#أحدث الأخبار مع #الفكرالرياضمنذ يوم واحدترفيهالرياضالكتابة ليست رفاهيةلم يعد في الوقت بقية في ظل حتمية تاريخية نمر بها، وفي ظل تلاطم أمواج عالمية عالية الموج، وفي ظل تحديات ثقافية بارزة تصنع هذا الخلل الواضح في تعاطي الكلمة، وفي بناء قاعدة عامة ينبغي أن تعي حدودها، وتعلم على أي أرض تقف عليها.. الكتابة هي كلمة، والكلمة هي جميع ما ينطق به الإنسان سواء كانت مفردة أو مركبة، لكن ما يهمنا هنا هو ذلك الإناء المدرار الذي لابد أن ينتح بالفكر والفلسفة وجميع مدارج الحكمة والتوقد الذهني. وفي هذا القرن الجديد بمدخلاته ومخرجاته من كَلِم يدق في ناقوس الآذان طيلة الليل والنهار، جعلنا بالضرورة نتساءل: هل الكلمة هي رفاهية أم ضرورة فنية؟ والفرق كبير بين المعنيين! ولذلك قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل (780-855م) لقد آن للابن حنبل أن يمد قدميه، لأنه اعتقد أن المظهر الباذخ لرجل كان يحدثه وراءه منطق وذهن متوقد، لكنه كشف ماهيته الفكرية حينما نطق بكلمة فارغة التي لا تحمل سوى خواء فكري تحت رداء التنمق والأناقة وما أكثر المتنمقين في يومنا هذا بزي المظهر وزي الكَلِم؛ لكن الكلمة سرعان ما تكشف ذلك السر الدفين في محتوى كل متحدث حاول اعتلاء المنصة مدعياً أنه سيد المعرفة! فإذا ما كانت الكلمة هي أولى لبنات التواصل بين البشر وهي ذلك الجسر الثقافي المدعوم بمقتنيات الذهن ومخزون اللاوعي وكذلك عوالم أخرى في آليات التفكير؛ فإنها - طبقاً لما تحمله من أهمية قصوى - أصبحت ضرورة فنية، لابد أن تتمتع بذلك النسق الوهاج الذي ينقلها من مساحة الرفاهية إلى مساحات كبيرة من فن الخطاب الفكري، سواء كان نقدياً أو أدبياً أو سياسياً واجتماعياً وما إلى ذلك، وخاصة مع اتساع تلك المساحات في الفراغ الثقافي على منصات التواصل الاجتماعي، والتي لا ينم بعضها إلا عن مستوى متدنٍ من الوقاحة إن جاز التعبير. ولربما تدخل التعليم بمنهجه النقلي -فترة كبيرة انتهجتها مدارسنا- في آليات الفكر واتباع شهوة الكلم، مما ساهم بخلق تدفق مجاني دون تمريره على مراحل الدماغ من فهم، وتفكر، ثم إدراك، ثم منطق محكم بآلية العقل الذي لابد أن يعي إلى أي مدى يكون تأثير الكلمة المجانية وربما تتحكم فيها حتمية نفسية أو فيزيقية أو بيولوجية! يقول أحد الفلاسفة: "لو كانت الكلمة يتحكم فيها الحادث النفسي يحدده العامل البيولوجي تحديداً، والبيولوجي تحدده الوضعية النفسية.. وهنا يكون السؤال: كيف يمكن للعقل إذا كان أسيراً تتحكم فيه الأشياء الخارجية وتسيطر عليه سلسلة من الأسباب العمياء أن يظل عاقلاً؟" وهنا نرجع إلى العقل ووظائف الدماغ المختلفة لضبط الكلمة لأن شرف الراجل - وكلمة راجل تعني كل من يقف على القدمين من بني البشر - هو الأغلى والأعلى عند العرب، والذي يميز شخصية العربي حينما نتتبع - في دراساتنا- أثره على البلاد التي فتحها العرب، ومنها على سبيل المثال ثيمة الشرف التي باتت واضحة في التراث والأدب الأندلسي وحتى في الإيقاعات الموسيقية! فهل نذكر قصيدة الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي حين قال فيها: (ما شرف الرجل سوى الكلمة) ولذا نحن نتساءل: أين يتمثل شرف الكلمة التي هي سمة شرف العربي بشقيه رجالاً ونساء وخاصة المحسوبين على الثقافة العربية في كلماتهم، وفي تحاورهم، وفي منشوراتهم، وفي علاقاتهم التي كان تتميز بالفروسية عند أسلافهم، فهي من أولى سمات العربي كـ(السيف، والفرس)؟ ولكنها الآن أصبحت فيما تبدو (أي الكلمة) وسيلة أو سلاحاً لجذب الانتباه، أو خطف الأضواء، أو التنمر، أو الحصول على مكاسب غير تلك القيمة الثقافية التي تبني ولا تهدم والتي يكوِّن تراكمها تكويناً لأجيال متلاحقة في كيفية التناول والحوار والمعنى والمدلول وغير ذلك. وفي هذا الشأن يقول الدكتور حسن حنفي في مقال له على منصة (جامعة الأمة العربية) بعنوان الخطاب الثقافي العربي: "كل خطاب يستبعد الآخر، كل خطاب يعبر عن المصلحة وبالتالي يتحول الصراع إلى مصالح". وهو ما نناقشه اليوم حول أن الكلمة لم تعد رفاهية، بل يتوجب أن تكون ضرورة فنية. وفنية أي مدروسة بحرفية بحسب خدمة الصالح العالم قبل الخاص، في ظل تنوع الكَلِم وتنوع الخطابات بحسب تنوع المصالح حيث إن "العلاقة بين الحوارات هي أشبه بـ"حوار الطرشان"؛ فلا أحد يسمع الآخر، لا سلباً ولا إيجاباً، لا رفضاً ولا قبولاً.. الأعلى صوتاً هو الأقرب إلى الحقيقة، والأكثر كلاماً هو الأعظم برهاناً، والأعظم غنى في البلاغة هو الأقرب إلى قلوب الناس وتصديقهم، والأشد تأثيراً في الناس هو الأكثر حضوراً.. ونادراً ما يحدث تقاطع أو تكامل أو حوار. لا يوجد إثراء متبادل فيما بينهم لتوليد الطاقة اللازمة للفكر. الكلمة هنا كم بلا كيف، صوت بلا صدى، فرقعة بلا إصابة، طلقات فارغة لا تهدف إلى شيء". وهنا تصبح الكتابة رفاهية بدون أي ضرورة فنية! والسؤال هنا ملح وضروري: إلى متى ينتهي هذا الصراع، وهذا الاستعلاء، والتنمر، ليعبر بنا نحو الصالح العام وليس بالنظر في مصالحنا الشخصية هذا بالنسبة للنخبة؟ أما بالنسبة للقاعدة العامة من مدعي الفهم والكلمة، فإلى متى ينتهي الخوض في أعراض الناس على منصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، ليس لشيء سوى جني الأموال من المؤسسات القائمة على هذه المنصات التي ابتلينا بها. نحن لسنا بدعاة لليوتوبيا الأخلاقية، ولا وعَّاظ، بل هي مجرد كلمة بها غيرة على خطابنا العربي الذي ينتشر في كل أنحاء العالم على غير دراية منا بأنه يذاع هنا وهناك ونقيم من خلاله اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وأيضاً أخلاقياً ونحن من برع أسلافنا في صنع الكلمة ومدارس الخطاب! لم يعد في الوقت بقية في ظل حتمية تاريخية نمر بها، وفي ظل تلاطم أمواج عالمية عالية الموج، وفي ظل تحديات ثقافية بارزة تصنع هذا الخلل الواضح في تعاطي الكلمة، وفي بناء قاعدة عامة ينبغي أن تعي حدودها، وتعلم على أي أرض تقف عليها؟ أصلبة كانت هي أم هشة؟ لأن هذا المنعطف الذي نمر به هو من يحدد المسار المقبل. ولهذا كان لنا هذا التساؤل المهم: والذي إجابته لنا: أن الكتابة الآن أصبحت رفاهية لا ضرورة فنية فيها!
الرياضمنذ يوم واحدترفيهالرياضالكتابة ليست رفاهيةلم يعد في الوقت بقية في ظل حتمية تاريخية نمر بها، وفي ظل تلاطم أمواج عالمية عالية الموج، وفي ظل تحديات ثقافية بارزة تصنع هذا الخلل الواضح في تعاطي الكلمة، وفي بناء قاعدة عامة ينبغي أن تعي حدودها، وتعلم على أي أرض تقف عليها.. الكتابة هي كلمة، والكلمة هي جميع ما ينطق به الإنسان سواء كانت مفردة أو مركبة، لكن ما يهمنا هنا هو ذلك الإناء المدرار الذي لابد أن ينتح بالفكر والفلسفة وجميع مدارج الحكمة والتوقد الذهني. وفي هذا القرن الجديد بمدخلاته ومخرجاته من كَلِم يدق في ناقوس الآذان طيلة الليل والنهار، جعلنا بالضرورة نتساءل: هل الكلمة هي رفاهية أم ضرورة فنية؟ والفرق كبير بين المعنيين! ولذلك قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل (780-855م) لقد آن للابن حنبل أن يمد قدميه، لأنه اعتقد أن المظهر الباذخ لرجل كان يحدثه وراءه منطق وذهن متوقد، لكنه كشف ماهيته الفكرية حينما نطق بكلمة فارغة التي لا تحمل سوى خواء فكري تحت رداء التنمق والأناقة وما أكثر المتنمقين في يومنا هذا بزي المظهر وزي الكَلِم؛ لكن الكلمة سرعان ما تكشف ذلك السر الدفين في محتوى كل متحدث حاول اعتلاء المنصة مدعياً أنه سيد المعرفة! فإذا ما كانت الكلمة هي أولى لبنات التواصل بين البشر وهي ذلك الجسر الثقافي المدعوم بمقتنيات الذهن ومخزون اللاوعي وكذلك عوالم أخرى في آليات التفكير؛ فإنها - طبقاً لما تحمله من أهمية قصوى - أصبحت ضرورة فنية، لابد أن تتمتع بذلك النسق الوهاج الذي ينقلها من مساحة الرفاهية إلى مساحات كبيرة من فن الخطاب الفكري، سواء كان نقدياً أو أدبياً أو سياسياً واجتماعياً وما إلى ذلك، وخاصة مع اتساع تلك المساحات في الفراغ الثقافي على منصات التواصل الاجتماعي، والتي لا ينم بعضها إلا عن مستوى متدنٍ من الوقاحة إن جاز التعبير. ولربما تدخل التعليم بمنهجه النقلي -فترة كبيرة انتهجتها مدارسنا- في آليات الفكر واتباع شهوة الكلم، مما ساهم بخلق تدفق مجاني دون تمريره على مراحل الدماغ من فهم، وتفكر، ثم إدراك، ثم منطق محكم بآلية العقل الذي لابد أن يعي إلى أي مدى يكون تأثير الكلمة المجانية وربما تتحكم فيها حتمية نفسية أو فيزيقية أو بيولوجية! يقول أحد الفلاسفة: "لو كانت الكلمة يتحكم فيها الحادث النفسي يحدده العامل البيولوجي تحديداً، والبيولوجي تحدده الوضعية النفسية.. وهنا يكون السؤال: كيف يمكن للعقل إذا كان أسيراً تتحكم فيه الأشياء الخارجية وتسيطر عليه سلسلة من الأسباب العمياء أن يظل عاقلاً؟" وهنا نرجع إلى العقل ووظائف الدماغ المختلفة لضبط الكلمة لأن شرف الراجل - وكلمة راجل تعني كل من يقف على القدمين من بني البشر - هو الأغلى والأعلى عند العرب، والذي يميز شخصية العربي حينما نتتبع - في دراساتنا- أثره على البلاد التي فتحها العرب، ومنها على سبيل المثال ثيمة الشرف التي باتت واضحة في التراث والأدب الأندلسي وحتى في الإيقاعات الموسيقية! فهل نذكر قصيدة الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي حين قال فيها: (ما شرف الرجل سوى الكلمة) ولذا نحن نتساءل: أين يتمثل شرف الكلمة التي هي سمة شرف العربي بشقيه رجالاً ونساء وخاصة المحسوبين على الثقافة العربية في كلماتهم، وفي تحاورهم، وفي منشوراتهم، وفي علاقاتهم التي كان تتميز بالفروسية عند أسلافهم، فهي من أولى سمات العربي كـ(السيف، والفرس)؟ ولكنها الآن أصبحت فيما تبدو (أي الكلمة) وسيلة أو سلاحاً لجذب الانتباه، أو خطف الأضواء، أو التنمر، أو الحصول على مكاسب غير تلك القيمة الثقافية التي تبني ولا تهدم والتي يكوِّن تراكمها تكويناً لأجيال متلاحقة في كيفية التناول والحوار والمعنى والمدلول وغير ذلك. وفي هذا الشأن يقول الدكتور حسن حنفي في مقال له على منصة (جامعة الأمة العربية) بعنوان الخطاب الثقافي العربي: "كل خطاب يستبعد الآخر، كل خطاب يعبر عن المصلحة وبالتالي يتحول الصراع إلى مصالح". وهو ما نناقشه اليوم حول أن الكلمة لم تعد رفاهية، بل يتوجب أن تكون ضرورة فنية. وفنية أي مدروسة بحرفية بحسب خدمة الصالح العالم قبل الخاص، في ظل تنوع الكَلِم وتنوع الخطابات بحسب تنوع المصالح حيث إن "العلاقة بين الحوارات هي أشبه بـ"حوار الطرشان"؛ فلا أحد يسمع الآخر، لا سلباً ولا إيجاباً، لا رفضاً ولا قبولاً.. الأعلى صوتاً هو الأقرب إلى الحقيقة، والأكثر كلاماً هو الأعظم برهاناً، والأعظم غنى في البلاغة هو الأقرب إلى قلوب الناس وتصديقهم، والأشد تأثيراً في الناس هو الأكثر حضوراً.. ونادراً ما يحدث تقاطع أو تكامل أو حوار. لا يوجد إثراء متبادل فيما بينهم لتوليد الطاقة اللازمة للفكر. الكلمة هنا كم بلا كيف، صوت بلا صدى، فرقعة بلا إصابة، طلقات فارغة لا تهدف إلى شيء". وهنا تصبح الكتابة رفاهية بدون أي ضرورة فنية! والسؤال هنا ملح وضروري: إلى متى ينتهي هذا الصراع، وهذا الاستعلاء، والتنمر، ليعبر بنا نحو الصالح العام وليس بالنظر في مصالحنا الشخصية هذا بالنسبة للنخبة؟ أما بالنسبة للقاعدة العامة من مدعي الفهم والكلمة، فإلى متى ينتهي الخوض في أعراض الناس على منصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، ليس لشيء سوى جني الأموال من المؤسسات القائمة على هذه المنصات التي ابتلينا بها. نحن لسنا بدعاة لليوتوبيا الأخلاقية، ولا وعَّاظ، بل هي مجرد كلمة بها غيرة على خطابنا العربي الذي ينتشر في كل أنحاء العالم على غير دراية منا بأنه يذاع هنا وهناك ونقيم من خلاله اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وأيضاً أخلاقياً ونحن من برع أسلافنا في صنع الكلمة ومدارس الخطاب! لم يعد في الوقت بقية في ظل حتمية تاريخية نمر بها، وفي ظل تلاطم أمواج عالمية عالية الموج، وفي ظل تحديات ثقافية بارزة تصنع هذا الخلل الواضح في تعاطي الكلمة، وفي بناء قاعدة عامة ينبغي أن تعي حدودها، وتعلم على أي أرض تقف عليها؟ أصلبة كانت هي أم هشة؟ لأن هذا المنعطف الذي نمر به هو من يحدد المسار المقبل. ولهذا كان لنا هذا التساؤل المهم: والذي إجابته لنا: أن الكتابة الآن أصبحت رفاهية لا ضرورة فنية فيها!