#أحدث الأخبار مع #الصرخةالبدائيةالبوابةمنذ 2 أيامصحةالبوابة'غرف الغضب'.. العلاج بالصوت العالي وتحطيم الأشياءهل شعرت يومًا برغبة في كسر شيء ما بعد مشادة أو موقف مزعج؟ مشاعر الغضب ليست غريبة، لكن اللافت هو كيف تحولت هذه الرغبة إلى 'علاج' قائم بذاته في بعض المجتمعات، في مدن كثيرة حول العالم، من الولايات المتحدة إلى بريطانيا، انتشرت خلال السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ'غرف الغضب' مساحات مغلقة يُسمح لروادها بتحطيم أشياء عشوائية كأطباق وزجاج وأجهزة إلكترونية، باستخدام مطارق وأدوات قوية، تحت شعار: 'فرغ غضبك.. وستشعر بالتحسن'. الفكرة التي قد تبدو طريفة أو ترفيهية في ظاهرها، تجد جذورها في مفاهيم نفسية أقدم، كانت تؤمن بأن كبت المشاعر يؤدي إلى احتقان داخلي لا مفر من تفجيره. ومع ظهور الإنترنت، امتدّ هذا المفهوم ليأخذ شكلًا رقميًا: مواقع وتطبيقات تتيح للمستخدمين كتابة رسائل غاضبة أو شتائم موجهة للفضاء الافتراضي دون رقيب، لكن خلف كل هذا المشهد، يتساءل البعض هل نحن فعلًا أمام وسيلة علاجية حقيقية؟ أم أن هذه الطرق تمنحنا شعورًا مؤقتًا بالراحة، بينما تزرع فينا عادات عدوانية جديدة؟ من أين بدأت القصة؟ ووفقا لـ iflscience الاعتقاد بأن 'التنفيس' وسيلة لتخفيف التوتر النفسي ليس جديدًا، تعود أصوله إلى نهاية القرن التاسع عشر، حين تحدث الطبيب النمساوي سيغموند فرويد عن مفهوم 'التفريغ الانفعالي'، واستخدم فرويد وزميله جوزيف بروير في كتابهما الشهير دراسات في الهستيريا (1895) استعارات مستمدة من الضغط والسوائل لتفسير تراكم المشاعر داخل النفس البشرية. حينها، شُبهت العواطف بالماء الساخن داخل قدر مغلق يحتاج إلى تنفيس. طوال القرن العشرين، سادت هذه الفكرة في الأوساط النفسية، وتسللت تدريجيًا إلى الثقافة العامة، حتى أصبحت ركيزة في بعض أنواع العلاج. 'الصرخة البدائية'.. العلاج بالصوت العالي في سبعينيات القرن الماضي، ظهر اسم عالم النفس آرثر جانوف، الذي أخذ فكرة التنفيس إلى مستوى جديد من خلال ما سماه 'العلاج بالصراخ البدائي'. بحسب نظريته، فإن جذور المعاناة النفسية تكمن في الصدمات المكبوتة منذ الطفولة، ولا يمكن الشفاء منها إلا بالعودة إلى تلك اللحظة العاطفية واسترجاعها بشكل صاخب. جانوف نشر كتابًا بعنوان الصرخة البدائية عام 1970، سرد فيه تجربة شاب دخل في نوبة صراخ أثناء جلسة علاجية، ووصف ذلك بأنه لحظة تحوّل جذري في حالته النفسية. سرعان ما راجت هذه الطريقة بين المشاهير مثل جون لينون ويوكو أونو، وبدت حينها وكأنها تقدم ثورة في العلاج النفسي. لكن مع مرور الوقت، بدأ المجتمع العلمي ينظر إلى هذه الأساليب بشكٍ متزايد. فبحسب دراسات حديثة، فإن التنفيس العنيف قد لا يقلل من الغضب، بل يزيده. بل إن بعض الأبحاث تشير إلى أن ممارسة هذه الأنشطة بانتظام قد تعزز السلوك العدواني، بدلًا من تهذيبه. فكرة جذابة.. لكنها ليست دائمًا صحيحة اليوم، يتفق معظم المتخصصين في علم النفس على أن التنفيس العنيف، سواء عبر غرف الغضب أو الصراخ أو حتى الكتابة المليئة بالسخط، ليس بالضرورة حلًا سحريًا. التعبير عن المشاعر أمر صحي، لكن الطريقة مهمة. فالحديث الواعي، والتواصل العاطفي المتزن، وحتى بعض التمارين الجسدية، قد تكون أكثر فاعلية من تحطيم الأشياء أو الصراخ في الفراغ.
البوابةمنذ 2 أيامصحةالبوابة'غرف الغضب'.. العلاج بالصوت العالي وتحطيم الأشياءهل شعرت يومًا برغبة في كسر شيء ما بعد مشادة أو موقف مزعج؟ مشاعر الغضب ليست غريبة، لكن اللافت هو كيف تحولت هذه الرغبة إلى 'علاج' قائم بذاته في بعض المجتمعات، في مدن كثيرة حول العالم، من الولايات المتحدة إلى بريطانيا، انتشرت خلال السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ'غرف الغضب' مساحات مغلقة يُسمح لروادها بتحطيم أشياء عشوائية كأطباق وزجاج وأجهزة إلكترونية، باستخدام مطارق وأدوات قوية، تحت شعار: 'فرغ غضبك.. وستشعر بالتحسن'. الفكرة التي قد تبدو طريفة أو ترفيهية في ظاهرها، تجد جذورها في مفاهيم نفسية أقدم، كانت تؤمن بأن كبت المشاعر يؤدي إلى احتقان داخلي لا مفر من تفجيره. ومع ظهور الإنترنت، امتدّ هذا المفهوم ليأخذ شكلًا رقميًا: مواقع وتطبيقات تتيح للمستخدمين كتابة رسائل غاضبة أو شتائم موجهة للفضاء الافتراضي دون رقيب، لكن خلف كل هذا المشهد، يتساءل البعض هل نحن فعلًا أمام وسيلة علاجية حقيقية؟ أم أن هذه الطرق تمنحنا شعورًا مؤقتًا بالراحة، بينما تزرع فينا عادات عدوانية جديدة؟ من أين بدأت القصة؟ ووفقا لـ iflscience الاعتقاد بأن 'التنفيس' وسيلة لتخفيف التوتر النفسي ليس جديدًا، تعود أصوله إلى نهاية القرن التاسع عشر، حين تحدث الطبيب النمساوي سيغموند فرويد عن مفهوم 'التفريغ الانفعالي'، واستخدم فرويد وزميله جوزيف بروير في كتابهما الشهير دراسات في الهستيريا (1895) استعارات مستمدة من الضغط والسوائل لتفسير تراكم المشاعر داخل النفس البشرية. حينها، شُبهت العواطف بالماء الساخن داخل قدر مغلق يحتاج إلى تنفيس. طوال القرن العشرين، سادت هذه الفكرة في الأوساط النفسية، وتسللت تدريجيًا إلى الثقافة العامة، حتى أصبحت ركيزة في بعض أنواع العلاج. 'الصرخة البدائية'.. العلاج بالصوت العالي في سبعينيات القرن الماضي، ظهر اسم عالم النفس آرثر جانوف، الذي أخذ فكرة التنفيس إلى مستوى جديد من خلال ما سماه 'العلاج بالصراخ البدائي'. بحسب نظريته، فإن جذور المعاناة النفسية تكمن في الصدمات المكبوتة منذ الطفولة، ولا يمكن الشفاء منها إلا بالعودة إلى تلك اللحظة العاطفية واسترجاعها بشكل صاخب. جانوف نشر كتابًا بعنوان الصرخة البدائية عام 1970، سرد فيه تجربة شاب دخل في نوبة صراخ أثناء جلسة علاجية، ووصف ذلك بأنه لحظة تحوّل جذري في حالته النفسية. سرعان ما راجت هذه الطريقة بين المشاهير مثل جون لينون ويوكو أونو، وبدت حينها وكأنها تقدم ثورة في العلاج النفسي. لكن مع مرور الوقت، بدأ المجتمع العلمي ينظر إلى هذه الأساليب بشكٍ متزايد. فبحسب دراسات حديثة، فإن التنفيس العنيف قد لا يقلل من الغضب، بل يزيده. بل إن بعض الأبحاث تشير إلى أن ممارسة هذه الأنشطة بانتظام قد تعزز السلوك العدواني، بدلًا من تهذيبه. فكرة جذابة.. لكنها ليست دائمًا صحيحة اليوم، يتفق معظم المتخصصين في علم النفس على أن التنفيس العنيف، سواء عبر غرف الغضب أو الصراخ أو حتى الكتابة المليئة بالسخط، ليس بالضرورة حلًا سحريًا. التعبير عن المشاعر أمر صحي، لكن الطريقة مهمة. فالحديث الواعي، والتواصل العاطفي المتزن، وحتى بعض التمارين الجسدية، قد تكون أكثر فاعلية من تحطيم الأشياء أو الصراخ في الفراغ.