أحدث الأخبار مع #الكرازة،


الدستور
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- الدستور
البابا تواضروس يوضح الفرق بين التقويم الغريغوري واليولياني
أصدرت مجلة الكرازة، الناطق الرسمي باسم كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، العدد الأحدث، وجاءت المقالة الأفتتاحية، للبابا تواضروس الثاني، تحت عنوان 'التقويم القبطي'. وقال البابا تواضروس الثاني، في مقالته: إن التقويم الحسابي للزمن هو مسألة ثقافية حضارية أساسًا ترتبط بعلوم الفلك التي برع فيها قدماء المصريين وامتدت في حياتهم ومواسم أعيادهم، وتنوعت التقاويم في الحضارات المختلفة جغرافيًا وتاريخيًا وأيضًا اجتماعيًا حتى صار لكل منطقة أو حضارة أو عدة بلاد تقويم خاص بهم ليس له بداية واحدة ولا تسمية واحدة ولا تقسيم واحد وهي مسألة بعيدة تمامًا عن الإيمان والعقيدة المتوارثة في كل حضارة، فهي مسألة فلكية حسابية لا أكثر ولا أقل ولكن أضيف إليها معايير وقيم وتقاليد عبر الزمان في كل مكان وصارت معروفة وراسخة. وتابع: قال هيرودت المؤرخ الإغريقي (قبل الميلاد بحوالي ثلاثة قرون) عن التقويم القبطي (المصري): 'وقد كان قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة وقد قسّموها إلى 12 قسمًا بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم، ويتضح لي أنهم أحذق من الأغارقة (اليونانيين)، فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يومًا ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكي يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية'. وأضاف: ولقد قسّم المصريون (منذ أربعة آلاف ومائتي سنة قبل الميلاد) السنة إلى 12 برجًا في ثلاثة فصول (الفيضان – الزراعة – الحصاد) طول كل فصل أربعة شهور، وقسّموا السنة إلى أسابيع وأيام، وقسّموا اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى 60 دقيقة والدقيقة إلى 60 ثانية وقسّموا الثانية أيضًا إلى 60 قسمًا. وتابع: السنة في التقويم القبطي هي سنة نجمية شعرية أي مرتبطة بدورة نجم الشعري اليمانية، وهو ألمع نجم في مجموعة نجوم كلب الجبار الذي كانوا يراقبون ظهوره الاحتراقي قبل شروق الشمس قبالة أنف أبو الهول التي كانت تحدِّد موقع ظهور هذا النجم في يوم عيد الإله العظيم عندهم، وهو يوم وصول ماء الفيضان إلى منف قرب الجيزة، وحسبوا طول السنة بمدة 365 يومًا، ولكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتي في موقعها الفلكي إلاّ مرة كل 1460 سنة، فقسّموا طول السنة 365 على 1460 فوجدوا أن الحاصل هو 1/4 يوم فأضافوا 1/4 يوم إلــى طول الـسنــة ليصبح 365 يومًا وربع. وأدرف: أي أضافوا يومًا كاملًا لكل رابع سنة لتكون كبيسة، وهكذا بدأت الأعياد تقع في موقعها الفلكي من حيث طول النهار والليل، وحدث هذا التعديل عندما اجتمع علماء الفلك من الكهنة المصريين، قبل الميلاد بحوالي ثلاثة قرون، في كانوبس، وهي أبو قير حاليًا بجوار الإسكندرية، واكتشفوا هذا الفرق وقرَّروا إجراء هذا التعديل في المرسوم الشهير الذي أصدره بطليموس الثالث وسُمِّي مرسوم كانوبس. واستطرد: أن شهور السنة القبطية هى بالترتيب: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبه، أمشير، برمهات، برموده، بشنس، بؤونه، أبيب، مسرى، ثم الشهر الصغير النسيء، وهو خمسة أيام فقط أو ستة أيام في السنة الكبيسة، وما زالت هذه الشهور مُستخدمة في مصر ليس فقط على المستوى الكنسي، بل على المستوى الشعبي أيضًا وخاصة في الزراعة، كما اتخذ الأقباط السنة التي صار فيها دقلديانوس إمبراطورًا عام 284 ميلادية بداية لتقويمهم الكنسي؛ لأنه قتل مئات الآلاف من الأقباط حوالي 800 ألف، وسُمِّي هذا التقويم بتقويم الشهداء. التقويم اليولياني وأوضح أن التقويم اليولياني سُمِّي بالتقويم اليولياني نسبة إلى يوليوس قيصر الروماني الذي أصدر أمره إلى فلكي مصري من مدرسة الإسكندرية المعروفة في العالم أجمع، يُدعى سوسيجينس بأن يجعل يوم 25 مارس أول الاعتدال الربيعي. فجعل السنة الرومانية كالمصرية تمامًا أي مؤلفة من 365 يومًا وربع يوم أي 6 ساعات. وأشار إلى إلى الشهور بعض الأيام حتى تتألف السنة من 365 يومًا في السنة البسيطة و366 يومًا في السنة الكبيسة، وظلّ استعمال هذه السنة شائعًا في الشرق والغرب حتى قام غريغوريوس الثالث عشر بابا روما وأمر بناء على مشورة الفلكيين بإدخال تعديل على سنة 1582، جاعلًا يوم 4 أكتوبر هو يوم 15 فيما عُرِف بالتعديل الغريغوري. التقويم المُعَدَّل أو الغريغوري وأوضح أنه لاحظ البابا غريغوريوس الثالث عشر فرقًا في موعد الاعتدال الربيعي عمّا كان في أيام مجمع نيقيه سنة 325م بما يُقدّر بعشرة أيام، فالاعتدال الربيعي بعد أن كان يقع في 21 مارس الموافق 25 برمهات في أيام مجمع نيقيه 325م تقدَّم فأصبح يقع في يوم 11 مارس في سنة 1582م، ولما كان هذا الأمر مرجعه وسببه فلكيًا وليس لاهوتيًا لذا رجع البابا الروماني غريغوريوس بدوره إلى علماء الفلك، فأجابه العلماء بأن السبب مرجعه إلى حساب السنة، حيث أن الزمن الذي تستغرقه الأرض في دورانها حول الشمس دورة واحدة كاملة: 46 ثانية، 48 دقيقة، 5 ساعة، 365 يوم، بينما كان يُحسَب في التقويم اليولياني: 6 ساعة 365 يوم أي بفرق قدره: 11 دقيقة و14 ثانية. وأكد على أنه ممّا سبق يتضح أن السنة الشمسية اليوليانية تزيد عن الحقيقة التي تم رصدها نحو 11 دقيقة و14 ثانية، وهي تُجمِّع يومًا كل 128 عامًا وقد تجمّع بسببها منذ مجمع نيقيه حتى البابا غريغوريوس عشرة أيام فرقًا في جميع الأعياد الثابتة، وأصبح هذا الفرق حاليًا 13 يومًا، وهو أكثر التقاويم انتشارًا في عالمنا المعاصر. واختتم بالإشارة إلى أنه اقتصر تطبيقه أولًا على البلاد الكاثوليكية: روما، فرنسا، إسبانيا، البرتغال، ثم دخل إنجلترا سنة 1752م، واليابان سنة 1872م، ومصر في عهد الخديوي إسماعيل سنة 1875م، أما الشرقيون فقد اعتمدوا في تقويم الشهداء على النظام اليولياني المأخوذ عن التقويم المصري القديم، وذلك باحتساب يوم الكبيس في كل أربع سنوات مرّة على طول الخط، فقد وصل الفرق 13 يومًا منذ مجمع نيقيه حتى الآن، وهو ما جعل أن المقابل ليوم 29 كيهك حاليًا هو 7 يناير.


بوابة الفجر
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- بوابة الفجر
السيرة الكنسية للبابا شنودة الثالث في ذكرى وفاته
أقر المجمع المقدس قرار رقم 9 في جلسة يونيو سنة 2013 بأن تُقرأ سيرة قداسة البابا شنودة الثالث في سنكسار يوم 17 مارس 8 برمهات من كل عام. وهذا نص السيرة في كتاب السنكسار وهو كتاب يجمع سير القديسين والشهداء مرتب حسب تاريخ اليوم سنكسار ۱۷ مارس - ۸ برمهات سيرة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث. ولد نظير جيد روفائيل يوم 3 أغسطس 1923م بقرية سلام بمحافظة أسيوط، واجتاز مراحله التعليمية الأولى في دمنهور والإسكندرية وأسيوط وبنها، وأتم دراسته الثانوية بمدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بشبرا مصر في سنة 1939م بدأ خدمته في مدارس التربية الكنسية بكنيسة العذراء بمهمشة بالقاهرة، وفى سنة 1946م بدأ خدمته بكنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا مصر، وفى سنة 1947م حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، وفى نفس السنة (1947م) تخرج من كلية الضباط الاحتياط، وفي سنة 1946م التحق بالكلية الاكليريكية وتخرج بها سنة 1949م، وعمل في مجال التدريس وفى سنة 1949م تكرس للخدمة وللتدريس بالإكليريكية، وقد تولى رئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد (في اكتوبر (1949م) وحتى رهبنته (في يوليو 1954م)، وفى سنة ۱۹52م اختير رئيسًا لمجلس ادارة بيت مدارس الأحد، ثم استقال منه ليتفرغ للإكليريكية وللخدمة، فى سنة ۱۹۵۳م قام بالتدريس في مدرسة الرهبان بحلوان. في 18 يوليو 1954م ترهب بدير السيدة العذراء (السريان بوادي النطرون باسم الراهب أنطونيوس السرياني، وصار أمينا لمكتبة دير السريان ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، تمت سيامته قسًا يوما 31 أغسطس ۱۹58م بيد أنبا ثاؤفيلس أسقف الدير وقتذاك. وفي يونيو 1959م اختاره البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيرا له. وفى 20 سبتمبر 1962م تمت سيامته أسقفًا للتعليم باسم أنبا شنودة وأسس اجتماعات روحية للوعظ والتعليم بمنطقة دير الأنبا رويس بالعباسية. وفى يناير 1965م أصدر العدد الأول من مجلة 'الكرازة"، وفى سنة 1966م أصبح عضوًا بنقابة الصحفيين. بعد نياحة البابا كيرلس السادس يوم ۹ مارس ۱۹۷۱م، تم ترشيحه للجلوس على الكرسي البابوي، وكان ضمن الثلاثة الذين اختيروا بالانتخاب يوم 26 أكتوبر 1971م. وفي يوم الأحد 31 أكتوبر ۱۹۷۱م تم اختياره بالقرعة الهيكلية، وفي يوم الأحد 14 نوفمبر ۱۹۷۱م تم تتويجه وتجليسه على الكرسى البابوي. فى فبراير 1991م اختير رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي عن الارثوذكس الشرقيين والشرق الأوسط، وفى 8 نوفمبر 1994م اختير رئيسًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وتجدد انتخابه لمرة ثانية سنة 1998م، ولمرة ثالثة 2003م. قام بعدد 104 رحلة خارج مصر لأهداف رعوية ومسكونية للعديد من الدول في قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأستراليا. البابا شنودة الثالث وقام بسيامة أول بطريرك لإريتريا وهو أبونا فيلبس الأول ۱۹۹۸ م، كما قام بسيامة أبونا أنطونيوس الأول بطريركًا لإريتريا 2004م. وقام بسيامة 117 مطرانًا وأسقفًا وخور ايبسكوبوس، وكذلك سيامة ۱۰۰۱ كاهن للقاهرة والاسكندرية وبلاد المهجر، وقام بعمل الميرون المقدس سبع مرات. وفي سنة 1973م أحضر إلى مصر رفات القديس أثناسيوس الرسولي، وصدرت في عهده بعض اللوائح، منها: لائحة المجمع المقدس (1985م)، ولائحة المكرسات(1991م). وفى 25 مايو 1980م أسس أسقفية لخدمة الشباب، وفى 1976م تأسست أسقفية عامة لشئون إفريقيا، وفى 1995م تأسست أسقفية للكرازة، وأسس معهد الرعاية والتربية 1974م، ومعهد الكتاب المقدس 1974م، وفي عهده تم انشاء المقر البابوي بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية وتأسست في عهده مراكز ومؤسسات علمية وثقافية، منها: المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسى، (۲۰۰۸م)، ومركز البابا شنودة للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات (۱۵) نوفمبر ۲۰۰۰م)، ومؤسسة مار مرقس لدراسات التاريخ القبطى (۱۹۹۸م)، وانطلقت في عهده قنوات فضائية قبطية: قناة آغابي (2005م)، وقناة سي تي في (ctv) (۲۰۰۷م)، وقناة لوجوس (2010م)، وقناة مار مرقس میسات) (2011م). وأسس إيبارشيات جديدة بمصر وبلاد المهجر. وبالرغم من مسؤولياته العديدة والمتنوعة إلا أنه كان يقضى ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم فى عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات وإنشاء العديد من الأديرة القبطية داخل وخارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت وقام قداسته بافتقاد إيبارشيات مصر والخارج عدة مرات وكذلك افتقاد كنائس مصر وبلاد المهجر، وافتقاد الأديرة داخل مصر وخارجها والعديد من الاتفاقيات المسكونية والمؤتمرات واللقاءات والحوارات اللاهوتية والمسكونية وكانت له مواقف وطنية كثيرة منها: مساندة القضية الفلسطينية، وقضية القدس ومساندة الوطن خلال حرب 6 أكتوبر 1973م، واستطاع أن يعبر بالكنيسة إلى بر الأمان أثناء القرارات التي أصدرها الرئيس أنور السادات في سبتمبر 1981م ومنها قرار إلغاء تعيينه بابا للإسكندرية، وأقامته الجبرية بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون لمدة أربعين شهرًا، وعاد إلى مقر كرسيه فى يناير ۱۹۸5م.. وفى سنة 2011م أصدرت اللجنة الدائمة" للمجمع المقدس برئاسة قداسته بيانًا بتاريخ 15 فبراير 2011م أكدت فيه تأييدها لثورة 25 يناير 2011م، والإشادة بدور الجيش المصري والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وما أصدره من بيانات. البابا شنودة الثالث مؤلفاته يبلغ عددها نحو 150 كتابًا، وتشمل العديد من المجالات الروحية واللاهوتية والعقائدية وغيرها وتمت ترجمة العديد من مؤلفاته إلى لغات متعددة. كما كانت له مقالات بمجلة الكرازة وجريدة وطني وجريدة الأهرام وجريدة الجمهورية وجريدة أخبار اليوم، ومقالات أخرى بمجلة الهلال، وله نحو 20 قصيدة روحية إلى جانب العديد من أبيات الشعر، وغيرها. تنيح مساء يوم 8 برمهات 1827 ش الموافق 17 مارس 2012، وتم صلاة الجناز على جسده الطاهر الثلاثاء 20 مارس 2012 وسط حضور العديد من ممثلى الكنائس في العالم ورجال السياسة ومئات الآلاف من الشعب المسيحيين والمسلمين. ودفن بمقبرة خاصة بدير القديس الأنبا بيشوي بناء على وصيته، وقد جلس على الكرسي البطريركي لمدة 40 سنة و4 أشهر و4 أيام وبهذا يعتبر سابع البابوات من حيث طول مدة الجلوس على الكرسى المرقسى، وعاش 88 سنة و7 أشهر و14 يوم.