أحدث الأخبار مع #القلوب


اليوم السابع
منذ 6 أيام
- ترفيه
- اليوم السابع
سِرك.. لا تَحبسه في فمٍ مفتوح
القلوب، يا عزيزي، ليست مجرد عضلات تنبض بالحياة، بل هي أوعية خفية، تمتلئ بما لا يُقال، وتفيض أحيانًا بما لا يُحتمل، فيها تختبئ الأسرار، وتسكن الحكايات التي لم تجد مخرجًا، تنتظر أمانًا لا يأتي، أو لحظة ضعف تفتح القفل عنوة. والشفاه، تلك الحواف اللحمية الوديعة، ليست فقط لابتسامة عابرة أو كلمة مجاملة، بل هي أقفال محكمة، يُختبر من خلالها الوفاء، ويُقاس بها وعي الإنسان بما يجب أن يُقال وما يجب أن يُوارى خلف صمتٍ حكيم. أما الألسن، فهي المفاتيح بها نفتح القلوب أو نغلقها، نُفشي الأسرار أو ندفنها، نُقيم بها جسور الثقة أو نهدمها بكلمة طائشة، الكلمة، حين تخرج، لا تعود، والسرّ، إذا غادر محرابه، صار ملكاً للريح. في زمنٍ صار فيه الكتمان عملة نادرة، والثرثرة عملة رائجة، أصبح الصمت مهارة، والحفاظ على السر بطولة، فكم من صديق تحول إلى عدوّ لمجرد أن لسانًا لم يعرف كيف يصون ما سمع، وكم من قلب كُسر لأن مفتاحه وُضع في يد من لا يُحسن غلق الأبواب. ليس كل من يُنصت جديرًا بسرّك، فالأذن ليست دليلاً على الأمان، وبعض القلوب ثقوبها واسعة، ما أن يدخل السرّ حتى يتسرّب إلى ألف فم. احذر أن تعيش ككتاب مفتوح في زمن يتصفّحه الجميع دون استئذان، واحرص أن تكون سيد أسرارك، لا عبد حديثٍ عابر. الناس أنواع: منهم من يحتضن سرك كأمّ تحتضن طفلها، لا تسمح لريح أن تمسه، ومنهم من يتعامل مع سرك كسلعةٍ في سوق الكلام، يبيعه بثمنٍ بخس من الإعجاب أو الانتباه، فاختر لمن تفتح وعاء قلبك بعناية، ووفّر مفاتيحك لمن يستحق أن يسكن طمأنينتك. السرّ، حين يُقال، يُصبح هشًّا، يتنقّل بين الألسن كقطعة زجاج، تُخدَش في كل مرة تُمرَّر، حتى تنكسر وتفقد شكلها وقيمتها، أما حين يبقى في القلب، فإنه ينضج، يتطهر، يتحول من وجع إلى حكمة، ومن حكاية إلى درع. فلا تكن سريع البوح، ولا تخلط الصداقة بالثقة المطلقة، فالماء العذب لا يُسكب في أوانٍ مشروخة، ولتعلم أن الصمت أحيانًا ليس خوفًا، بل وعيًا أن السرّ لا يحتاج دائمًا من يسمعه، بل يحتاج قلبًا يحتويه دون أن يلفظه. احفظ مفتاح قلبك، ولا تمنحه لمن لا يُجيد غلق الأبواب بعده، فليس كل من اقترب منك يعرف كيف يُحبك، وليس كل من أنصت إليك يستحق أن يعرفك من الداخل.


اليوم السابع
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- اليوم السابع
ما ضاقت إلا وفرجت
في لحظة ما، نشعر وكأن الدنيا أغلقت أبوابها، وكأن الفرح ضلّ طريقه، وكأن الحزن كتب علينا إقامته الجبرية، تتوالى الخيبات، وتتزاحم الهموم، حتى نكاد نصرخ: "لماذا أنا؟"، ولكن، في كل ضيق حكاية فرج لا يُرى، وفي كل عتمة وعدٌ بنورٍ سيولد من رحم الألم. "ما ضاقت إلا وفرجت"، ليست مجرد عبارة تتردد على الألسنة، بل عقيدة خفية تسكن القلوب التي اختبرت القسوة وعرفت طعم الانكسار، كم من قلب ظن أن لا خلاص، ثم استيقظ ذات صباح على صوت فرجٍ لم يكن في الحسبان، وكم من روح كادت تيأس، فجاءها الفرج كرسالة مطوية من السماء، مضمونها: "اصبر، فالخير قادم". الله لا ينسى، ولا يغفل، ولا يُمهل ليُهمل، الجبر قادم، وإن تأخر في توقيتنا البشري، فإنه محسوب في توقيت السماء بالدقة والرحمة، لا شيء يضيع، لا دمعة، لا تنهيدة، ولا دعاء في جوف الليل، كل ما مررت به يُخزّن في ذاكرة القدر، ليعود إليك طمأنينة ورضا وهدوءًا لم تكن تتوقعه. لا تحزن إن ضاقت بك السبل، فالضيق باب من أبواب التغيير، يُعيد ترتيب أولوياتك، يُطهّر قلبك من التعلق، ويقودك ـ ولو مرغمًا ـ إلى حيث الخير الحقيقي، كل ما تظنه نهاية، قد يكون بداية لا تشبه أي بداية مضت، وكل منع، ما هو إلا حماية مغلّفة بالتأخير. والله، حين يمنع، لا يظلم، وحين يؤخر، لا يُقصي، هو فقط يخبّئ لك الأفضل، لأنك ربما لا تراه الآن، لكنه يراه لك من حيث لا تدري. اختياراته لا تُفهم في لحظتها، لكنها تُبهرك حين تكتمل الصورة. وما أجمل جبر الله، حين يأتي على مهل، كنسمة تُداوي جرحًا دون أن تفتح مكانه، كرسالة تُطمئن القلب: "لقد كنت معك، وسأبقى"، حين يُجبر الله قلبك، لا تعود كما كنت، بل أقوى، أهدأ، وأكثر يقينًا بأنك لم تكن وحيدًا أبدًا. نعم، ستُجبر، وستُضيء العتمة، وستفهم يومًا أن كل دمعة سالت كانت تمهيدًا لفرحة طاهرة، أن كل شيء تأخر، كان يفسح الطريق لما هو أروع، وأن الألم الذي أثقل صدرك، سيصبح قصة يُروى بعدها: "ما ضاقت إلا وفرجت". فلا تفقد إيمانك، لا بك، ولا بالحياة، ولا بالله، فالذي كتب عليك الضيق، هو نفسه من وعدك بالفرج، فاصبر، واطمئن، فإن لك ربًا لا ينسى، وإن طال الانتظار، فالثقة به أوسع من كل ضيق.


البيان
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
ما زالوا مرضى
ولا اكتشاف بواطن الأرض وأعماق البحار، بقع سوداء انتشرت داخل عقولهم التي تفكر وقلوبهم التي تحب وتبغض، وأيديهم التي تحمل السوط والبندقية والقنابل النووية، وتحرك قطع الشطرنج حسب قوانينها، ولا تتردد في تمزيق القوانين التي يفترض بأنها تحكم المسار الدولي.


اليوم السابع
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- اليوم السابع
الزفة الكدابة.. حين تصير الكثرة عبئًا
في زمنٍ صارت فيه الأصوات أعلى من القلوب، والصور أوضح من النوايا، نُخدع بسهولة ببريق الزحام حولنا، ترى الكثيرين يصفقون، يهللون، يبتسمون...، لكن هل سألت نفسك: كم منهم باقٍ حين تخفت الأضواء؟ كم منهم يساندك في عتمة الحزن كما يفعل في وضح الفرح؟ لا تفرح بكثرة الناس من حولك، فالكثرة ليست بالضرورة قوة، وربما كانت وهمًا يُبهرك لحظة، ثم يخذلك عمرًا، قليلٌ مخلص خير من كثيرٍ مزيف، فالوفاء لا يُقاس بعدد المتواجدين، بل بعمق وجودهم. "الزفة الكدابة" مصطلح شعبي، لكنه يحمل من الحكمة ما يفوق كتبًا، هي تلك الاحتفالات المصطنعة، ذلك التجمهر من أجل الواجهة، لا من أجل المحبة، تجدهم حولك حين ترتدي النجاح، ويغيبون عنك إذا ما خلعتك الظروف من مقامك، هؤلاء لا يهمهم قلبك بل موقعك، لا يعنيهم ما تشعر، بل ما تملك. الحياة، وإن بدت مسرحًا صاخبًا، فهي في حقيقتها غرفة اختبار، لحظات السقوط فيها كاشفة، لا تُجامل، ولا تُموّه، فيها تنكشف المعادن، فتلمع النفوس الأصيلة كالذهب، ويصدأ غيرها تحت أول قطرة ألم. احرص، لا على توسيع دائرتك، بل على تنقيتها، فالدائرة الضيقة التي تضم قلبًا واحدًا صادقًا، أكثر أمنًا من حشود تُصفق لك اليوم وتصفعك غدًا، لا تُدخل حياتك من هبّ ودبّ، فالعلاقات ليست بالكم بل بالنوع، الصداقة لا تُقاس بطول السنوات، بل بمدى الحضور في اللحظات الصعبة. ابحث عمّن إذا بكيت، بكى معك، وإذا ضحكت، فرح لك لا منك، من يذكّرك بنفسك حين تنساها، ويشدك إلى النور حين تغرق في العتمة، هذا هو الذهب الحقيقي، الذي لا يبهت ولا يتغير مهما تغير الزمن. في زمن السوشيال ميديا، حيث يمكن لأي أحد أن يكون "صديقًا" بـ"ضغطة زر"، أصبح الوفاء عملة نادرة، فاحرص على محفظتك العاطفية، لا تملأها بالنقود المزيفة، اختر القلوب لا الأشكال، الأرواح لا الأرقام، الحضور الحقيقي لا الوهمي. الحياة قصيرة، لكنها واسعة بما يكفي لكي نعيشها مع من يستحق، فلا تغتر بزفة لا تعرف من أين جاءت، ولا لمن تُزف، فربما كنت العريس في عيون الناس، لكنك الحزين في داخلك.