#أحدث الأخبار مع #الصادق_النيهومالشرق الأوسطمنذ 17 ساعاتسياسةالشرق الأوسطآخر العروضالعروض السخية والاقتراحات النبيلة على الغزيين لا تنقطع ولا تتوقف. جميعها تدعوهم إلى الخروج من أرضهم. هناك من يقترح سيناء، والبعض يقترح الأردن، والآن هناك من يقترح إرسال مليون غزي إلى ليبيا، تلك الأراضي الشاسعة، والصحاري الخالية، فهل تضيق عيونكم بمساحة بسيطة من الأرض تعطى لإخوانكم العرب؟ كان الصادق النيهوم، ساحر الخاطرة الليبية، أول من كتب عن حجم ليبيا الجغرافي، وقارن بينها وبين أوروبا. وكان في كل ما يكتب من فكر ونهضة وتنوير، سعي في سبيل خروج ليبيا من نفق الفقر وبقايا الجمود. لكن لم يكن بين أحلامه من أجل ليبيا أن «يستورد» إليها شعوباً تستوطنها. وكان الليبيون يعرفون أن في كل المشاريع والمخططات «لحل» القضية الفلسطينية، توضع أرض ليبيا في خطاب الافتتاح، جزئياً أو كلياً. الآن هناك عرضان: الأول: توطين جموع المهاجرين في أرجاء البلد الفسيح. والثاني: توطين مليون فلسطيني كمرحلة أولى. عرضان فاجران، يتنازل بموجبهما من لا يملك، إلى من لا يقرر. ردة الفعل الليبية كانت طبيعية: حل المسألة الفلسطينية بقيام مسألة ليبية؟ أو أكثر؟ وفتح جهنم التقسيم، وتحويل البلدان من أوطان إلى سلع وتسجيل، سابقة في مفهوم الدول: الثمن والعقار؟ شيطان التقسيم ذو وجوه كثيرة في عالمنا، كلها بشع. يتساءل المرء: لماذا ترك الليبيون (واللبنانيون، والسوريون، والعراقيون، وسائر المعنيين) بلادهم حتى من دون حكومة، ولماذا انفلشت الأوسمة والنياشين على الصدور، كلٌّ في اتجاه، بدل اللقاء في قاعة واحدة من أجل الحفاظ على وحدة أغنى البلدان وفقاً لمفهوم النسبة البسيط المبسط، والذي لم يُعرف في بلادنا، ولا اعتُرف به. بدل أن تعثر ليبيا على رجل يلملم وحدتها وثرواتها، تمضي السنون في الهواء الطلق. ويظهر في لبنان من يؤكد أن ليس أفضل من القسمة إلا النصيب. وهنيئاً لسوريا تتذكر، بعد نسيان طويل، أنها أول من غنّى للوحدة، ولكن أيضاً أول من هتف للانفصال. الآن عثرنا على طريق جديدة إلى القدس. بنغازي. أيام الأخ القائد كانت الطريق مباشرة من سرت. وكان يؤنب عبد الناصر بسبب تخلفه في ذلك هاتفاً: حاربوهم «بالنبابيت». يومها كان العالم مأخوذاً في سباق آخر: من يخطو أولاً على سطح القمر.
الشرق الأوسطمنذ 17 ساعاتسياسةالشرق الأوسطآخر العروضالعروض السخية والاقتراحات النبيلة على الغزيين لا تنقطع ولا تتوقف. جميعها تدعوهم إلى الخروج من أرضهم. هناك من يقترح سيناء، والبعض يقترح الأردن، والآن هناك من يقترح إرسال مليون غزي إلى ليبيا، تلك الأراضي الشاسعة، والصحاري الخالية، فهل تضيق عيونكم بمساحة بسيطة من الأرض تعطى لإخوانكم العرب؟ كان الصادق النيهوم، ساحر الخاطرة الليبية، أول من كتب عن حجم ليبيا الجغرافي، وقارن بينها وبين أوروبا. وكان في كل ما يكتب من فكر ونهضة وتنوير، سعي في سبيل خروج ليبيا من نفق الفقر وبقايا الجمود. لكن لم يكن بين أحلامه من أجل ليبيا أن «يستورد» إليها شعوباً تستوطنها. وكان الليبيون يعرفون أن في كل المشاريع والمخططات «لحل» القضية الفلسطينية، توضع أرض ليبيا في خطاب الافتتاح، جزئياً أو كلياً. الآن هناك عرضان: الأول: توطين جموع المهاجرين في أرجاء البلد الفسيح. والثاني: توطين مليون فلسطيني كمرحلة أولى. عرضان فاجران، يتنازل بموجبهما من لا يملك، إلى من لا يقرر. ردة الفعل الليبية كانت طبيعية: حل المسألة الفلسطينية بقيام مسألة ليبية؟ أو أكثر؟ وفتح جهنم التقسيم، وتحويل البلدان من أوطان إلى سلع وتسجيل، سابقة في مفهوم الدول: الثمن والعقار؟ شيطان التقسيم ذو وجوه كثيرة في عالمنا، كلها بشع. يتساءل المرء: لماذا ترك الليبيون (واللبنانيون، والسوريون، والعراقيون، وسائر المعنيين) بلادهم حتى من دون حكومة، ولماذا انفلشت الأوسمة والنياشين على الصدور، كلٌّ في اتجاه، بدل اللقاء في قاعة واحدة من أجل الحفاظ على وحدة أغنى البلدان وفقاً لمفهوم النسبة البسيط المبسط، والذي لم يُعرف في بلادنا، ولا اعتُرف به. بدل أن تعثر ليبيا على رجل يلملم وحدتها وثرواتها، تمضي السنون في الهواء الطلق. ويظهر في لبنان من يؤكد أن ليس أفضل من القسمة إلا النصيب. وهنيئاً لسوريا تتذكر، بعد نسيان طويل، أنها أول من غنّى للوحدة، ولكن أيضاً أول من هتف للانفصال. الآن عثرنا على طريق جديدة إلى القدس. بنغازي. أيام الأخ القائد كانت الطريق مباشرة من سرت. وكان يؤنب عبد الناصر بسبب تخلفه في ذلك هاتفاً: حاربوهم «بالنبابيت». يومها كان العالم مأخوذاً في سباق آخر: من يخطو أولاً على سطح القمر.