logo
#

أحدث الأخبار مع #الزوري

الزوري العراقي.. طبق الفقراء يواجه الانقراض وسط تحذيرات من الاحتيال
الزوري العراقي.. طبق الفقراء يواجه الانقراض وسط تحذيرات من الاحتيال

شفق نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • منوعات
  • شفق نيوز

الزوري العراقي.. طبق الفقراء يواجه الانقراض وسط تحذيرات من الاحتيال

شفق نيوز/ يعد سمك "الزوري" الصغير الحجم، محبباً لدى العديد من العائلات العراقية وخاصة في المحافظات الجنوبية، لرخص أسعاره، إذ كانت لا تتجاوز ثلاثة آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، لذلك كان ملاذاً للفقراء، وأيضاً لاحتوائه على الأملاح والمواد المعدنية التي يحتاجها الجسم، وخلافاً للأنواع الأخرى، يحتوي الزوري على الزنك والبوتاسيوم والكالسيوم وغيرها. لكن تراجعت مبيعات الزوري العراقي في الآونة الأخيرة لأسباب عديدة، منها عدم توفره بشكل دائم كما كان سابقاً، وارتفاع أسعاره قياساً بالزوري المستورد الذي يعد أقل جودة منه. ويشكل جفاف الأهوار والأنهار في المناطق الجنوبية أحد أبرز العوامل في النقص الملحوظ بأعداد سمك الزوري، إضافة إلى اتباع أساليب الصيد الجائر كالصيد بواسطة الشبكة الكهربائية. وبهذا السياق، يقول الصياد رحيمة محسن 54 عاماً من محافظة ميسان: "كنا في السابق نعتاش على صيد أنواع كثيرة من السمك، ومنها الزوري أو الشوجي الذي لا يتطلب صيده سوى نوع بسيط من الشباك لصغر حجمه". ويضيف في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "أبرز طريقة لصيد سمك الزوري كانت بنصب الشباك في الأنهر، وكانت أسعاره رخيصة بسبب وفرته في السابق، لذلك كان يعتبر الطبق الأرخص للشرائح الفقيرة والمتوسطة". ووفق الصياد، فقد كان سمك الزوري "مالحاً لذيذاً"، ويفضله كثيرون على سمك الشبوط والكطان وغير ذلك من أنواع الأسماك، لكن هذا الوضع تغير بعد جفاف مياه الأنهار في المدن الجنوبية التي تعد مصدر الأسماك، ودخول أنواع غريبة من الزوري المستورد لم نعرفها سابقاً، وبعضها ذات رأس صغير ولون فضي. بدوره، ينوّه بائع السمك علي كاظم 34 عاماً في منطقة البياع ببغداد، إلى أن "وضع الزوري اختلف كلياً بعد غياب الزوري العراقي، ودخول أنواع مستوردة نسميه نحن الباعة (الفلينة)، ويأتي في الغالب من تركيا، لكن البعض يبعونه على أنه زوري عراقي". ويؤكد في حديثه للوكالة، أن "سعر سمك الزوري العراقي حالياً يتجاوز عشرة آلاف دينار عراقي للكيلوالغرام الواحد بسبب ندرته وجودته وطيب طعمه". ويلفت إلى أن "هذا النوع من السمك كان رخيص الثمن، بسبب وفرة المياه وتكاثره السريع وعدم وجود أسماك تقتات على صغاره، وأبرزها سمك البلطي الغريب على المياه العراقية". أما البائع رسول عليوي، في منطقة حي الجهاد ببغداد، فيوضح لوكالة شفق نيوز، "كانت تردنا كميات قليلة من سمك الزوري العراقي، ويكون الطلب كبيراً على هذا النوع، لذلك يتم بيعه بأسعار تتجاوز 10 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، ولأشخاص معروفين نسميهم (معاميل)". وينوّه رسول، إلى أن "سمك الزوري الذي يرد إلينا حالياً يأتي من بحيرات صناعية لتربية الأسماك بسبب قلة المياه". ويلفت الى "وجود خلط بين أنواع السمك الصغير، حيث يطلق على الجميع (زوري)، وهذا خطأ، إذ أن هناك أسماكاً صغيرة تعيش في المياه المالحة مثل شط العرب والخليج وتباع على أنها زوري ولكنها في الحقيقة سمك (بياح)". يشار إلى أن هناك أنواعاً مختلفة من الأسماك العراقية المعروفة على المستوى الشعبي والمحلي، ولها دلالات في الفولكلور العراقي، حتى أنها دخلت في الشعر والغناء، مثل سمك البني والكطان والشبوط والعجد والنباش أو (دكاك الصخر) والحمري وغيرها. وتناقصت أعداد السمك بشكل عام، وخاصة الزوري بدرجة كبيرة بسبب جفاف الأهوار الذي يعد موطن سمك الزوري. في هذا الصدد، يقول المسن الحاج عبد الكريم لفتة، إنه "خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وبعد انتهاء مواسم الفيضان وانحسار المياه، تبقى برك منعزلة تكثر فيها أنواع كثيرة من سمك الزوري". ويضيف في حديثه للوكالة: "كان الصيادون يتوزعون لاصطياد السمك بدون أدوات، فقد كان يكفي أن يقوم الصيادون بخبط المياه بالطين ما يؤدي إلى اختناق السمك ويضطر للظهور على سطح الماء ما يسهل صيده". ويعرب لفتة عن أسفه لفقدان سمك الزوري الذي اعتاد على تناوله لسنوات طويلة، وحل بدلاً عنه الزوري المستورد، وهو لا يرقى بأي حال إلى الزوري العراقي. وتتوفر الأسماك حالياً في أسواق البياع وبغداد الجديدة وباب المعظم وجميع الأسواق الشعبية في العاصمة بغداد، بيد أن الزوري العراقي قلما يتوفر في الأسواق. وتؤكد المواطنة زينب مؤيد 47 عاماً، في حديث لوكالة شفق نيوز أن "الزوري العراقي يمتاز بملوحته وطعمه اللذيذ، بيد أن الأنواع الموجودة في الأسواق حالياً لا تمت إلى الزوري العراقي بصلة، ولا توجد مقارنة ببين الزوري المستورد والزوري العراقي". وتضيف: "سابقاً كان الفرد متوسط أو فقير الحال يشتري الزوري لرخص سعره، أما الآن وبعد ارتفاع سعره بات ينافس السمك العادي وهو غير عراقي حيث إن الكيلوغرام الواحد من المستورد يباع بسعر سبعة آلاف دينار". وتختلف طرق إعداد طبق الزوري عند العائلات العراقية، حيث إن البعض يفضله مقلياً مع الخبز الحار، والبعض الآخر يفضله مع الحساء (المرق). وتسبب جفاف الأهوار والأنهار في جنوب العراق، بكوارث انعكست على الأوضاع الاقتصادية للسكان، إذ تأثرت الزراعة وصيد الأسماك والطيور وتربية المواشي، وأدى ذلك إلى هجرة واسعة من السكان باتجاه المدن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store