#أحدث الأخبار مع #الديشبارتي،الشروق٢٢-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالشروقعزومات الديش بارتي أو تويزة الإفطارلطالما كانت عزومات الإفطار سمة مميزة لتقاليدنا الرمضانية، حين يتبادل الجزائريون دعوة بعضهم البعض، ليتشاركوا وجبة الإفطار، لتحلو اللمة والجمعة. لكن، وكغيرها من الطقوس والتقاليد الحياتية والاجتماعية، التي غيّرتها أو طمستها الظروف الاقتصادية المتردية وغلاء الأسعار، تراجعت بوتيرة كبيرة عزومات الإفطار بمجتمعنا. ولكن، بالمقابل، وكمحاولة للحفاظ على هذه العادة واللمة الرمضانية، استعاض بعض الجزائريين عن تلك 'العرضات'، واستبدلوها بما يسمى 'الديش بارتي'، أو ما يمكننا كذلك أن نصطلح على تسميته 'تويزة الإفطار'. وهي عزومات تتم في بيت أحدهم، لكن شريطة أن يقوم كل مدعو بإحضار طبق أو أكلة معينة معه، ما يجعل الكل يتقاسم تكاليف 'عرضة' الإفطار، ويخفف الحمل عن صاحب الدعوة، مع المحافظة على ذلك الطقس الاجتماعي من الاندثار. الديش بارتي في رمضان الديش بارتي dish party أي حفلة الطبق، هي حفلات معروفة عالميا، تقام لمختلف المناسبات والتجمعات والأغراض. لكن، القاسم المشترك فيها، أن كل مدعو إليها مطالب بإحضار طبق طعام معين للحفل. وبجمع ما تم إحضاره، تقام المأدبة، التي يكون الجميع قد اشترك في تحضيرها. وهي كممارسة موجودة في مجتمعنا من زمان. وإن كانت لا تعرف باسمها الحقيقي، المعروفة به عالميا، أي الديش بارتي، مثل حفلات نهاية العام الدراسي، أو المولد النبوي الشريف، أو اليناير، التي تقام في المدارس، التي يعمد فيها كل تلميذ إلى إحضار أكلة معينة أو مشروب ما ثم يشترك ويحتفل الجميع، بتقاسم تناول ما تم إحضاره. وهو ذات الأمر الذي يقوم به أفراد الكشافة الإسلامية الجزائرية، في بعض المناسبات أو الخرجات. لكن الجديد، أن تمتد فكرة الديش بارتي إلى عزومات رمضان، التي كان الداعي فيها هو من يقوم بتحضير الإفطار لضيفه. لتنقلب الآية، في الأعوام الأخيرة، بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار، الذي حرم الجزائريين من ممارسة الكثير من عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية، المعبرة عن جودهم وتقديسهم شيمة إكرام الضيف، الذي صار مطالبا بإحضار فطوره وفطور مضيفه معه. جيب فطورك معاك كغيرها من الأسر الجزائرية، اعتادت عائلة السيدة فاطمة الزهراء دعوتها لمرة واحدة على الأقل في كل رمضان، إلى الإفطار عندهم، رفقة كل إخوتها وأخواتها المتزوجات وأولادهن وأزواجهن. مأدبة الإفطار، كانت مكلفة بعض الشيء. ولكن الوالد كان على قدر الحمل. بحكم أنه كان، إضافة إلى عمله كمعلم بالابتدائي يمارس نشاطات تجارية يومية. لكن، منذ خروجه على المعاش واعتلال صحته، اكتفى براتب تقاعده. الأمر الذي خلق للعائلة شُحّا في الموارد المالية. ولأننا، كما توضح السيدة فاطمة الزهراء: 'حريصون على الحفاظ على تماسكنا وترابطنا الأسري وصلة الرحم، فلقد قررنا الاستمرار في الالتقاء على مائدة واحدة للإفطار عند أهلي برمضان. ولكن، بصيغة جديدة. إذ اتفقنا على أن يقوم كل منا بتحضير طبق معين، ويحضره معه، لنساهم جميعنا في إعداد إفطار ذلك اليوم. فهناك من تتكفل بتحضير الشوربة. في حين، تعمد الأخرى إلى تحضير المطلوع. والثالثة، تعد طبق الحلو. والآخر، يحضر معه الفواكه أو المشروبات الغازية. وهناك من يطبخن أطباقا أساسية. وهكذا، إلى أن تفيض مائدة الإفطار بما لذ وطاب. فنجتمع ونستمتع بتقاسم ما ساهمنا جميعنا في تحضيره وإحضاره.' ما تجوّع الذيب ما تبكّي الراعي ونفس الأمر، صار يحدث في بيت حماة السيدة نوال، التي تؤكد أن تلك الأخيرة هي أم الكرم والجود. بدليل، أنها كانت تجمع كل أولادها وكناتها وبناتها وأصهارها، في أحد أيام رمضان للإفطار الجماعي عندها. وتتكفل بتحضير المأدبة من مال زوجها، الذي ما إن توفي حتى تأثرت ظروفها المادية، وكذلك الصحية. لذلك: كما تضيف السيدة نوال: 'قررنا الحفاظ على تلك العادة الجميلة، باجتماعنا للإفطار في أحد أيام الشهر الفضيل. ولكن، مع تغيير بسيط. وهو أننا صرنا ننسق في ما بيننا، ونتفق على أن يحضر كل منا طبقا معينا أو غرضا ما، لتكتمل مأدبة الإفطار، التي يكون الكل قد ساهم فيها. ولا نفترق إلا وقد أنهينا كل أعمال التنظيف، وتوضيب المنزل كما كان. حتى لا نرهق حماتي ماديا أو جسديا.' تويزة الإفطار ورغم أن هذا السلوك الاجتماعي جديد وغريب في مجتمعنا، إلا أنه قديم في أصل منبعه. فهو نوع من أنواع التويزة، التي يتميز بها الجزائريون، التي تهدف في هذه الحالة إلى التكافل والتعاون الاجتماعي، بتقاسم تكاليف الإفطار الرمضاني في سبيل الالتقاء والاجتماع العائلي، للحفاظ على الروابط العائلية وصلة الرحم.
الشروق٢٢-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالشروقعزومات الديش بارتي أو تويزة الإفطارلطالما كانت عزومات الإفطار سمة مميزة لتقاليدنا الرمضانية، حين يتبادل الجزائريون دعوة بعضهم البعض، ليتشاركوا وجبة الإفطار، لتحلو اللمة والجمعة. لكن، وكغيرها من الطقوس والتقاليد الحياتية والاجتماعية، التي غيّرتها أو طمستها الظروف الاقتصادية المتردية وغلاء الأسعار، تراجعت بوتيرة كبيرة عزومات الإفطار بمجتمعنا. ولكن، بالمقابل، وكمحاولة للحفاظ على هذه العادة واللمة الرمضانية، استعاض بعض الجزائريين عن تلك 'العرضات'، واستبدلوها بما يسمى 'الديش بارتي'، أو ما يمكننا كذلك أن نصطلح على تسميته 'تويزة الإفطار'. وهي عزومات تتم في بيت أحدهم، لكن شريطة أن يقوم كل مدعو بإحضار طبق أو أكلة معينة معه، ما يجعل الكل يتقاسم تكاليف 'عرضة' الإفطار، ويخفف الحمل عن صاحب الدعوة، مع المحافظة على ذلك الطقس الاجتماعي من الاندثار. الديش بارتي في رمضان الديش بارتي dish party أي حفلة الطبق، هي حفلات معروفة عالميا، تقام لمختلف المناسبات والتجمعات والأغراض. لكن، القاسم المشترك فيها، أن كل مدعو إليها مطالب بإحضار طبق طعام معين للحفل. وبجمع ما تم إحضاره، تقام المأدبة، التي يكون الجميع قد اشترك في تحضيرها. وهي كممارسة موجودة في مجتمعنا من زمان. وإن كانت لا تعرف باسمها الحقيقي، المعروفة به عالميا، أي الديش بارتي، مثل حفلات نهاية العام الدراسي، أو المولد النبوي الشريف، أو اليناير، التي تقام في المدارس، التي يعمد فيها كل تلميذ إلى إحضار أكلة معينة أو مشروب ما ثم يشترك ويحتفل الجميع، بتقاسم تناول ما تم إحضاره. وهو ذات الأمر الذي يقوم به أفراد الكشافة الإسلامية الجزائرية، في بعض المناسبات أو الخرجات. لكن الجديد، أن تمتد فكرة الديش بارتي إلى عزومات رمضان، التي كان الداعي فيها هو من يقوم بتحضير الإفطار لضيفه. لتنقلب الآية، في الأعوام الأخيرة، بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار، الذي حرم الجزائريين من ممارسة الكثير من عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية، المعبرة عن جودهم وتقديسهم شيمة إكرام الضيف، الذي صار مطالبا بإحضار فطوره وفطور مضيفه معه. جيب فطورك معاك كغيرها من الأسر الجزائرية، اعتادت عائلة السيدة فاطمة الزهراء دعوتها لمرة واحدة على الأقل في كل رمضان، إلى الإفطار عندهم، رفقة كل إخوتها وأخواتها المتزوجات وأولادهن وأزواجهن. مأدبة الإفطار، كانت مكلفة بعض الشيء. ولكن الوالد كان على قدر الحمل. بحكم أنه كان، إضافة إلى عمله كمعلم بالابتدائي يمارس نشاطات تجارية يومية. لكن، منذ خروجه على المعاش واعتلال صحته، اكتفى براتب تقاعده. الأمر الذي خلق للعائلة شُحّا في الموارد المالية. ولأننا، كما توضح السيدة فاطمة الزهراء: 'حريصون على الحفاظ على تماسكنا وترابطنا الأسري وصلة الرحم، فلقد قررنا الاستمرار في الالتقاء على مائدة واحدة للإفطار عند أهلي برمضان. ولكن، بصيغة جديدة. إذ اتفقنا على أن يقوم كل منا بتحضير طبق معين، ويحضره معه، لنساهم جميعنا في إعداد إفطار ذلك اليوم. فهناك من تتكفل بتحضير الشوربة. في حين، تعمد الأخرى إلى تحضير المطلوع. والثالثة، تعد طبق الحلو. والآخر، يحضر معه الفواكه أو المشروبات الغازية. وهناك من يطبخن أطباقا أساسية. وهكذا، إلى أن تفيض مائدة الإفطار بما لذ وطاب. فنجتمع ونستمتع بتقاسم ما ساهمنا جميعنا في تحضيره وإحضاره.' ما تجوّع الذيب ما تبكّي الراعي ونفس الأمر، صار يحدث في بيت حماة السيدة نوال، التي تؤكد أن تلك الأخيرة هي أم الكرم والجود. بدليل، أنها كانت تجمع كل أولادها وكناتها وبناتها وأصهارها، في أحد أيام رمضان للإفطار الجماعي عندها. وتتكفل بتحضير المأدبة من مال زوجها، الذي ما إن توفي حتى تأثرت ظروفها المادية، وكذلك الصحية. لذلك: كما تضيف السيدة نوال: 'قررنا الحفاظ على تلك العادة الجميلة، باجتماعنا للإفطار في أحد أيام الشهر الفضيل. ولكن، مع تغيير بسيط. وهو أننا صرنا ننسق في ما بيننا، ونتفق على أن يحضر كل منا طبقا معينا أو غرضا ما، لتكتمل مأدبة الإفطار، التي يكون الكل قد ساهم فيها. ولا نفترق إلا وقد أنهينا كل أعمال التنظيف، وتوضيب المنزل كما كان. حتى لا نرهق حماتي ماديا أو جسديا.' تويزة الإفطار ورغم أن هذا السلوك الاجتماعي جديد وغريب في مجتمعنا، إلا أنه قديم في أصل منبعه. فهو نوع من أنواع التويزة، التي يتميز بها الجزائريون، التي تهدف في هذه الحالة إلى التكافل والتعاون الاجتماعي، بتقاسم تكاليف الإفطار الرمضاني في سبيل الالتقاء والاجتماع العائلي، للحفاظ على الروابط العائلية وصلة الرحم.
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
