#أحدث الأخبار مع #الخديوىتوفيقاليوم السابع٢٤-٠٤-٢٠٢٥سياسةاليوم السابعملحمة تطوير أول متحف للفن الإسلامىتحدثنا في المقال السابق عن قصة إنشاء متحف الفن الإسلامى الذي كان يسمى بـ"دار الآثار العربية"، وبدايته فى جامع الحاكم بأمر الله بالقرب من باب الفتوح، وذلك عندما صدر أمر الخديوى توفيق في 1881م بتشكيل لجنة "حفظ الآثار العربية" وضم إليه محمود سامى البارودى باشا وزير الحربية فى ذلك الوقت، ومصطفى فهمى باشا وزير الخارجية وعلماء ومهندسون معماريون وأثاريون من مختلف الجنسيات لجمع وترميم الآثار الإسلامية المنقولة وحفظها، ووقع الاختيار على جامع الحاكم بأمر الله ليصبح مقرا لأول متحف للفن والأثار الإسلامية واستمر إلى 1902م، حينما ثم نقل الآثار إلى المبنى الجديد بباب الخلق الذي افتتح فى ديسمبر 1903م. واليوم نتحدث عن ملحمة الترميم والتطوير والتى كانت بدايتها عبارة عن كوابيس، كلما انتهينا من كابوس منها ظهر الآخر أكثر رعبًا وفزعًا، كان المتحف حتى وقت إغلاقه فى 2003م كأنه عجوز بلغ سن الاستبداع تداعت كل أعضائه؛ وكلما قمنا بعلاج عضو ظهر عضو آخر على وشك الانهيار، وتحدينا كل المصاعب يحدونا أمل واحد وهو إعادة بعث متحف الفن الإسلامى من جديد وافتتاحه للزيارة مرة أخرى وعلاج كل مشاكله.. وقد بدأنا بعلاج عمارة المتحف التى تأثرت بشكل كبير بوجود دار الكتب والوثائق فى الطابق الثاني الذى يعلو المتحف، وللأسف الشديد كان بعض المنافقين ومدعى العمل ممن تولوا مسئولية أثار مصر ولم يفعلوا شيئاً.. يخرجون على الناس بالشائعات التى بدأت بقولهم أننى أقف ضد الآثار الإسلامية وأوجه اهتمامى كله نحو الآثار الفرعونية؛ والدليل على ذلك إغلاق متحف الفن الإسلامى ونفل آثاره وأن المتحف لن يرى النور بعد ذلك، وأنه لن يتم افتتاحه مرة أخرى؛ بل وصل الأمر إلى ظهور شائعات بأننا تخلينا عن مبنى المتحف ونعتزم نقله إلى مكان آخر، وشائعة أخرى تقول إن بدروم المتحف قد انهار نظرًا لسوء أعمال التطوير. وعلى الرغم من الهجوم الشرس إلا أننا لم نضيع الوقت فى صده أو مجاراتهم لسابق معرفتنا بهم وبإمكانياتهم التى لا تخرج عن كونه تحريك الألسنة فقط.. واستمر العمل بفريق من شباب المهندسين والأثاريين والمرممين، وعلى الرغم من تخطى بعضهم العقد الخامس والسادس من العمر إلا أنهم كانوا يعملون بروح الشباب المتحمس الذى لا يهدأ. ولم تنته مشاكل المتحف بالقضاء على المصاعب المعمارية التى واجهناها وإنما كانت هناك مشكلة تكدس الآثار؛ وقد اتخذت منذ البداية قرارًا بعرض حوالى 2500 قطعة فنية تعبر عن مختلف فنون العصر الإسلامى من خشب ونسيج ونحت ومعادن وفسيفساء وغيرها من فنون العصر الإسلامى بالشكل الذى يسمح لها بإبراز قيمتها الفنية؛ فهى كنوز لا يمكن تكديسها داحل فتارين أو تعليقها على حوائط لا تُرى وبالتالي نهدر فيمتها التى يحسدنا عليها العالم كله.. أما أثار متحف الفن الإسلامى والتى تعدت المائة ألف قطعة فلم يتم التفريط فيها كلها، بل سيظل جزء كبير موجود بمخازن المتحف من أجل تجديد العرض المتحفى وتجديد شبابه ودمائه كل فترة وتغذيته بقطع جديدة للعرض.. أما بعض القطع المكررة وغير الفريدة فسيتم عرضها فى متاحف أخرى بمصر لكى تتيح لأبناء مصر كلها رؤية الفنون الإسلامية فى أكثر من متحف. وقُبيل افتتاح المتحف وبعد أن تم دهان حوائط المتحف بالكامل باللون الأبيض والبدء فى تجهيز الآثار للعرض حضر الوزير الفنان فاروق حسنى لمتابعة الأحمال كعادته كل فترة، وبمجرد أن شاهد اللون الأبيض قال لمن حوله أن هذا اللون لن يتيح رؤية الأعمال الفنية بشكل واضح نتيجة الخلفية البيضاء؛ واختار اللون الرصاصى الغامق بدلاً من الأبيض. وهنا شعر فريق العمل بنوع من الإحباط نتيجة تعجلهم افتتاح المتحف لرؤية ثمرة جهدهم وعرقهم؛ وكان رد فاروق حسنى ردأ مقنعًا ليس نابعاً من كونه وزير الثقافة والرئيس الأعلى لفريق العمل الأثرى فى مصر، وإنما من خلال كونه فنان شغلته الألوان كما قال هو بنفسه.. وبالفعل تم تغيير اللون واقتنع الجميع بعد رؤيته مع الآثار بأن اختيار اللون كان صائبًا مائة فى المائة وكانت أسعد أيام حياتى وفريق العمل هو يوم أن افتتح رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك والسيدة الفاضلة سوزان مبارك متحف الفن الإسلامى بباب الخلق.
اليوم السابع٢٤-٠٤-٢٠٢٥سياسةاليوم السابعملحمة تطوير أول متحف للفن الإسلامىتحدثنا في المقال السابق عن قصة إنشاء متحف الفن الإسلامى الذي كان يسمى بـ"دار الآثار العربية"، وبدايته فى جامع الحاكم بأمر الله بالقرب من باب الفتوح، وذلك عندما صدر أمر الخديوى توفيق في 1881م بتشكيل لجنة "حفظ الآثار العربية" وضم إليه محمود سامى البارودى باشا وزير الحربية فى ذلك الوقت، ومصطفى فهمى باشا وزير الخارجية وعلماء ومهندسون معماريون وأثاريون من مختلف الجنسيات لجمع وترميم الآثار الإسلامية المنقولة وحفظها، ووقع الاختيار على جامع الحاكم بأمر الله ليصبح مقرا لأول متحف للفن والأثار الإسلامية واستمر إلى 1902م، حينما ثم نقل الآثار إلى المبنى الجديد بباب الخلق الذي افتتح فى ديسمبر 1903م. واليوم نتحدث عن ملحمة الترميم والتطوير والتى كانت بدايتها عبارة عن كوابيس، كلما انتهينا من كابوس منها ظهر الآخر أكثر رعبًا وفزعًا، كان المتحف حتى وقت إغلاقه فى 2003م كأنه عجوز بلغ سن الاستبداع تداعت كل أعضائه؛ وكلما قمنا بعلاج عضو ظهر عضو آخر على وشك الانهيار، وتحدينا كل المصاعب يحدونا أمل واحد وهو إعادة بعث متحف الفن الإسلامى من جديد وافتتاحه للزيارة مرة أخرى وعلاج كل مشاكله.. وقد بدأنا بعلاج عمارة المتحف التى تأثرت بشكل كبير بوجود دار الكتب والوثائق فى الطابق الثاني الذى يعلو المتحف، وللأسف الشديد كان بعض المنافقين ومدعى العمل ممن تولوا مسئولية أثار مصر ولم يفعلوا شيئاً.. يخرجون على الناس بالشائعات التى بدأت بقولهم أننى أقف ضد الآثار الإسلامية وأوجه اهتمامى كله نحو الآثار الفرعونية؛ والدليل على ذلك إغلاق متحف الفن الإسلامى ونفل آثاره وأن المتحف لن يرى النور بعد ذلك، وأنه لن يتم افتتاحه مرة أخرى؛ بل وصل الأمر إلى ظهور شائعات بأننا تخلينا عن مبنى المتحف ونعتزم نقله إلى مكان آخر، وشائعة أخرى تقول إن بدروم المتحف قد انهار نظرًا لسوء أعمال التطوير. وعلى الرغم من الهجوم الشرس إلا أننا لم نضيع الوقت فى صده أو مجاراتهم لسابق معرفتنا بهم وبإمكانياتهم التى لا تخرج عن كونه تحريك الألسنة فقط.. واستمر العمل بفريق من شباب المهندسين والأثاريين والمرممين، وعلى الرغم من تخطى بعضهم العقد الخامس والسادس من العمر إلا أنهم كانوا يعملون بروح الشباب المتحمس الذى لا يهدأ. ولم تنته مشاكل المتحف بالقضاء على المصاعب المعمارية التى واجهناها وإنما كانت هناك مشكلة تكدس الآثار؛ وقد اتخذت منذ البداية قرارًا بعرض حوالى 2500 قطعة فنية تعبر عن مختلف فنون العصر الإسلامى من خشب ونسيج ونحت ومعادن وفسيفساء وغيرها من فنون العصر الإسلامى بالشكل الذى يسمح لها بإبراز قيمتها الفنية؛ فهى كنوز لا يمكن تكديسها داحل فتارين أو تعليقها على حوائط لا تُرى وبالتالي نهدر فيمتها التى يحسدنا عليها العالم كله.. أما أثار متحف الفن الإسلامى والتى تعدت المائة ألف قطعة فلم يتم التفريط فيها كلها، بل سيظل جزء كبير موجود بمخازن المتحف من أجل تجديد العرض المتحفى وتجديد شبابه ودمائه كل فترة وتغذيته بقطع جديدة للعرض.. أما بعض القطع المكررة وغير الفريدة فسيتم عرضها فى متاحف أخرى بمصر لكى تتيح لأبناء مصر كلها رؤية الفنون الإسلامية فى أكثر من متحف. وقُبيل افتتاح المتحف وبعد أن تم دهان حوائط المتحف بالكامل باللون الأبيض والبدء فى تجهيز الآثار للعرض حضر الوزير الفنان فاروق حسنى لمتابعة الأحمال كعادته كل فترة، وبمجرد أن شاهد اللون الأبيض قال لمن حوله أن هذا اللون لن يتيح رؤية الأعمال الفنية بشكل واضح نتيجة الخلفية البيضاء؛ واختار اللون الرصاصى الغامق بدلاً من الأبيض. وهنا شعر فريق العمل بنوع من الإحباط نتيجة تعجلهم افتتاح المتحف لرؤية ثمرة جهدهم وعرقهم؛ وكان رد فاروق حسنى ردأ مقنعًا ليس نابعاً من كونه وزير الثقافة والرئيس الأعلى لفريق العمل الأثرى فى مصر، وإنما من خلال كونه فنان شغلته الألوان كما قال هو بنفسه.. وبالفعل تم تغيير اللون واقتنع الجميع بعد رؤيته مع الآثار بأن اختيار اللون كان صائبًا مائة فى المائة وكانت أسعد أيام حياتى وفريق العمل هو يوم أن افتتح رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك والسيدة الفاضلة سوزان مبارك متحف الفن الإسلامى بباب الخلق.