#أحدث الأخبار مع #الشروقاليوميالشروق٢٨-٠٤-٢٠٢٥منوعاتالشروقفعل الخير كفعل النحوعلمنا أساتذتنا، رحم الله من أرجعهم إليه، ومن على من أنظرهم إلى آجالهم بالصحة والعافية، وحسن الخاتمة، علمونا أن 'الفعل' قسمان، قسم يسمى 'فعلا لازما'، أي ليس له مفعولا، وقسم يسمونه 'فعلا متعديا' أي أنه ينصب مفعولا أو مفعولين أو ثلاثة مفعولات.. وقد ألهمني الله -عز وجل- إلى أن أقول ذات يوم إن 'فعل الخير كفعل النحو'، فمن الناس من أنعم عليه الله -عز وجل- بنعم لا تحصى ولا تستقصى، ولكنه لا ينظر إلى من حوله من محاويج، وربما كان منهم يوما ما، وكم يعجبني أحد أمثلتنا الشعبية وهو: 'مول -أي صاحب- التاج يحتاج'، ومنهم من أنعم عليه الله -عز وجل- بنعم فعلم أن عليه 'واجبات' في ذلك المال، وعليه أن 'يفعل' به خيرا في غيره ممن قدر الله -عز وجل- عليهم الرزق لحكمة لا يعلمها إلا هو، ومن فهّمه إياها. وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: 'يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون..'.. وكثيرا ما تساءلت: أليس الركوع والسجود والعبادة من صلاة وذكر فعل خير. وإذا كان فعل خير، فلماذا يأمرنا الله -عز وجل- في نهاية الآية بقوله: 'وافعلوا الخير؟'. ومما فهمته أن الإسلام يريد أن تكون 'أفعال الخير' عند المؤمنين 'أفعالا متعدية' إلى غيرهم. فمن صلى، وحج، وصام، وذكر الله كثيرا، واقتصر من العبادة على هذه فقط فقد 'فعل خيرا'، ولكن هذا 'الخير' لم يتجاوزه إلى غيره، ولم يستفد منه من قدر عليه رزقه.. بينما الإسلام الحنيف يريد أن تكون 'أفعال خير متعدية إلى غيرنا. فالإسلام 'دين خير' للإنسانية كلها، وليس للمسلمين، أو 'للمسلم' فقط. تذكرت هذه المعاني النبيلة وأنا أتابع خبر وفاة أحد 'فاعلي الخير المتعدي' من الجزائريين، وهو الحاج لونيس حميطوش صاحب ملبنة الصومام الذي ابتلاه الله -عز وجل- 'فقدر عليه رزقه فلم يقعد مع القاعدين، ولكنه استعمل ما وهبه الله من عقل ووسائل سعي، وكان كالطير تغدو خماصا وتروح بطانا، فأكرمه الله ونعّمه، ولكنه لم ينسه الشيطان كيف كان ولم ينس المحاويج من ذوي قرباه، ومن المسلمين، فـ'كان يتقاسم ثروته مع الجزائريين بتبرعاته التي لا تحصى، كما قدم إعانات لمستشفيات عدة، وقام بإيواء عائلات معوزة، ودعّم الجمعيات الخيرية، وشارك في جميع معارك التضامن الوطني.. وتبرع بسيارات إسعاف، وإنشاء مولدات أوكسجين (أنظر: جريدة الشروق اليومي في 21/4/2025 ص7). فقارنوا بين الحاج لونيس حميطوش 'الفعال للخير العام'، وبين الحاج الذي حج 40 مرة وربما جاره في حاجة إلى ثمن خبزة يكسر بها ألم جوعته، أو قطعة قماش تقيه الحر والقر. رحم الله العبد الصالح لونيس حميطوش الذي لم أعرفه، وورّث ورثته 'فعاله'.
الشروق٢٨-٠٤-٢٠٢٥منوعاتالشروقفعل الخير كفعل النحوعلمنا أساتذتنا، رحم الله من أرجعهم إليه، ومن على من أنظرهم إلى آجالهم بالصحة والعافية، وحسن الخاتمة، علمونا أن 'الفعل' قسمان، قسم يسمى 'فعلا لازما'، أي ليس له مفعولا، وقسم يسمونه 'فعلا متعديا' أي أنه ينصب مفعولا أو مفعولين أو ثلاثة مفعولات.. وقد ألهمني الله -عز وجل- إلى أن أقول ذات يوم إن 'فعل الخير كفعل النحو'، فمن الناس من أنعم عليه الله -عز وجل- بنعم لا تحصى ولا تستقصى، ولكنه لا ينظر إلى من حوله من محاويج، وربما كان منهم يوما ما، وكم يعجبني أحد أمثلتنا الشعبية وهو: 'مول -أي صاحب- التاج يحتاج'، ومنهم من أنعم عليه الله -عز وجل- بنعم فعلم أن عليه 'واجبات' في ذلك المال، وعليه أن 'يفعل' به خيرا في غيره ممن قدر الله -عز وجل- عليهم الرزق لحكمة لا يعلمها إلا هو، ومن فهّمه إياها. وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: 'يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون..'.. وكثيرا ما تساءلت: أليس الركوع والسجود والعبادة من صلاة وذكر فعل خير. وإذا كان فعل خير، فلماذا يأمرنا الله -عز وجل- في نهاية الآية بقوله: 'وافعلوا الخير؟'. ومما فهمته أن الإسلام يريد أن تكون 'أفعال الخير' عند المؤمنين 'أفعالا متعدية' إلى غيرهم. فمن صلى، وحج، وصام، وذكر الله كثيرا، واقتصر من العبادة على هذه فقط فقد 'فعل خيرا'، ولكن هذا 'الخير' لم يتجاوزه إلى غيره، ولم يستفد منه من قدر عليه رزقه.. بينما الإسلام الحنيف يريد أن تكون 'أفعال خير متعدية إلى غيرنا. فالإسلام 'دين خير' للإنسانية كلها، وليس للمسلمين، أو 'للمسلم' فقط. تذكرت هذه المعاني النبيلة وأنا أتابع خبر وفاة أحد 'فاعلي الخير المتعدي' من الجزائريين، وهو الحاج لونيس حميطوش صاحب ملبنة الصومام الذي ابتلاه الله -عز وجل- 'فقدر عليه رزقه فلم يقعد مع القاعدين، ولكنه استعمل ما وهبه الله من عقل ووسائل سعي، وكان كالطير تغدو خماصا وتروح بطانا، فأكرمه الله ونعّمه، ولكنه لم ينسه الشيطان كيف كان ولم ينس المحاويج من ذوي قرباه، ومن المسلمين، فـ'كان يتقاسم ثروته مع الجزائريين بتبرعاته التي لا تحصى، كما قدم إعانات لمستشفيات عدة، وقام بإيواء عائلات معوزة، ودعّم الجمعيات الخيرية، وشارك في جميع معارك التضامن الوطني.. وتبرع بسيارات إسعاف، وإنشاء مولدات أوكسجين (أنظر: جريدة الشروق اليومي في 21/4/2025 ص7). فقارنوا بين الحاج لونيس حميطوش 'الفعال للخير العام'، وبين الحاج الذي حج 40 مرة وربما جاره في حاجة إلى ثمن خبزة يكسر بها ألم جوعته، أو قطعة قماش تقيه الحر والقر. رحم الله العبد الصالح لونيس حميطوش الذي لم أعرفه، وورّث ورثته 'فعاله'.