logo
#

أحدث الأخبار مع #العلاقات_الإماراتية_السودانية

الإمارات مع الشعب السوداني
الإمارات مع الشعب السوداني

صحيفة الخليج

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • صحيفة الخليج

الإمارات مع الشعب السوداني

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ نشأتها، إلى بناء أفضل العلاقات مع مختلف الدول في العالم، وتعد المجموعة العربية في قلب اهتمامات الدولة لما يجمعها من روابط العروبة والجوار والدين وغيرها من الروابط التي تؤلف بين الدول العربية. لقد كانت دولة الإمارات دوماً عوناً لأشقائها تعمل كل ما في وسعها لمساعدة ومساندة من هو بحاجة إلى الدعم والمساندة. ولم يكن السودان بعيداً عن العين الإماراتية، بل كانت في القلب منذ نشأة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في ديسمبر/ كانون الأول عام 1971. وقد قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارته الرسمية الأولى إلى السودان في العشرين من فبراير/ شباط عام 1972 بعد حوالي شهرين ونصف من قيام الاتحاد، حيث زار فيها كافة ولايات السودان، وجرت له استقبالات رسمية وشعبية حاشدة. من جانبه قام الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري بزيارة دولة الإمارات في الثالث والعشرين من إبريل/ نيسان من العام 1972. وسرعان ما تنامت تلك العلاقات القائمة على التعاون والتنسيق المشترك والشراكات الاقتصادية والتنموية التي أسهمت في تحقيق التقدم والازدهار في السودان. وجاءت العلاقات المتميزة بفضل القيادة الحكيمة التي حرصت على الوقوف إلى جانب الدولة السودانية لتحقيق التنمية الشاملة من خلال تمويل مشاريع تنموية استراتيجية. ففي شهر مارس/ آذار 2018، ارتفع حجم الاستثمارات والتمويلات التنموية الإجمالية التي قدمتها دولة الإمارات للسودان لأكثر من 28 مليار درهم، فيما كانت هناك سبع عشرة شركة إماراتية تعمل بقطاعات اقتصادية متنوعة في السودان. وكان صندوق أبوظبي للتنمية من أبرز المؤسسات الإماراتية التي دعمت مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان، فقد موّل هذا الصندوق سبعة عشر مشروعاً تنموياً بقيمة بلغت نحو مليار درهم، وتركزت تلك الاستثمارات في القطاعات الحيوية السودانية مثل: الصناعة، والنقل، والمواصلات، والطاقة والمياه والري. كما قام الصندوق بدعم السيولة والاحتياطيات من العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي من خلال إيداع نحو 5 مليارات درهم، وذلك لمساعدة الحكومة السودانية على النهوض بالاقتصاد وتجاوز التحديات المالية والاقتصادية، وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي. وعندما حدثت الثورة في السودان وسقط نظام الرئيس عمر البشير، وقفت دولة الإمارات إلى جانب الشعب السوداني فيما يختاره للمرحلة القادمة، لكن سرعان ما تسللت الفتنة وظهر الخلاف بسبب انقلاب حكومة الأمر الواقع برئاسة عبدالفتاح البرهان، على الدستور وحرمانها الشعب السوداني من حقوقه في اختيار حكومة وطنية تمثله. وقد أساءت حكومة الأمر الواقع إلى شعبها وعبثت بأمن السودان واستقراره عندما أثارت الحرب مع شريكها في الحكم «قوات الدعم السريع»، ما تسبب في قتل الكثير من أبناء الشعب السوداني، وتدمير البنى التحتية في السودان. وعندما بدأ فشلها يظهر ويتكشف للعالم أجمع، حاولت أن تلقي ذلك على الآخرين فتقدمت بدعوى ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، لدى محكمة العدل الدولية بتهمة «التواطؤ في إبادة جماعية». غير أن دفاع فريق الدولة لدى المحكمة قد كشف الحقيقة، وأظهر أن دولة الإمارات ليست طرفاً في ذلك الصراع، وأن تلك الدعوى ما هي إلا وسيلة للتغطية على فشل حكومة الأمر الواقع العسكرية التي تحتكر السلطة في السودان. ولم تتأخر المحكمة في إصدار حكمها العادل، حيث رفضت بتاريخ 5 مايو/ أيار الحالي، النظر في هذه القضية. ورغم أن حكم المحكمة قد أنصف دولة الإمارات، لكنه في الوقت نفسه قد أكد حقيقة الواقع بأن دولة الإمارات تحترم تعهداتها وعلاقاتها بين الدول، ولا يمكن أن تخطئ بحق دولة سواء أكانت شقيقة أم صديقة، لأن مبدأها هو «حب فعل الخير» جرياً على ما أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه». ورغم تلك الطعنة التي جاءت من قبل حكومة الأمر الواقع العسكرية، لكن دولة الإمارات ستظل سندًا للسودان وشعبه، وهذا ما أكده بيان دولة الإمارات في 15 إبريل/ نيسان الماضي، بعد مرور سنتين على الصراع الذي أدمى وجه السودان. لقد وجهت دولة الإمارات، من خلال هذا البيان، «نداءً عاجلاً من أجل السلام في هذا البلد الشقيق، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إغاثية عاجلة في ظل استفحال المجاعة». وتؤكد دولة الإمارات على ضرورة «صمت المدافع»، وتدعو كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف فوري، ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والانضمام إلى طاولة المفاوضات بنوايا حسنة وصادقة. ليت حكومة الأمر الواقع تدرك ذلك قبل فوات ألّا حلّ عسكرياً لهذا الصراع إلاّ عبر التوصل إلى حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني. لقد قالت القيادة الإماراتية كلمتها وتعاملت بحكمة وحنكة من ادعاءات الحكومة العسكرية في السودان، ولم ولن تألو جهداً في مد يد العون للأشقاء، وهي تسعى بكل قوة لحقن الدماء، وعودة السلام إلى ربوع السودان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store