logo
#

أحدث الأخبار مع #الدكتورة_عرين_خليفة

كتاب " قوى الرعب" لجوليا كريستيفا يغوص في أعماق النفس البشرية
كتاب " قوى الرعب" لجوليا كريستيفا يغوص في أعماق النفس البشرية

الغد

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • الغد

كتاب " قوى الرعب" لجوليا كريستيفا يغوص في أعماق النفس البشرية

عزيزة علي اضافة اعلان عمّان – في كتابها "قوى الرعب: دراسة في الدناءة"، تغوص المؤلفة جوليا كريستيفا في أعماق النفس البشرية، حيث تختلط الرغبة بالخوف، والجمال بالقبح. ينبثق "الدنيء" كصدى داخلي لما لا يُحتمل رؤيته أو الاعتراف به. إنه ذاك الشعور الغامض الذي يعبرنا عندما نواجه ما يتجاوز النظام، ويهدد حدود الهوية، ويعيدنا إلى ما قبل اللغة والنظام الاجتماعي.رأى المشاركون في الحفل الذي أقيم في المعهد الثقافي الفرنسي أول من أمس، برعاية مديرة المعهد ليتيسيا بارب، أن "الدناءة" ليست، كما تصفها كريستيفا، مجرد اشمئزاز بيولوجي أو رفض أخلاقي، بل هي ظاهرة وجودية ونفسية معقدة، تسكن تقاطعات الهوية واللغة والجسد. وعبر عدسة التحليل النفسي ونظريات فرويد ولاكان، حيث تتقصى كريستيفا لحظات الانهيار بين الذات والآخر، بين الداخل والخارج، وتُظهر كيف أن الرعب لا يأتي فقط من الخارج، بل من ذواتنا الهشة التي تهتز حين تواجه ما لا يمكن احتواؤه.وأشار المتحدثون إلى أن الكتاب الصادر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، والذي ترجمته إلى اللغة العربية الدكتورة عرين خليفة، أستاذة الأدب الإنجليزي والنقد في جامعة فيلادلفيا؛ تغوص فيه المؤلفة بالنصوص الأدبية والفلسفية، وتُجري تحليلا دقيقا لأعمال سيلين، وبروست، وجويس، ودوستويفسكي، وباتاي، لتُبيّن كيف تسكن "الدناءة" هذه الأعمال الكبرى، وكيف يواجه الأدب، كما الدين والفن، هذا المجهول المرعب، محاولا تطهير الذات عبر الاعتراف به، أو احتوائه، أو حتى تحويله إلى جمال غريب.قال الناقد الدكتور محمد عبيد الله إن المؤلفة جوليا كريستيفا وهي فيلسوفة وناقدة أدبية ومحللة نفسية وناشطة نسوية وروائية بلغارية الأصل، تقيم في فرنسا منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، وتشغل حاليا منصب أستاذة فخرية في جامعة باريس ديديرو. وبالرغم من شهرتها الواسعة كناقدة فرنسية-بلغارية عالمية، لم يُترجَم من مؤلفاتها إلا عدد قليل، وهذا الكتاب هو الرابع لها باللغة العربية، بعد أكثر من أربعة عقود على نشره بالفرنسية والإنجليزية.وأشار عبيد الله إلى مبادرة الدكتورة عرين خليفة، التي ترجمت هذا الكتاب انطلاقا من أهميته وأهمية مؤلفته، وقيمته في مجال التحليل النفسي والنقد الثقافي، وقد بذلت جهودا واضحة في معالجة صعوبة المصطلحات والخلفيات المعرفية المتشعبة التي تعكس ثقافة المؤلفة وتعدد المجالات التي تستند إليها في كتابها.وتحدث الدكتور عبيد الله عن تأثير كريستيفا في مجالات التحليل النقدي، والدراسات الثقافية، والحركة النسوية، منذ إصدارها كتابها الأول عام 1969. وتتناول أعمالها موضوعات عدة تشمل: التناص، السيميائيات، اللسانيات، النظرية الأدبية والنقدية، التحليل النفسي، التحليل السياسي والثقافي، الفن وتاريخه، إضافة إلى السيرة الذاتية والمذكرات. وقد عُرفت أيضا بإسهاماتها في الفكر البنيوي وما بعد البنيوي.وأشار عبيد الله إلى أن كتاب "قوى الرعب"، يطرح مصطلحين أساسيين في فكر كريستيفا، هما "الدناءة" و"الدنيء"، بالاستناد إلى نظريات فرويد ولاكان، حيث يتم تحليل ردود الأفعال تجاه الموضوعات المنفّرة والمخيفة، وفحص حضورها في كتابات سيلين، وبروست، وجويس، ودوستويفسكي، وباتاي، وآخرين.ورأى عبيد الله أن الكتاب يربط بين مفهوم "الدنيء" واندلاع "الواقعي" وفق المفهوم اللاكاني، وحضور الموت، مستكشفا كيف يشكّل كل من الفن والدين وسيلة للتطهر من "الدنيء"، باعتباره مجالا تنهار فيه الحدود بين الذات والآخر، ويُحدث اضطرابا في الهوية، والنظام، والحدود.وخلص عبيد الله إلى أنه إذا كانت الترجمة جسرا بين الثقافات، فإن هذه الترجمة الجديدة لكتاب قوى الرعب تُعد مساهمة نوعية من المترجمة د. عرين خليفة، ولها إسهامها في تعزيز معرفة القارئ العربي بتفاصيل الفكر الغربي الحديث، الذي ما زال الاتصال به انتقائيا ومبنيا على المصادفة في أغلب الأحيان.من جانبه، علّق الأستاذ الدكتور بكر بني خير، رئيس قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة الهاشمية، على الأساليب التي اتبعتها المترجمة في نقل النص إلى العربية، مشيدا بدقة الترجمة، ومشيرا إلى أن القارئ قد يظن أن النص الأصلي كُتب بالعربية، خاصة في المقتطفات الأدبية والشعرية. وقد أورد أمثلة من الكتاب لبيان مدى إتقان الترجمة.من جانبها، قالت المترجمة الدكتورة عرين خليفة إن أهمية الكتاب لا تقتصر على تحليل سرديات الرعب والرهاب، بل تمتد إلى توسيع استخدام مصطلحي "الدناءة" و"الدنيء" في مجالات مثل النسوية، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، ودراسة الظواهر المهمشة والمستثناة في المجتمعات، التي قد يؤدي تهميشها إلى كوارث مثل الإبادات الجماعية، والتطهير العرقي، والفصل العنصري، وسائر أشكال التمييز القائم على الجنس، أو العرق، أو الدين، وغيرها.وأشارت خليفة إلى أن كتاب "قوى الرعب"، الذي صدر عام 1980، يُعد نقطة تحول في كتابة كريستيفا. وبرغم أنه نُشِر في القرن الماضي قبل أكثر من أربعين عاما، فإن أثره ما زال قائما حتى اليوم، حيث ما يزال مصطلحا "الدناءة" و"الدنيء" يُستعملان في مجالات وتخصصات عدة، لا سيما في التحليل النفسي، وكذلك على المستويين التاريخي والأنثروبولوجي.وأوضحت خليفة أن استخدام هذين المصطلحين قد توسع اليوم، حيث يُستخدمان في تحليل سرديات الرعب والرهاب، وأيضا في دراسة كل ما هو مُهمَّش ومستثنى في المجتمع، والذي قد يؤدي تهميشه إلى نتائج كارثية كالإبادات الجماعية، والتطهير العرقي، ونظام الفصل العنصري، وسائر أنواع التمييز (على أساس الجنس أو العرق أو الدين، إلخ). وهو ما يُكسب الكتابة الأدبية، وبالذات الشعر، جمالا من نوع خاص، يتم فيه اللعب بالقواعد والمجاز والمعنى على الحدود بين "الدنيء" و"السامي"، على حافة الرعب.وخلصت إلى أن أهمية الكتاب تنبع من أهمية مؤلفته جوليا كريستيفا، وإسهاماتها الفلسفية واللغوية، وتطويرها لمصطلحي السيميائية والرمزية، انطلاقا من مفهومي لاكان: التخيلي والرمزي. فالأول يُعرَّف بأنه الجانب الأمومي من اللغة الذي يُظهر الدوافع الداخلية، وهو جانب يحمل تناقضا منطقيا؛ إذ يعتمد على القانون ويهدّده في آن معا، ويشبه "ثرثرة" الأطفال في المرحلة ما قبل الأوديبية. بينما يرتبط المصطلح الثاني. هو الرمزي بقانون الأب، ويظهر في البنى القواعدية والنحوية للغة. والتفاعل بين هذين الجانبين يخلق العملية الدلالية.وخلصت إلى أن أهمية كتاب تكمن من أهمية مؤلفته جوليا كريستيفا. وامساهماتها الفلسفية و اللغوية تطوير مصطلحي السيميائية والرمزية من مصطلحي (لاكان) التخيلي و الرمزي. الأول يُعرَّف بأنه الجانب الأمومي من اللغة الذي يُظهِر الدوافع الداخلية وهوجانب فيه إحراج منطقي حيث أنه معتمد على القانون و مُهدِّم له في آن معا. وأقرب ما يكون له من الكلام "ثرثرة" الأطفال في مرحلة ما قبل الأوديبية. بينما يرتبط مصطلح الرمزية بقانون الأب الذي يظهر في البنى القواعدية والنحوية للغة. التفاعل بين هذين الجانبين يخلق العملية الدلالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store