logo
#

أحدث الأخبار مع #العلوني

"خريطة تحترق" للشاعر السوري جعفر العلوني.. قصائد عن ذات عربية مأزومة
"خريطة تحترق" للشاعر السوري جعفر العلوني.. قصائد عن ذات عربية مأزومة

الدستور

timeمنذ 12 ساعات

  • ترفيه
  • الدستور

"خريطة تحترق" للشاعر السوري جعفر العلوني.. قصائد عن ذات عربية مأزومة

عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء صدر حديثاً عن دار الساقي في بيروت ديوان "خريطة تحترق" للشاعر والمترجم السوري جعفر العلوني، المقيم في إسبانيا، وهو عمل شعري ينتقل بين الأساليب والتقنيات والموضوعات، مقدِّماً صورة بانورامية لذات عربية مأزومة تعيش في عالم يلتهب النص الافتتاحي "صديق الموت"، يضع العلوني قارئه في مواجهة مباشرة مع فكرة العبور من الحياة إلى الحافة، حيث لا مكان للانتماء إلا في القصيدة، ولا زمن إلا ما تصنعه اللغة. يقول: "أعيشُ حياةً لا تستطيع الحياةُ أن تحيا فيها... وحدهُ الشعرُ كشفَ خطواته." القصيدة هنا ليست تعبيراً فحسب، بل وسيلة إنقاذ، ومخرجاً للطوارئ. ويتّخذ العلوني من التنقّل والهجرة رمزاً للتشظّي، ومن الرحلة مجازاً للتعبير عن الذات العربية المشتّتة، التي لا تسكن إلا الخرائط أو القصائد. يقول: "رجل المسافات جاءَ متعباً من كثرة الموت على كتفه / جاء متعباً من ثقل الحياة في صدره / ها أنا، رجل المسافات، أعود من حيث لا عودة / لا وقت له، لا مكان، لا قلب، ولا دم." في القسم الثاني من الديوان، "توقعات الأبراج للإنسان العربي"، يدخل العلوني تجربة هجائية كونية ذات طابع رمزي، حيث يتحوّل كل برج من الأبراج الفلكية إلى استعارة كاشفة عن البنية السياسية والاجتماعية للعالم العربي. هنا لا نجد قراءة في الطالع بقدر ما نقرأ واقعاً مفتّتاً: برج الحمل يتحوّل إلى ذبيحة أبدية على موائد الحكام، والثور يُستدرج إلى حلبة صراع لا تنتهي، بينما تتعطّل أعضاء برج الجوزاء كأن الشلل أصاب الأمة كلها، والعذراء تعيش على هامش جسدها كرمز لأنوثة مكبوتة أو مهدورة. هذه النصوص ليست ساخرة بقدر ما هي مرآة دامية تعكس الواقع العربي المأساوي، وقد اختار الشاعر تقديمها في شكل فني غير مباشر، يستعير فيه لغة التنجيم ليمارس فعلاً نقدياً صارخاً. أما القسم الثالث، "هكذا أروي حياتي لنفسي"، فيقدّم نمطاً مغايراً في البناء والتوجّه. فيه ينكسر الزمن كما يكسره الطاغية، فلا تتبع القصائد ترتيباً كرونولوجياً أو سردياً، بل تتناثر على هيئة شذرات تشبه النصوص اليومية، والاعترافات، والمونولوجات الداخلية. وهذه ليست مجرّد تجزئة شكلية، بل تعبير عميق عن تفكك الذات نفسها، وعن العيش في منفى وجودي دائم، حتى داخل اللغة الأم. يُلفت في نصوص الكتاب حضور أنثوي طيفي، لا يتجسّد في صورة امرأة، بل كصوت داخلي، أو احتمال للحياة. هذا الحضور الأنثوي يتكرّر، يتلوّن، ويتنقّل من دور إلى آخر: تارةً يظهر في صورة هاجس، وتارةً أخرى في شكل سؤال. وفي أحيان كثيرة، يتجسّد في صورة امرأة لا تُمسك، لكنها تفرض نفسها كآخر خفي في رحلة السقوط والصعود معاً. في القسم الأخير، "تحولات آلية"، يبلغ الديوان ذروة التجريب اللغوي والمضموني. هنا نقرأ قصائد ميتاشعرية تمزج بين اللغة الشعرية والمفاهيم التقنية، لتعيد طرح سؤال الإنسان في زمن ما بعد الحداثة. الجسد يتفكك، الحواس تتحوّل إلى إشارات كهربائية، والحب يختبر حدوده في عالم رقمي. تتحول الحبيبة إلى واجهة إلكترونية، ويغدو الشاعر ذاته شيفرة. في هذا السياق، لا يعود السؤال: "من نحن؟" بل: "هل لا نزال بشراً، أم أننا أصبحنا نسخاً رقمية؟" يمثل هذا القسم تأملاً شعرياً فيما يمكن تسميته "مصير الكائن" حين ينفصل عن طبيعته العضوية ويصبح جزءاً من آلة أكبر. ويُذكر أن جعفر العلوني شاعر ومترجم سوري مقيم في إسبانيا. من ترجماته إلى العربية: "الجمالية في الفكر الأندلسي" (2024)، "شاعر من تشيلي" (2022)، و"تجريد الفن من النزعة الإنسانية" (2013). من ترجماته إلى الإسبانية: "ديوان الشاعرات العربيات المعاصرات" (2017)، "أول الجسد آخر البحر" (2021)، "بين الثابت والمتحوّل" (2023)، و"أدونياد" (2023).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store