logo
#

أحدث الأخبار مع #الشيخ_صباح

دبلوماسية الشيخ صباح الأحمد.. في كتاب قادم
دبلوماسية الشيخ صباح الأحمد.. في كتاب قادم

العربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

دبلوماسية الشيخ صباح الأحمد.. في كتاب قادم

مع إبلاغ أبناء الشيخ صباح الأحمد وأحفاده بضرورة إعداد كتاب يشرح الدبلوماسية، التي آمن بها المغفور له، الشيخ صباح الأحمد، ورسمها كبديل رادع يأخذ مكان الردع المسلح، حفاظاً على سلامة الكويت وصون استقلالها، مدركاً استحالة استحضار الردع العسكري، بعد انضمام الكويت للجامعة العربية، وفرض قيود على خياراتها الأمنية، واكتفائها بقوة عربية رمزية معبّرة عن دعم أعضاء الجامعة العربية لاستقلال الكويت، لم تغب عن إدراك الشيخ صباح، الذي تولى وزارة الخارجية في يناير 1963، بعد سحب القوات العربية من الكويت، بعد الانفصال السوري – المصري في 1961، وتحول الكويت الى الاعتماد على النهج، الذي تتبناه في تعاملها مع الجامعة العربية، ومع الدول الأعضاء، وسط أجواء التهديدات العراقية، وتلاشي الوجود الرمزي العربي. جاء الشيخ صباح الأحمد حاملاً وصفة، استخرجها من الواقع الذي وقف عليه في علاقات الكويت مع الأعضاء، ومع الجامعة العربية، وقدرة هذا الواقع على التعامل مع التهديدات العراقية، مدركاً غياب الردع المؤثر، وعازماً على استخراج وصفة تنسجم مع الظروف المعقدة، التي تعيشها الكويت، ويمكن التأكيد على أن الشيخ صباح الأحمد تحول في تلك الحقبة من تاريخ الكويت الى طبيب شاطر في فنون التجميل، فانطلق متبرعاً عند الشدة، ومتوسطاً لتصفية الخلافات، ومتعاملاً مع مختلف القضايا بصلابة القادر على تجاوزها، ومتساهلاً مع التكاليف التي يتحملها، وأهم من كل ذلك أنه يتمتع بثقة الدول في نواياه وفي مساعيه الحميدة، لجعل الجامعة العربية بيت العرب الجامع، وشاحناً جدول الاعمال العربي بالثقة الصافية، بقدرته على الوصول الى مناخ تتشوق إليه الجامعة العربية. كانت الأهداف التي يسعى إليها، وأهمها تجاوز الخلافات الثنائية، بتعميق الثقة المتبادلة بين الأعضاء، والوصول الى التضامن العربي الصافي، الذي يشكل العمود الفقري في تأمين سلامة الكويت، وتأكيد حسن النوايا وطيب التوسطات، كان الشيخ صباح الأحمد كريماً في حرص على سلامة الجامعة العربية، وعلى صون مصداقيتها، ولا سيما أن سلامة الكويت وأمنها يأتيان في صدارة أولوياتها، فكان شديد الغيرة على أمن الجامعة العربية وسلامة جسدها وعلو معنوياتها، وتصعيد ثقة الأعضاء بجهازها، واعتزازهم بالمبادئ التي تشكل أعمدتها، ويضيف الشيخ صباح الأحمد استعدادات الكويت لتجاوز أزمات الجامعة العربية المالية، مع تقبّل نصيب الكويت من التبرع الاضافي لميزانية الجامعة العربية لتغطية واجباتها. كانت صداقاته مع الجميع وتحركاته تشيران الى تحمله أعباء التوافق العربي، فيضيف مساعيه وتدخلاته مع الدول الأعضاء لمصلحة ما تريده الجامعة العربية، التي كانت تتعرّض للفقد، ووجدت في الشيخ صباح الأحمد المحامي العفيف، لم يكتف الشيخ صباح الأحمد بتوسطاته عبر الجامعة العربية، وإنما أضاف إليها مساعيه الثنائية مع بعض الدول، التي لها خلاف مع بعض الأعضاء، فيتطوع وسيطاً، ويقترح حلولاً تؤكد مصداقيته ونظافة نواياه ويتفهم الصعوبات، لكنه لا يتوقف مهما طالت المدة، ومهما كانت حدة الأشواك. كان في المشرق العربي وفي مغربه، وأشغلته أعقد المساعي بين مصر والمملكة العربية السعودية حول اليمن، غابت فية الثقة بين الطرفين، وتسللت إليه غريزة الإساءة المدمرة للخصم، وكانت اللقاءات على مستوى القيادات، وكنتُ أدوّن المحاضر، وألاحظ متموجات المزاج لدى الشيخ صباح الأحمد بين الأمل المرتفع وبين الإخفاق المدمر. كان آخر لقاء حول هذا الملف المعقد والثقيل في مدينة الاسكندرية، في أغسطس 1966، جمع الرئيس عبدالناصر مع الشيخ صباح الأحمد، بحضور المشير عامر والسادات، كان المرحوم حمد الرجيب السفير، وكنت مشاركاً أدوّن الملاحظات، كان الرئيس عبدالناصر مهموماً حزيناً، لم يهتم بدعوة الشيخ صباح الأحمد للاجتماع مع الملك فيصل في الكويت لحل مشكلة اليمن، فوجّه سؤالاً الى الشيخ صباح الأحمد عن الهدف من اللقاء، فيرد عليه لحل مشكلة اليمن، فجاء جواب عبدالناصر سلبياً مشحوناً بالرفض والإصرار على المواجهة، ومن ذلك الاجتماع توقفت المساعي وسط مناخ تطغى عليه الحيرة والارتباك واستحالة الحلول، وبعدها بأشهر جاءت الهزيمة القاسية في يونيو 1967، في مغامرة ولدت من مناخ مملوء باليأس وفقدان الحلول. أستطيع القول إن الشيخ صباح الأحمد تمتع بمكانة مميزة في الجامعة العربية، بجدية جهوده، ونظافة نواياه، وفدائيته في التوسط، ومثالية إيمانه بالجامعة العربية، وكان دوره في تحمّل الكويت الأعباء لتحقيق تضامن عربي صادقاً، وجرأته في التصدي للمهمات المشوكة غير مسبوقة في حجم العطاء وعمق الإيمان وسخاء العطاء، ليس مع الجامعة العربية، بل مع مختلف الأعضاء، كما حمل ملف الخليج منذ توليه وزارة الخارجية، معظماً الترابط، ومضيفاً الى وشائج التاريخ الكثير من المشاركة الفاعلة في هموم الخليج. وشيّد علاقات ثنائية مع الأعضاء، ولا سيما مع مصر، التي تواجدت فيها قوات كويتية عسكرية، شاركت في حرب 1967، وظلت الى حرب 1973. سجّل الشيخ صباح الأحمد التعاضد المثمر مع الجامعة العربية، ولا سيما مع الأمين العام المرحوم عبدالخالق حسونة، العاقل المقدر لجهود الكويت، في حرصها على التوافق العربي، حيث كان يلجأ الى الكويت، والى الشيخ صباح الأحمد، عند الأزمات، ولا سيما الجانب المالي، الذي كانت الكويت تسهم في معالجة إفرازاته. كانت آخر مساعي الشيخ صباح الأحمد لمصلحة من لا يستحق، فقد كان في رحلة الى اليابان مع وزير خارجية العراق الشرير طارق عزيز، شارحاً لحكومة اليابان نزاهة موقف العراق من الحرب مع إيران، في رحلة أرهقته في أثقالها، فقد كانت آخر رحلاته في مساره المتعب، لتحقيق تضامن عربي صادق وصلب، فقد أغلق باب المساعي مع خيابة الغزو، متابعاً الموقف العربي الذي أخفقت فيه دول عربية كثيرة في إدانة الغزو، ورغم ذلك الإخفاق، الذي كشف حقائق الدبلوماسية العربية، لم يفقد المغفور له الشيخ صباح الأحمد أمله في إمكان تحقيق التوافق العربي الذي يحلم به. المهم أن المرحوم الشيخ صباح تربّع في زاوية مهمة وتاريخية في مساعيه لصون سلامة الجامعة العربية وتأمين فاعليتها، مدركاً أهميتها في الحفاظ على فاعلية الإجماع العربي، وهو المفتاح المؤثر لتأمين استقلال الكويت، والحفاظ على هويتها وسلامتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store