#أحدث الأخبار مع #الكتلةالشرقيةالبيانمنذ 3 أيامسياسةالبيانأزمة العلاقة الأمريكية الأوروبيةهناك تحوّل جذري وتاريخي في العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. أول من أمس صدر عن مصدر بريطاني تصريح خطير مفاده «أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن اعتبارها ـــ الآن ـــ ضامناً لأمن أوروبا بشكل يمكن الاعتماد عليه». منذ دخول الولايات المتحدة، في الشهور الأخيرة للحرب العالمية الثانية، العمليات العسكرية ضد دول المحور (ألمانيا - إيطاليا - اليابان) والولايات المتحدة تعتبر بمثابة «الشقيق الأكبر» الذي يُعتمد عليه في أمن وسلامة وازدهار أوروبا. منذ ذلك التاريخ، كانت واشنطن أثناء زمن الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي القديم، هي «عنصر التوازن الاستراتيجي» مع المعسكر الشيوعي والكتلة الشرقية. الآن، ومع زيادة المزاج اليميني المتشدّد في مفاصل المؤسسات الأمريكية، وداخل الرأي العام الأمريكي، كما اتضح جلياً في نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، بدأت الإدارة الأمريكية في اتباع سياسة انعزالية متشدّدة تحرّرت فيها بشكل واضح من التزاماتها تجاه حلفائها في الغرب، وعن أصدقائها في العالم الثالث، وعن دورها القائد في مشروع العولمة. أصبح شعار «أمريكا أولاً» الذي أطلقه الرئيس ترامب في فترة رئاسته الأولى، يعني باختصار تقديم المصلحة الأمريكية الذاتية على أي مصلحة أخرى، حتى لو كانت مع الجارتين الوحيدتين المكسيك وكندا، وحتى لو كانت لأعضاء حلف الأطلنطي، وحتى لو كانت مع الدول التي ترتبط معها بمعاهدات تجارية والتزامات مالية وتسليحية، أو التزامات إنسانية أو أخلاقية. أصبح من الواضح أن هناك قانوناً صريحاً يقول للجميع: «أي التزام يؤدي إلى تكاليف أمريكية هو مرفوض، وأي علاقة تؤدي إلى مداخيل مالية أو مكاسب تجارية للخزانة الأمريكية، فهي مقبولة ومرحّب بها بصرف النظر عن محتواها أو نتائجها السياسية». عهد ترامب الثاني، سوف يدخل التاريخ على أنه عهد الانعزال التاريخي عن أي مسؤولية قيادية أمريكية سياسية أو أخلاقية. إنه عهد المصالح المجرّدة تماماً مهما كانت مؤلمة.
البيانمنذ 3 أيامسياسةالبيانأزمة العلاقة الأمريكية الأوروبيةهناك تحوّل جذري وتاريخي في العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. أول من أمس صدر عن مصدر بريطاني تصريح خطير مفاده «أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن اعتبارها ـــ الآن ـــ ضامناً لأمن أوروبا بشكل يمكن الاعتماد عليه». منذ دخول الولايات المتحدة، في الشهور الأخيرة للحرب العالمية الثانية، العمليات العسكرية ضد دول المحور (ألمانيا - إيطاليا - اليابان) والولايات المتحدة تعتبر بمثابة «الشقيق الأكبر» الذي يُعتمد عليه في أمن وسلامة وازدهار أوروبا. منذ ذلك التاريخ، كانت واشنطن أثناء زمن الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي القديم، هي «عنصر التوازن الاستراتيجي» مع المعسكر الشيوعي والكتلة الشرقية. الآن، ومع زيادة المزاج اليميني المتشدّد في مفاصل المؤسسات الأمريكية، وداخل الرأي العام الأمريكي، كما اتضح جلياً في نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، بدأت الإدارة الأمريكية في اتباع سياسة انعزالية متشدّدة تحرّرت فيها بشكل واضح من التزاماتها تجاه حلفائها في الغرب، وعن أصدقائها في العالم الثالث، وعن دورها القائد في مشروع العولمة. أصبح شعار «أمريكا أولاً» الذي أطلقه الرئيس ترامب في فترة رئاسته الأولى، يعني باختصار تقديم المصلحة الأمريكية الذاتية على أي مصلحة أخرى، حتى لو كانت مع الجارتين الوحيدتين المكسيك وكندا، وحتى لو كانت لأعضاء حلف الأطلنطي، وحتى لو كانت مع الدول التي ترتبط معها بمعاهدات تجارية والتزامات مالية وتسليحية، أو التزامات إنسانية أو أخلاقية. أصبح من الواضح أن هناك قانوناً صريحاً يقول للجميع: «أي التزام يؤدي إلى تكاليف أمريكية هو مرفوض، وأي علاقة تؤدي إلى مداخيل مالية أو مكاسب تجارية للخزانة الأمريكية، فهي مقبولة ومرحّب بها بصرف النظر عن محتواها أو نتائجها السياسية». عهد ترامب الثاني، سوف يدخل التاريخ على أنه عهد الانعزال التاريخي عن أي مسؤولية قيادية أمريكية سياسية أو أخلاقية. إنه عهد المصالح المجرّدة تماماً مهما كانت مؤلمة.