحهم صكوك الغفران، بالإضافة إلى وقف الحروب والنزاعات بين الدول الغربية وتشجيع جميع الطبقات على المشاركة في هذه الحملات. انطلقت تلك الحملات العسكرية ضد جميع الأديان السماوية، فعاثت فسادًا في المدن الكبرى الأوروبية ونهبت كل ما صادفها في طريقها. لم تكن سوى حروب مصالح اقتصادية وسياسية تُغلّفها ذرائع دينية استطاعت توظيف كل شيء لخدمة مصالح أمراء وملوك الحروب. لقد لعب المرتزقة دورًا رئيسيًا في تلك الحملات العسكرية، ولم يكن يهمهم أمر الإسلام أو المسيحية؛ فقد قتلوا وأفسدوا أينما حلّوا. أما التحالفات التي أُبرمت آنذاك فلم تتخذ الدين مرجعية في إدارة الصراع؛ إذ استعانت الإمبراطورية البيزنطية الوثنية بالغرب المسيحي ضد المسلمين، وتحالف الفاطميون في مصر مع الغرب ضد السلاجقة المسلمين. كما وقف ملوك أوروبا صفًا واحدًا لدعم الحملة على القدس وفلسطين مقابل السيطرة على الموانئ والتجارة والموارد الطبيعية التي تزخر بها هذه البلاد. ففي نهاية المطاف، كانت القدس مركزًا للحكم الديني لدى كل الديانات السماوية، ومن يملكها يملك السيادة الدينية على الأرض، مما يمكّنه من تسخير كل شيء لمصالحه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وأخيرًا الدينية. وهكذا، سقطت القدس عام 1099 بعد أربع سنوات فقط من انطلاق الحملة الصليبية الأولى، مُعلنةً قيام مملكة بيت المقدس. إن الصراع على القدس وغزة ليس جديدًا، بل هو صراع قديم يُعاد إنتاجه برؤية حديثة. فقد ظلت القدس محورًا للصراعات الدينية والسياسية منذ آلاف السنين، لكنها اليوم أصبحت جزءًا من منظومة أوسع تتعلق بإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية في المنطقة. وللفهم اكثر فإن السيطرة على القدس لم تعد ذات بُعد ديني فقط، بل أصبحت مسألة سياسية بامتياز؛ إذ تُستخدم القرارات الدبلوماسية، مثل اعتراف بعض الدول بالقدس عاصمةً لإسرائيل، كأدوات ضغط على الفلسطينيين والعالم الإسلامي. وكذلك الامر في غزة، التي لم تكن محورًا في الحروب الصليبية، أصبحت اليوم رمزًا للمقاومة والصراع على السيادة، حيث تُستخدم كحقل اختبار استراتيجي للقوى العالمية في كيفية إدارة الصراعات غير المتكافئة. إذا كانت الحروب الصليبية تعتمد على الجيوش والسيوف، فإن صراعات اليوم تُدار بأساليب أكثر تعقيدًا، مثل العقوبات الاقتصادية، الضغوط الدبلوماسية، والدعاية الإعلامية. لكن الجوهر يبقى كما هو إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح القوى الكبرى، لا الشعوب التي تعيش فيها. إن ما تم التطرق إليه في هذا المقال ما هو إلا دليل واضح على أن تاريخ هذه المنطقة صراعٌ قديمٌ متجدد ، فمن يقف اليوم في مواجهة امتدادات تلك الحملات العسكرية والسياسية والدبلوماسية هو المدافع الحقيقي عن مصالح الشعب الفلسطيني، وعن القدس الشريف والمسجد الأقصى والأرض المباركة. يقف الأردن، بشعبه ومليكه المفدى عبد الله الثاني بن الحسين -حفظه الله- سدًا منيعًا يتصدى لكل محاولات الهيمنة والاحتلال، ويواصل دفاعه بالسيف والدبلوماسية عن الحق العربي والإسلامي في فلسطين. القدس عربية. ودمتم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store