logo
#

أحدث الأخبار مع #المؤسسة_السياسية

الأصوات الإسرائيلية المعارضة لحرب غزة.. هل تضع الاحتلال بمواجهة مع المجتمع الدولي؟
الأصوات الإسرائيلية المعارضة لحرب غزة.. هل تضع الاحتلال بمواجهة مع المجتمع الدولي؟

الغد

timeمنذ 17 ساعات

  • سياسة
  • الغد

الأصوات الإسرائيلية المعارضة لحرب غزة.. هل تضع الاحتلال بمواجهة مع المجتمع الدولي؟

محمد الكيالي اضافة اعلان عمان – في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تشتد الاتهامات الموجهة للاحتلال بارتكاب أعمال ترقى لمستوى الإبادة الجماعية، وتكريسها نهجا يقوم على العنف الممنهج والتدمير الواسع.ولم يعد هذا الاتهام حكرا على الأصوات الدولية أو النشطاء الحقوقيين، بل بات يتردد أيضا على لسان شخصيات إسرائيلية بارزة من داخل المؤسسة السياسية والعسكرية السابقة، ما يكشف عن تصدعات داخلية تعكس حالة ارتباك عميقة في بنية القرار الإسرائيلي.ويعكس تنامي هذه الأصوات المعارضة قلقا حقيقيا من أن استمرار الحرب بمظاهرها الحالية لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يضع الكيان بمواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي ويقوض سرديتها التقليدية كدولة ديمقراطية تنتمي إلى الفضاء الغربي.ومع تراجع التأييد الدولي بخاصة من بعض القوى الأوروبية، تحاول بعض النخب الإسرائيلية التنصل من سياسات حكومة نتنياهو سعيا لدرء المحاسبة القانونية وحماية صورة الدولة.في هذا السياق، أكد مراقبون أن جزءا من هذه التصريحات ليس نابعا من دافع أخلاقي بحت، بل من حسابات سياسية دقيقة تهدف لعزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتحميله منفردا تبعات الحرب تفاديا لاتهام دولة الاحتلال كمؤسسة سياسية بارتكاب جرائم حرب.مساع لعزل نتنياهوسياسيا وقانونياورأى المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. منذر الحوارات، أن التصريحات المتزايدة داخل الاحتلال والتي تندد بما يجري في قطاع غزة وتنتقد أداء حكومة بنيامين نتنياهو، تحمل بطياتها مؤشرات سياسية عميقة قد تؤثر على مستقبل الحكومة الإسرائيلية ومسار أي اتفاق محتمل، لاسيما في ما يتعلق بصفقة التبادل مع حركة حماس.وأوضح، أن هذه المواقف تعكس بداية تصدع في الإجماع الداخلي حول استمرار الحرب خصوصا في أوساط النخب العسكرية، وقد تمتد لتشمل قطاعات سياسية وإعلامية يهودية بدأت تصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية.وفي الوقت ذاته، شدد 'على ضرورة فهم هذه التصريحات ضمن سياقها السياسي، فهي ليست تعبيرا عن صحوة أخلاقية بقدر ما هي محاولة مدروسة لعزل نتنياهو عن الكيان الصهيوني'.وأضاف الحوارات أن هناك جهات داخل الاحتلال تحاول التمايز أخلاقيا عن سياسات رئيس الحكومة، بهدف حماية الدولة من المحاسبة أمام المحاكم الدولية، وخصوصا المحكمة الجنائية الدولية.وقال 'يجري هذا التمايز عبر تحميل نتنياهو وحده مسؤولية الجرائم لتفادي اتهام دولة الاحتلال ككيان سياسي'.وأشار إلى أن هذه الجهود تُدار بمهارة سياسية عالية والهدف منها تقويض شرعية نتنياهو داخليا تمهيدا لإزاحته، إما عبر انتخابات مبكرة أو من خلال إعادة تشكيل الائتلاف الحكومي.ولفت الحوارات إلى أن هذا التوجه يحظى باهتمام خاص من قوى دولية، خاصة داخل الولايات المتحدة، التي بدأت تراجع دعمها غير المشروط لحكومة نتنياهو في ظل تزايد الخلافات بين القيادة العسكرية والحكومة السياسية.ونبه إلى أن هذه التصريحات لا تعبر بالضرورة عن تحول أخلاقي في مواقف المؤسسة الإسرائيلية، بل هي جزء من إعادة تموضع سياسي يهدف لإنقاذ صورة الدولة دوليا، والتأكيد على قدرتها على محاسبة المسؤولين داخليا دون الحاجة إلى تدخل القضاء الدولي.وشدد الحوارات على أن كل هذه التحركات تصب في اتجاهين: الأول عبر دفع نتنياهو نحو التراجع أو الخروج من المشهد السياسي؛ والثاني عبر التمهيد لعقد صفقة تبادل شاملة قد تتضمن وقفا طويل الأمد لإطلاق النار، مع ضمانات داخلية بمحاكمة بعض القادة الإسرائيليين لتفادي الملاحقة القضائية الدولية وتأكيد أن دولة الاحتلال قادرة على محاسبة مجرمي الحرب ضمن أطرها القضائية الخاصة دون تدخل من محاكم دولية.أزمة داخلية لدى الكيانبدوره، أشار الباحث والمحلل السياسي جهاد حرب، إلى أن التصريحات المتكررة التي تصدر عن عدد من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين السابقين، تعكس بوضوح عمق الأزمة التي تمر بها دولة الاحتلال في ما يتعلق بمواصلة حربها الجارية.ولفت إلى أن هذه المواقف تُظهر تراجع الثقة الداخلية خصوصا مع تنامي الانطباع بأن دوافع الحرب لم تعد دفاعية، بل أصبحت مرتبطة بطموحات ومصالح شخصية لنتنياهو.وأوضح حرب أن نظرة المجتمع الإسرائيلي إلى هذه الحرب بدأت تتبدل، حيث لم تعد تُعد حربا عادلة أو ضرورية لأمن المواطنين ولا حتى عملا انتقاميا مبررا لما وقع في 7 أكتوبر 'تشرين أول'.واعتبر أن هذا التحول في المزاج الشعبي ينعكس بزيادة الانتقادات الموجهة لنتنياهو والتي قد تمثل بداية لتحرك مجتمعي أوسع ضد الحكومة الحالية.وأضاف حرب أن ما يميز هذه التصريحات ليس فقط مضمونها بل الجهة التي تصدر عنها.وقال إنها 'جاءت على لسان شخصيات بارزة سبق أن كانت جزءا من البنية الرسمية لدولة الاحتلال ومن أصحاب القدرة على التأثير في الخطاب السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية'.ويرى حرب أن هذه الأصوات تعكس قلقا داخليا حقيقيا، بخاصة في ظل تراجع المكانة الأخلاقية لإسرائيل على الساحة الدولية.وتابع أن هذا الانحدار في صورة الكيان الصهيوني بات واضحا مع التغير في مواقف عدد من الدول وخصوصا الأوروبية منها، التي بدأت تعيد النظر في دعمها غير المشروط.وقال 'مع هذا التغير، يُتوقع أن تتزايد انتقادات النخبة الإسرائيلية السابقة للحكومة، ليس بدافع التعاطف مع الجانب الفلسطيني وإنما انطلاقا من الخشية على مصير الاحتلال السياسي والدبلوماسي'.وأكد حرب أن ما يقلق هذه النخبة هو فقدان الاحتلال لصورتها كدولة تنتمي إلى المنظومة الغربية تتبنى القيم الليبرالية والديمقراطية وتحظى بقبول عالمي، لتجد نفسها في موقع الدول التي لا تشارك الغرب مفاهيمه، وربما تصبح عرضة للعزلة أو الملاحقة كما هو حال دول العالم النامي وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لما كانت تعده دولة الاحتلال أحد أهم أعمدة شرعيتها الدولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store