#أحدث الأخبار مع #السندبادالبحرى،نافذة على العالم٠٥-٠٤-٢٠٢٥ترفيهنافذة على العالمثقافة : الليالى العربية بحثًا عن الخيال الشرقى هل كانت 300 ليلة فقط؟السبت 5 أبريل 2025 03:15 صباحاً نافذة على العالم - عرفت ليالى ألف ليلة وليلة طريقها إلى المطبعة مبكرًا، فى الغرب قبل الشرق، وأحدثت دويًا كبيرًا هناك، فقد استقبلها الناس بشغف دفع الكثيرين للبحث عن هذا النص السحرى، لكن كيف كانت البدايات؟ كيف كانت الليالى؟ يظل الشكل الأول الذى كانت عليه هذه الحكايات غير معروف وغير محدد، وقد صدرت طبعة عن دار المدى بتحقيق الدكتور محسن مهدى، أفادت أن ألف ليلة وليلة ليست (1001 ليلة) وأن النسّاخ والوراقين هم من أوصلوها إلى هذا الرقم الذى اشتهرت به. وقام مهدى، منذ سنوات بتحقيق كتاب ألف ليلة وليلة وصولا إلى تحقيق الحكايات الحقيقية التى وجدت فى الكتاب من دون إضافات النسّاخ والورّاقين، واعتمد فى ذلك على النسخة الخطّية الأقدم «وهى نسخة المكتبة الوطنية بباريس»، وعلى نسختين أخريين هما نسخة المكتبة الرسولية فى الفاتيكان ونسخة مكتبة جون رايلندرز فى مانشستر، وعلى إثر ذلك وضع مقدمة ضافية تولت مناقشة النقاط التالية: النقطة الأولى تمثلت فى نقد النسخ القديمة المطبوعة من الكتاب وهى (طبعة كلكتا الأولى، طبعة برسلاو، طبعة بولاق الاولى، طبعة كلكتا الثانية)، وتوصل مهدى إلى وجود نسخ خطية رئيسة للكتاب، تربطها شجرة من فرعين رئيسيين هما، الفرع المصرى وفروع الأسرة الشامية ورواياتها. ويشير مهدى فى تحقيقه الى وجود نسخة «أم» لكل النسخ لم تعد باليد الآن، مؤكدا أن النسخة الأم ألفت فى عصر دولة المماليك التى كانت تضم مصر والشام، وأن تأليفها لم يسبق النصف الثانى من القرن السابع للهجرة - النصف الثانى من القرن الـ 13 الميلادى، ويسبق النسخة الأم نسخة الأم القديمة التى ألفت فى القرن الثالث الهجرى وضاعت بين رواة القصص والمصادر الأدبية المتعددة. ووجد مهدى أن هذا الكتاب لم يصل إلى 1001 ليلة فى نسخته الأساسية، بل إلى 300 ليلة وحكاية تقريبا عدا الحكاية الإطار وأن النساخ وأصحاب دكاكين الوراقة قد أضافوا الليالى الباقيات كسبا لأجر من سائح أو من هاو. ألف ليلة وليلة فى الغرب.. يقول كتاب «الرواية الأم: ألف ليلة وليلة فى الآداب العالمية ودراسة فى الأدب المقارن» لماهر البطوطى، فى هذه المسألة المهمة: فى عام 1704 م، أصدر الفرنسى «أنطوان جالان» أول حلقة فى ترجمته الفرنسية لقصص من «ألف ليلة وليلة»، وافتتح بذلك بداية سلسلة طويلة لا تزال مستمرة إلى يومِنا هذا، من الطبعات والترجمات والحكايات المختلفة المُتعدِّدة التى تدور كلها حول ذلك الكتاب الأسطورة! تعتبر ترجمة جالان تلك، أول نسخةٍ تخرج من المطبعة لألف ليلة وليلة، وبهذا تكون هذه الترجمة الفرنسية قد سبقت أى نسخ عربية فى الطباعة، حيث إن أول نسخة تخرج مطبوعة باللغة العربية كانت فى كلكتا بالهند عام 1835م. ومنذ بدأت ترجمة جالان فى الصدور، لم ينقطع إقبال القراء عليها واستمتاعهم بها وشغَفهم بمُطالعة قصصها التى ملأت حياتهم بالخيال والعجائب التى لم يكونوا قد سمِعوا بها من قبل. البداية كانت فى التسعينيَّات من القرن السابع عشر، عندما حصل جالان على مخطوطةٍ عربية بها قصص رحلات السندباد البحرى، فنشرها عام 1701م، وشجَّعه نجاح تلك القصص على البدء فى ترجمة مخطوطاتٍ حصل عليها من بعض معارفه فى سوريا تحتوى على قصص ألف ليلة وليلة، ويبلُغ مجموعها أربعة مخطوطات، تُعتبَر الآن «باستثناء صفحةٍ واحدة من مخطوطٍ أقدم يرجع إلى القرن التاسع الميلادى» أقدم مخطوطات عُثر عليها من الكتاب، ولا تزال ثلاثة مخطوطات منها فى المكتبة القومية بباريس، بينما فُقد المجلد الرابع من هذه المخطوطات الأولى. وبدأت ترجمة جالان فى الظهور بدءًا من عام 1704، وفى مدى عامَين، بلغ عدد المجلدات المنشورة بالفرنسية سبعة، احتوت على جميع القصص التى وردت فى المخطوطات الأولى التى كانت فى حوزة جالان، مُضافًا إليها قصص السندباد البحرى،وقصة أخرى من مخطوطٍ مجهول تحتوى على حكاية «قمر الزمان والأميرة بدور». ولمَّا لم يجِد الناشر مادة جديدة لدى جالان بعد ذلك، عمد — رغم اعتراض جالان وغضبه — إلى إصدار مجلدٍ ثامن تضمَّن قصصًا سابقة كان جالان قد ترجمها، مع قصصٍ أخرى ترجمها المُستشرق الفرنسى — زميل جالان — «فرانسوا بتى دى لا كروا»، تلبية لطلب القرَّاء فى المزيد من هذه القصص التى لاقت إقبالًا شديدًا. وقد حفَّز ذلك جالان على البحث عن مزيدٍ من المخطوطات والمصادر لقصصٍ جديدة من ألف ليلة وليلة يُلبى بترجمتها طلب الناشر والقراء. وبناء على ذلك، قام صديق لجالان — هو الرحَّالة بول لوكاس — إلى دعوة أحد السوريِّين المَوارنة ويُدعى «حنا دياب» لزيارة فرنسا، وقدَّمه إلى جالان بوصفه حائزًا لمخطوطاتٍ جديدة لألف ليلة وليلة. وقد أمدَّ «حنا» جالان بمادةٍ جديدة غزيرة من الحكايات بما مَكَّنه من إصدار أربعة مجلداتٍ جديدة من الترجمات الفرنسية لقصصٍ من ألف ليلة. ويبدو أن المادة التى وفَّرها حنا لجالان جاء مُعظمها من الذاكرة، حيث كان يتلو على جالان القصص بالعربية، بينما جالان يُدوِّن ترجمة ما يَحكيه له حنا بالفرنسية، ولهذا لا تُوجَد أية مخطوطات عربية لتلك المجلدات الأربعة، التى وصلت بنسخة جالان الفرنسية إلى اثنَى عشر مجلدًا، بما فيها المجلد الثامن الذى سبقت الإشارة اليه. ومن المُلاحظ أن طبعة جالان هذه تحتوى على عددٍ من القصص التى لم تُوجَد فى الطبعات العربية الأصلية المتداولة الآن فى البلاد العربية، ومنها قصص «على بابا والأربعون لصًّا» و«علاء الدين والمصباح السحرى» و«النائم الذى استيقظ». وقد اصطلح النقاد على تسمية تلك القصص باسم «القصص اليتيمة» حيث انفرد جالان بها. الطبعات العربية الأولى.. لم تصدر نسخ مطبوعة من كتاب ألف ليلة وليلة قبل بدايات القرن التاسع عشر. وكان صدورها مطبوعة على النحو التالى، بالترتيب الزمنى لبدء الصدور: (1) طبعة كِلكتا الأولى بالهند خلال الأعوام 1818–1824م، فى مجلدين صدرا تحت رعاية كلية فورت وليامز التابعة لشركة الهند الشرقية، البريطانية، بتحرير الشيخ أحمد بن محمود شيروانى،بغرض توفير نصوصٍ عربية لدارسى اللغة العربية فى الهند وخاصة موظفى شركة الهند الشرقية، وتحتوى هذه الطبعة على مائتى ليلة فقط. (2) طبعة برسلاو التى بدأت فى الصدور عام 1825م بإشراف البروفيسور مكسميليان هابشت «أو هابخت كما ذكر فى الكتاب» الذى أصدر منه ثمانية أجزاء، وبعد وفاته تولى البروفيسور فلايشر إصدار أربعة أجزاء أخرى منه، اكتملت عام 1838م. وقد درس هابشت على يد المستشرق الفرنسى الكبير سلفستر دى ساسى فى باريس قبل أن يذهب إلى برسلاو أستاذًا للغة العربية هناك وقد ذكر أنه قد تلقَّى مخطوطًا لألف ليلة وليلة من تونس من طرف مردخاى بن النجار، وبدأ يُترجمه إلى الألمانية، قبل أن يتحوَّل عوضًا عن ذلك إلى نشر المخطوط العربى ذاته. ويُجمع الباحثون اليوم على أن المخطوط التونسى لم يكن له وجود وأنه ليس إلا من بنات أوهام هابشت! (3) طبعة بولاق فى مصر التى نشرت فى مجلدين عام 1835م، وتُسمَّى أيضًا طبعة القاهرة. وقد صدرت عن المطبعة التى أنشأها محمد على فى مصر عام 1821م فى حى بولاق، وكانت أول مطبعة محلية من نوعها بعد المطبعة العربية التى جلبها نابليون معه فى غزوته المصرية. وقد أشرف على هذه الطبعة من ألف ليلة الشيخ عبد الرحمن الصفتى، وكانت هى أساس الترجمة التى قام بها إدوارد لين إلى الإنجليزية. (4) طبعة كلكتا الثانية التى صدرت خلال الأعوام 1839–1842م فى أربعة مجلدات بتحرير وليام ماكناتن، الذى استعان فى إصدارها بما سبقها من طبعات، وبهذا بدت أقرب ما تكون إلى الطبعة «الكاملة» لألف ليلة وليلة. المخطوطات العربية.. أما المخطوطات المتوافرة حاليًّا من ألف ليلة وليلة بأى شكلٍ من أشكالها فقد أمكن حصرُها كما يلى،نقلًا عن كتاب الدكتور محسن مهدى: (1) مخطوطات أنطوان جالان، وهى عبارة عن أربعة مجلدات، لا يوجد منها الآن سوى ثلاثة محفوظة فى المكتبة القومية بباريس. (2) المخطوط الذى ترجم منه «ديونيسيوس شاويش» و«جاك كازوت» ترجمتهما «تكملة ألف ليلة وليلة»، التى أصدراها فى باريس فى الأعوام 1788– 1789 م. ويحتوى المخطوط على قصصٍ لم ترِد فى ترجمة جالان. (3) مخطوط ميخائيل الصباغ، وهو فى مجلدين، نسخها صاحبها عن مخطوط قال إنه كتب فى بغداد فى أول القرن التاسع عشر، وقد حصل «دى بارسيفال» على المخطوط بعد عام 1806 م، واختفى المخطوط بعد ذلك إلى أن اشتراه «زوتنبرج» حوالى عام 1886 م وأهداه إلى المكتبة القومية بباريس حيث هو الآن. (4) مخطوط المكتبة الرسولية بالفاتيكان، فى مجلدَين. (5) مخطوط مكتبة جون رايلندز بمانشستر، مجلد فى 229 ورقة. (6) مخطوط المكتب الهندى بلندن. 389 ورقة. (7) مخطوط «عابدين»، فى 231 ورقة ومُودَع فى المكتبة القومية بباريس. (8) مخطوط الأكاديمية التاريخية الملكية بمدريد، فى مجلدَين، 239 ورقة. (9) مخطوط مكتبة كنيسة المسيح بأكسفورد، مجلد فى 144 ورقة. (10) مخطوط مكتبة المتحف البريطانى بلندن. 186 ورقة. (11) مخطوط المكتبة البودلية بأكسفورد. سبعة مجلدات. اشتهر باسم مالكه الأصلى الرحالة المستشرق «إدوارد ورتلى مونتاج» ( 1713 – 1776 م). (12) مخطوط «بنوا دى ماييه» ( 1656 – 1738 م). جلبَه ماييه من مصر حيث كان يعمل قنصلًا لفرنسا هناك. مُودَع فى المكتبة القومية بباريس الآن. كما يُضيف الدكتور مهدى إلى ذلك مخطوطَين لحكاية سِيرة عمر النعمان، فى مكتبة جامعة توبنجن وفى مكتبة جون رايلندر بمانشستر. وتجدر الإشارة إلى أن هناك ورقة مخطوطة من حكايات ألف ليلة، تعود إلى القرن التاسع الميلادى،اكتشفتها الباحثة «نبيهة عبود» ونشرتها عام 1949 م فى مقالةٍ لها. وهى أقدم مخطوط يتعلق بالكتاب، وهو ما يثبت أنه قد تمَّ تدوين حكاياته منذ ذلك العهد المبكر، وأنها كانت متاحةً فى مخطوطاتٍ مكتوبة إلى جانب تلاوتها شفاهة منذ أقدم العصور.
نافذة على العالم٠٥-٠٤-٢٠٢٥ترفيهنافذة على العالمثقافة : الليالى العربية بحثًا عن الخيال الشرقى هل كانت 300 ليلة فقط؟السبت 5 أبريل 2025 03:15 صباحاً نافذة على العالم - عرفت ليالى ألف ليلة وليلة طريقها إلى المطبعة مبكرًا، فى الغرب قبل الشرق، وأحدثت دويًا كبيرًا هناك، فقد استقبلها الناس بشغف دفع الكثيرين للبحث عن هذا النص السحرى، لكن كيف كانت البدايات؟ كيف كانت الليالى؟ يظل الشكل الأول الذى كانت عليه هذه الحكايات غير معروف وغير محدد، وقد صدرت طبعة عن دار المدى بتحقيق الدكتور محسن مهدى، أفادت أن ألف ليلة وليلة ليست (1001 ليلة) وأن النسّاخ والوراقين هم من أوصلوها إلى هذا الرقم الذى اشتهرت به. وقام مهدى، منذ سنوات بتحقيق كتاب ألف ليلة وليلة وصولا إلى تحقيق الحكايات الحقيقية التى وجدت فى الكتاب من دون إضافات النسّاخ والورّاقين، واعتمد فى ذلك على النسخة الخطّية الأقدم «وهى نسخة المكتبة الوطنية بباريس»، وعلى نسختين أخريين هما نسخة المكتبة الرسولية فى الفاتيكان ونسخة مكتبة جون رايلندرز فى مانشستر، وعلى إثر ذلك وضع مقدمة ضافية تولت مناقشة النقاط التالية: النقطة الأولى تمثلت فى نقد النسخ القديمة المطبوعة من الكتاب وهى (طبعة كلكتا الأولى، طبعة برسلاو، طبعة بولاق الاولى، طبعة كلكتا الثانية)، وتوصل مهدى إلى وجود نسخ خطية رئيسة للكتاب، تربطها شجرة من فرعين رئيسيين هما، الفرع المصرى وفروع الأسرة الشامية ورواياتها. ويشير مهدى فى تحقيقه الى وجود نسخة «أم» لكل النسخ لم تعد باليد الآن، مؤكدا أن النسخة الأم ألفت فى عصر دولة المماليك التى كانت تضم مصر والشام، وأن تأليفها لم يسبق النصف الثانى من القرن السابع للهجرة - النصف الثانى من القرن الـ 13 الميلادى، ويسبق النسخة الأم نسخة الأم القديمة التى ألفت فى القرن الثالث الهجرى وضاعت بين رواة القصص والمصادر الأدبية المتعددة. ووجد مهدى أن هذا الكتاب لم يصل إلى 1001 ليلة فى نسخته الأساسية، بل إلى 300 ليلة وحكاية تقريبا عدا الحكاية الإطار وأن النساخ وأصحاب دكاكين الوراقة قد أضافوا الليالى الباقيات كسبا لأجر من سائح أو من هاو. ألف ليلة وليلة فى الغرب.. يقول كتاب «الرواية الأم: ألف ليلة وليلة فى الآداب العالمية ودراسة فى الأدب المقارن» لماهر البطوطى، فى هذه المسألة المهمة: فى عام 1704 م، أصدر الفرنسى «أنطوان جالان» أول حلقة فى ترجمته الفرنسية لقصص من «ألف ليلة وليلة»، وافتتح بذلك بداية سلسلة طويلة لا تزال مستمرة إلى يومِنا هذا، من الطبعات والترجمات والحكايات المختلفة المُتعدِّدة التى تدور كلها حول ذلك الكتاب الأسطورة! تعتبر ترجمة جالان تلك، أول نسخةٍ تخرج من المطبعة لألف ليلة وليلة، وبهذا تكون هذه الترجمة الفرنسية قد سبقت أى نسخ عربية فى الطباعة، حيث إن أول نسخة تخرج مطبوعة باللغة العربية كانت فى كلكتا بالهند عام 1835م. ومنذ بدأت ترجمة جالان فى الصدور، لم ينقطع إقبال القراء عليها واستمتاعهم بها وشغَفهم بمُطالعة قصصها التى ملأت حياتهم بالخيال والعجائب التى لم يكونوا قد سمِعوا بها من قبل. البداية كانت فى التسعينيَّات من القرن السابع عشر، عندما حصل جالان على مخطوطةٍ عربية بها قصص رحلات السندباد البحرى، فنشرها عام 1701م، وشجَّعه نجاح تلك القصص على البدء فى ترجمة مخطوطاتٍ حصل عليها من بعض معارفه فى سوريا تحتوى على قصص ألف ليلة وليلة، ويبلُغ مجموعها أربعة مخطوطات، تُعتبَر الآن «باستثناء صفحةٍ واحدة من مخطوطٍ أقدم يرجع إلى القرن التاسع الميلادى» أقدم مخطوطات عُثر عليها من الكتاب، ولا تزال ثلاثة مخطوطات منها فى المكتبة القومية بباريس، بينما فُقد المجلد الرابع من هذه المخطوطات الأولى. وبدأت ترجمة جالان فى الظهور بدءًا من عام 1704، وفى مدى عامَين، بلغ عدد المجلدات المنشورة بالفرنسية سبعة، احتوت على جميع القصص التى وردت فى المخطوطات الأولى التى كانت فى حوزة جالان، مُضافًا إليها قصص السندباد البحرى،وقصة أخرى من مخطوطٍ مجهول تحتوى على حكاية «قمر الزمان والأميرة بدور». ولمَّا لم يجِد الناشر مادة جديدة لدى جالان بعد ذلك، عمد — رغم اعتراض جالان وغضبه — إلى إصدار مجلدٍ ثامن تضمَّن قصصًا سابقة كان جالان قد ترجمها، مع قصصٍ أخرى ترجمها المُستشرق الفرنسى — زميل جالان — «فرانسوا بتى دى لا كروا»، تلبية لطلب القرَّاء فى المزيد من هذه القصص التى لاقت إقبالًا شديدًا. وقد حفَّز ذلك جالان على البحث عن مزيدٍ من المخطوطات والمصادر لقصصٍ جديدة من ألف ليلة وليلة يُلبى بترجمتها طلب الناشر والقراء. وبناء على ذلك، قام صديق لجالان — هو الرحَّالة بول لوكاس — إلى دعوة أحد السوريِّين المَوارنة ويُدعى «حنا دياب» لزيارة فرنسا، وقدَّمه إلى جالان بوصفه حائزًا لمخطوطاتٍ جديدة لألف ليلة وليلة. وقد أمدَّ «حنا» جالان بمادةٍ جديدة غزيرة من الحكايات بما مَكَّنه من إصدار أربعة مجلداتٍ جديدة من الترجمات الفرنسية لقصصٍ من ألف ليلة. ويبدو أن المادة التى وفَّرها حنا لجالان جاء مُعظمها من الذاكرة، حيث كان يتلو على جالان القصص بالعربية، بينما جالان يُدوِّن ترجمة ما يَحكيه له حنا بالفرنسية، ولهذا لا تُوجَد أية مخطوطات عربية لتلك المجلدات الأربعة، التى وصلت بنسخة جالان الفرنسية إلى اثنَى عشر مجلدًا، بما فيها المجلد الثامن الذى سبقت الإشارة اليه. ومن المُلاحظ أن طبعة جالان هذه تحتوى على عددٍ من القصص التى لم تُوجَد فى الطبعات العربية الأصلية المتداولة الآن فى البلاد العربية، ومنها قصص «على بابا والأربعون لصًّا» و«علاء الدين والمصباح السحرى» و«النائم الذى استيقظ». وقد اصطلح النقاد على تسمية تلك القصص باسم «القصص اليتيمة» حيث انفرد جالان بها. الطبعات العربية الأولى.. لم تصدر نسخ مطبوعة من كتاب ألف ليلة وليلة قبل بدايات القرن التاسع عشر. وكان صدورها مطبوعة على النحو التالى، بالترتيب الزمنى لبدء الصدور: (1) طبعة كِلكتا الأولى بالهند خلال الأعوام 1818–1824م، فى مجلدين صدرا تحت رعاية كلية فورت وليامز التابعة لشركة الهند الشرقية، البريطانية، بتحرير الشيخ أحمد بن محمود شيروانى،بغرض توفير نصوصٍ عربية لدارسى اللغة العربية فى الهند وخاصة موظفى شركة الهند الشرقية، وتحتوى هذه الطبعة على مائتى ليلة فقط. (2) طبعة برسلاو التى بدأت فى الصدور عام 1825م بإشراف البروفيسور مكسميليان هابشت «أو هابخت كما ذكر فى الكتاب» الذى أصدر منه ثمانية أجزاء، وبعد وفاته تولى البروفيسور فلايشر إصدار أربعة أجزاء أخرى منه، اكتملت عام 1838م. وقد درس هابشت على يد المستشرق الفرنسى الكبير سلفستر دى ساسى فى باريس قبل أن يذهب إلى برسلاو أستاذًا للغة العربية هناك وقد ذكر أنه قد تلقَّى مخطوطًا لألف ليلة وليلة من تونس من طرف مردخاى بن النجار، وبدأ يُترجمه إلى الألمانية، قبل أن يتحوَّل عوضًا عن ذلك إلى نشر المخطوط العربى ذاته. ويُجمع الباحثون اليوم على أن المخطوط التونسى لم يكن له وجود وأنه ليس إلا من بنات أوهام هابشت! (3) طبعة بولاق فى مصر التى نشرت فى مجلدين عام 1835م، وتُسمَّى أيضًا طبعة القاهرة. وقد صدرت عن المطبعة التى أنشأها محمد على فى مصر عام 1821م فى حى بولاق، وكانت أول مطبعة محلية من نوعها بعد المطبعة العربية التى جلبها نابليون معه فى غزوته المصرية. وقد أشرف على هذه الطبعة من ألف ليلة الشيخ عبد الرحمن الصفتى، وكانت هى أساس الترجمة التى قام بها إدوارد لين إلى الإنجليزية. (4) طبعة كلكتا الثانية التى صدرت خلال الأعوام 1839–1842م فى أربعة مجلدات بتحرير وليام ماكناتن، الذى استعان فى إصدارها بما سبقها من طبعات، وبهذا بدت أقرب ما تكون إلى الطبعة «الكاملة» لألف ليلة وليلة. المخطوطات العربية.. أما المخطوطات المتوافرة حاليًّا من ألف ليلة وليلة بأى شكلٍ من أشكالها فقد أمكن حصرُها كما يلى،نقلًا عن كتاب الدكتور محسن مهدى: (1) مخطوطات أنطوان جالان، وهى عبارة عن أربعة مجلدات، لا يوجد منها الآن سوى ثلاثة محفوظة فى المكتبة القومية بباريس. (2) المخطوط الذى ترجم منه «ديونيسيوس شاويش» و«جاك كازوت» ترجمتهما «تكملة ألف ليلة وليلة»، التى أصدراها فى باريس فى الأعوام 1788– 1789 م. ويحتوى المخطوط على قصصٍ لم ترِد فى ترجمة جالان. (3) مخطوط ميخائيل الصباغ، وهو فى مجلدين، نسخها صاحبها عن مخطوط قال إنه كتب فى بغداد فى أول القرن التاسع عشر، وقد حصل «دى بارسيفال» على المخطوط بعد عام 1806 م، واختفى المخطوط بعد ذلك إلى أن اشتراه «زوتنبرج» حوالى عام 1886 م وأهداه إلى المكتبة القومية بباريس حيث هو الآن. (4) مخطوط المكتبة الرسولية بالفاتيكان، فى مجلدَين. (5) مخطوط مكتبة جون رايلندز بمانشستر، مجلد فى 229 ورقة. (6) مخطوط المكتب الهندى بلندن. 389 ورقة. (7) مخطوط «عابدين»، فى 231 ورقة ومُودَع فى المكتبة القومية بباريس. (8) مخطوط الأكاديمية التاريخية الملكية بمدريد، فى مجلدَين، 239 ورقة. (9) مخطوط مكتبة كنيسة المسيح بأكسفورد، مجلد فى 144 ورقة. (10) مخطوط مكتبة المتحف البريطانى بلندن. 186 ورقة. (11) مخطوط المكتبة البودلية بأكسفورد. سبعة مجلدات. اشتهر باسم مالكه الأصلى الرحالة المستشرق «إدوارد ورتلى مونتاج» ( 1713 – 1776 م). (12) مخطوط «بنوا دى ماييه» ( 1656 – 1738 م). جلبَه ماييه من مصر حيث كان يعمل قنصلًا لفرنسا هناك. مُودَع فى المكتبة القومية بباريس الآن. كما يُضيف الدكتور مهدى إلى ذلك مخطوطَين لحكاية سِيرة عمر النعمان، فى مكتبة جامعة توبنجن وفى مكتبة جون رايلندر بمانشستر. وتجدر الإشارة إلى أن هناك ورقة مخطوطة من حكايات ألف ليلة، تعود إلى القرن التاسع الميلادى،اكتشفتها الباحثة «نبيهة عبود» ونشرتها عام 1949 م فى مقالةٍ لها. وهى أقدم مخطوط يتعلق بالكتاب، وهو ما يثبت أنه قد تمَّ تدوين حكاياته منذ ذلك العهد المبكر، وأنها كانت متاحةً فى مخطوطاتٍ مكتوبة إلى جانب تلاوتها شفاهة منذ أقدم العصور.