#أحدث الأخبار مع #السّوشلميديا،الشروق٢٤-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالشروقمحتالون يوظفون الذكاء الاصطناعي للنصب والتدليسبينما يستغلّ كثيرون الذّكاء الاصطناعي للتطوير والدّفع بعجلة التنمية، وجده آخرون فرصة للنصب والاحتيال على الغير، وهو ما نراه في تقنيّة استنساخ أو تقليد أصوات المشاهير وجعلهم يُروّجون رقميا لمنتجات معينة، والإشكال، أن كثيرا من روّاد الأنترنت يُصدّقون ويشترون تلك المنتجات، التي منها أدوية ومكملات غذائية مجهولة، ثقة منهم في ذلك الشخص المشهور الذي روّج لها. أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال مُحاكاة وتقليد الأصوات واستنساخ الشخصيات، الذي يتم استخدامه مؤخرا لإنشاء أصوات افتراضية لمشاهير، ما يتيح لهم 'التحدث' في إعلانات، إلى درجة اختلط علينا الواقع والخيال، وأصبحنا مُلزمين اليوم أكثر من أي وقت بالتدقيق والتمحيص، وأخذ المعلومة من أكثر من مصدر، وعدم الانسياق خلف كل ما يعرض، أو يقال، على منصات التواصل الاجتماعي، لأن كثيرا من الأخبار والصور والإشهارات مغلوطة، وتمّ فبركتها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي بات يقلد الأصوات، بدقة مُذهلة. دعاة ومشايخ يروجون لأدوية ومستحضرات تجميلية وتحذّر منظمات حماية المستهلك من هذه الظاهرة، المنتشرة على نطاق واسع بـ'السّوشل ميديا'، التي تتضمّن إشهارات مُفبركة لمنتجات أو أدوية يقوم بها مشاهير في الدّين والطّب والرياضة والفن وغيرهم، من الذين يؤكدون في فديوهاتهم المنتشرة على جودة المُنتج الذي يُروّجون له.. ! والإشكال، أن الشخص المشهور الذي يقوم بالإشهار، يظهر بنفسه وشكله وتتطابق حركة شفتيْه مع الكلام الذي يقوله عن المنتج، رغم أن الأمر مجرد خدعة بالذكاء الاصطناعي، تتم عن طريق قيام 'مُحتالين' بأخذ فيديو قديم وأصلي لذلك الشخص المشهور، وهو يتحدث في موضوع ما، ويلجؤون، بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى تغيير حركات شفاهه واستنساخ صوته، فيبدو وكأنه يتحدث عن ذلك المنتج، ولجودة الصورة والصوت، يستحيل أن يشك المشاهد إذا لم يكون خبيرا أو مطلعا في المعلوماتية، في أن الأمر مُجرد ذكاء اصطناعي. ومن الفيديوهات التي لا يمكنك الطّعن في مصداقيتها إذا لم تكن دقيق الملاحظة، رغم أنها ذكاء اصطناعي، تسجيل يظهر فيه الداعية المصري المعروف، عمر عبد الكافي، وهو يُروج لدواء موجه للجزائريين، بحسب قوله، وهذا الدواء ساعد في شفاء 10 آلاف رجل عبر العالم.. ! ويكون الطلب والشراء عبر موقع إلكتروني، وتمكن المحتالون من اصطياد عشرات الضحايا ممّن يثقون ويتابعون الدّاعية عمر عبد الكافي. أما أخطر ما يتم تداوله حاليا، على منصّات التواصل الاجتماعي الذي انتشر بصورة رهيبة، ويقوم دعاة ومشاهير بالترويج له عبر تقنية الذكاء الاصطناعي أيضا، فهو 'ماء الكمأة'، أو ماء التّرفاس، لعلاج جميع مشاكل العين، من ضباب وجفاف والماء الأبيض، كما أنه مقوٍّ للبصر، ويتراوح ثمن هذا المنتج ما بين 1200 دج إلى 2500 دج. والخطير، أن طريقة استعمال هذا المنتج تكون عن طريق تقطيره مباشرة داخل العين. ويؤكد مواطنون استعملوا هذا المنتج بعدما طلبوه عبر 'فيسبوك' لـ'الشروق'، أنه لا فائدة منه، بل إنّ البعض ندم ندما شديدا على شرائه، لأنه تسبب له في مضاعفات خطيرة بعينيه، ومنها تمزق شبكية العين.. وقال ومواطن من الجزائر العاصمة: 'جرّبته لمدة شهر من دون فائدة'. وتؤكد المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك 'أبوس'، أن هذه الفيديوهات المفبركة هدفها هو الترويج لأدوية أو مكملات غذائية مشبوهة وغير مُرخصة، لاصطياد ضحايا يدفعون عن بُعد. وفي هذا السياق، انتقد الأمين العام للمنظمة فادي تميم لجوء المحتالين إلى التلاعب بفيديوهات فيها دعاة معروفون، والترويج لهم على أساس أنهم يطلبون من المستهلك اقتناء منتج معين، وهو بحسبه أعلى درجات الاحتيال التي تتطلب الحذر واليقظة والتدقيق.. وجود قوانين ردعية.. ضرورة قصوى وفي الموضوع، أكد المهتم بالتكنولوجيات الحديثة، عبد العالي زواغي، أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التسويق والترويج للمنتجات والسّلع على مواقع التواصل الاجتماعي بات 'أمرا مألوفا، حتى صارت هذه الأخيرة تطفح بفيديوهات تمّ إنتاجها بالكامل بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتاحة للعوام.. وقال إن بعض أصحاب هذه السّلع 'تجرّدوا' من قيم مجتمعنا ومن أخلاقيات التسويق، بلجوئهم إلى الزيف العميق لتوليد محتوى تسويقي بالذكاء الاصطناعي، 'مضلل ومزيف ومخادع، بغرض إقناع المتلقين بشراء سلعة أو منتج لا يُعرف مصدره ولا تركيبته أو جودته، من خلال دمج صور وأصوات وفيديوهات لعلماء أو فنانين أو مشاهير أو قادة الرأي معروفين جماهيريا، لإضفاء المصداقية وضمان اقتناء المنتج.. وهذا، أمر خطير'، على حدّ تعبيره. ودعا الدكتور عبد العالي زواغي، إلى انتباه المُشرّع لهذه الظاهرة، عن طريق إصدار قوانين تُجرّم هذه الأفعال، التي باتت لا تتوقف فقط على الترويج للسلع والمنتجات والخدمات، بل باتت 'تشكل اعتداء على عقل المتلقين وتوجيه وعيهم وسلوكهم الشرائي في البيئة الرقمية'. والتخوف، بحسب محدثنا، هو إمكانية استخدام هذه التقنية في مجالات أكثر خطورة، تهدد أمن المواطنين والبلد، زيادة على أن هذه التقنية تنشر معلومات مضللة وكاذبة تعود بالضرر على الأفراد والمجتمع. ولمكافحة ما بات يعرف بـ'الزيف العميق'، يشدد عبد العالي زواغي، على ضرورة وجود وعي من طرف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها 'ليست بيئة آمنة بالمطلق، وتستوجب الانتباه وتفعيل الملكات الإدراكية للفرد، والتحري حول مصادر الفيديوهات المنتشرة، وعدم تصديق أي حقيقة أو خبر أو محتوى يصادفونه كما يستوجب، التوعية الدائمة بخطر هذا النوع المولد بالذكاء الاصطناعي، ونشر مزيد من الثقافة الرقمية في أوساط الجمهور لتحجيم تأثيره وأضراره، على حد قول المختص في التكنولوجيات الحديثة'.
الشروق٢٤-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالشروقمحتالون يوظفون الذكاء الاصطناعي للنصب والتدليسبينما يستغلّ كثيرون الذّكاء الاصطناعي للتطوير والدّفع بعجلة التنمية، وجده آخرون فرصة للنصب والاحتيال على الغير، وهو ما نراه في تقنيّة استنساخ أو تقليد أصوات المشاهير وجعلهم يُروّجون رقميا لمنتجات معينة، والإشكال، أن كثيرا من روّاد الأنترنت يُصدّقون ويشترون تلك المنتجات، التي منها أدوية ومكملات غذائية مجهولة، ثقة منهم في ذلك الشخص المشهور الذي روّج لها. أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال مُحاكاة وتقليد الأصوات واستنساخ الشخصيات، الذي يتم استخدامه مؤخرا لإنشاء أصوات افتراضية لمشاهير، ما يتيح لهم 'التحدث' في إعلانات، إلى درجة اختلط علينا الواقع والخيال، وأصبحنا مُلزمين اليوم أكثر من أي وقت بالتدقيق والتمحيص، وأخذ المعلومة من أكثر من مصدر، وعدم الانسياق خلف كل ما يعرض، أو يقال، على منصات التواصل الاجتماعي، لأن كثيرا من الأخبار والصور والإشهارات مغلوطة، وتمّ فبركتها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي بات يقلد الأصوات، بدقة مُذهلة. دعاة ومشايخ يروجون لأدوية ومستحضرات تجميلية وتحذّر منظمات حماية المستهلك من هذه الظاهرة، المنتشرة على نطاق واسع بـ'السّوشل ميديا'، التي تتضمّن إشهارات مُفبركة لمنتجات أو أدوية يقوم بها مشاهير في الدّين والطّب والرياضة والفن وغيرهم، من الذين يؤكدون في فديوهاتهم المنتشرة على جودة المُنتج الذي يُروّجون له.. ! والإشكال، أن الشخص المشهور الذي يقوم بالإشهار، يظهر بنفسه وشكله وتتطابق حركة شفتيْه مع الكلام الذي يقوله عن المنتج، رغم أن الأمر مجرد خدعة بالذكاء الاصطناعي، تتم عن طريق قيام 'مُحتالين' بأخذ فيديو قديم وأصلي لذلك الشخص المشهور، وهو يتحدث في موضوع ما، ويلجؤون، بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى تغيير حركات شفاهه واستنساخ صوته، فيبدو وكأنه يتحدث عن ذلك المنتج، ولجودة الصورة والصوت، يستحيل أن يشك المشاهد إذا لم يكون خبيرا أو مطلعا في المعلوماتية، في أن الأمر مُجرد ذكاء اصطناعي. ومن الفيديوهات التي لا يمكنك الطّعن في مصداقيتها إذا لم تكن دقيق الملاحظة، رغم أنها ذكاء اصطناعي، تسجيل يظهر فيه الداعية المصري المعروف، عمر عبد الكافي، وهو يُروج لدواء موجه للجزائريين، بحسب قوله، وهذا الدواء ساعد في شفاء 10 آلاف رجل عبر العالم.. ! ويكون الطلب والشراء عبر موقع إلكتروني، وتمكن المحتالون من اصطياد عشرات الضحايا ممّن يثقون ويتابعون الدّاعية عمر عبد الكافي. أما أخطر ما يتم تداوله حاليا، على منصّات التواصل الاجتماعي الذي انتشر بصورة رهيبة، ويقوم دعاة ومشاهير بالترويج له عبر تقنية الذكاء الاصطناعي أيضا، فهو 'ماء الكمأة'، أو ماء التّرفاس، لعلاج جميع مشاكل العين، من ضباب وجفاف والماء الأبيض، كما أنه مقوٍّ للبصر، ويتراوح ثمن هذا المنتج ما بين 1200 دج إلى 2500 دج. والخطير، أن طريقة استعمال هذا المنتج تكون عن طريق تقطيره مباشرة داخل العين. ويؤكد مواطنون استعملوا هذا المنتج بعدما طلبوه عبر 'فيسبوك' لـ'الشروق'، أنه لا فائدة منه، بل إنّ البعض ندم ندما شديدا على شرائه، لأنه تسبب له في مضاعفات خطيرة بعينيه، ومنها تمزق شبكية العين.. وقال ومواطن من الجزائر العاصمة: 'جرّبته لمدة شهر من دون فائدة'. وتؤكد المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك 'أبوس'، أن هذه الفيديوهات المفبركة هدفها هو الترويج لأدوية أو مكملات غذائية مشبوهة وغير مُرخصة، لاصطياد ضحايا يدفعون عن بُعد. وفي هذا السياق، انتقد الأمين العام للمنظمة فادي تميم لجوء المحتالين إلى التلاعب بفيديوهات فيها دعاة معروفون، والترويج لهم على أساس أنهم يطلبون من المستهلك اقتناء منتج معين، وهو بحسبه أعلى درجات الاحتيال التي تتطلب الحذر واليقظة والتدقيق.. وجود قوانين ردعية.. ضرورة قصوى وفي الموضوع، أكد المهتم بالتكنولوجيات الحديثة، عبد العالي زواغي، أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التسويق والترويج للمنتجات والسّلع على مواقع التواصل الاجتماعي بات 'أمرا مألوفا، حتى صارت هذه الأخيرة تطفح بفيديوهات تمّ إنتاجها بالكامل بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتاحة للعوام.. وقال إن بعض أصحاب هذه السّلع 'تجرّدوا' من قيم مجتمعنا ومن أخلاقيات التسويق، بلجوئهم إلى الزيف العميق لتوليد محتوى تسويقي بالذكاء الاصطناعي، 'مضلل ومزيف ومخادع، بغرض إقناع المتلقين بشراء سلعة أو منتج لا يُعرف مصدره ولا تركيبته أو جودته، من خلال دمج صور وأصوات وفيديوهات لعلماء أو فنانين أو مشاهير أو قادة الرأي معروفين جماهيريا، لإضفاء المصداقية وضمان اقتناء المنتج.. وهذا، أمر خطير'، على حدّ تعبيره. ودعا الدكتور عبد العالي زواغي، إلى انتباه المُشرّع لهذه الظاهرة، عن طريق إصدار قوانين تُجرّم هذه الأفعال، التي باتت لا تتوقف فقط على الترويج للسلع والمنتجات والخدمات، بل باتت 'تشكل اعتداء على عقل المتلقين وتوجيه وعيهم وسلوكهم الشرائي في البيئة الرقمية'. والتخوف، بحسب محدثنا، هو إمكانية استخدام هذه التقنية في مجالات أكثر خطورة، تهدد أمن المواطنين والبلد، زيادة على أن هذه التقنية تنشر معلومات مضللة وكاذبة تعود بالضرر على الأفراد والمجتمع. ولمكافحة ما بات يعرف بـ'الزيف العميق'، يشدد عبد العالي زواغي، على ضرورة وجود وعي من طرف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها 'ليست بيئة آمنة بالمطلق، وتستوجب الانتباه وتفعيل الملكات الإدراكية للفرد، والتحري حول مصادر الفيديوهات المنتشرة، وعدم تصديق أي حقيقة أو خبر أو محتوى يصادفونه كما يستوجب، التوعية الدائمة بخطر هذا النوع المولد بالذكاء الاصطناعي، ونشر مزيد من الثقافة الرقمية في أوساط الجمهور لتحجيم تأثيره وأضراره، على حد قول المختص في التكنولوجيات الحديثة'.