أحدث الأخبار مع #الديسكو


وكالة خبر
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- وكالة خبر
أهلا بكم في الديسكو
أنا في الديسكو، صخب وموسيقى عالية وحادة، أصوات مزعجة متداخلة باللغة العبرية، تدوي في داخل رأسي، سكاكين صوتية لا تهدأ، يختلط الهواء مع الانفاس، الرقصات مع الاشباح التي تدور حولي، اتمايل واتموج، هناك من يسحبني للأعماق ثم يقذفني للأعلى، هناك من يدق عقلي، أرتطم بنفسي، جسدي يترنح، يتعرق، يتفسخ، أذوي جسما ودماغا واحساسا، هناك من يضربني ويجلدني في داخلي، ينتزع ذاتي ويعريها فوق الحصى والرمل. اهلا بكم في الديسكو، الحفلة على وشك البدء، بهذه العبارة يرحب الجلادون الصهاينة بالأسرى الفلسطينيون في معتقل سدي تيمان السري والدموي والذي يقع بالقرب من بئر السبع، والذي أنشئ في قاعدة عسكرية خلال الحرب الابادية على قطاع غزة، والديسكو هو غرفة تعذيب او حظيرة تعذيب كما يطلق عليه الاسرى، توضع فيها سماعات كبيرة وضخمة تصدر أصواتا وضجيجا عنيفا تقتحم أعماق الانسان حتى يفقد الاتزان ويتحول الى انقاض. لا زلت في غرفة الديسكو، موسيقى التعذيب تجعلني ارقص الما، والعازفون يرقصون طربا، أرقص حتى الموت او الاغماء، ارقص مع نفسي وخيالي وهلوساتي، ارقص ثم ارقص حتى اتحول الى كتلة بشرية تحبو وتنبح، الدماء تنزف من الاذنين، الدماء تنزف من العينين، عارٍ ومقيد من اليدين والقدمين، وكلما ازداد القصف الجوي على قطاع غزة وانفجرت القنابل فوق رؤوس الناس ومنازلهم، ازدادت موسيقى الديسكو وانفجرت كالصواريخ ومزقتني الى أشلاء. تحول ملهى الديسكو وهو احد فنون اميركا المتوحشة الى أداة لتعذيب الضحايا الفلسطينيين، فاذا كان هناك للرفاهية فهو هنا للتسبب بالألم والايذاء، هناك للمتعة والتجلي، وهنا لتقويض إنسانية الانسان، اهلا بالديسكو الأمريكي، ديسكو السكارى والمثليين الجنسيين والمتحولين والمخنثين، ثقافة إرهاب الديسكو والقطيع، ثقافة الإبادة وارسال كل أنواع الأسلحة الفتاكة وأدوات القمع الداعمة لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة، تحويل النغم الى قنبلة، والايقاع الى وسيلة تعذيب، العدوان على الجمال والخيال والحرية وروح الانسان، وكما وصف ميكافيللي الحرب بأنها الفن الأسمى لتحقيق الهيمنة. ديسكو التعذيب مستمد من رقصة الموت الذي ساد في العصور الوسطى للقوى الظلامية المستبدة والتي اصيبت بهوس الموت خلال وباء الموت الاسود في منتصف القرن الرابع عشر، والدمار الذي خلفته حرب المائة عام بين فرنسا وانجلترا، واصبح جزء من ثقافة الغرب في تصاويرهم وفنونهم البصرية وخيالاتهم، وفيها يظهر هيكل الموت المصحوب بالموسيقى وهو يفاجئ ضحاياه. اهلا بكم في الديسكو، وعليك ان تدخل الحظيرة والقفص، ان تغتسل بصابون الديسكو، ان تستسلم لماكينة الاستحواذ والسيطرة جسدا وفكرا وادراكا حتى الانصياع، وعليك ان تنظف رأسك واحلامك الوطنية والقومية، وتتجوف حتى تصبح فراغا بلا تاريخ وهوية وذاكرة. اهلا بكم في الديسكو، اهلا بكم في الجنون الصهيوني، في معتقلات وسجون الاحتلال، لم تتوقف الاسطوانات في بث اصواتها الشيطانية، لم تتوقف الحرب على غزة، الموسيقى كالرصاص، ألسنة الجحيم تتدلى، والموسيقى الصاخبة يعزف على أوتارها كل اركان دولة الاحتلال، الوزراء والمخابرات والجيش والقضاة، وفي الديسكو أنت لا تنام، تبقى صاحيا حتى ينشف فيك ماء الصراخ، ويجف عظمك وينكمش لحمك في قبر لا تراه. الديسكو أيديولوجيا التعذيب الصهيوني والتطهير البشري والثقافي في منظومة القمع الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، تعذيب غير مرئي ومستمر خارج حدود وقواعد القانون الدولي والمعايير الأخلاقية الإنسانية، استئصال البشر من ادميتهم وارادتهم وكرامتهم وتذويبهم في موسيقى العنف حتى التلاشي. لم تتحدث اتفاقية مناهضة التعذيب العالمية، ولا اتفاقيات جنيف الأربعة عن ديسكو التعذيب، الذي لا يترك أثرا على الجسد ولكنه يترك دمارا أشد قسوة من الإعدام، فما لا تراه في التعذيب هو الأخطر من التعذيب. أين أنت الآن؟ لا تدري، أنت في معتقل سدي تيمان في غرفة تعذيب اسمها الديسكو، جسمك يتفتت، والجنود يصفقون، وكلما انهارت قواك صفقوا أكثر، وكلما ابيدت عائلة في غزة ومسح منزلها عن وجه الأرض صفقوا وانتشوا وأرسلوا الفيديوهات والصور، يضحكون ويسخرون أمام جسدك المعذب، يقرأون من التوراة نصوصا ويصلون ويرفسون، و يدورون حولك كما يدورون حول الذبيحة، انها موسيقى توراتية سماوية إلهية مقدسة، وقد اعلنوا باسم اله الحرب يوم قيامتك، ويوم موتك، ويوم يصبح قبرك خواء يطفح بالدم والسعال والغثيان. انا في غرفة الديسكو، لا ادري ان كنت تحت الارض في قبر ام فوق الارض في عاصفة، هذا سجن ام قذارة وحاوية، البراز والجرب والضلوع المحطمة، جثث تدخل وجثث تخرج، ولا ادري ان كنت حيا ام ميتا، انا في الدنيا ام في الاخرة، لم أر شمسا ولا نهارا، رأيت ابن غفير يحمل الأقفال والعصي والمسدس، يقف على بوابة جهنم ويطلق الرصاص على الرؤوس والنجوم والسماء والالهة. أهلا بكم في الديسكو، أنت في المحطة الاخيرة من مراحل التعذيب، محطة اضمحلال الجسد نفسيا وجسديا، سلخ الجلد و و تشويه الابدان، انها دراما مثيرة دراما التدمير، الحفلة الأروع للمحققين الساديين، السفالة والرذيلة والغواية، التهيج المشبع بالجريمة، محطة الموت الداخلي للإنسان وليس الموت الخارجي، محطة الاختناق والقهر والتآكل وانهيار الأعصاب، محطة الهلوسة، الهيستيريا وفقدان الشعور بأنك في يوم كنت إنسان. وكان عليك أن تمر في كل الحظائر قبل أن تصل إلى حظيرة ديسكو التعذيب، حظيرة الضرب والتكسير والإذلال، حظيرة التجويع والتعطيش، حظيرة الحفاظات والبامبرز، حظيرة الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، حظيرة الكلاب البوليسية المدربة على الاغتصاب الجنسي، حظيرة شد القيود والدعس وبتر الأطراف، حظيرة الزحف وتقليد اصوات الحيوانات، حظيرة التعفن وانتشار الأمراض والديدان، حظيرة الصعق بالكهرباء، حظيرة التعرية والإنبساط والتسلية، حظيرة الأناشيد العبرية وسب القيادات الوطنية، وفي كل هذه المراحل المحققون العباقرة يضربون جسدك بالهروات وبالبنادق والبساطير، يرفسون ويركلون ويشتمون حتى تتحول إلى كتل و أكداس من اللحم المعطوب. أهلا بكم في الديسكو، طنين مستمر في الأذنين، زنانة أخرى فوقك، ويبدأ القصف، تشتعل النار، فكل اسير صار هو غزة، البيوت ترقص وتهتز وتنهار، الاجساد تتطاير في كل مكان ، جسدك ساحة حرب، جسدك مستباح بكل اشكال الشناعة والوساخة، جسدك مطحنة كما هي غزة. أهلا بكم في الديسكو، وقد بدأت الحفلة والطقوس والشذوذ والانتقام، البهجة والانحطاط الأخلاقي والقيمي والإنساني، ما أروع هذه الحفلة، ما أروع نظريات التعذيب التي ابتكرها الكيان الصهيوني، التعذيب بالأصوات المرعبة، التعذيب بالهز، التعذيب بانحناء الظهر كالموزة، الشبح والقرفصة، الحرمان من النوم، التسخين والتبريد، البصق واللطم، التعليق، التهديد وغيرها، ما أروع هذا الإبداع الأمريكي الصهيوني، تعذيب الديسكو الذي لا يريد انتزاع اعترافات أو معلومات، وإنما للقتل والمتعة والفرجة، وهدم كيان الإنسان الفلسطيني وهويته الوطنية، وتحويله الى مجرد وعاء بشري بلا قيمة. ديسكو التعذيب في معتقل سدي تيمان، ربما يكون هو ملهى الاغراء والأغواء الذي تحدث عنه الاسير الشهيد وليد دقه، عندما يصبح التعذيب أداة لصهر الوعي والعقل والروح والإرادة، وينتشر الديسكو من السجن الأصغر إلى السجن الأكبر، فنراه على الحواجز العسكرية، في الإغلاقات المستمرة، و نراه في الاقتحامات الليلية والمداهمات، ونراه في الإعدامات الميدانية، و نراه في تجريف الشوارع وهدم بيوت المخيمات، وفي هذا الديسكو الصهيوني يجتمع السجن والابادة، ترقص تل أبيب فرحا في ما يسمى عيد استقلالها فوق نكبتنا وجثثنا، ولا نرى سوى مزيد من الأضواء اللامعة، الغارات والعمليات العسكرية، الطبول والمستوطنات، والمتفجرات والطائرات والسحجات و الرعشات والرجفات والنيران وشبكات المعسكرات المتعددة. الديسكو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل ورام الله، وقد بدأ الديسكو منذ أن دخلنا القفص، الديسكو مصيدة، الانبساط والعناق والتلوث والفساد والبلاهة والسلطنة، التطبيع العجيب بين القاتل والضحية، الرقص في النار الموقدة. انا في الديسكو، في هذا البرزخ، مسافة طلق ناري بين شعار الدولة او الدولتين على ارض لم تعد مشتركة، انا غائب، لا أرقص إلا على رجل واحدة، انا المتجمد المتبلد مكتوم النفس والكتابة، هل سأعود الى امي عائشة؟ واخبرها عن عالم آخر ليس فيه مخيم ولا طابون ولا دبكة شعبية، هناك شيء أخذوه مني يا أمي، قولي الى متى أعود الى اولي واسترد روحي مرة ثانية. افرج عن صديقي من غرفة الديسكو في سجن سدي تيمان، كانت عيونه غائرة ونظراته مليئة بالاسئلة المتيبسة، ولكنه كان يبتسم، وفي كلماته نوافذ لا تطل على المذابح والمجزرة، وقف امام قضاة المحكمة الجنائية في لاهاي، لم يشتك لهم، ولكني سمعته يردد ما قاله المناضل الاممي يوليوس فوتشيك ذات يوم، وهو على مقصلة الاعدام وكأنه يقرأ بيانا او وصية "سيأتي وقت يكون فيه هذا الحاضر ذكرى، وسيتحدث الناس عن عصر عظيم وعن ابطال مجهولين صنعوا التاريخ". اهلا بكم في الديسكو. اهلا بكم في دولة الخمج والاسلاك الشائكة. الخروج من التاريخ واللغة. صداع الجغرافيا والمفاصل والوقت. طغيان يرفرف تحت الاقدام. لكن ما بال هذا الموت يتحول من خراب الى عاصفة؟


معا الاخبارية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- معا الاخبارية
أهلا بكم في الديسكو
أنا في الديسكو، صخب وموسيقى عالية وحادة، أصوات مزعجة متداخلة باللغة العبرية، تدوي في داخل رأسي، سكاكين صوتية لا تهدأ، يختلط الهواء مع الانفاس، الرقصات مع الاشباح التي تدور حولي، اتمايل واتموج، هناك من يسحبني للأعماق ثم يقذفني للأعلى، هناك من يدق عقلي، أرتطم بنفسي، جسدي يترنح، يتعرق، يتفسخ، أذوي جسما ودماغا واحساسا، هناك من يضربني ويجلدني في داخلي، ينتزع ذاتي ويعريها فوق الحصى والرمل. اهلا بكم في الديسكو، الحفلة على وشك البدء، بهذه العبارة يرحب الجلادون الصهاينة بالأسرى الفلسطينيون في معتقل سدي تيمان السري والدموي والذي يقع بالقرب من بئر السبع، والذي أنشئ في قاعدة عسكرية خلال الحرب الابادية على قطاع غزة، والديسكو هو غرفة تعذيب او حظيرة تعذيب كما يطلق عليه الاسرى، توضع فيها سماعات كبيرة وضخمة تصدر أصواتا وضجيجا عنيفا تقتحم أعماق الانسان حتى يفقد الاتزان ويتحول الى انقاض. لا زلت في غرفة الديسكو، موسيقى التعذيب تجعلني ارقص الما، والعازفون يرقصون طربا، أرقص حتى الموت او الاغماء، ارقص مع نفسي وخيالي وهلوساتي، ارقص ثم ارقص حتى اتحول الى كتلة بشرية تحبو وتنبح، الدماء تنزف من الاذنين، الدماء تنزف من العينين، عارٍ ومقيد من اليدين والقدمين، وكلما ازداد القصف الجوي على قطاع غزة وانفجرت القنابل فوق رؤوس الناس ومنازلهم، ازدادت موسيقى الديسكو وانفجرت كالصواريخ ومزقتني الى أشلاء. تحول ملهى الديسكو وهو احد فنون اميركا المتوحشة الى أداة لتعذيب الضحايا الفلسطينيين، فاذا كان هناك للرفاهية فهو هنا للتسبب بالألم والايذاء، هناك للمتعة والتجلي، وهنا لتقويض إنسانية الانسان، اهلا بالديسكو الأمريكي، ديسكو السكارى والمثليين الجنسيين والمتحولين والمخنثين، ثقافة إرهاب الديسكو والقطيع، ثقافة الإبادة وارسال كل أنواع الأسلحة الفتاكة وأدوات القمع الداعمة لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة، تحويل النغم الى قنبلة، والايقاع الى وسيلة تعذيب، العدوان على الجمال والخيال والحرية وروح الانسان، وكما وصف ميكافيللي الحرب بأنها الفن الأسمى لتحقيق الهيمنة. ديسكو التعذيب مستمد من رقصة الموت الذي ساد في العصور الوسطى للقوى الظلامية المستبدة والتي اصيبت بهوس الموت خلال وباء الموت الاسود في منتصف القرن الرابع عشر، والدمار الذي خلفته حرب المائة عام بين فرنسا وانجلترا، واصبح جزء من ثقافة الغرب في تصاويرهم وفنونهم البصرية وخيالاتهم، وفيها يظهر هيكل الموت المصحوب بالموسيقى وهو يفاجئ ضحاياه. اهلا بكم في الديسكو، وعليك ان تدخل الحظيرة والقفص، ان تغتسل بصابون الديسكو، ان تستسلم لماكينة الاستحواذ والسيطرة جسدا وفكرا وادراكا حتى الانصياع، وعليك ان تنظف رأسك واحلامك الوطنية والقومية، وتتجوف حتى تصبح فراغا بلا تاريخ وهوية وذاكرة. اهلا بكم في الديسكو، اهلا بكم في الجنون الصهيوني، في معتقلات وسجون الاحتلال، لم تتوقف الاسطوانات في بث اصواتها الشيطانية، لم تتوقف الحرب على غزة، الموسيقى كالرصاص، ألسنة الجحيم تتدلى، والموسيقى الصاخبة يعزف على أوتارها كل اركان دولة الاحتلال، الوزراء والمخابرات والجيش والقضاة، وفي الديسكو أنت لا تنام، تبقى صاحيا حتى ينشف فيك ماء الصراخ، ويجف عظمك وينكمش لحمك في قبر لا تراه. الديسكو أيديولوجيا التعذيب الصهيوني والتطهير البشري والثقافي في منظومة القمع الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، تعذيب غير مرئي ومستمر خارج حدود وقواعد القانون الدولي والمعايير الأخلاقية الإنسانية، استئصال البشر من ادميتهم وارادتهم وكرامتهم وتذويبهم في موسيقى العنف حتى التلاشي. لم تتحدث اتفاقية مناهضة التعذيب العالمية، ولا اتفاقيات جنيف الأربعة عن ديسكو التعذيب، الذي لا يترك أثرا على الجسد ولكنه يترك دمارا أشد قسوة من الإعدام، فما لا تراه في التعذيب هو الأخطر من التعذيب. أين أنت الآن؟ لا تدري، أنت في معتقل سدي تيمان في غرفة تعذيب اسمها الديسكو، جسمك يتفتت، والجنود يصفقون، وكلما انهارت قواك صفقوا أكثر، وكلما ابيدت عائلة في غزة ومسح منزلها عن وجه الأرض صفقوا وانتشوا وأرسلوا الفيديوهات والصور، يضحكون ويسخرون أمام جسدك المعذب، يقرأون من التوراة نصوصا ويصلون ويرفسون، و يدورون حولك كما يدورون حول الذبيحة، انها موسيقى توراتية سماوية إلهية مقدسة، وقد اعلنوا باسم اله الحرب يوم قيامتك، ويوم موتك، ويوم يصبح قبرك خواء يطفح بالدم والسعال والغثيان. انا في غرفة الديسكو، لا ادري ان كنت تحت الارض في قبر ام فوق الارض في عاصفة، هذا سجن ام قذارة وحاوية، البراز والجرب والضلوع المحطمة، جثث تدخل وجثث تخرج، ولا ادري ان كنت حيا ام ميتا، انا في الدنيا ام في الاخرة، لم أر شمسا ولا نهارا، رأيت ابن غفير يحمل الأقفال والعصي والمسدس، يقف على بوابة جهنم ويطلق الرصاص على الرؤوس والنجوم والسماء والالهة. أهلا بكم في الديسكو، أنت في المحطة الاخيرة من مراحل التعذيب، محطة اضمحلال الجسد نفسيا وجسديا، سلخ الجلد و و تشويه الابدان، انها دراما مثيرة دراما التدمير، الحفلة الأروع للمحققين الساديين، السفالة والرذيلة والغواية، التهيج المشبع بالجريمة، محطة الموت الداخلي للإنسان وليس الموت الخارجي، محطة الاختناق والقهر والتآكل وانهيار الأعصاب، محطة الهلوسة، الهيستيريا وفقدان الشعور بأنك في يوم كنت إنسان. وكان عليك أن تمر في كل الحظائر قبل أن تصل إلى حظيرة ديسكو التعذيب، حظيرة الضرب والتكسير والإذلال، حظيرة التجويع والتعطيش، حظيرة الحفاظات والبامبرز، حظيرة الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، حظيرة الكلاب البوليسية المدربة على الاغتصاب الجنسي، حظيرة شد القيود والدعس وبتر الأطراف، حظيرة الزحف وتقليد اصوات الحيوانات، حظيرة التعفن وانتشار الأمراض والديدان، حظيرة الصعق بالكهرباء، حظيرة التعرية والإنبساط والتسلية، حظيرة الأناشيد العبرية وسب القيادات الوطنية، وفي كل هذه المراحل المحققون العباقرة يضربون جسدك بالهروات وبالبنادق والبساطير، يرفسون ويركلون ويشتمون حتى تتحول إلى كتل و أكداس من اللحم المعطوب. أهلا بكم في الديسكو، طنين مستمر في الأذنين، زنانة أخرى فوقك، ويبدأ القصف، تشتعل النار، فكل اسير صار هو غزة، البيوت ترقص وتهتز وتنهار، الاجساد تتطاير في كل مكان ، جسدك ساحة حرب، جسدك مستباح بكل اشكال الشناعة والوساخة، جسدك مطحنة كما هي غزة. أهلا بكم في الديسكو، وقد بدأت الحفلة والطقوس والشذوذ والانتقام، البهجة والانحطاط الأخلاقي والقيمي والإنساني، ما أروع هذه الحفلة، ما أروع نظريات التعذيب التي ابتكرها الكيان الصهيوني، التعذيب بالأصوات المرعبة، التعذيب بالهز، التعذيب بانحناء الظهر كالموزة، الشبح والقرفصة، الحرمان من النوم، التسخين والتبريد، البصق واللطم، التعليق، التهديد وغيرها، ما أروع هذا الإبداع الأمريكي الصهيوني، تعذيب الديسكو الذي لا يريد انتزاع اعترافات أو معلومات، وإنما للقتل والمتعة والفرجة، وهدم كيان الإنسان الفلسطيني وهويته الوطنية، وتحويله الى مجرد وعاء بشري بلا قيمة. ديسكو التعذيب في معتقل سدي تيمان، ربما يكون هو ملهى الاغراء والأغواء الذي تحدث عنه الاسير الشهيد وليد دقه، عندما يصبح التعذيب أداة لصهر الوعي والعقل والروح والإرادة، وينتشر الديسكو من السجن الأصغر إلى السجن الأكبر، فنراه على الحواجز العسكرية، في الإغلاقات المستمرة، و نراه في الاقتحامات الليلية والمداهمات، ونراه في الإعدامات الميدانية، و نراه في تجريف الشوارع وهدم بيوت المخيمات، وفي هذا الديسكو الصهيوني يجتمع السجن والابادة، ترقص تل أبيب فرحا في ما يسمى عيد استقلالها فوق نكبتنا وجثثنا، ولا نرى سوى مزيد من الأضواء اللامعة، الغارات والعمليات العسكرية، الطبول والمستوطنات، والمتفجرات والطائرات والسحجات و الرعشات والرجفات والنيران وشبكات المعسكرات المتعددة. الديسكو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل ورام الله، وقد بدأ الديسكو منذ أن دخلنا القفص، الديسكو مصيدة، الانبساط والعناق والتلوث والفساد والبلاهة والسلطنة، التطبيع العجيب بين القاتل والضحية، الرقص في النار الموقدة. انا في الديسكو، في هذا البرزخ، مسافة طلق ناري بين شعار الدولة او الدولتين على ارض لم تعد مشتركة، انا غائب، لا أرقص إلا على رجل واحدة، انا المتجمد المتبلد مكتوم النفس والكتابة، هل سأعود الى امي عائشة؟ واخبرها عن عالم آخر ليس فيه مخيم ولا طابون ولا دبكة شعبية، هناك شيء أخذوه مني يا أمي، قولي الى متى أعود الى اولي واسترد روحي مرة ثانية. افرج عن صديقي من غرفة الديسكو في سجن سدي تيمان، كانت عيونه غائرة ونظراته مليئة بالاسئلة المتيبسة، ولكنه كان يبتسم، وفي كلماته نوافذ لا تطل على المذابح والمجزرة، وقف امام قضاة المحكمة الجنائية في لاهاي، لم يشتك لهم، ولكني سمعته يردد ما قاله المناضل الاممي يوليوس فوتشيك ذات يوم، وهو على مقصلة الاعدام وكأنه يقرأ بيانا او وصية "سيأتي وقت يكون فيه هذا الحاضر ذكرى، وسيتحدث الناس عن عصر عظيم وعن ابطال مجهولين صنعوا التاريخ". اهلا بكم في الديسكو. اهلا بكم في دولة الخمج والاسلاك الشائكة. الخروج من التاريخ واللغة. صداع الجغرافيا والمفاصل والوقت. طغيان يرفرف تحت الاقدام. لكن ما بال هذا الموت


قدس نت
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- قدس نت
أهلا بكم في الديسكو
الجمعة 09 مايو 2025, 04:28 م انا في الديسكو، صخب وموسيقى عالية وحادة، أصوات مزعجة متداخلة باللغة العبرية، تدوي في داخل رأسي، سكاكين صوتية لا تهدأ، يختلط الهواء مع الانفاس، الرقصات مع الاشباح التي تدور حولي، اتمايل واتموج، هناك من يسحبني للأعماق ثم يقذفني للأعلى، هناك من يدق عقلي، أرتطم بنفسي، جسدي يترنح، يتعرق، يتفسخ، أذوي جسما ودماغا واحساسا، هناك من يضربني ويجلدني في داخلي، ينتزع ذاتي ويعريها فوق الحصى والرمل. اهلا بكم في الديسكو، الحفلة على وشك البدء، بهذه العبارة يرحب الجلادون الصهاينة بالأسرى الفلسطينيون في معتقل سدي تيمان السري والدموي والذي يقع بالقرب من بئر السبع، والذي أنشئ في قاعدة عسكرية خلال الحرب الابادية على قطاع غزة، والديسكو هو غرفة تعذيب او حظيرة تعذيب كما يطلق عليه الاسرى، توضع فيها سماعات كبيرة وضخمة تصدر أصواتا وضجيجا عنيفا تقتحم أعماق الانسان حتى يفقد الاتزان ويتحول الى انقاض. لا زلت في غرفة الديسكو، موسيقى التعذيب تجعلني ارقص الما، والعازفون يرقصون طربا، أرقص حتى الموت او الاغماء، ارقص مع نفسي وخيالي وهلوساتي، ارقص ثم ارقص حتى اتحول الى كتلة بشرية تحبو وتنبح، الدماء تنزف من الاذنين، الدماء تنزف من العينين، عارٍ ومقيد من اليدين والقدمين، وكلما ازداد القصف الجوي على قطاع غزة وانفجرت القنابل فوق رؤوس الناس ومنازلهم، ازدادت موسيقى الديسكو وانفجرت كالصواريخ ومزقتني الى أشلاء. تحول ملهى الديسكو وهو احد فنون اميركا المتوحشة الى أداة لتعذيب الضحايا الفلسطينيين، فاذا كان هناك للرفاهية فهو هنا للتسبب بالألم والايذاء، هناك للمتعة والتجلي، وهنا لتقويض إنسانية الانسان، اهلا بالديسكو الأمريكي، ديسكو السكارى والمثليين الجنسيين والمتحولين والمخنثين، ثقافة إرهاب الديسكو والقطيع، ثقافة الإبادة وارسال كل أنواع الأسلحة الفتاكة وأدوات القمع الداعمة لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة، تحويل النغم الى قنبلة، والايقاع الى وسيلة تعذيب، العدوان على الجمال والخيال والحرية وروح الانسان، وكما وصف ميكافيللي الحرب بأنها الفن الأسمى لتحقيق الهيمنة. ديسكو التعذيب مستمد من رقصة الموت الذي ساد في العصور الوسطى للقوى الظلامية المستبدة والتي اصيبت بهوس الموت خلال وباء الموت الاسود في منتصف القرن الرابع عشر، والدمار الذي خلفته حرب المائة عام بين فرنسا وانجلترا، واصبح جزء من ثقافة الغرب في تصاويرهم وفنونهم البصرية وخيالاتهم، وفيها يظهر هيكل الموت المصحوب بالموسيقى وهو يفاجئ ضحاياه. اهلا بكم في الديسكو، وعليك ان تدخل الحظيرة والقفص، ان تغتسل بصابون الديسكو، ان تستسلم لماكينة الاستحواذ والسيطرة جسدا وفكرا وادراكا حتى الانصياع، وعليك ان تنظف رأسك واحلامك الوطنية والقومية، وتتجوف حتى تصبح فراغا بلا تاريخ وهوية وذاكرة. اهلا بكم في الديسكو، اهلا بكم في الجنون الصهيوني، في معتقلات وسجون الاحتلال، لم تتوقف الاسطوانات في بث اصواتها الشيطانية، لم تتوقف الحرب على غزة، الموسيقى كالرصاص، ألسنة الجحيم تتدلى، والموسيقى الصاخبة يعزف على أوتارها كل اركان دولة الاحتلال، الوزراء والمخابرات والجيش والقضاة، وفي الديسكو أنت لا تنام، تبقى صاحيا حتى ينشف فيك ماء الصراخ، ويجف عظمك وينكمش لحمك في قبر لا تراه. الديسكو أيديولوجيا التعذيب الصهيوني والتطهير البشري والثقافي في منظومة القمع الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، تعذيب غير مرئي ومستمر خارج حدود وقواعد القانون الدولي والمعايير الأخلاقية الإنسانية، استئصال البشر من ادميتهم وارادتهم وكرامتهم وتذويبهم في موسيقى العنف حتى التلاشي. لم تتحدث اتفاقية مناهضة التعذيب العالمية، ولا اتفاقيات جنيف الأربعة عن ديسكو التعذيب، الذي لا يترك أثرا على الجسد ولكنه يترك دمارا أشد قسوة من الإعدام، فما لا تراه في التعذيب هو الأخطر من التعذيب. أين أنت الآن؟ لا تدري، أنت في معتقل سدي تيمان في غرفة تعذيب اسمها الديسكو، جسمك يتفتت، والجنود يصفقون، وكلما انهارت قواك صفقوا أكثر، وكلما ابيدت عائلة في غزة ومسح منزلها عن وجه الأرض صفقوا وانتشوا وأرسلوا الفيديوهات والصور، يضحكون ويسخرون أمام جسدك المعذب، يقرأون من التوراة نصوصا ويصلون ويرفسون، و يدورون حولك كما يدورون حول الذبيحة، انها موسيقى توراتية سماوية إلهية مقدسة، وقد اعلنوا باسم اله الحرب يوم قيامتك، ويوم موتك، ويوم يصبح قبرك خواء يطفح بالدم والسعال والغثيان. انا في غرفة الديسكو، لا ادري ان كنت تحت الارض في قبر ام فوق الارض في عاصفة، هذا سجن ام قذارة وحاوية، البراز والجرب والضلوع المحطمة، جثث تدخل وجثث تخرج، ولا ادري ان كنت حيا ام ميتا، انا في الدنيا ام في الاخرة، لم أر شمسا ولا نهارا، رأيت ابن غفير يحمل الأقفال والعصي والمسدس، يقف على بوابة جهنم ويطلق الرصاص على الرؤوس والنجوم والسماء والالهة. أهلا بكم في الديسكو، أنت في المحطة الاخيرة من مراحل التعذيب، محطة اضمحلال الجسد نفسيا وجسديا، سلخ الجلد و و تشويه الابدان، انها دراما مثيرة دراما التدمير، الحفلة الأروع للمحققين الساديين، السفالة والرذيلة والغواية، التهيج المشبع بالجريمة، محطة الموت الداخلي للإنسان وليس الموت الخارجي، محطة الاختناق والقهر والتآكل وانهيار الأعصاب، محطة الهلوسة، الهيستيريا وفقدان الشعور بأنك في يوم كنت إنسان. وكان عليك أن تمر في كل الحظائر قبل أن تصل إلى حظيرة ديسكو التعذيب، حظيرة الضرب والتكسير والإذلال، حظيرة التجويع والتعطيش، حظيرة الحفاظات والبامبرز، حظيرة الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، حظيرة الكلاب البوليسية المدربة على الاغتصاب الجنسي، حظيرة شد القيود والدعس وبتر الأطراف، حظيرة الزحف وتقليد اصوات الحيوانات، حظيرة التعفن وانتشار الأمراض والديدان، حظيرة الصعق بالكهرباء، حظيرة التعرية والإنبساط والتسلية، حظيرة الأناشيد العبرية وسب القيادات الوطنية، وفي كل هذه المراحل المحققون العباقرة يضربون جسدك بالهروات وبالبنادق والبساطير، يرفسون ويركلون ويشتمون حتى تتحول إلى كتل و أكداس من اللحم المعطوب. أهلا بكم في الديسكو، طنين مستمر في الأذنين، زنانة أخرى فوقك، ويبدأ القصف، تشتعل النار، فكل اسير صار هو غزة، البيوت ترقص وتهتز وتنهار، الاجساد تتطاير في كل مكان ، جسدك ساحة حرب، جسدك مستباح بكل اشكال الشناعة والوساخة، جسدك مطحنة كما هي غزة. أهلا بكم في الديسكو، وقد بدأت الحفلة والطقوس والشذوذ والانتقام، البهجة والانحطاط الأخلاقي والقيمي والإنساني، ما أروع هذه الحفلة، ما أروع نظريات التعذيب التي ابتكرها الكيان الصهيوني، التعذيب بالأصوات المرعبة، التعذيب بالهز، التعذيب بانحناء الظهر كالموزة، الشبح والقرفصة، الحرمان من النوم، التسخين والتبريد، البصق واللطم، التعليق، التهديد وغيرها، ما أروع هذا الإبداع الأمريكي الصهيوني، تعذيب الديسكو الذي لا يريد انتزاع اعترافات أو معلومات، وإنما للقتل والمتعة والفرجة، وهدم كيان الإنسان الفلسطيني وهويته الوطنية، وتحويله الى مجرد وعاء بشري بلا قيمة. ديسكو التعذيب في معتقل سدي تيمان، ربما يكون هو ملهى الاغراء والأغواء الذي تحدث عنه الاسير الشهيد وليد دقه، عندما يصبح التعذيب أداة لصهر الوعي والعقل والروح والإرادة، وينتشر الديسكو من السجن الأصغر إلى السجن الأكبر، فنراه على الحواجز العسكرية، في الإغلاقات المستمرة، و نراه في الاقتحامات الليلية والمداهمات، ونراه في الإعدامات الميدانية، و نراه في تجريف الشوارع وهدم بيوت المخيمات، وفي هذا الديسكو الصهيوني يجتمع السجن والابادة، ترقص تل أبيب فرحا في ما يسمى عيد استقلالها فوق نكبتنا وجثثنا، ولا نرى سوى مزيد من الأضواء اللامعة، الغارات والعمليات العسكرية، الطبول والمستوطنات، والمتفجرات والطائرات والسحجات و الرعشات والرجفات والنيران وشبكات المعسكرات المتعددة. الديسكو في جنين وطولكرم ونابلس والخليل ورام الله، وقد بدأ الديسكو منذ أن دخلنا القفص، الديسكو مصيدة، الانبساط والعناق والتلوث والفساد والبلاهة والسلطنة، التطبيع العجيب بين القاتل والضحية، الرقص في النار الموقدة. انا في الديسكو، في هذا البرزخ، مسافة طلق ناري بين شعار الدولة او الدولتين على ارض لم تعد مشتركة، انا غائب، لا أرقص إلا على رجل واحدة، انا المتجمد المتبلد مكتوم النفس والكتابة، هل سأعود الى امي عائشة؟ واخبرها عن عالم آخر ليس فيه مخيم ولا طابون ولا دبكة شعبية، هناك شيء أخذوه مني يا أمي، قولي الى متى أعود الى اولي واسترد روحي مرة ثانية. افرج عن صديقي من غرفة الديسكو في سجن سدي تيمان، كانت عيونه غائرة ونظراته مليئة بالاسئلة المتيبسة، ولكنه كان يبتسم، وفي كلماته نوافذ لا تطل على المذابح والمجزرة، وقف امام قضاة المحكمة الجنائية في لاهاي، لم يشتك لهم، ولكني سمعته يردد ما قاله المناضل الاممي يوليوس فوتشيك ذات يوم، وهو على مقصلة الاعدام وكأنه يقرأ بيانا او وصية "سيأتي وقت يكون فيه هذا الحاضر ذكرى، وسيتحدث الناس عن عصر عظيم وعن ابطال مجهولين صنعوا التاريخ". اهلا بكم في الديسكو. اهلا بكم في دولة الخمج والاسلاك الشائكة. الخروج من التاريخ واللغة. صداع الجغرافيا والمفاصل والوقت. طغيان يرفرف تحت الاقدام. لكن ما بال هذا الموت يتحول من خراب الى عاصفة؟ جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت


سواليف احمد الزعبي
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سواليف احمد الزعبي
'أهلا بكم في الجحيم'.. صحفي غزّي يروي فظائع تعرض لها الأسرى الفلسطينيون
#سواليف 'أهلا بك في #الجحيم'.. هذه العبارة الصادمة قيلت لي في اللحظة الأولى من اعتقالي من #قوات_الاحتلال أثناء عدوانها المتواصل على قطاع #غزة الذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في إشارة إلى ما ينتظرني من معاناة داخل #المعتقلات_الإسرائيلية. اعُتقل مثلي آلاف الغزيين، منهم أطفال وشبان وكبار في السن ونساء من مراكز إيواء النازحين والمدارس والمنازل والمستشفيات وعند نقاط التفتيش، وزُج بهم في #معسكرات #اعتقال ومراكز تحقيق وسجون مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الاحتجاز الإنساني التي كفلتها الأعراف والقوانين الدولية. وتعرضوا وسط ظروف اعتقال قاسية للتعذيب والتحرش الجسدي واللفظي والتجويع والحرمان من النوم وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم، فضلا عن الضرب المبرح والحرق بأعقاب السجائر لإجبارهم على الاعتراف. #تعذيب ممنهج منذ اللحظة الأولى من اعتقالي في 25 يناير/كانون الثاني 2024 أثناء مروري عبر حاجز أقامه جيش الاحتلال غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، تعرضت للضرب المؤلم، وخضعت لجلسات تحقيق طويلة كان عملي الصحفي محورها الرئيسي. تغطيتنا معركة 'طوفان الأقصى'، كانت الجزء الأساسي من التحقيق معي، ففي كل جلسة تحقيق كان ضباط المخابرات الإسرائيليون يحكمون قبضتهم على عنقي ويطفئون أعقاب السجائر في جسدي في محاولة لدفعي إلى الحديث عن كيفية حصولي كصحفي على الفيديوهات التي تبثها فصائل المقاومة الفلسطينية خلال معركتها ضد جيش الاحتلال، فضلا عن السؤال عن مصادر المعلومات التي نتواصل معها. تعرضت مرات عدة للتعذيب خاصة في الخصيتين والكلى والمعدة والصدر والوجه، ووضع المحقق رأسي في سلة القمامة، وهددني بقتل عائلتي كما فعلوا مع أسرة الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة بغزة. ووجهت لي أسئلة من قبيل، من هم الصحفيون الذين صوروا الأحداث الأولى للمعركة؟ هل صدرت إليكم أوامر من المؤسسات الصحفية التي تعملون لها بالدخول إلى مستوطنات غلاف غزة لتغطية الأحداث هناك؟ وكيف يتلقى الصحفيون العاملون في قناة الجزيرة رواتبهم؟. 'أنتم تشوهون صورة إسرائيل وتشكلون خطرا علينا أكثر من العناصر المسلحة'، هذه العبارة كان يكررها المحقق عليّ كلما تحدثت عن تغطيتنا الإعلامية لأحداث '7 أكتوبر'. كما عرضوا علي صور عدد من الصحفيين منهم الشهيد إسماعيل الغول، والزميل تامر المسحال للسؤال عن طبيعة عملهما في القناة. لم أكن الصحفي الوحيد الذي تعرض للتعذيب خلال جلسات التحقيق؛ فهناك العشرات ممن اعتقلتهم إسرائيل ومارست عليهم شتى صنوف التنكيل والضرب، وأدلى معظمهم بشهادته عمّا تعرض له، مثل يوسف شرف وأحمد شقورة وبهاء الغول وغيرهم. شهادات حية كانت #السجون تعج بآلاف الفلسطينيين، من طلبة مدارس وجامعات، ومن صحفيين، وحقوقيين، ومحامين، ومهندسين، وأطباء، وممرضين، وأكاديميين، ونواب، ونشطاء، وعمال. وفق شهادات حية استمعتُ إليها من بعض الذين احتجزت معهم عن تفاصيل المعاناة القاسية في #سجون_الاحتلال، وأُفرج عنهم خلال صفقة التبادل الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، فإن ضباط المخابرات الإسرائيلية مارسوا عليهم شتى أنواع التعذيب، بدءا من الصعق بالكهرباء، ومرورا بالضرب المبرح في أماكن حساسة من الجسد. كما بترت أطراف العديد منهم مثلما حصل مع الأسيرين المحررين محمود أبو طعيمة الذي بتر ضابط المخابرات أحد أصابع يده، وثابت أبو خاطر الذي بترت قدمه، وهما من سكان مدينة خان يونس. ويتفنن الاحتلال في صنوف التعذيب إذ نبقى مكبلي اليدين والقدمين ومعصوبي العينين أشهرا عدة. وكنا نُنقل إلى غرفة يُطلق عليها اسم 'الديسكو' مزودة بسماعات ضخمة تبث على مدار الساعة موسيقى صاخبة مترافقة مع تهديدات بالقتل وتدمير غزة. كنا نتعرض كذلك للشبح وعدم السماح لنا بالنوم، وكان ضباط الاحتلال يتعمدون رشنا بالماء البارد، وتعريتنا كاملا أثناء التحقيق. وإن أبدى أحدنا أي مقاومة وتحدى المحقق أو السجان قد تسيل دماؤه وتبتر أطرافه على عتبات السجن. يستيقظ الأسرى باكرا على أصوات الهراوات وهي تُضرب على ألواح الزينكو، وفي بعض الأحيان على أصوات القنابل الصوتية وهي تُطلق علينا، إيذانا بقمع أو نقل من القسم إلى زنازين العقاب. ولعل من أخطر العقوبات القاسية التي كانت تمارس على الأسرى، هي سياسة الاعتداء الجنسي؛ فجنود الاحتلال كانوا يتعمدون وضع العصا الكهربائية والهراوات في فتحة شرج بعض الأسرى. كما يدخلون إلى أقسام الأسرى ويعتدون عليهم بالضرب المبرح ويطلقون عليهم الكلاب البوليسية. وتنتهج سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى دون مراعاة حالتهم الصحية، ففي أفضل الحالات كان الأسرى المرضى لا يحصلون إلا على حبة 'باراسيتامول'. إذلال وترهيب فوق كل ذلك، تجوع سلطات الاحتلال المعتقلين ولا تقدم لهم الطعام الكافي. وفي بعض الأحيان يضع جنود الاحتلال أرجلهم في الطعام ويسكبون القاذورات فوقه. في المقابل، كان حراس السجن يقيمون حفلات شواء شبه يومية قرب مراكز الاحتجاز، ويتناولون ما لذ وطاب من أصناف الطعام والشراب أمام الأسرى الذين يتضورون جوعا. كما كانت إدارة السجون تتعمد منع المعتقلين من الصلاة وأداء شعائرهم الدينية، وتمنع إدخال المصاحف إليهم. ولا يسمح الجنود للمعتقلين باستخدام دورة المياه إلا مرة واحدة يوميا ولمدة دقيقة واحدة فقط، ومن يتجاوز الوقت يتعرض لعقوبات منها ضربُه وإجباره على الوقوف رافعا يديه فوق رأسه ساعات عدة وما يصاحب ذلك من شتم وضرب بالأيدي والأرجل وأعقاب البنادق والهراوات. كما تنبعث من داخل السجون روائح كريهة جراء عدم حصول الأسرى على مستلزمات النظافة الشخصية، والمكوث أياما عدة دون تمكنهم من تنظيف دورات المياه، ما ساهم في انتشار مرض الجرب 'السكايبوس'، وقد حولت سلطات الاحتلال هذا المرض إلى أداة تعذيب بمنعها علاج الأسرى المصابين، وحرمانهم من أدوات النظافة والملابس والتعرض للشمس، والاستحمام بانتظام. وتُعد عملية النقل رحلة عذاب لا مثيل لها، خاصة أثناء عرضنا على المحاكم الإسرائيلية، أو نقلنا بين السجون المختلفة، أو في حالات الاستدعاء إلى مراكز التحقيق، حيث إن جنود الاحتلال يلزموننا بالسجود على الأرض أثناء النقل، مع تقييد الأرجل والأيدي من الخلف وعصب الأعين، والضرب والشتم. لم تسمح إسرائيل لنا بالدفاع عن أنفسنا أو بتوكيل محامٍ ينوب عنا، وكانت تمنع الزيارة عنا، ولا تسمح لنا بالتواصل مع الأهل، بل فصلت اتصالنا بالعالم تماما؛ فلا راديو ولا تلفزيونا ولا أي وسيلة للحصول على الأخبار؛ فطوال فترة الاعتقال لا يدري المعتقل ماذا يدور في الخارج وماذا حل بذويه خاصة في ظل الحرب المستمرة على غزة. سدي تيمان يُعد سدي تيمان من أخطر سجون إسرائيل ويقع في قاعدة عسكرية بصحراء النقب على بُعد 30 كيلومترا من قطاع غزة، تضع فيه إسرائيل كل من تعتقد أنه من قوات النخبة التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين اُعتقلوا في داخل الأراضي المحتلة في أحداث '7 أكتوبر'، والذين اعتقلوا من داخل القطاع. ويتعرض الأسرى داخله إلى تعذيب يومي ويجبرون على الجثو على ركبهم وطأطأة رؤوسهم داخل دورات المياه، مقيدة أيديهم وأقدامهم دوما، ومنهم من بترت أطرافه بفعل آثار القيود والأصفاد. كما يُعتبر مقبرة حقيقية لمن يدخله، إذ تضع سلطات الاحتلال المعتقلين في مساحات ضيقة وتمنعهم من التحدث والكلام، وتجبرهم على الوقوف ساعات عدة وتعتدي عليهم بالهراوات وتمنع عنهم العلاج . وبدلا من أسمائهم يحمل كل أسير رقما يُعرف به. وترفض إسرائيل تقديم بيانات واضحة عن عدد المعتقلين الذين بقوا في الاحتجاز. وتُتهم بإدارة سجونها بعيدا عن عيون العالم. بحسب حقوقيين، يقبع في بعض هذه السجون أشخاص لا ترغب إسرائيل أن يعرف عنهم أحد بزعم أنهم كانوا ضمن مقاتلي المقاومة في هجوم '7 أكتوبر'، وهو ما يعد مخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحرب، والرابعة الخاصة بحماية السكان المدنيين في زمن الحرب. داخل هذه السجون، كان الطبيب المعتقل ناهض أبو طعيمة مدير مستشفى ناصر الطبي يضمد جراح الأسرى بإمكانيات بسيطة، من خلال إبرة كان يصنعها من أسلاك الكهرباء النحاسية، وخيوط الملابس، كما كان يستخدم الكلور المخصص لتنظيف حمامات السجن كمعقم لجروح الأسرى. كنا نحاول أن نتغلب على الألم بأغنيات وطنية كانت تصدح بها حنجرة الأسير المحرر تيسير شملخ؛ ولكن بصوت منخفض للغاية؛ فالسجان يتربص بنا الدوائر ليعاقبنا من دون أي سبب.


الوسط
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
فرقة «كوين» من بين الفائزين بجائزة بولار السويدية لهذا العام
أفات اللجنة المانحة لجوائز بولار للموسيقى السويدية المرموقة، اليوم الثلاثاء بفوز كل من فرقة الروك البريطانية «كوين»، وعازف بيانو الجاز الأميركي هيربي هانكوك، والسوبرانو وقائدة الأوركسترا الكندية باربرا هانيغان، بجائزتها. وأكدت مؤسسة «بولر ميوزيك برايز» في بيان أن فرقة «كوين» التي تأسست العام 1970 واشتهرت بأغانيها وأهمها «بوهيميين رابسودي» و«وي ويل روك يو» و«سامبادي تو لاف»، حصلت على الجائزة لـ«أسلوبها المميز الذي يمكن معرفته فوراً، والذي لا يستطيع أحد تقليده»، وفقا لوكالة «فرانس برس». وأضافت «بعد مرور نصف قرن على تسجيلها، لا تزال أغاني كوين مسموعة في كل مكان وتسترعي إعجاب أجيال جديدة من المستمعين». وقالت ماري ليدين، المديرة التنفيذية لجائزة بولار، إن الفرقة تمثل «مرادفاً لنسيج الثقافة الشعبية». وأشادت بهيربي هانكوك واصفة إياه بـ«الأسطورة الموسيقية»، إذ «تجاوزت موسيقاه حدود موسيقى الجاز والفانك والسول والآر أند بي». - - - ووصفت لجنة جائزة بولار أيضاً باربرا هانيغان بأنها «رائدة». وهي قادت بعضاً من أبرز فرق الأوركسترا في العالم، بينها أوركسترا لندن السيمفونية، وأوركسترا الكونسيرتخيباو الملكية في أمستردام، وأوركسترا غوتنبرج السيمفونية، وقدمت أعمال العديد من الملحنين المعاصرين. وسيتسلم الفائزون جوائزهم في حفلة ستقام في ستوكهولم في 27 مايو. ويحصل كل واحد منهم على جائزة نقدية قدرها مليون كرونة (ما يقرب من 100 ألف دولار). جائزة بولار للموسيقى تأسست جائزة بولار للموسيقى في العام 1989 على يد ستيغ أندرسون، المدير الراحل لفرقة البوب السويدية آبا، وتختار الجائزة اثنين أو ثلاثة فائزين كل عام. وفي العام الماضي، كرّمت الجائزة أسطورة الديسكو الأميركي نايل رودجرز، الذي يزخر رصيده بأغانٍ ضاربة بينها «لو فريك» و«غود تايمز»، بالإضافة إلى قائد الأوركسترا والملحن الفنلندي إيسا بيكا سالونين. ومن بين الفائزين السابقين بالجائزة إيغي بوب، وبول مكارتني، وغراند ماستر فلاش، وميتاليكا، وستينغ، وبوب ديلان، ورافي شانكار، وديزي جيليسبي، والمعهد الوطني الأفغاني للموسيقى.