#أحدث الأخبار مع #الكاديلاكالنهار٠٥-٠٣-٢٠٢٥سياسةالنهاردونالد ترامب الحكواتي الأميركي على منوال: "إملأ الفراغ بالعبارة المناسبة"يخرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب دوماً عن النص في خطاباته. يعتلي المنصة مزهواً بجماهيريته التي صنعتها عقاراته وقبعة "الماغا" الحمراء، يسبقها إعلان راقص للترويج لمطعمه "بيت الدجاج"، وعلى رأس اللائحة خمسة برامج من وحي تلفزيون الواقع. وبينما يستفيض في الكلام، يحكي عن زوجة مستشاره. كم هي ودودة، وداعمة، وبشوشة. يطلب من الجمهور: "فلنرحب بها". وفي حين تكون مناسبة الخطاب "توعد أميركي بتدمير برنامج إيران النووي"، يأتي ترامب على ذكر عمه: "الدكتور جون ترامب. أستاذ وعالم ومهندس عظيم. جيناته جيدة. جيدة جداً. ذكي جداً. يعمل في كلية وارتون للتمويل. كما تعلمون، إذا كنت جمهورياً محافظاً، إذا كنت ليبرالياً، إذاً، حسناً، إذا ترشحت كديمقراطي ليبرالي، سيقولون إنني واحد من أذكى . كما تعلمون، يجب أن أقدم أوراق اعتمادي طوال الوقت، الاتفاق النووي، الشيء الذي يزعجني حقاً - كان ليكون سهلاً للغاية، وهو ليس بنفس أهمية هذه الأرواح. أوضح لي عمي ذلك قبل 35 عاماً. كان يشرح ما سيحدث، وكان على حق". كعادة سكان نيويورك، يترك ترامب جمله مبتورة، على منوال: إملأ الفراغ بما تجده مناسباً. يقول جورج لاكوف، عالم اللغويات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "إنه يعرف أن جمهوره قادر على إنهاء جملته نيابة عنه"، إذ لدى لاكوف تفسير لجاذبية أسلوب ترامب: "الكثير من عباراته منتقاة من قاموس مندوب المبيعات: قوية، تعتمد على التكرار، وتساعد في تشكيل اللاوعي في أذهان عامة الناس، فسواء كان حديثه عن إعلان لشرائح اللحم أم الفودكا، أم كيفية الحد من نفوذ داعش، يُدرك ترامب أن العبارات المؤثرة في النفوس متشابهة، ولو اختلفت المجالس". يرى أنصار ترامب في رئيسهم أنه "مسلٍّ وكوميدي ومستقطب ومعادٍ للمثقفين"، وهو كتب في كتابه "فن الصفقة": "في الحقيقة، أنا أتلاعب بخيالات الناس"، تلك الخيالات التي تغدو أشبه بالهواجس: "عدونا أيها الشعب الأميركي الطيب يترصد بنا خلف الأسوار. لنباغته قبل أن يقضي علينا إلى الأبد". وبحماسة، يهتف في الحشود: " لنواجه معاً محور الشر". ومن يكون محور الشر؟ يختزله الرئيس السابع والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة بثلاثية "الفساد والمهاجرين والإرهاب". في قبضته... طفل مشاكس سيطر ترامب منذ طفولته على فتيان الحي، فلا كلمة تعلو فوق كلمته، وإن استلزم الأمر تسديد لكمة لأستاذ الموسيقى باعتباره "غشيم نوتات". هكذا نشأ، ابن عائلة ثرية يلاحقها الجيران بنظراتهم الفضولية. ومن خلف النوافذ، يتحزرون من يكون والده "فريد ترامب" الذي يملك تشكيلة من سيارات الكاديلاك. وعلى الرغم من تنصيبه "فتى الحي" المشاكس، بعد أكثر من "خناقة" بالسكاكين، في عقارات جامايكا في حي كوينز في نيويورك، علّمت الحربية ترامب السيطرة على غضبه. تخرج بنسخة "أكثر تهذيباً"، يشبه القس بيلي غراهام لجهة إتقانه السيطرة على المزاج الجماهيري، وإن بقي لديه ذلك الجنوح نحو "أنا الأقوى" . الخطاب المباشر يافعاً، أدرك ترامب دور الاعلام في خطف أنفاس الجماهير من خلال "الحدوتة" والخطاب المباشر وروح النكتة. دخل عالم تلفزيون الواقع، مؤكداً أن النجاح لا يتطلب ثقافة فائقة أو جدليات فلسفية مثقلة بالمحاذير. فكانت برامجه الخمسة نسخة عنه: البقاء للأقوى. أخذ دور المدير في برنامجه التلفزيوني الأول "The Apprentice"، محاوراً مجموعة من الراغبين في التوظيف، ليتم بعدها إقصاؤهم، واحداً تلو الآخر. ويحصل الفائز على منصب أحلامه مع راتب خيالي. في هذا البرنامج، اشتهر ترامب بعبارته: أنت مطرود (You're fired). لاحقاً، أنتج برنامج " The ultimate merger"، ويشبه النسخة العربية من "قسمة ونصيب"، من ثم فاز بحصرية "Miss universe"، و"Miss usa"، و "Girls of Hedsor Hall " على غرار "سيدتي الجميلة". وبجانب لقب "قطب العقارات"، بات مؤثراً بقدرته على إقناع الأميركيين بأن لجناحي الدجاجة قيمة غذائية من ذهب. وبافتتاح مطعمه "بيت الأجنحة" في التسعينيات، ظهر يرتدي بذلة صفراء ومحاطاً بالدجاجات الراقصة في مقطع فيديو كان جزءاً من عرض خلال برنامج "ساترداي نايت لايف" في عام 2004. نال الاعلان في حينه ملايين المشاهدات، بينما استعرض ترامب "البائع" مهاراته في التسويق: "باعتباري خبير مذاق، أخبركم بهذا: الجناح هو الجزء الأفضل في الدجاجة، أفضل من الرأس، أفضل من الصدر، أفضل من الكبدة". النكتة حاضرة في أكثر المواقف جدية، لا تخلو رسائل ترامب من النكتة. في اللقاء الأخير الذي جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال لإعلاميي البيت الابيض: "ضيفي عميل ذكي"، مستعيداً حادثة استغلها ماكرون: "أريد فقط أن أروي لكم قصة قصيرة... عندما خرجنا، بدأ يتحدث بالفرنسية، ولم يكن معنا مترجم. وكان يتحدث كثيراً، وكنت أومئ برأسي: نعم، نعم، نعم، وقد خدعني حقا لأنني عدت في اليوم التالي وقرأت الأوراق، قلت: هذا ليس ما اتفقنا عليه!". وليرطب الأجواء، علق ممازحاً: "أوجه تحية لزوجتك الجميلة، فقل مرحبًا لزوجتك الجميلة". تعلق مراسلة تلفزيونية على تعاطي ترامب مع الإعلاميين: "صحيح أنه سريع الغضب، لكن خطاباته مسلية". وعلى الرغم من أن ترامب يكره الكذب، فإنه لا يقول الحقيقة، وإنما بعضها وبكثير من التصرف، لزوم نجومية يحتاجها "حكواتي" الولايات المتحدة في الطريق الى تنفيذ أجندات الهند والسند وصولاً الى الشرق الأوسط.
النهار٠٥-٠٣-٢٠٢٥سياسةالنهاردونالد ترامب الحكواتي الأميركي على منوال: "إملأ الفراغ بالعبارة المناسبة"يخرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب دوماً عن النص في خطاباته. يعتلي المنصة مزهواً بجماهيريته التي صنعتها عقاراته وقبعة "الماغا" الحمراء، يسبقها إعلان راقص للترويج لمطعمه "بيت الدجاج"، وعلى رأس اللائحة خمسة برامج من وحي تلفزيون الواقع. وبينما يستفيض في الكلام، يحكي عن زوجة مستشاره. كم هي ودودة، وداعمة، وبشوشة. يطلب من الجمهور: "فلنرحب بها". وفي حين تكون مناسبة الخطاب "توعد أميركي بتدمير برنامج إيران النووي"، يأتي ترامب على ذكر عمه: "الدكتور جون ترامب. أستاذ وعالم ومهندس عظيم. جيناته جيدة. جيدة جداً. ذكي جداً. يعمل في كلية وارتون للتمويل. كما تعلمون، إذا كنت جمهورياً محافظاً، إذا كنت ليبرالياً، إذاً، حسناً، إذا ترشحت كديمقراطي ليبرالي، سيقولون إنني واحد من أذكى . كما تعلمون، يجب أن أقدم أوراق اعتمادي طوال الوقت، الاتفاق النووي، الشيء الذي يزعجني حقاً - كان ليكون سهلاً للغاية، وهو ليس بنفس أهمية هذه الأرواح. أوضح لي عمي ذلك قبل 35 عاماً. كان يشرح ما سيحدث، وكان على حق". كعادة سكان نيويورك، يترك ترامب جمله مبتورة، على منوال: إملأ الفراغ بما تجده مناسباً. يقول جورج لاكوف، عالم اللغويات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "إنه يعرف أن جمهوره قادر على إنهاء جملته نيابة عنه"، إذ لدى لاكوف تفسير لجاذبية أسلوب ترامب: "الكثير من عباراته منتقاة من قاموس مندوب المبيعات: قوية، تعتمد على التكرار، وتساعد في تشكيل اللاوعي في أذهان عامة الناس، فسواء كان حديثه عن إعلان لشرائح اللحم أم الفودكا، أم كيفية الحد من نفوذ داعش، يُدرك ترامب أن العبارات المؤثرة في النفوس متشابهة، ولو اختلفت المجالس". يرى أنصار ترامب في رئيسهم أنه "مسلٍّ وكوميدي ومستقطب ومعادٍ للمثقفين"، وهو كتب في كتابه "فن الصفقة": "في الحقيقة، أنا أتلاعب بخيالات الناس"، تلك الخيالات التي تغدو أشبه بالهواجس: "عدونا أيها الشعب الأميركي الطيب يترصد بنا خلف الأسوار. لنباغته قبل أن يقضي علينا إلى الأبد". وبحماسة، يهتف في الحشود: " لنواجه معاً محور الشر". ومن يكون محور الشر؟ يختزله الرئيس السابع والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة بثلاثية "الفساد والمهاجرين والإرهاب". في قبضته... طفل مشاكس سيطر ترامب منذ طفولته على فتيان الحي، فلا كلمة تعلو فوق كلمته، وإن استلزم الأمر تسديد لكمة لأستاذ الموسيقى باعتباره "غشيم نوتات". هكذا نشأ، ابن عائلة ثرية يلاحقها الجيران بنظراتهم الفضولية. ومن خلف النوافذ، يتحزرون من يكون والده "فريد ترامب" الذي يملك تشكيلة من سيارات الكاديلاك. وعلى الرغم من تنصيبه "فتى الحي" المشاكس، بعد أكثر من "خناقة" بالسكاكين، في عقارات جامايكا في حي كوينز في نيويورك، علّمت الحربية ترامب السيطرة على غضبه. تخرج بنسخة "أكثر تهذيباً"، يشبه القس بيلي غراهام لجهة إتقانه السيطرة على المزاج الجماهيري، وإن بقي لديه ذلك الجنوح نحو "أنا الأقوى" . الخطاب المباشر يافعاً، أدرك ترامب دور الاعلام في خطف أنفاس الجماهير من خلال "الحدوتة" والخطاب المباشر وروح النكتة. دخل عالم تلفزيون الواقع، مؤكداً أن النجاح لا يتطلب ثقافة فائقة أو جدليات فلسفية مثقلة بالمحاذير. فكانت برامجه الخمسة نسخة عنه: البقاء للأقوى. أخذ دور المدير في برنامجه التلفزيوني الأول "The Apprentice"، محاوراً مجموعة من الراغبين في التوظيف، ليتم بعدها إقصاؤهم، واحداً تلو الآخر. ويحصل الفائز على منصب أحلامه مع راتب خيالي. في هذا البرنامج، اشتهر ترامب بعبارته: أنت مطرود (You're fired). لاحقاً، أنتج برنامج " The ultimate merger"، ويشبه النسخة العربية من "قسمة ونصيب"، من ثم فاز بحصرية "Miss universe"، و"Miss usa"، و "Girls of Hedsor Hall " على غرار "سيدتي الجميلة". وبجانب لقب "قطب العقارات"، بات مؤثراً بقدرته على إقناع الأميركيين بأن لجناحي الدجاجة قيمة غذائية من ذهب. وبافتتاح مطعمه "بيت الأجنحة" في التسعينيات، ظهر يرتدي بذلة صفراء ومحاطاً بالدجاجات الراقصة في مقطع فيديو كان جزءاً من عرض خلال برنامج "ساترداي نايت لايف" في عام 2004. نال الاعلان في حينه ملايين المشاهدات، بينما استعرض ترامب "البائع" مهاراته في التسويق: "باعتباري خبير مذاق، أخبركم بهذا: الجناح هو الجزء الأفضل في الدجاجة، أفضل من الرأس، أفضل من الصدر، أفضل من الكبدة". النكتة حاضرة في أكثر المواقف جدية، لا تخلو رسائل ترامب من النكتة. في اللقاء الأخير الذي جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال لإعلاميي البيت الابيض: "ضيفي عميل ذكي"، مستعيداً حادثة استغلها ماكرون: "أريد فقط أن أروي لكم قصة قصيرة... عندما خرجنا، بدأ يتحدث بالفرنسية، ولم يكن معنا مترجم. وكان يتحدث كثيراً، وكنت أومئ برأسي: نعم، نعم، نعم، وقد خدعني حقا لأنني عدت في اليوم التالي وقرأت الأوراق، قلت: هذا ليس ما اتفقنا عليه!". وليرطب الأجواء، علق ممازحاً: "أوجه تحية لزوجتك الجميلة، فقل مرحبًا لزوجتك الجميلة". تعلق مراسلة تلفزيونية على تعاطي ترامب مع الإعلاميين: "صحيح أنه سريع الغضب، لكن خطاباته مسلية". وعلى الرغم من أن ترامب يكره الكذب، فإنه لا يقول الحقيقة، وإنما بعضها وبكثير من التصرف، لزوم نجومية يحتاجها "حكواتي" الولايات المتحدة في الطريق الى تنفيذ أجندات الهند والسند وصولاً الى الشرق الأوسط.