logo
#

أحدث الأخبار مع #الشعر_الحديث

انعكاسجامعاتنا.. والشعر الحديث
انعكاسجامعاتنا.. والشعر الحديث

الرياض

timeمنذ 16 ساعات

  • علوم
  • الرياض

انعكاسجامعاتنا.. والشعر الحديث

شهدت الساحة الأكاديمية في العقود الأخيرة تحوّلًا ملحوظًا في النظرة إلى الشعر الحديث، حيث بدأت الجامعات العربية، ومنها السعودية على وجه الخصوص، تُولي اهتمامًا متزايدًا للتجارب الشعرية الجديدة وتضمينها ضمن بحوث الماجستير والدكتوراه. ويأتي هذا التوجّه نتيجة وعي أكاديمي متنامٍ، وإيمانًا بأهمية الحداثة الشعرية، ليس فقط بوصفها تطورًا فنيًا في بنية القصيدة، بل كمؤشر ثقافي وفكري يعكس تحوّلات المجتمعات، وأسئلتها، ووعيها الذاتي، وقد ظلّت جامعاتنا ولفترة طويلة، تقتصر موضوعات الدراسات الأدبية العليا على شعر العصور القديمة والوسطى، مركّزة على الشعر الجاهلي، العباسي، والأندلسي، بالإضافة إلى الشعراء الكلاسيكيين الكبار، في أطروحات مكرّرة طُبِخت حتى احترقت ثم ازدحمت بالغبار في رفوف مكتباتنا، ولكن مع اتساع حركة التحديث الشعري في العالم العربي، أصبح من الضروري إدماج شعراء الحداثة ضمن المسارات البحثية الأكاديمية، وخصوصًا أولئك الذين أعادوا تشكيل القصيدة العربية من الداخل عبر التجديد في الشكل والمضمون، مثل السيّاب، ومحمود درويش ومحمد الثبيتي وصولًا إلى شعراء قصيدة النثر مثل الماغوط أو حتى أدونيس وغيرهم. ولعلّ من أبرز دوافع تبنّي الجامعات لهذه التجارب الشعرية الحديثة مؤخرًا، سعيها لمواكبة المتغيرات الثقافية والفكرية، وكذلك استثمار أدوات النقد الحديث في تحليل الشعر المعاصر إضافة إلى ذلك، بدأت الجامعات تُدرك أهمية الشعر الحديث في التعبير عن قضايا الإنسان العربي، والهُوية، والتحوّلات السياسية والاجتماعية، وهو ما يجعل منه مادة خصبة للتحليل والدراسة الأكاديمية، وبإطلالة سريعة لا يعنيها الاستقصاء بقدر ما يعنيها التذاكر تبرز لدينا العديد من الجامعات السعودية في هذا الاتجاه، ومن بينها، جامعة الملك سعود التي تُعدّ من أوائل الجامعات التي قدّمت دراسات أكاديمية حول الشعر الحديث، وقد نوقشت فيها رسالة دكتوراه بعنوان التحوّلات الدلالية في شعر محمد الثبيتي، تناولت التجربة الشعرية للثبيتي كأحد أبرز شعراء الحداثة في السعودية، بالتركيز على رموزه الصحراوية واللغوية، كذلك جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي احتضنت رسائل ماجستير تناولت البنية الأسلوبية في شعر عبد الله الزيد، كما أكرمتني شخصيا برسالة ماجستير للباحثة سامية العتيبي بعنوان " التناص في شعر إبراهيم الوافي" كذلك جامعة الملك عبد العزيز التي سبق وأن ناقشت رسالة دكتوراه بعنوان البنية السردية في شعر فوزية أبو خالد، شاعرتنا التي تُعدّ من أبرز الأصوات النسائية المجدّدة في الشعر السعودي، حيث تناولت الدراسة التحوّل من الشعر الغنائي إلى الشعر السردي والرمزي، في المقابل قدمت جامعة أم القرى أبحاثا غاية في الأهمية تناولت شعر الحداثة من زاوية التشكيل الفني، منها بحث بعنوان الرمزية الصوفية في شعر محمد جبر الحربي، ركّز على المزج بين الروحانيات والأسطورة في بناء النص الحديث، والحديث يطول عن بقية جامعتنا جامعة طيبة أو جامعة القصيم التي شهدتا إعداد دراسات متعددة حول الشعر الحديث، ونحن إذ نبارك كل هذه الجهود ندرك يقينا أنه وبرغم هذا الانفتاح، لا تزال هناك تحديات تُواجه الباحثين في هذا المجال، أبرزها التردّد من قِبل بعض الأقسام في تبني موضوعات خارج السياق التراثي، إضافة إلى قلة الدراسات المرجعية التي تؤسّس لقراءة حديثة للتجارب الشعرية السعودية ذات الطابع الحداثي، غير أن ازدياد اهتمام الباحثين الشباب بتجارب الشعراء المحليين والمحدثين يشير إلى تحول قادم في النظرة الأكاديمية. والحقيقة أن تبنّي الجامعات السعودية للتجارب الشعرية الحديثة في بحوثها الأكاديمية يمثّل خطوة مهمة نحو تطوير الحقل النقدي والأدبي، ويؤكد أن الشعر ليس مجرد تراث لغوي بل خطاب حيّ يتفاعل مع الواقع، ويعكس تحولات الذات والمجتمع ومن خلال هذا التوجّه، تفتح الجامعات أبوابًا جديدة لفهم الشعر المعاصر وتحليله، ما يثري الثقافة النقدية ويُعيد صوغ العلاقة بين النص والواقع. إبراهيم الوافي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store