logo
#

أحدث الأخبار مع #الراينيشهتسايتونج،

"بين الفلسفة والسياسة".. كيف صنع كارل ماركس فكرًا غيّر العالم؟
"بين الفلسفة والسياسة".. كيف صنع كارل ماركس فكرًا غيّر العالم؟

الدستور

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

"بين الفلسفة والسياسة".. كيف صنع كارل ماركس فكرًا غيّر العالم؟

في مثل هذا اليوم وتحديدا 5 مايو لعام 1818، وُلد كارل ماركس في مدينة ترير الألمانية، ليصبح أحد أكثر المفكرين تأثيرًا في التاريخ الحديث، فلم يكن "ماركس" مجرد فيلسوف أو اقتصادي، بل كان ثوريا حمل في كتبه ومقالاته نداءً لتحرير الإنسان من الاستغلال، واضعا أسس نظرية ما زالت تُلهب الجدل وتثير الإعجاب أو النفور حتى يومنا هذا؛ "الماركسية". من ترير إلى برلين: ميلاد العقل المتمرّد نشأ كارل ماركس في أسرة يهودية تحوّلت للمسيحية لأسباب اجتماعية، لكنه لم يكن يومًا أسيرًا لعقيدة أو طائفة، فقد تأثّر منذ صغره بأفكار التنوير ونزعة الشك، وشرع في دراسة القانون والفلسفة متنقلا من بون إلى برلين، حيث التقى بفكر هيجل، ثم تمرّد عليه لاحقًا، وانضم إلى "الهيجليين الشباب"، لكنه كان يبحث عن فلسفة لا تكتفي بتفسير العالم بل تغيّره. في تلك الأجواء، تشكّل وعيه السياسي، وبدأت بذور نقده للرأسمالية تنمو، خاصة بعد قراءته لأعمال لودفيج فيورباخ، الذي أزاح الروح لصالح المادة، فقرر "ماركس" أن يجمع بين جدلية هيجل ومادية فيورباخ ليبدأ مشروعه الفكري الثوري. الصحفي المنفي.. الباحث عن الحقيقة في عيون الفقراء في عام 1842، تولّى كارل ماركس رئاسة تحرير صحيفة "الراينيشه تسايتونج"، وهناك بدأ يصطدم بقوة مع الرقابة البروسية بسبب مقالاته الجريئة عن الفقر والحرية والعدالة، ومع إغلاق الصحيفة، بدأ رحلة المنافي التي شكّلت مسيرته: من باريس إلى بروكسل، ثم إلى لندن التي قضى فيها بقية حياته. في باريس، بدأ "ماركس" أول احتكاك مباشر بالحركات العمالية والشيوعية، وهناك كتب أولى مخطوطاته الفلسفية الاقتصادية، ليعلن أن جوهر الإنسان لا يتحقق إلا في عمله، وأن الرأسمالية تغترب بالإنسان عن نفسه. ماركس وإنجلز... رفيقا الفكر والثورة التقى كارل ماركس عام 1844 برفيقه الفكري والسياسي فريدريك إنجلز، فبدأ تحالف فكري قلّ نظيره في التاريخ. معًا، كتبا في عام 1848 كتيّبًا صغيرًا سيُغيّر العالم: البيان الشيوعي، الذي صدّر بجملة لا تُنسى: "إن تاريخ كل المجتمعات حتى يومنا هذا هو تاريخ صراعات الطبقات". لم يكن البيان مجرد دعوة ثورية، بل خلاصة نظرية في فهم آليات التاريخ والاقتصاد والمجتمع. ومع اشتعال الثورات الأوروبية في العام نفسه، شارك ماركس بفعالية في ألمانيا، لكن الهزيمة أعادته إلى المنفى. سنوات العزلة... وولادة "رأس المال" استقر كارل ماركس في لندن منذ 1849، وعاش سنوات من الفقر المدقع، مات خلالها بعض أبنائه جوعًا ومرضًا، لكنه لم يتخل عن مشروعه الفكري، وبدعم دائم من إنجلز، بدأ في كتابة مؤلفه الأضخم: "رأس المال"، الذي نُشر جزءه الأول عام 1867، بينما ظل الجزءان الثاني والثالث حبيسي أوراقه حتى نشرهما إنجلز بعد وفاته. في هذا العمل، حلّل "ماركس" آليات النظام الرأسمالي، كاشفًا التناقض بين العمل ورأس المال، ومبينًا كيف تؤدي علاقات الإنتاج إلى تراكم الثروة لدى القلة وتفقير الأغلبية. اعتبر ماركس أن التغيير لا يأتي من الأخلاق أو الأمنيات، بل من حتميات مادية وتاريخية تنبع من تطور قوى الإنتاج. ماركس الأممي... وقصة كومونة باريس في ستينيات القرن التاسع عشر، عاد "ماركس" إلى النشاط السياسي من خلال تأسيس الأممية الأولى (1864)، حيث صاغ بيانها التأسيسي، ودعا إلى وحدة الطبقة العاملة على مستوى العالم، وعندما اندلعت ثورة كومونة باريس عام 1871، وقف إلى جانبها، وكتب مدافعًا عنها في عمله الشهير "الحرب الأهلية في فرنسا". رأى في الكومونة أول نموذج لدكتاتورية البروليتاريا، أي حكم الطبقة العاملة، بديلا عن استبداد البرجوازية. رحيل كارل ماركس توفي كارل ماركس في لندن يوم 14 مارس 1883، ولم يحضر جنازته سوى أقل من 20 شخصا، ولكن الرجل الذي مات معدما، ترك وراءه أفكارا غيّرت وجه القرن العشرين، وكانت وراء تأسيس حركات، وثورات، وأحزاب، ودول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store