منذ 7 ساعات
مطمئنون لحكمة قادتنا
فكّر ترامب في مصالحه ومصالح نتنياهو، فهذا كل ما يهمه، أما مصالح هذه المنطقة وشعوبها، فهي غير ذات أهمية بالنسبة إليه.
ترامب لم يسمع نداءات دول الخليج العربية، ولم يهتم بالتحذيرات الدولية من ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، أخذنا جميعاً إلى مسار جديد من مسارات العبث، الذي يديره بتحريض من نتنياهو، ولن أقول بأوامر منه، رغم أنها التعبير الصحيح لما يحدث في هذه الحرب، التي يصرّ، مع الهارب من العدالة المحلية والدولية، على استمرارها وزيادة رقعتها.
الخليج شريان الحياة بالنسبة لسكانه، ودول مجلس التعاون، بالإضافة للعراق، ومنذ الأزل، تعيش على جوانبه وتقدّر خيراته، ولم تقبل في يوم من الأيام بجعله مركز صراع أو انتقام بين أطراف خارجية، لا تفكّر في لحظة بتداعيات الأعمال العسكرية، فقط لأنها مطمئنة على شعوبها البعيدة عن هذه الأرض وبحرها، وعندما تخطط لنوايا سيئة، تكتفي بترحيل رعاياها، ولا تنسى دبلوماسييها، حتى ولو كان المستهدف يطل على هذا الخليج، وأقصد إيران، فهناك سبع دول أخرى، وهي ليست عدوة، ولا تشكل خطراً على أحد، ولا تتصرّف بغباء وترتكب أفعالاً حمقاء، بل هي دول مسالمة، خاصة دول مجلس التعاون، ومتعاونة مع الأصدقاء والحلفاء، ولم تلجأ يوماً إلى مبدأ من مبادئ الأنانية وإيثار الذات، لأنها دول تحكمها قيادات عاقلة وحكيمة، وفي نفس الوقت، رافضة للغرور الذي ينتج دماراً.
ومع اندفاع ترامب، ورفضه التام لسماع صوت العقل الآتي إليه من قادة مجلس التعاون في مناشداتهم، ومع تلويح نتنياهو المستمر بنقل الحرب مع إيران إلى الشواطئ الشرقية للخليج، أقول لكم، نحن مطمئنون، فهذه الأرض لها ربّ يحميها، ولها قادة يسهرون على رعاية شعوبها، هم الثقة، وهم الأمان، وهم من يقفون في مقدم الصفوف، ويصدّون من يريدون الشرّ لخليجنا، شريان حياتنا.