منذ 10 ساعات
النجاه من العدو.. "الحِصن الحَصين مِن كلام سيِّد المرسَلين"
وقد بيَّن في مُقدِّمَةِ كتاب (عُدَّة الحِصْن الحصين) سَبَبَ تأليفِه؛ فقال: «لمَّا كان كتابِي (الحِصْنُ الحَصينُ من كلامِ سيِّدِ المرسَلِين) ممَّا لم يَسبِقْ إلى مِثَالِه أحدٌ من المتقدِّمِين، وعزَّ تأليفُ نظيرِه على مَن سلَكَ طريقَه من المتأخِّرِين؛ لِمَا حوَى من الاختصار المُبِين ، والجمعِ المُحكَمِ الرَّصِين، والتَّصحيحِ المَتِين، والرَّمزِ الذي هو على العَزْوِ مُعِين؛ حداني على الاختصار في هذه الأوراق من أصلِه المذكور، بعدَ أن كنتُ سُئِلتُ ذلك مِرارًا في سنينَ وشهور، ممَّن آنَسَ غُربتي، وكشَفَ كُرْبتي؛ فأوجَبَ الحقُّ عليَّ مكافأتَه، ولم أقدِرْ عليها إلَّا بالدُّعاءِ له؛ فأسأَلُ اللَّهَ نصرَه ومعافاتَه».
وقد وشَّحْنَا طَبْعَتَنَا هذه بتعليقاتٍ تُبيِّنُ غامِضَهُ، وتُوضِّحُ مُبهَمَهُ، وتَحُلُّ مُشكِلَهُ، وتُفصِّلُ مُجمَلَهُ، وأغلبُها مُستفادَةٌ مِن شرح الشيخ حسنين محمد مخلوف، الذي تقلَّد إفتاء الديار المصرية مرَّتين.
واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبـر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله، بضرورة نَشْرِ البحوثِ العِلميَّةِ التي تُسهِمُ في رَبْطِ الجمهورِ بعلومِ تُرَاثِهم، وفنونِ حضارتِهم، باعتبارِه واجبَ الوقتِ الذي يُحَتِّمُه دَوْرُ الأزهرِ الشريفِ في صناعةِ الوعيِ الفكريِّ؛ رأت الأمانةُ العَّامةُ لمجمعِ البحوثِ الإسلاميَّةِ نَشْرَ هذا الكتاب.