أحدث الأخبار مع #العباسيين،


وطنا نيوز
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- وطنا نيوز
ألوان تُجَسِّدُ التاريخ وتُعانِقُ السماء
في السادس عشر من نيسان من كل عام يرفع الأردنيون رؤوسهم نحو السماء مُحَيِّينَ راية الوطن التي تَخْطُفُ الأبصار ببهاء ألوانها وتُذَكِّرُهم بأنهم أبناء تاريخ عريق وحُماة رسالة خالدة. فالعلم الأردني ليس مجرد قطعة قماش ترفرف في الهواء بل هو حكايةُ أمةٍ مُصْغِرةٌ في ألوانها ورمزٌ يُلَخِّصُ قِيَمَ الوحدة والحرية والشجاعة التي نَحْتَفِي بها. بحروفٍ من نور تُكْتَبُ على جَبِينِ الزمن نسجت ألوان العلم ليَحْمِلَ العلم الأردني في طياته رموزًا تَتَشَبَّثُ بجذور التاريخ العربي حيثُ يَجْتَمِعُ الأسود والأبيض والأخضر مع مثلثٍ أحمر يُشْبِهُ قلبًا نابضًا فوق صدر الراية حيث لكل لون رمزيته فالأسود: يُمَثِّلُ رايةَ العباسيين، رمزًا للقوة والثبات في مواجهة العواصف، وتَذْكِيرًا بأن الأردن وِجَادَةُ الصمود أمام التحديات. والأبيض: لون راية الأمويين، ينطق بالسلام والنقاء، ويُجَسِّدُ سَعْيَ الأردن الدائم لِأنْ يَكُونَ واحةَ أمانٍ في قلب المنطقة المضطربة. والأخضر: راية الفاطميين، لون الأرض الخصبة والأمل المُزْهِر، يُرَسِّخُ فِكْرَةَ أن المستقبل يُبْنَى بالإيمان والعمل. أما المثلث الأحمر: شعار الثورة العربية الكبرى يَصُبُّ دمَ التضحيات في شرايين الراية ويُذَكِّرُ بأن الحرية ثَمَنُها الدماء وأن الهاشميين حَمَلَةُ مشعلها عبر الزمن. وتأتي قصيدة الرفاعي نَشيدٌ يُلَاحِمُ السَّمَاء فعندما تَنْثُرُ الألسنةُ قصيدةَ عبد المنعم الرفاعي كأنما تَسْتَنْطِقُ روحَ العلم التي تَحُومُ فوق هامات الرجال 'في الذرى والأعالي فوق هام الرجال… زاهيا أهيبا'. هذه الأبيات ليست كلمات تُتْلَى، بل هي نَشيدٌ وَطَنِيٌّ يَخْتزِنُ في إيقاعه دَمْعَةَ الأجداد وصَرْخَةَ الثوار. فالرفاعي بِشِعْرِهِ المُرَهَّف صاغَ عَلاقةً وجدانيةً بين المواطن ورايته فالعلم هنا 'ساجيًا طيبا' كالندى و'ظافرًا اغلبا' كالبطل الذي لا يُهزَم. فالعلم الأردني رايةٌ لا تَنْكَبُّ للرياح وهو جسرٌ بين ماضي الأمة المجيد وحاضرها الواعي، ففي كل خيطٍ من نسيجه حكاية جهاد وفي كل لونٍ بصمةُ إباء. إنه يَصْدَحُ بِقِصَّةِ الثورة العربية الكبرى التي أضاءت دربَ الوحدة ويَحْمِلُ في طياته وَعْدًا بأن الأردن سيظلُّ منارةً للعروبة وقِبْلَةً للكرامة. في زمن التحديات يَظَلُّ العلمُ شامخًا كجبل رم وشيحان، يُلهم الأردنيين بأن يصمدوا كَبلوط عجلون ، ويُذَكِّرُهم بأنهم ورثةُ رسالةٍ لا تموت، فحين تُرَفْرِفُ الرايةُ في سماء الوطن، فإنها تَخْطُبُ في العالم بلغة الصمود 'هنا أرضٌ لا تُساوم، وشعبٌ لا يستكين'. يوم العلم ليس مجرد طقسٍ سنوي بل هو مُنَاجَاةٌ وَطَنِيَّةٌ تُجَسِّدُ التلاحم بين أبناء الوطن. فكما تَتَشَابَكُ ألوان العلم لتُكَوِّنَ لوحةً واحدة يَجْتَمِعُ الأردنيون على اختلاف آرائهم تحت مظلة الهوية الواحدة ، هنا يُصبح حبُّ العلم تعهدًا بالولاء وتحديًا لِأَنْ نَبْقَى أُمَّةً 'في الذرى والأعالي' نَحْمي حِياضَ الوطن بِقَلْبٍ وَاحِدٍ وَيَدٍ ممدودةٍ للعطاء. فليكن السادس عشر من نيسان يومًا نُعيد فيه تلوين وجداننا بِصِبْغَةِ الانتماء ونرفع الأعلامَ عاليًا كأنها تُحَاكِي السحاب ولتظل كلمات الرفاعي تَدُقُّ في أذن الزمن 'سر بنا للفخار والعلا… وارعنا للنضال جحفلا'. فالأردن بِرايته وقيادته وشعبه سيظلُّ بإذن الله 'زاهيًا أهيبا'، يُرَاوِحُ بين أصالة الماضي وطموح المستقبل، ويَحْفَظُ رايته خفاقةً. حفظ الله الأردن وأبقى رايته شامخةً إلى يوم يبعثون. الدكتورة دهمه الحجايا

بوابة الأهرام
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة الأهرام
حدث في 24 مارس.. اكتشاف السل ورحيل «هارون الرشيد» و«مخرج البسطاء»
أحمد عادل هناك لحظات مهمة في التاريخ لا تستحق النسيان، وأخرى لم تأخذ نصيبها من الشهرة، لكنها ظلت تحمل علامات فارقة في طياتها، تمثل أحداثًا في عالم مشحون بأبلغ درجات الصخب، لكنه نابض بالحياة والتجارب والفن أيضا. موضوعات مقترحة تأخذ "بوابة الأهرام" قراءها في جولة يومية قصيرة لنرى ما حدث في مثل هذا اليوم من واقع ذاكرة الأمم والشعوب؛ حيث وقعت العديد من الأحداث والذكريات، وحمل اليوم ذكرى الميلاد والوفيات لأعلام سجل سيرتها التاريخ. ومن أهم الأحداث في مثل هذا اليوم... الأمين يتولى خلافة الدولة العباسية في مثل هذا اليوم عام 809م/ 193م، تولي أبو عبد الله محمد الأمين الخلافة بعد وفاة والده الخليفة هارون الرشيد، ليكون بذلك سادس الخلفاء العباسيين، تولى الخلافة ودامت فترة حكمه خمس سنوات تقريبًا بين عامي 193 إلى 198هـ/ 809 - 813م. الأمين ـ صورة تعبيرية اكتشاف مرض السل في مثل هذا اليوم عام 1882م، نجح المكتشف الألماني روبرت كوخ في اكتشاف المكروب المُسبب لمرض السل، وهو أعتى الأمراض الصدرية وأكثرها فتكا على الإطلاق، ويحتفل بهذا اليوم كيوم عالمي للسل. روبرت كوخ مكتشف مرض السل قيام جمهورية اليونان شهد يوم 24 مارس عام 1923م، قيام النظام الجمهوري في اليونان. اليونان ومن أشهر المواليد في مثل هذا اليوم.. الأديب فتحي غانم في مثل هذا اليوم عام 1924م، وُلد الأديب الكبير فتحي غانم، تخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) عام 1944م، وعمل بالصحافة في مؤسسة روزاليوسف، ثم انتقل إلى جريدة الجمهورية أو مؤسسة دار التحرير رئيسًًا لمجلس الإدارة والتحرير، ثم عاد مرة أخرى إلى روز اليوسف حتى وفاته في 24 فبراير عام 1999م، ومن أشهر رواياته (الرجل الذي فقد ظله، زينب والعرش، الأفيال). الأديب فتحي غانم ومن أشهر الوفيات في مثل هذا اليوم... الخليفة هارون الرشيد شهد يوم 24 مارس عام 809م/193هـ، رحيل الخليفة هارون الرشيد، وهو الخليفة العباسي الخامس حكم بين عامي (170-193هـ)، وهو من أشهر الخلفاء العباسيين، وأكثرهم ذكرًا حتى في المصادر الأجنبية، ويُنظر إلى عهده باعتباره العهد الذهبي للإسلام، أنشأ دار الحكمة، واهتم بالعلوم والفنون وحركة الترجمة، وكانت بغداد في عهده عاصمة الدنيا، وبلغت الخلافة الإسلامية أقصى اتساع لها، حتى أنه كان يخاطب السحابة قائلاً(اهطلي حيث شئت فسوف يأتيني خراجك"، كان الرشيد يغزو عاما ويحج عاما، ويبكي إذا ما وعظ، ويجلس يطلب العلم عند أقدام الإمام مالك بن أنس، عالم أهل المدينة، ظل في الخلافة 23 سنة، توفي عن عمر يناهز 44 سنة. الخليفة هارون الرشيد ـ تعبيرية المخرج حسين كمال ..«مخرج البسطاء» في مثل هذا اليوم عام 2003م، رحل عن عالمنا المخرج الكبير حسين كمال، وهو أحد أعلام الإخراج السينمائي في مصر والعالم العربي، ولقد ترك للشاشة الكبيرة مجموعة كبيرة من الروائع التي ترسخت في وجدان الجمهور. من أشهر أفلامه (المستحيل، البوسطجي، أبي فوق الشجرة، شئ من الخوف، نحن لا نزرع الشوك، ثرثرة فوق النيل، أنف وثلاث عيون، دمي ودموعي وابتساماتي، النداهة، إمبراطورية ميم، مولد يا دنيا، الحب تحت المطر، احنا بتوع الأتوبيس، حبيبي دائما، العذراء والشعر الأبيض، آه يا بلد آه، حارة برجوان). وأخرج تلفزيونيًا بعض المسرحيات الشهيرة على رأسها "ريا وسكينة" بطولة شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير، و"الواد سيد الشغال" بطولة عادل إمام وعمر الحريرى، و"عشان خاطر عيونك" لفؤاد المهندس وشريهان. جاءت ستة من أفلامه في قائمة أفضل مئة فيلم مصري وثلاثة في قائمة أهم مئة فيلم عربي.


الانباط اليومية
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الانباط اليومية
موقف الملك والمشهد الإعلامي ...
المشهد الإعلامي يفتقد تلك اللمسة الإحترافية سواء على المستوى المحلي او العربي او العالمي، ولقاء جلالة الملك الأخير أكد ذلك الهاشميون هم أهل سياسة ولمن لا يدرك ذلك فليعد بذاكرته قليلا، حيث إستمر حكم الهاشميين من القرن الرابع الهجري لمكة المكرمة، وكان يشمل المدنية المنورة في اوقات مختلفة، هذا معناه ان الحكم الهاشمي للبيت الحرام بدأ مع حكم العباسيين، ثم ظل شبه مستمر إلى إن قامت المملكة العربية السعودية. هذا النضج السياسي يدركه البعض، ولا يدركه الكثيرون، وطبعا العودة إلى تاريخ الأردن الحديث، تعطي صورة واضحة عن حجم الإنجازات التي حدثت على الأرض الأردنية منذ بدأت هذه الحقبة من التاريخ ولغاية الأن، وكل منصف يستطيع إستقراء ما حدث وما هي التطورات التي حدثت، ويستطيع أن يرى الفرق في السياسة التي يقودها البيت الهاشمي، في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، بما تحويه من تجاذبات وصراعات لم تهدأ. وطبعا هذا مع التأكيد على المكونات المختلفة والتشكيلة الديموغرافية المختلفة للمجتمع، وهذه ليست خاصة ببلد واحد في المنطقة، فهناك حكم الأقلية وحكم القبيلة وحكم المنطقة، وكل هذه تعتبر نقاط إيجابية ونقاط ساخنة في نفس الوقت، ولكن الطريقة التي يتعامل بها الهاشميون تعطي المملكة بعدا أخر مختلف، وتخلق ترابط مختلفا بين مكونات المجتمع الواحد، وهذا ما يعطي الأردن هذه الصورة المتماسكة والصلبة. البعض للأسف يعيش على الجراح ويتغذي على القيح والدماء، فتجده يبحث في كل مناسبة وظرف عن تلك النقاط التي يشق بها الصف، ويحدث فيها فتنة بين مكونات المجتمع الواحد، هو يظن بذلك أنه سيخلق ظروف تعود عليه بالفائدة، حتى لو من خلال تلك المصائب التي ستحدث، هو يقرأ مصالحه جيدا، ويعرف من أين يدخل حتى يحدث خللا بين الصفوف، ولكنه لم يدرك ولن يدرك حجم الكارثة التي سيتسبب بها، ونذكر هنا أنه كان هناك ضغط عالمي وعربي كبير على نظام الأسد للتراجع قليلا، ولكن العلويون والمكونات المشكلة للنظام الحاكم، والتي هي بصورة ما الدولة العميقة في هذا البلد رفضت التراجع، وهذا ما حدث في تونس وليبيا والعراق ومصر والسودان، ولكن ما هي النتائج. نجد هنا في هذا الوطن الذي حباه الله بالكثير من الخيرات، ونعم نفتقد الكثير، وهناك معاناة كبيرة في تأمين الكثير من المتطلبات الأساسية، وهناك فئة تصل إلى حدود المعاناة الحقيقية، ولكن هل نستطيع أن نفتح العين الثانية، وننظر بشيء من الإنصاف لما نملكه، وبدل التركيز على السوداوية ونصف الكأس الفارغ، أن ننظر بعين الإنصاف قليلا، لنرى أننا نملك شيئا يستحق أن نحافظ عليه، وننطلق منه لتحقيق ما نصبو إليه. بدل أن تكون تلك التصرفات والكلمات التي نطلقها سببا في الوصول إلى مناطق لا تحمد عقباها، وندرك بأن ما قامت به السياسة الأردنية كان له دور كبير في أن ينجو هذا الوطن من الكثير من العقبات والفتن والحفر، التي يضعها الإستعمار الصه يون ي من جهة وتساهم بها الظروف والتحديات والأخطاء وبعض الفاسدين من جهة أخرى، وهنا أقرّ بأن لدينا فاسدين، ولكن لدينا وطن يجب ان نحافظ عليه، ويجب أن نحاول بكل السبل إعادته إلى الطريق المستقيم في تلك المسارات التي نرى فيها إنحرافا، وبأن نأخذ بشدة على يد من يريد أن يحدث ثقبا في السفينة حتى لو كان أقرب الناس إلينا. وفي ظل التجاذب الضخم الذي يجتاح العالم العربي والإسلامي، تجد إنقساما واضحا بين تيارات مختلفة، وهذا يصب قولا واحدا في مصلحة أعداء الأمة، وشق الصف العربي والإسلامي إلى تيارات مختلفة، ولا أذهب بعيدا إذا قلت شق الصف على مستوى الوطن الواحد ، اوعلى مستوى البيت الواحد في أحيان كثيرة، فإين المخرج من هذه الحالة الراهنة. نعم الهدف يكاد يكون متقارب، فنحن نسعى لعز الأمة ورفعتها ومجدها وعزة دينها وتحرير مقدساتها وثرواتها وقرارها في المجمل طبعا، والخروج بصورة ما بوحدة تحفظ لها ذلك، ولكن لماذا يصر البعض على أن طريق تحقيق ذلك هي بالإنقلاب على كل ما نملك، والعودة إلى نقطة الصفر وربما نقطة قبلها، ومن ثم الإنطلاق من هناك، لماذا إذا كنّا نستطيع ان ننطلق مما لدينا للوصول إلى ذلك المكان. وهنا لست بدعا من الرسل، وما أقول به هنا قال به الكثيرون، او بالأحرى كاد يجمع عليه الكثير من المفكرين والمصلحين إلا قلة فقط رأت بأن الطريق هو التخلص من كل الموجود، وهنا إصطدمت هذه القلة بالكثير من المفاصل الحرجة، وما زالت تصطدم بالواقع إلى اليوم، وبرأيي كانت سببا في الكثير من المشاكل بدل أن تكون جزءا من الحل، ولو إستطعنا ان نتبع توليفة توحد الأمة، لما تعرضت الأمة لكل هذه الخسائر والمصائب التي تعرضت لها، نتجية هذا الخوف المركب من بعضنا البعض. ورأينا كيف ان تراجع الملك عبدالله الذكي إلى الموقف العربي ساهم بإيقاف أو تأجيل إو إعادة طرح حلول بديلة من قبل هذه الدولة المارقة ورئيسها المتسلط، ولو كانت كل دولة لوحدها لكان الموقف صعبا على الجميع، ولن يكون في مصلحة الأمة. هل كان الهجوم الحاد من تلك الفئات التي تجلس متربصة بهذا الوطن هو السبب في التضعضع الذي حدث، هل نفتقد الصلابة في الموقف، والحرفية في الإعلام، والمُخرج المتمرس القادر على التحكم بعناصر المشهد الإعلامي، وإعادة هذه الفئة المارقة إلى جحورها، عبر موقف صلب مدروس وتم إخراجه بحرفية، حتى في طريقة إستقبال الملك، والفعاليات المرافقة لهذا الإستقبال، بدل أن تكون العفوية هي المسيطرة على المشهد. لقد كانت السياسة الأردنية ممثلة بالملك حفظه الله دائما تسبق الواقع بخطوات متعددة، وهذا ما افقد الموقف الرسمي للمملكة الكثير من القوة، بسبب عدم قدرة الموقف الأعلامي على متابعة ما يقوم به القصر، وأيضا هناك عتب كبير على الحكومة في هذا الجانب، فهي ما زالت تمارس الكثير من القضايا بنفس الطريقة التي لم تعد الشعوب تتقبلها، ولذلك لا بد من المراجعة والمحاسبة للوصول إلى المستوى المطلوب. حفظ الله الأردن قيادة وشعبا، ونسأل الله أن يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


جهينة نيوز
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- جهينة نيوز
موقف الملك والمشهد الإعلامي ...
تاريخ النشر : 2025-02-13 - 08:01 pm المشهد الإعلامي يفتقد تلك اللمسة الإحترافية سواء على المستوى المحلي او العربي او العالمي، ولقاء جلالة الملك الأخير أكد ذلك الهاشميون هم أهل سياسة ولمن لا يدرك ذلك فليعد بذاكرته قليلا، حيث إستمر حكم الهاشميين من القرن الرابع الهجري لمكة المكرمة، وكان يشمل المدنية المنورة في اوقات مختلفة، هذا معناه ان الحكم الهاشمي للبيت الحرام بدأ مع حكم العباسيين، ثم ظل شبه مستمر إلى إن قامت المملكة العربية السعودية. هذا النضج السياسي يدركه البعض، ولا يدركه الكثيرون، وطبعا العودة إلى تاريخ الأردن الحديث، تعطي صورة واضحة عن حجم الإنجازات التي حدثت على الأرض الأردنية منذ بدأت هذه الحقبة من التاريخ ولغاية الأن، وكل منصف يستطيع إستقراء ما حدث وما هي التطورات التي حدثت، ويستطيع أن يرى الفرق في السياسة التي يقودها البيت الهاشمي، في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، بما تحويه من تجاذبات وصراعات لم تهدأ. وطبعا هذا مع التأكيد على المكونات المختلفة والتشكيلة الديموغرافية المختلفة للمجتمع، وهذه ليست خاصة ببلد واحد في المنطقة، فهناك حكم الأقلية وحكم القبيلة وحكم المنطقة، وكل هذه تعتبر نقاط إيجابية ونقاط ساخنة في نفس الوقت، ولكن الطريقة التي يتعامل بها الهاشميون تعطي المملكة بعدا أخر مختلف، وتخلق ترابط مختلفا بين مكونات المجتمع الواحد، وهذا ما يعطي الأردن هذه الصورة المتماسكة والصلبة. البعض للأسف يعيش على الجراح ويتغذي على القيح والدماء، فتجده يبحث في كل مناسبة وظرف عن تلك النقاط التي يشق بها الصف، ويحدث فيها فتنة بين مكونات المجتمع الواحد، هو يظن بذلك أنه سيخلق ظروف تعود عليه بالفائدة، حتى لو من خلال تلك المصائب التي ستحدث، هو يقرأ مصالحه جيدا، ويعرف من أين يدخل حتى يحدث خللا بين الصفوف، ولكنه لم يدرك ولن يدرك حجم الكارثة التي سيتسبب بها، ونذكر هنا أنه كان هناك ضغط عالمي وعربي كبير على نظام الأسد للتراجع قليلا، ولكن العلويون والمكونات المشكلة للنظام الحاكم، والتي هي بصورة ما الدولة العميقة في هذا البلد رفضت التراجع، وهذا ما حدث في تونس وليبيا والعراق ومصر والسودان، ولكن ما هي النتائج. نجد هنا في هذا الوطن الذي حباه الله بالكثير من الخيرات، ونعم نفتقد الكثير، وهناك معاناة كبيرة في تأمين الكثير من المتطلبات الأساسية، وهناك فئة تصل إلى حدود المعاناة الحقيقية، ولكن هل نستطيع أن نفتح العين الثانية، وننظر بشيء من الإنصاف لما نملكه، وبدل التركيز على السوداوية ونصف الكأس الفارغ، أن ننظر بعين الإنصاف قليلا، لنرى أننا نملك شيئا يستحق أن نحافظ عليه، وننطلق منه لتحقيق ما نصبو إليه. بدل أن تكون تلك التصرفات والكلمات التي نطلقها سببا في الوصول إلى مناطق لا تحمد عقباها، وندرك بأن ما قامت به السياسة الأردنية كان له دور كبير في أن ينجو هذا الوطن من الكثير من العقبات والفتن والحفر، التي يضعها الإستعمار الصه يون ي من جهة وتساهم بها الظروف والتحديات والأخطاء وبعض الفاسدين من جهة أخرى، وهنا أقرّ بأن لدينا فاسدين، ولكن لدينا وطن يجب ان نحافظ عليه، ويجب أن نحاول بكل السبل إعادته إلى الطريق المستقيم في تلك المسارات التي نرى فيها إنحرافا، وبأن نأخذ بشدة على يد من يريد أن يحدث ثقبا في السفينة حتى لو كان أقرب الناس إلينا. وفي ظل التجاذب الضخم الذي يجتاح العالم العربي والإسلامي، تجد إنقساما واضحا بين تيارات مختلفة، وهذا يصب قولا واحدا في مصلحة أعداء الأمة، وشق الصف العربي والإسلامي إلى تيارات مختلفة، ولا أذهب بعيدا إذا قلت شق الصف على مستوى الوطن الواحد ، اوعلى مستوى البيت الواحد في أحيان كثيرة، فإين المخرج من هذه الحالة الراهنة. نعم الهدف يكاد يكون متقارب، فنحن نسعى لعز الأمة ورفعتها ومجدها وعزة دينها وتحرير مقدساتها وثرواتها وقرارها في المجمل طبعا، والخروج بصورة ما بوحدة تحفظ لها ذلك، ولكن لماذا يصر البعض على أن طريق تحقيق ذلك هي بالإنقلاب على كل ما نملك، والعودة إلى نقطة الصفر وربما نقطة قبلها، ومن ثم الإنطلاق من هناك، لماذا إذا كنّا نستطيع ان ننطلق مما لدينا للوصول إلى ذلك المكان. وهنا لست بدعا من الرسل، وما أقول به هنا قال به الكثيرون، او بالأحرى كاد يجمع عليه الكثير من المفكرين والمصلحين إلا قلة فقط رأت بأن الطريق هو التخلص من كل الموجود، وهنا إصطدمت هذه القلة بالكثير من المفاصل الحرجة، وما زالت تصطدم بالواقع إلى اليوم، وبرأيي كانت سببا في الكثير من المشاكل بدل أن تكون جزءا من الحل، ولو إستطعنا ان نتبع توليفة توحد الأمة، لما تعرضت الأمة لكل هذه الخسائر والمصائب التي تعرضت لها، نتجية هذا الخوف المركب من بعضنا البعض. ورأينا كيف ان تراجع الملك عبدالله الذكي إلى الموقف العربي ساهم بإيقاف أو تأجيل إو إعادة طرح حلول بديلة من قبل هذه الدولة المارقة ورئيسها المتسلط، ولو كانت كل دولة لوحدها لكان الموقف صعبا على الجميع، ولن يكون في مصلحة الأمة. هل كان الهجوم الحاد من تلك الفئات التي تجلس متربصة بهذا الوطن هو السبب في التضعضع الذي حدث، هل نفتقد الصلابة في الموقف، والحرفية في الإعلام، والمُخرج المتمرس القادر على التحكم بعناصر المشهد الإعلامي، وإعادة هذه الفئة المارقة إلى جحورها، عبر موقف صلب مدروس وتم إخراجه بحرفية، حتى في طريقة إستقبال الملك، والفعاليات المرافقة لهذا الإستقبال، بدل أن تكون العفوية هي المسيطرة على المشهد. لقد كانت السياسة الأردنية ممثلة بالملك حفظه الله دائما تسبق الواقع بخطوات متعددة، وهذا ما افقد الموقف الرسمي للمملكة الكثير من القوة، بسبب عدم قدرة الموقف الأعلامي على متابعة ما يقوم به القصر، وأيضا هناك عتب كبير على الحكومة في هذا الجانب، فهي ما زالت تمارس الكثير من القضايا بنفس الطريقة التي لم تعد الشعوب تتقبلها، ولذلك لا بد من المراجعة والمحاسبة للوصول إلى المستوى المطلوب. حفظ الله الأردن قيادة وشعبا، ونسأل الله أن يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. إبراهيم أبو حويله ... تابعو جهينة نيوز على