منذ 11 ساعات
سيناريوهات نووية. !
عبد العلي جدوبي : حبس العالم أنفاسه خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية ، وأصبحنا على صفيح نووي ساخن وما قد يترتب عنه من تداعيات هذه الحرب التي قد تقود البشرية الى حرب عالمية ثالثة لا قدر الله !
المعطيات تبدو مخيفة في ظل أحداث مفتوحة على كل الاحتمالات ، ومرشحة على مزيد من الانفجارات .. هناك الملف الروسي _ الاوكراني ، وهناك غطرسة إسرائيل التي تريد بقيادة السفاح المتهور نتنياهو وبدعم من الغرب أن يشعل حربا نووية مدمرة بالشرق الاوسط ، مما يدعو للتساؤل : هل يسير العالم نحو كارثة نووية تدمر البشر والحجر؟
هل هذا يعني أن عالمنا المعاصر تخلص من الصدام التقليدي واتجه نحو الردع النووي في ضوء التعنت الاسرائيلي الامريكي اللذان ينهجان خيار شمسون ؟
هل يظل العالم يتفرج على ما يحدث ؟ أم ستكون هذه بداية النهاية لسياسة العجرفة الغربية ؟
مجلة الايكونوميست الأمريكية كتبت مؤخرا تقريرا مفصلا تناولت فيه المخاطر الكبرى على جميع المستويات والأصعدة التي قد يتعرض لها كوكبنا في حال نشوب حرب نووية ، أو حتى تسرب الاشعاعات من المفاعلات النووية أو من مفاعل ديمونا الاسرائيلي المتهالك اصلا ( مدة صلاحيته انتهت قبل ازيد من ربع قرن) حسب الخبراء ،ومع هذا فإسرائيل تمتلك مابين 150 و 400 رأس نووي !! (إيران وقعت على معاهدة الحد من إنتشار الاسلحة النووية ؛ أما إسرائيل فرفضت التوقيع عليها ) !
في كتابها (الحرب النووية) طرحت الصحفية الأمريكية ( آني جاكسون ) سيناريوهات نووية في حاله هجوم نووي مفترض تقوم به هذه الدوله او تلك ، فإن العالم الذي نعرفه يمكنه الوصول الى خط النهاية في دقائق معدودات ، مرة من التفجيرات النووية ، ومرة اخرى من جراء التبعيات المناخية !
هذا وقد توصل العلماء من جامعة الويزيانا الأمريكية من خلال تقرير لهم إلى أنه في جميع السيناريوهات ستطلق العواصف النارية الناجمة عن الانفجارات النووية دخانا كثيفا في الغلاف الجوي من شأنه أن يحجب الشمس ويخفض درجات الحرارة بمعدل فوق كل التوقعات، وإلى انخفاض حرارة المحيطات وتوسيع الجليد البحري بأكثر من سته ملايين ميل مربع ، مما سيؤدي الى زوال الموانئ الرئيسية في العالم بعد وصول مياه البحر الى اليابسة ،وقد تدمر مدنا بكاملها !! ويضيف تقرير العلماء الامريكيين أن هذه الاحداث تبدو واردة وبقوة ما لم يقوم العقلاء بالتدخل لحل النزاعات والصراعات وتغليب لغه الدبلوماسية على سياة شن الحروب المدمرة ، إلا أن مسؤولين فرنسيين يصرون انهم على استعداد لاستخدام الأسلحة النووية إذا دعت الحاجة لذلك للدفاع عن اسرائيل ، وعن أي تهديد يمس اوروبا_ حسب ما أفادت به تقارير بريطانية _ وذكرت صحيفة الديلي تلغراف بأنه يمكن نشر طائرات مقاتلة تحمل أسلحة نووية ، وهي رساله إلى ايران وإلى بوتين .!!
ويشار إلى أن لفرنسا سياسة ردع نووي مستقلة عن حلف الشمال الاطلسي( الناتو) بينما تعد بريطانيا عنصرا اساسيا في هذه الاستراتيجية المتعددة الأبعاد .
ويرى المنتقدون لبنود معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بأن المعاهدة لا تستطيع وقف منع انتشار الاسلحة النووية أو وقف الحافز لإمتلاكها ، ويعبرون عن خيبة الامل نحو التقدم المحدود بنزع ترسانة الأسلحة النووية ، حيث أن الدول الخمس حسب تقرير الوكالة الدولية للطاقه الذرية ما تزال تمتلك في مخزونها التجميعي ما يناهز 22ألف رأس حربي نووي ، وهذا أمر مخيف .
فإلى أين يسير العالم عبر التسلح النووي؟؟