logo
#

أحدث الأخبار مع #الشيخ_عبدالله_الحسيني

حقولعبدالله الحسيني.. المكانة والريادة
حقولعبدالله الحسيني.. المكانة والريادة

الرياض

timeمنذ 12 ساعات

  • منوعات
  • الرياض

حقولعبدالله الحسيني.. المكانة والريادة

لا يزال ذكر الشيخ عبدالله الحسيني -رحمه الله- في كل الأوساط الاجتماعية ممتداً بعلاقة أثر طيب حتى غدا ذائع الصيت حافل السيرة، ليس لأنه كان متفانياً في عمله وأداء رسالته الوطنية وتحقيق أهداف الدولة -وفقها الله- خصوصاً في مندوبية التعليم كأول مندوب لتعليم البنات في المنطقة الوسطى في مرحلة تأسيس تعليم البنات، بل لأنه كان مؤمناً بالرسالة، وأن تعليم المرأة ضرورة كشريك للرجل في مساهمتها الأفقية نحو الوطن، وبالتالي فهي تشكل نصف المجتمع، ولا بد من إعدادها بالشكل اللائق على قول شاعر النيل حافظ إبراهيم: الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الألى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ كان الشيخ يستمد جانب الاستمرارية والعطاء من توجيهات ولاة الأمر مع فطنة سابقة لوقتها لأهمية تعليم واستشراف لأفق المستقبل، مؤمناً بأهمية هذا الاتجاه رغم صعوبة المرحلة وبطء عملية التغيير من أذهان الناس، فضلاً عن قبوله كواقع جديد ليكون فاعلاً وفق مسارات جديدة تحرك بنية المجتمع ككل، والارتقاء بتعليم المرأة ودورها في الحياة كعنصر أساسي في خطط التنمية، وهنا برز دور الشيخ عبدالله الريادي في هذا الاتجاه حيث واجه صعوبات جمة، إلا أنه استغل عامل الصبر ومكانته الاجتماعية للوصول إلى قلوب الناس وعقولهم، وهذا التقارب لا شك هو الذي خفف بعض العبء الثقيل عليه، على الأقل من الناحية النفسية، فالحسيني -رحمه الله- لم يكن شخصاً عامياً، بل كان جليس العلماء وطلبة العلم، ولازم فضيلة الشيخ صالح بن غصون -رحمه الله- وتتلمذ عليه، وقد ذكر ذلك في مذكرات أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري الشفاهية، ومن هنا يتضح أن الشيخ الحسيني كان يمتاز بالكثير من الصفات الحميدة والعلاقات الاجتماعية الواسعة، الأمر الذي جعله يوظفها كطاقة تأثيرية في كل مساراته بالحياة، وهي التي تشهد على سيرته العطرة أثناء تأديته رسالته في عمله لا سيما في مندوبات البنات في المنطقة الوسطى وبعض مناطق المملكة، حيث كان يقدر أوضاع تلك المرحلة المبكرة، ولو حاولنا أن نستدعي اليوم الكثير من ذاكرة التاريخ عن الشيخ الحسيني أثناء فترة عمله لاحتجنا الكثير من الجهد والوقت، فتلك المرحلة سجلت له جهداً ناصع البياض، ظل الحسيني طوال فترة عملة بشخصية مرنة ومتفانية في دورها الوطني والاجتماعي والمعرفي، وكان هذا الحضور الوارف في فترة عصية احتاجت إلى مثل هذه الشخصية الفذة التي نذرت نفسها من أجل الرسالة السامية، واجه مواقف صعاب ولكن إرادته كانت قوية وعزيمته لم تهن ولم تفتر، وما آمله كغيري أن ترصد مثل هذه الجهود من خلال دراسات ميدانية مستفيضة وجادة تقف على واقع تلك الجهود للدولة في مراحل التطوير ولكل من عمل معه في تلك المراحل من الأسلاف والرعيل الأول الذين وضعوا اللبنة الأولى وأسهموا بشكل مباشر في مسيرة هذا الوطن تجاه تعليم المرأة، ومن ضمن ركبهم الأول الشيخ عبدالله الحسيني -رحمه الله-. جماع القول وما لا يُختلف عليه، إن الحسيني شكل الشخصية المختلفة والنادرة التي تحمل الصفات القيادة، وبإرادة قوية واجهة كل المواقف الصعاب حتى رأى بأم عينه نتائجها ممتدة على ثراء هذا الكيان العظيم، وقد أدى الأمانة وأوصل الرسالة التي حملها من القيادة الرشيدة بعزائم لم تفتر إلى أن ترجّل عن الوظيفة قبل أكثر من ثلاثة عقود وتفرغ لحياته الشخصية في مرحلة ستكون شاهدة على نفح بذور النور ورعاية الفسائل الأولى لتعليم المرأة في المملكة العربية السعودية، وصدق الحق تبارك وتعالى (أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ). اليوم، أصبحت المرأة تشارك في كافة مجالات الحياة وتؤدي دورها تجاه الوطن بكل همة واقتدار، ولا يسعنا إلا أن نترحم على تلك الشخصية الوطنية بعد أن نالت التقدير والتكريم في الكثير من المناسبات الوطنية لقاء مكانتها وريادتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store