#أحدث الأخبار مع #السيناريوالرياضمنذ 3 أيامترفيهالرياضفضاء معرفيفروق جوهرية بين السيناريو والروايةرغم أن الشقيقتين «الرواية والسيناريو» تعتمدان على السرد وتقديم شخصيات وأحداث، إلا أن بينهما فروقًا جوهرية تتعلق بالشكل والمضمون، وهدف كل منهما وطريقة تلقيه من الجمهور. فالرواية تُقرأ، أما السيناريو فيُشاهد. وهذا الفارق الجوهري يُفضي إلى تباينات كبيرة في البناء والأسلوب. وكنت قد تحدثت في مقال سابق عن ذاتية الكاتب والتأثير النفسي وأشرت إلى أن الكتابة الروائية يمكن أن يظهر بها الذاتية أكثر من كتابة السيناريو لأن السيناريو يعتمد على ورشة كتابة، تسعى إلى إلغاء الذاتية، والطرح الشخصي إلى أن يكون العمل حيادياً ويقدم الشخصية بمختلف أبعادها قدر الإمكان، وهنا سوف أشير إلى أهم الفروق بين الكتابة الروائية وكتابة السيناريو، والتي تتركز في التالي: وسيط التلقي: العين القارئة مقابل العين المشاهدة: وهذا فرق جوهري لا بد من الانتباه إليه، حيث إن المشاهدة لعمل فيه ممثلون يتقمصون الشخصيات ومؤثرات صوتية، وتصوير لأحداث يجعل المشاهد حاضراً بكافة حواسه داخل الأحداث، وليس متخيلا لها من خلال السرد الروائي، لأن الرواية تُكتب لتُقرأ، وتعتمد على خيال القارئ في بناء الصور الذهنية. والسيناريو يُكتب ليتحوّل إلى صورة مرئية ومسموعة تُعرض على الشاشة، مما يعني أن الكاتب لا يخاطب القارئ مباشرة، بل يخاطب صنّاع الفيلم (المخرج، الممثلين، المصور...). كما أن الرواية تعجّ بالوصف النفسي والداخلي والمكاني، وتغوص في مشاعر الشخصيات وأفكارها، وقد تمتد صفحات في تأمل مشهد أو انفعال. السيناريو يتجنّب الحشو، ويكتب فقط ما يمكن تصويره أو سماعه، فالمشاعر تُعبر عنها الصورة أو الأداء، لا الكلمات المكتوبة. أما في الحوار في الرواية فهو جزء من النسيج السردي، يمكن أن يتداخل مع الوصف أو يطول دون أن يُشعر بالملل. وفي السيناريو: الحوار هو إحدى الأدوات الأساسية لتحريك الأحداث والكشف عن الشخصية، ويُكتب بتركيز وإيجاز وواقعية لأنه سيُقال على لسان الممثل. ولعلنا في مقالات مقبلة تناول جوانب أخرى من هذه الفروقات التي تمثل عاملاً مهماً لمن يرغب أن يكتب سيناريوهاً أو يساهم في تحويل رواية إلى عمل درامي أو سينمائي.
الرياضمنذ 3 أيامترفيهالرياضفضاء معرفيفروق جوهرية بين السيناريو والروايةرغم أن الشقيقتين «الرواية والسيناريو» تعتمدان على السرد وتقديم شخصيات وأحداث، إلا أن بينهما فروقًا جوهرية تتعلق بالشكل والمضمون، وهدف كل منهما وطريقة تلقيه من الجمهور. فالرواية تُقرأ، أما السيناريو فيُشاهد. وهذا الفارق الجوهري يُفضي إلى تباينات كبيرة في البناء والأسلوب. وكنت قد تحدثت في مقال سابق عن ذاتية الكاتب والتأثير النفسي وأشرت إلى أن الكتابة الروائية يمكن أن يظهر بها الذاتية أكثر من كتابة السيناريو لأن السيناريو يعتمد على ورشة كتابة، تسعى إلى إلغاء الذاتية، والطرح الشخصي إلى أن يكون العمل حيادياً ويقدم الشخصية بمختلف أبعادها قدر الإمكان، وهنا سوف أشير إلى أهم الفروق بين الكتابة الروائية وكتابة السيناريو، والتي تتركز في التالي: وسيط التلقي: العين القارئة مقابل العين المشاهدة: وهذا فرق جوهري لا بد من الانتباه إليه، حيث إن المشاهدة لعمل فيه ممثلون يتقمصون الشخصيات ومؤثرات صوتية، وتصوير لأحداث يجعل المشاهد حاضراً بكافة حواسه داخل الأحداث، وليس متخيلا لها من خلال السرد الروائي، لأن الرواية تُكتب لتُقرأ، وتعتمد على خيال القارئ في بناء الصور الذهنية. والسيناريو يُكتب ليتحوّل إلى صورة مرئية ومسموعة تُعرض على الشاشة، مما يعني أن الكاتب لا يخاطب القارئ مباشرة، بل يخاطب صنّاع الفيلم (المخرج، الممثلين، المصور...). كما أن الرواية تعجّ بالوصف النفسي والداخلي والمكاني، وتغوص في مشاعر الشخصيات وأفكارها، وقد تمتد صفحات في تأمل مشهد أو انفعال. السيناريو يتجنّب الحشو، ويكتب فقط ما يمكن تصويره أو سماعه، فالمشاعر تُعبر عنها الصورة أو الأداء، لا الكلمات المكتوبة. أما في الحوار في الرواية فهو جزء من النسيج السردي، يمكن أن يتداخل مع الوصف أو يطول دون أن يُشعر بالملل. وفي السيناريو: الحوار هو إحدى الأدوات الأساسية لتحريك الأحداث والكشف عن الشخصية، ويُكتب بتركيز وإيجاز وواقعية لأنه سيُقال على لسان الممثل. ولعلنا في مقالات مقبلة تناول جوانب أخرى من هذه الفروقات التي تمثل عاملاً مهماً لمن يرغب أن يكتب سيناريوهاً أو يساهم في تحويل رواية إلى عمل درامي أو سينمائي.