logo
#

أحدث الأخبار مع #العثمانيون

الإسلام في رومانيا
الإسلام في رومانيا

وكالة نيوز

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة نيوز

الإسلام في رومانيا

شفقنا- عند الحديث عن رومانيا، فإننا نعود إلى إحدى أقدم الإمبراطوريات في العالم حيث يجد المتابع إلى إن هنالك آثار تعود إلى آلاف السنين والتي تدل على عراقة هذا البلد الذي يحتل المرتبة التاسعة من حيث المساحة والسابعة من حيث تعداد السكان. أما رومانيا فأصل تسميتها هو لاتيني(رومانوس) وتعني مواطن من رومانيا. تتمتع رومانيا بطبيعة خلابة حيث يشكل نهر الدانوب جزءا كبيرا من حدود رومانيا الجنوبية مع كل من صربيا وبلغاريا. يلتقي الدانوب مع نهر بروت، الذي يشكل بدوره الحدود الطبيعية مع مولدافيا في الشمال الشرقي. دخول الإسلام تبلغ نسبة المسلمين من إجمالي سكان رومانيا 0.3% لعام 2002، ويتميز المجتمع المسلم بعراقته في رومانيا الذي يعود الى 700 سنة في دوبروجا الشمالية، وهي منطقة على ساحل البحر الأسود التي كانت جزءاً من الدولة العثمانية ما يقرب خمسة قرون (1420-1878) حيث ينتمي معظم معتنقي الإسلام إلى التتار والطوائف العرقية التركية وهو احد من 16 ديانة أعترفت بها الحكومة الرومانية. وقد دخل الإسلام إلى رومانيا على أيدي القوات العثمانية التي فتحت رومانيا سنة 1262م بقيادة الأمير عز الدين، الذي أتجه إلى منطقة دوبروجا ثم تبعتها حملات أخرى بقيادة الأمير سارو سلطق دادة الذي عسكر بجيشه بالقرب من مدينة باباداغ، وقد تركت الجيوش العثمانية التي كانت نواة الجالية الإسلامية في رومانيا الكثير من الآثار التي تميزت بالتراث العسكري كالقلاع والحصون إضافة إلى المساجد والتي من أشهرها مسجد باباداغ الذي تم بناؤه سنة 1552م. بدأت الدعوة الإسلامية في رومانيا بجهود فردية، وكان معظم الدعاة من العناصر التركية، وكان أول استقرار لأميرين من أمراء السلاجقة عز الدين وساروسلطين سنة (661هـ – 1262م) وأقاما مع جيوشهما في بلده باباداغ وباشرا الدعوة للإسلام في النطاق الساحلي الشرقي من رومانيا وظلت الدعوة قائمة على جهود الأفراد مدة قرنين من الزمان هاجر خلالها العديد من الأتراك المسلمين إلى ما يعرف حالياً باسم رومانيا وفي سنة (1814هـ – 1411م) استولى العثمانيون على منطقة دوبروجا المطلة على ساحل رومانيا، ثم فتح العثمانيون الأفلاق في سنة (819 هـ – 1416م) ثم ترانسيلفانيا. وهكذا أصبحت الأراضي الرومانية تحت النفوذ العثماني، وذلك في حركة توسعية شملت البلقان وما يجاورها. وأخذ الإسلام ينتشر بين سكان المناطق المفتوحة في معظم شرق أوروبا وتحولت أسر، وقرى ومدن بأكملها إلى الإسلام، ونتيجة حرية العقيدة، فضلت شعوب هذه المنطقة الخضوع لحكم الأتراك على الخضوع لحكم المسيحين، فقد قبل أهل ترانسيلفانيا الحكم التركي على الخضوع لحكم أسرة هابسبرغ المسيحية المتعصبة، وكذلك فعل أهل المجر. وتعرض المسلمين بعد الحرب العالمية الأولى للاضطهاد فهاجرت الآلاف إلى تركيا وهاجر العديد أيضاً بعد الحرب العالمية الثانية بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم واستيلاء روسيا وبلغاريا على أجزاء من رومانيا ويتكون المسلمون من الأتراك والغجر والتتار ويقدر عددهم بحوالي 70 ألف نسمة حسب إحصائيات 2002. ويوجد المسلمين في شرقي رومانيا في منطقة دوبروجا على ساحل البحر الأسود في محافظتي كونستانتسا وتولتشا وفي العاصمة بوخارست وتحمل بعض المدن أسماء إسلامية مثل مدينة المجيدية والمحمودية في جنوب شرق رومانيا على البحر الأسود وباباداغ في الشرق. ومن أقدم المدارس الإسلامية في دوبروجا في رومانيا في بلدة باباداغ، بأمر من بايزيد الثاني في عام 1484؛ وتم نقلها إلى مجيدية عام 1903. ابتداء من الفترة ذاتها، استقرت مجموعات من الغز والتتار من الأناضول في دوبروجا على فترات زمنية مختلفة. في عام 1525، انتقلت مجموعة كبيرة من الغز والتتار، والتي أتت من المدن الساحلية سامسون وسينوب، لباباداغ. كما طلب بايزيد من التتار الفولغا لإعادة توطينهم في شمال دوبروجا. التحديات تبرز عدة تحديات متمثلة في هيمنة الشيوعيين على الحكم، ومحاربتهم للعقيدة الإسلامية، بل للأديان عامة، فلقد صادر الشيوعيون أراضي الأوقاف، وألغوا المحاكم الشرعية، وأغلقوا المساجد والمدارس ثم التعصب المسيحي، فما زالت ظلاله تسيطر على العديد من أهل رومانيا، كذلك العداء التقليدي للأتراك، والمتطلبات تتمثل في بذل النفوذ السياسي من الدول الإسلامية التي لها صلة برومانيا لتحسين أحوال المسلمين، ثم إرسال الفقهاء لتبصير المسلمين بدينهم، ودعم الجالية الإسلامية ماديا وعلميا، وتقديم بعض المنح التعليمية لأبناء المسلمين، ولن يتحقق هذا إلا بعد الحصول من رومانيا على وعود بتحسين أحوال المسلمين وذلك بالطرق الدبلوماسية الشيوعية وما بعد الثورة تعرض المجتمع المسلم إلى القمع الثقافي في الحقبة الشيوعية في رومانيا و بعد عام 1948، أصبحت جميع ممتلكات المؤسسات الإسلامية مملوكة للدولة. وبعد هذه الفترة في عام 1959انشئت إدارة الدولة والنظام التعليمي الإجباري العلماني فصولا خاصة للأطفال من التتار والأتراك، بهدف استيعاب المجتمع التتاري وقد أدى إلى التخلص من التعليم باللغات التتارية والتركية ، وتم تم إغلاق المدرسة الإسلامية في مجيدية في الستينات من القرن المنصرم (1960). أما بعد الثورة الرومانية في 1989، أضيفت اللغات التتارية والتركية مرة أخرى في المناهج الدراسية لأعضاء المجتمعات المعنية، وفي عام 1993، أعيد فتح المدارس الدينية والتربوية في مجيدية سميت بعد ذلك باسم الرئيس التركي السابق مصطفى كمال أتاتورك. بصمة ثقافية: في عام 1921، تم الانتهاء من أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الألبانية من قبل إيلو ميتكي قافيزيزي ولاخيا في مدينة بلويشت. الشيعة في رومانيا يُقيم الشّيعة في رومانيا جميع الشّعائر الإسلاميّة، لاسيّما في المحرّم، في العاصمة 'بوخارست'، حيث يتجمّع أفراد الجالية، من الرومانيين والأتراك والإيرانيين. وقد أسّس الشيعة في 'بوخارست' 'مركز الزهراء الإسلاميّ الاجتماعي الثقافي'، في 'كروزوفشت'، بهدف إحياء الشعائر الإسلاميّة وتدريس القرآن الكريم، وفيه تُقام الصلوات في العيدين وأيام الجمعة. المساجد يوجد في رومانيا 74 مسجداً، منها 24 مسجداً أثريّاً، وفقاً لسجّلات وزارة الثقافة الرومانيّة، من أهمّها: مسجد 'بابا دانغ'، الذي بُني في العام 1552 م، ومسجد أسمهان سلطان، الذي بنته ابنة السّلطان سليم الثاني العثمانيّ في العام 1873 م. المؤسّسات والمراكز الإسلاميّة المركز الثقافي الإسلاميّ: تأسس في العام 1992 م، في وسط العاصمة الرومانيّة، ويضمّ مسجد الرحمن، الذي يتّسع لـ 2000 مصلٍّ، وهو أوّل مسجد في أوروبا الشّرقيّة، مفتوح على مدار السّاعة. ويضم المسجد مركزاً للأبحاث والترجمة والدراسات ومدرسةً للأطفال، هدفها الاهتمام بالتربية الإسلاميّة واللغة العربيّة. مؤسسة طيبة العالميّة: تأسست في العام 1999 م، وتجمع المسلمين الرومان. جمعيّة السلام: مركزها في 'كونستانتسا'، وتأسّست في العام 1994 م. المركز الثقافيّ الإسلاميّ: مركزه 'بوخارست'، ويتبع للوقف الشيعيّ. جمعيّة الخدمات الإسلاميّة التركيّة. مؤسسة أفراسيا التركيّة: نشاطاتها بين أبناء الجالية التركيّة. مؤسسة التونا: تُقيم مراكز لتعليم القرآن الكريم. جماعة السليمانيين: تقدّم خدمات إسلاميّة. *وكالة كربلاء الدولية انتهى

تاريخ كردستان حتى الحرب العالمية الأولى
تاريخ كردستان حتى الحرب العالمية الأولى

حزب الإتحاد الديمقراطي

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • حزب الإتحاد الديمقراطي

تاريخ كردستان حتى الحرب العالمية الأولى

عبد الغني أوسو ــ الشعب الكردي هو من الشعوب الأساسية الأصيلة في المنطقة، فعندما نعود إلى التاريخ؛ نرى أن منطقة ميزوبوتاميا هي من المناطق التي تتميز بالاكتشافات الأثرية القديمة ابتداء من 'كري نافوكي' إلى 'جمي خالان' إلى 'نوالا جوري'. هذه الشعوب عاشت في المنطقة التي تسمى 'قوس زاغروس طوروس' أو بلاد ما بين النهرين أو ميزوبوتاميا منذ حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، حيث بدأت من (هوري، كوتي، لولو، كاشي، ميتاني، نائري، أورارتو، ميدي) وهي تُعدُّ من الشعوب الأساسية في المنطقة، حيث عاشت مع الشعوب الأخرى في المنطقة لحين تأسيس الكونفدرالية الميدية في ٦١٢ ق م، واستمرت هذه الكونفدرالية 'اثنتان وستون سنة' فقط، وبعدها بدأت سيطرة الفُرس، ومن ثم الإسكندر المقدوني، وروما، وبيزنطة، وتبدلت سيطرة القوى على كردستان لحين مجيء 'الاسلام'، وكان الكُرد يعيشون على شكل قبائل وعشائر، وأسسوا إمارات كردية (حمداني، بدرخاني، شدادي، روادي، أيوبي، زند، مرواني…إلخ) واستمرت بعض الإمارات حتى' ١٢٠٠ م'. بعد هذه الفترة تغيَّرت الظروف، وخاصة بعد انتهاء العهد العباسي ومجيء التتار والمغول وهجماتهم الوحشية على المنطقة. في هذه الفترة استغل العثمانيون الظروف وبدأوا بالتمدد. في نفس الوقت كان الصفويون يجهزون انفسهم للعب دور في المنطقة، وجاؤوا بعد ١٥٠١م حيث انتشروا في المنطقة واحتلوا مناطق من كردستان ووصلوا حتى آمد، وكذلك المماليك تحركوا وتوجهوا باتجاه الشمال ووصلوا إلى حلب والجزيرة وعفرين، فالصراع في ذلك الوقت بين القوى الثلاث حول من يستطيع السيطرة على المنطقة، وكردستان هي الجغرافية الأساسية لهذا الصراع، ففي البداية جرت معركة 'جالديران' بين الصفويين والعثمانيين ١٥١٤ م وقد استنجد السلطان العثماني سليم الأول (ياووز) بالقبائل الكردية، وانتصر في المعركة ورسم الحدود لصالحه، واستمر الصراع بين الامبراطوريتين ١٢٥ سنة لحين اتفاقية قصر شيرين في عام ١٦٣٩م. بالنسبة للعثمانيين وبعد الانتهاء من الصفويين توجهوا للجنوب وجرت معركة كبرى بينهم وبين المماليك معركة مرج دابق وانتصر فيها العثمانيون سنة ١٥١٦م، وبعدها جرت آخر المعارك سنة ١٥١٧م الريدانية، وحكم العثمانيون المنطقة ٤٠٠ سنة، لكن يعود الفضل للكرد ولشعوب المنطقة في انتصاراتهم وسيطرتهم على كامل المنطقة وكان للإسلام الدور الكبير؛ حيث استغل العثمانيون مسألة الإسلام للسيطرة على المنطقة، وبعدها بدأوا باستغلال الكُرد في حروبهم لتطبيق سياساتهم على المنطقة ونجحوا في ذلك حتى عام ١٨٠٦م. بعد هذه الفترة بدأ الكُرد بانتفاضات ضد الامبراطوريتين العثمانية والصفوية، ومنها انتفاضة قلعة دمدم بقيادة 'أمير خان يك دست' ضد الصفويين، وكذلك انتفاضة 'أمير بابان وانتفاضة الأمير محمد رواندوزي وانتفاضة بدرخان بك وانتفاضة عبيد الله النهري' ضد العثمانيين، لكن تم القضاء على هذه الانتفاضات، والسبب يعود إلى، أولاً: كانت هذه انتفاضات تعتمد على عشيرة أو قبيلة واحدة. ثانياً: كانت أهدافها بسيطة تتعلق بمصالح فئة بسيطة. ثالثاً: لم تكن تشمل أفكار وطنية تجمع كافة القبائل والشعائر. رابعاً: لم تستطع هذه الانتفاضات كسب الشعوب والأديان الأخرى. خامساً: لم تستطع كسب القوى الأوروبية والتي كان لها دور كبير في المنطقة. في هذه الفترة ازدادت سيطرة العثمانيين على كردستان رغم دخول الغرب 'إنكلترا وفرنسا وألمانيا' المنطقة، وتميزت هذه الفترة بعدم الاستقرار، وكانت المنطقة تنتظر حدثاً مجهولاً ألا وهي الحرب العالمية الأولى……. يُتبع

ماذا لو سقط أردوغان ؟!
ماذا لو سقط أردوغان ؟!

وكالة أنباء براثا

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة أنباء براثا

ماذا لو سقط أردوغان ؟!

علي عنبر السعدي || وكأنه الرد على مجازر الساحل السوري ،انفجرت مظاهرات في مختلف المدن التركية ،مناهضة لرجب طيب أردوغان ، ظهر من خلالها ان المعارضة أقوى وأكثر انتشاراً مما كان يتوقع . مهما تكن نتائج تلك التظاهرات ،وسواء نجحت في ازاحة ارد وغان ،أم استطاع تجاوزها ، الإ انها أكدت بأن الرئيس التركي ليس بالقوة المزعومة ،وانه مجرد دكتاتور لايختلف عن انظمة العرب ، لذا فان رفض الاتحاد الاوربي المتكرر،لطلب تركيا الانظام اليه ، كان يحمل مخاوف حقيقية . لكن ماذا لو سقط نظام اردوغان فعلاً ؟ ذلك ما يعيد أحداثاً تاريخية للصراع بين الشيعة والسنة في المنطقة ، والنقاط التي سجلها كل منهما ضد الآخر . في العام 1171،أسقط صلاح الدين الايوبي ،الدولة الفاطمية بانقلاب دموي ،بعد أن كان أحد قادتها ، تلك الدولة التي يقول بعض مؤرخي مصر ،انها هي من أدخلت الاسلام الى مصر ومعها اللغة العربية ، كما انها أسست أكبر مدنها – القاهرة – وأكبر مؤسساتها الدينية – الأزهر – والمرة الأولى التي شهدت فيها مصر ممارسة الحريات الدينية ،حيث كان في الأزهر ، أجنحة لكل مذهب من المذاهب الاربعة . قاد صلاح الدين حملة عسكرية وقمع قاس ضد المصريين فصل فيه الرجال عن النساء ،وأجبرهم على اتباع المذاهب السنية ،كما اغلق الأزهر ، لكن جذور التسامح الشيعي ،بقيت ممتدة في المجتمع المصري ،ما جعل غلاة السلفية ودعاتها من المصريين ،هم الأكثر تشدداً وانغلاقاً في نشر الكراهية ضد الشيعة ، خشية من عودة انتشار التشيع في مصر. ذلك الحدث المحوري في تاريخ الصراع ، ردّ عليه الشيعة بطريقة مختلفة ، لكنها فاعلة . ففي العام 1501 ، الشاه اسماعيل الصفوي ، وبعد استماعه الى مناظرة بين الشيخ الشيعي (الحلي) وأربعة من مشايخ المذاهب الاربعة ،حول مسائل فقهية ، أعجبه تسامح الشيعة مقابل تشدد السنة ، فأمر بأن يقوم شيوخ الشيعة بالخطابة في مساجد الدولة ،وشجع على اقامة الطقوس والابتهالات الشيعية في مختلف الارجاء . وهكذا انتشر التشيع في ايران واذربيجان وما حولها ،ما اثار غضب الدولة العثمانية ،ووقعت بين الطرفين معارك عديدة – حربية وفقهية – ،لم يستطع احد فيهما الغاء وجود الاخر . في العامين 1915/1916- ارتكب العثمانيون تطهيراً عرقياً ضد الأرمن من سكان تركيا ، ما أثار غضباً شديد اً في أوربا ضد الاسلام عموماً وتركياً بشكل خاص ، مازال صداه يتردد في موقف أوربا من تركيا ،قبلها ،كان العثمانيون وبفتاوى ابن تيمية ،قد قتلوا الاف الشيعة بدعوى تمردهم أو الشكّ بولائهم . سنوات قليلة بعد مذابح الارمن ، سقطت الدولة العثمانية عسكرياً عام 1922 ، وبعدها بأقل من عام – 1923- أزيلت تلك الدولة قانونياً . في ذلك العام ،أعلن عن قيام الجمهورية التركية بقيادة الضابط مصطفى كمال اتاتورك ، الذي عمل على ازالة ماتركه العثمانيون من تشدد ديني ،وأدخل الحداثة في مؤسسات الحكم بجعلها علمانية ، لكنه كان مقرباً من البكتاشية – الرؤوس الحمراء- وهي حركة صوفية بجذور شيعية أو حركة سنية غير متشددة . استمرت العلمانية (البكتاشية ) تحكم تركيا ،حتى ظهور حزب العدالة والتنمية ، الذي حاول اعادة (أمجاد) الدولة العثمانية باعتبارها بيضة الاسلام ،وأكبر امبراطورية أقامها السنّة عبر تاريخهم . رجب ديب اردوغان ، ظهر بكونه الزعيم الأبرز للعثمانية الجديدة ، بثوبها الاخواني ، وقائد الأمة السنّية . سقوط نظام الأسد- المقرب من الشيعة- ،بيد المتشددين السنّة المدعومين من تركيا ،شكل ما اعتبر اعادة للتوازن ،بعد انهيار حكم صدام ،وتبوء الشيعة في العراق ،مقاليد السلطة ديمقراطياً – وان بمشاركة كل الطوائف – التشدد السنّي ،اعتبر انتقال الحكم في سوريا ، انتصاراً كبيراً ينبغي استكماله بضرب ومحاصرة الشيعة في لبنان ، وتهديد الشيعة في العراق بمقولة (جايينك ياكربلاء ) التي لم تكن مجرد انشودة من متعصب ،بل عنوان لمرحلة مقبلة ،جرى التهديد بحصولها علناً ،بعد مجازر ارتكبت بحق العلويين الشيعة في سوريا ،أعادت الى الأذهان مافعله العثمانيون في الأرمن .. في ذروة الانتشاء الاردوغاني الاخواني بالانتصار في سوريا ،لم يكن يدرك انه يواجه خصوماً أقوياً ،يمتلكون طرقاً عديدة في ردّ ،يجعل اردوغان في موقف حرج ،فهو لا يستطيع ارتكاب مجازر شبيهة بمجازر العلويين في الساحل السوري ،ولا يستطيع الصبر على مظاهرات ضده تتسع ، فيما لايكاد يجد حلفاء يقفون الى جانبه ، حتى في الدول بأنظمتها السنية ،فباكستان واندونيسيا وماليزيا ، شقت طريقها في عالم الحداثة ،ولم يعد في حسابها دعم زعيم متشدد كأردوغان بكل ادعاءاته والاعيبه ، ومصر تخشى على وضعها الداخلي اضافة الى الاخطار الخارجية المحيطة بها – من ضمنها احتمال التصادم مع اثيوبيا – . أما الدول الأوربية ،فيهمها ان يسقط اردوغان ،كي لا يبقى يحاول ابتزازهم بإرسال المهاجرين القادمين في طريقهم نحو اوربا . الخلاصة :أردوغان في مأزق – داخلياً وخارجيا – وسكرة اسقاط الأسد وتنصيب تلميذه الجولاني ،أجهضت أولاً في حركة نتنياهو الذي ابتلع جنوب سوريا ويواصل ضربها كل يوم في كل مدنها ، فيما يقف اردوغان والجولاني ،عاجزين مخذولين . للحديث بقية ———

العثمانيون الجدد.. بين الإرث التاريخي والسياسات الحديثة!محمد الحسن
العثمانيون الجدد.. بين الإرث التاريخي والسياسات الحديثة!محمد الحسن

ساحة التحرير

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

العثمانيون الجدد.. بين الإرث التاريخي والسياسات الحديثة!محمد الحسن

العثمانيون الجدد.. بين الإرث التاريخي والسياسات الحديثة! محمد الحسن منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا، صرّح أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي الأسبق، قائلاً: 'نحن أصحاب إرث باقٍ من العثمانيين… نعم، نحن العثمانيون الجدد'. هذه الإشارة إلى استمرارية الإرث العثماني لم تبقَ مجرد نظرية، بل تجلّت في ممارسات وسياسات على أرض الواقع. لقد انتهت الدولة العثمانية كإمبراطورية مهزومة بعد الحرب العالمية الأولى، حيث كسر الحلفاء سيطرتها على شعوب المنطقة، لكن النسخة الحديثة التي يروج لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تواجه رفضًا أوروبيًا واضحًا، لعدة أسباب، أبرزها مطالبة ألمانيا لتركيا بالاعتراف بالمجازر التي تعرّض لها الأرمن كشرط أساسي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. يمثل هذا الاعتراف خطوة نحو التحرر من الإرث العثماني الثقيل، تمامًا كما تخلّص الألمان من ماضيهم النازي. ولكن في حال حدث ذلك، فسيكون لزامًا على أنقرة التعامل مع شعوب الدول التي كانت تحت سيطرتها ككيانات مستقلة، وهو ما يتناقض مع المشروع السياسي الذي يحمله تيار الإسلام السياسي في تركيا. كما أنه يفتح الباب أمام إعادة النظر في تاريخ المنطقة، بما في ذلك المجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق العديد من الشعوب. المجازر العثمانية والواقع الراهن من بين المجازر التي سُجلت ضد العثمانيين، كانت مجزرة 'التل' عام 1516 في حلب واحدة من أكثرها وحشية، حيث قُتل ما بين 90 إلى 200 ألف مسلم علوي، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ. لم تقتصر هذه الجرائم على سوريا، بل شهدت مصر أحداثًا مشابهة بعد عام واحد فقط. أما في العراق، فقد نفذت السلطات العثمانية عام 1842 مجزرة بحق أكثر من 10 آلاف مسلم شيعي في كربلاء، وكان معظم الضحايا من المدنيين العزل. أثرت 'مجزرة التل' بشكل جذري على التوزيع الديموغرافي للطائفة العلوية، حيث دفعت الناجين إلى النزوح نحو الساحل السوري بحثًا عن الأمان، وهو ما أدى إلى تغييرات اجتماعية ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم. السياسات التركية المعاصرة.. استمرارية أم قطيعة؟ اليوم، يتكرر المشهد مع أبناء الطائفة العلوية في سوريا، الذين يتعرضون لأعمال عنف وتصفية ممنهجة. هذه الأحداث لا يمكن فصلها عن الإرث العثماني، حيث إن الفكر القائم على الإقصاء لا يزال حاضرًا. دور تركيا في اضطرابات المنطقة لم يكن خفيًا، فمع صعود حزب العدالة والتنمية، شهدت المنطقة تحولات كبيرة. قبل عام 2007، كانت تركيا العلمانية تسعى للاندماج مع الغرب، لكن مع وصول الإخوان إلى السلطة وتعديل الدستور، تغيّرت أولويات أنقرة. بات واضحًا أن سوريا والعراق ومصر أصبحت أهدافًا رئيسية في مشروع التوسع التركي. إن العلاقة بين صعود الإسلام السياسي في تركيا والمخططات الإقليمية الأخرى، بما فيها المخططات الإسرائيلية، تثير تساؤلات عديدة. ففي الوقت الذي يتمدد فيه الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية، تستهدف الجماعات المسلحة المدعومة من أنقرة أبناء الطائفة العلوية، مما يخلق بيئة مشحونة تدفع بعض الفئات نحو التفكير في الانفصال كخيار للبقاء. سواء كان ما يجري اليوم امتدادًا للماضي العثماني أو نتيجة لظروف سياسية مستجدة، فإن الواقع يُشير إلى أن السياسات التركية لا تزال تُثير مخاوف العديد من شعوب المنطقة. وبينما يسعى البعض إلى استعادة النفوذ العثماني تحت شعار 'العثمانية الجديدة'، تبقى ذاكرة المجازر والتغيرات الديموغرافية شاهدًا على تاريخ دموي لم تطوَ صفحاته بعد. ‎2025-‎03-‎12 The post العثمانيون الجدد.. بين الإرث التاريخي والسياسات الحديثة!محمد الحسن first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store