أحدث الأخبار مع #الشعرالجاهلي


الدستور
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
من الشعر الجاهلي إلى أولاد حارتنا.. أبرز المعارك الثقافية في القرن الفائت
كانت ومازالت طاحونة المعارك الثقافية تدور ليس فقط، لفك الالتباس، لكن تقديم رؤى واضحة مفادها اعمال العقل العربي في وجه الثبوت والجمود الذي يقف دائمًا في وجه التنوير مرتدية ثياب سلطات ام سياسية او دينية أو اجتماعية عن أبرز المعارك الثقافية في المشهد الثقافي العربي يدور التقرير التالي: معركة الشعر الجاهلي – طه حسين يشعل أولى المعارك الفكرية1926 في 1926، نشر عميد الأدب العربي طه حسين كتابه المثير للجدل "في الشعر الجاهلي" والذي فجر قنبلة فكرية في المشهد الثقافي المصري والعربي. الكتاب ناقش صحة نسب كثير من الشعر الجاهلي، بل وطرح امكانية ان تكون بعض نصوص القرآن قد تأثرت بالبيئة الثقافية لعصر، ومناقشة بعضها في اطار نقدي وأكاديمي، هذا بدوره أثار موجة غضب عارمة من داخل الوسط الاكاديمي وخارجة، الامر الذي وصل بالبعض الى تكفير طه حسين. كتاب "في الشعر الجاهلي" بات ايقونة كبداية لطريق المعارك الثقافية الكبري والتي ما زالت إلى لحظتنا الراهنة يتم استعادتها، والنظر الى موقف المؤسسة القضائية المصرية وكيف انتصرت لحرية التفكير. الإسلام وأصول الحكم الشيخ علي عبد الرازق وفتح كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ على عبد الرازق، معركة ثقافية وفكرية كبرى، وذلك عقب نشره في الربع الأول من بدايات القرن الفائت 1925، الكتاب جاء بأسباب رفضه لفكرة الخلافة والدعوة إلى مدنية الدولة، وأدى هذا الكتاب لمعارك سياسية ودينية كبيرة وينقسم الكتاب إلى 3 كتب فرعية:الأول عن "الخلافة والإسلام"، والثاني "الحكومة والإسلام"، أما الثالث فيدور حول "الخلافة والحكومة في التاريخ". وكانت من نتائج نشر الكتاب الى هجوم عنيف من الكاتب الإسلامي البارز محمد رشيد رضا على الكتاب ومؤلفه في مجلة المنار، واصفًا الأفكار التي جاءت فيه بـ"البدعة" التي ظهرت في وقتٍ تتضافر الجهود لعقد مؤتمر إسلامي عامّ لإحياء منصب الخلافة. وصدرت كتب عدة تتعرض لـ"الإسلام وأصول الحكم" وتنتقد ما جاء فيه، لعل من أبرزها كتاب الشيخ محمد الخضر حسين- الذي تولى منصب شيخ الأزهر بعد ذلك بأكثر من 25 عامًا "نقد الإسلام وأصول الحكم". أولاد حارتنا وتكفير نجيب محفوظ نشرت رواية "أولاد حارتنا " لنجيب محفوظ على شكل مسلسل في جريدة الأهرام في عام 1959، ولم تُطبع الرواية كاملة في مصر في ذلك الوقت، وظلت محجوبة لمدة ثمانية أعوام حتى تم نشرها بالكامل من قبل دار الآداب اللبنانية في بيروت وطُبعت هناك، وتم إعادة نشر الرواية في مصر عام 2006 من قبل دار الشروق. وأثارت أولاد حارتنا ضجة كبيرة عقب نشرها مسلسلة بصحيفة الأهرام، ما دفع بعض رموز التيار الديني المحافظ على وقف النشر استنادًا إلى تأويل الرواية تأويلا دينيا يتماس مع قصص بعض الانبياء. الأمر بدوره دفع محفوظ إلى عدم نشرها في كتاب داخل مصر ونشرت فيما بعد عبر دار الآداب البيروتية إلاّ ان ردود فعل التيار الديني المتطرف لم تتوقف وصل بها الأمر لتكفير نجيب محفوظ واهدار دمه.


الدستور
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
طه حسين والأسئلة الحائرة.. لماذا خاصم سعد زغلول واتهم محمد عبده؟
تمر السنوات، وتبقى بعض الشخصيات عصية على النسيان، ليس فقط لما قدمته، لكن لما خلفته من أسئلة لا تزال مطروحة على مائدة الفكر والثقافة. من هذه الشخصيات عميد الأدب العربي طه حسين الذي شكل حضورًا فكريًا وإنسانيًا مميزًا، وترك في كل ساحة من ساحات العمل الثقافي بصمة لا تنسى ورغم تعدد الدراسات حوله، تظل بعض الجوانب في شخصيته ومواقفه مثيرة للتساؤل، بل والدهشة أحيانًا. وفي مقال كتبه مصطفى عبد الغني في 6 نوفمبر 1981 والذي قال فيه: "كأي إنسان عادي، جاء إلى الدنيا، وكأي إنسان غير عادي، عاش حياة طويلة، عريضة، ملك فيها الدنيا، وشغل الناس. عرف كأديب، وكاتب، ومفكر، وجامعي، ومصلح اجتماعي. كافح طويلًا من أجل المهمشين في الأرض، وسعى كثيرًا لإرساء أسس مستقبل الثقافة في مصر، مضيفًا الجديد إلى ميادين متعددة كـ"الشعر الجاهلي" و"حديث الأربعاء" وغيرها من أعماله وأفكاره. هذا هو طه حسين، الذي ولد في مصر عام 1889، ورحل عن عالمنا عام 1973، مخلفًا وراءه الكثير من التساؤلات الحائرة. وعلى الرغم من هذا الإرث الفكري والثقافي الهائل، يمكن، وبأسف شديد، القول إن حياة طه حسين وأحداث عصره الغنية لم تحظ بالاهتمام الذي يتناسب مع الدور الكبير الذي أداه. انشغلنا طويلًا بالحديث عن أعماله الأدبية، وأقمنا المؤتمرات احتفاءً بذكراه، واطلعنا على بعض الأعمال التي تناولت فكره نظريًا، أو من خلال انطباعات لم تصل إلى عمق الاعترافات اليومية أو التجليات الصريحة للنفس. وحتى عندما نقرأ كتاب زوجته، الذي كتبته بعد عامين من وفاته، نجده أقرب إلى محاولة حنونة لاستعادة حبه وحنانه، أكثر منه تحليلًا موضوعيًا أو عميقًا لسيرته أو فكره. مراجعة دقيقة.. وتساؤلات لا تنتهي ويضيف: مهما كان من تجاهل أو جهل بقيمة طه حسين، فإن مراجعة دقيقة لأعماله أو لما كتب عنه، تضعنا أمام دائرة من التساؤلات المحكمة. (أولًا) علاقته بمحمد عبده من اللافت، في كتاب قرينة طه حسين، الإشارة إلى مسألة شائكة تتعلق بموقفه من الإمام محمد عبده، فعلى الرغم من مساهمته في الإعداد لاحتفال بذكرى الإمام، فقد رفض إلقاء كلمة في المناسبة، قائلًا: "أفكاري لا ترقى إليه، إنني أرى فيه مجددًا عظيم الأهمية، لكنه حمل نصوص الإسلام أكثر مما تحتمل، حين سعى لجعلها تتفق مع العلم الحديث." وهنا تبدأ التساؤلات: ما طبيعة العلاقة بين الرجلين؟ هل هى علاقة فكرية؟ سياسية؟ أم أن دوافعها شخصية متصلة بموقف طه حسين الذي لم يحضر للشيخ محمد عبده سوى درسين فقط من دروس الأزهر؟ (ثانيًا) موقفه من سعد زغلول مسألة أكثر غموضًا وإثارة تتعلق بموقف طه حسين من الزعيم سعد زغلول. ففي الكتاب نفسه، تروي زوجته موقفًا غريبًا أثناء عودتهما من بيروت، حيث علم بوفاة سعد زغلول، فظهر عليه الاضطراب الشديد، حتى لاحظه أحد المرافقين الإنجليز وسأله بدهشة: "لا بد أنه كان صديقًا عزيزًا؟" فيرد طه حسين سريعًا: "لم يكن لي من هو أكثر عداوة منه!" ويبدو هذا التصريح متناقضًا مع مواقف أخرى تشير إلى دعم سعد زغلول لطه حسين، ماديًا حين لم يستطع سداد دين وهو طالب بالجامعة، ومعنويًا حين دافع عنه بعد الهجوم على رسالته عن "ذكرى أبي العلاء"، وكان سعد حينها رئيسًا للجمعية التشريعية. فما نوع العلاقة الحقيقية بين الرجلين؟ وإلى أي مدى كانت العوامل الذاتية أو الخارجية حاكمة لنظر طه حسين إلى القضايا القومية والصالح العام؟ غموض في المواقف والانتماءات وتابع عبد الغني: ما يزيد الأمر تعقيدًا وغموضًا، أن طه حسين لم يفصح بوضوح عن مواقفه السياسية، سواء من قضايا عصره أو من شخصياته. حتى في سيرته الذاتية "الأيام" وبخاصة الجزء الثالث منها نراه يعالج تلك المواقف بطريقة لا تكشف عن أي انتماء صريح، أو موقف يمكن تمييزه بوضوح، بل تزداد الأسئلة غموضًا. بين الغياب والحضور... يبقى طه حسين علامة استفهام مضيئة ثمان سنوات فقط كانت قد مرت على رحيل طه حسين وقت كتابة هذا المقال، لكن اليوم، وقد مرت عقود، لا تزال التساؤلات نفسها قائمة، وربما ازدادت إلحاحًا. لقد كان طه حسين رجل فكر وسؤال، واليوم، تحول هو نفسه إلى سؤال كبير لم تحسم إجاباته بعد. تظل مواقفه، انحيازاته، وتقاطعاته مع رموز عصره، من محمد عبده إلى سعد زغلول، مادة ثرية للبحث والقراءة وإعادة الاكتشاف إنه طه حسين.. الفكرة، والموقف، والأسئلة الحائرة.