أحدث الأخبار مع #المركزالسعوديلكفاءة

سعورس
منذ 10 ساعات
- علوم
- سعورس
السعودية على منصات التتويج
وقد بدأت النتائج الملموسة لهذه الرؤية تتجلى في أرقام ومؤشرات لافتة، من أبرزها الكم المتزايد من الجوائز الدولية التي نالتها المملكة، والتي لم تأتِ في سياق دبلوماسي أو مجاملة بروتوكولية، بل كانت اعترافًا دوليًا بالمنجزات التي حققتها مؤسسات سعودية وأفراد موهوبون نافسوا وتفوقوا عالميًا. هذه الجوائز صدرت عن منظمات أممية وهيئات أكاديمية ومؤتمرات اقتصادية وثقافية كبرى، ومناسبات بيئية وتقنية مرموقة على مستوى العالم. إن تتبع هذه الجوائز ليس مجرد حصر للأوسمة، بل هو قراءة عميقة لوجه المملكة الجديد، وجه يوازن بين الأصالة والتحديث، ويؤكد حضورها المتنامي كشريك عالمي في صناعة المعرفة وتطوير الحلول، في مجالات تبدأ من الطاقة وتصل إلى الذكاء الاصطناعي. فالمملكة اليوم لا تكتفي بالاستيراد أو الاستهلاك، بل تبادر وتبتكر وتسهم في صياغة مستقبل أكثر استدامة وعدالة للعالم. ومن هنا، ننطلق في رحلة عبر أبرز الجوائز العالمية التي نالتها السعودية خلال السنوات الماضية، نستعرض من خلالها نماذج من التميز في قطاعات التعليم، والسياحة، والبيئة، والتقنية، والطاقة، والاقتصاد، والمجالات الإنسانية. رحلة لا توثق حجم المنجزات فحسب، بل تضيء على عمق التحول الوطني، وتؤكد أن الطموح السعودي يواصل تقدمه نحو الريادة العالمية بخطط مدروسة ورؤية شاملة. نحو مستقبل أخضر برزت المملكة في السنوات الأخيرة كقوة صاعدة في مجال الاستدامة البيئية، مستندة إلى رؤية 2030 التي وضعت حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي في صميم أولوياتها. وقد تُوّج هذا الالتزام بجملة من الجوائز العالمية التي عززت موقع المملكة على خارطة العمل البيئي الدولي. ففي عام 2022، حصد المركز السعودي لكفاءة الطاقة جائزة "إدارة الطاقة المؤسسية" المرموقة من جمعية مهندسي الطاقة الأمريكية ، وذلك تقديرًا لحملاته الوطنية ومبادراته الفعالة لتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الهدر في مختلف القطاعات.أما الهيئة الملكية للجبيل وينبع، فقد تميزت بإنجازات نوعية في مجال الاستدامة الصناعية، إذ حصلت على عدد من الجوائز أبرزها شهادة "LEED" الذهبية العالمية، إلى جانب جائزة المدينة المنورة للبيئة في فرع " تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر "، نظير جهودها في التوسع الأخضر وتبني نظم صديقة للبيئة في المجمعات الصناعية.كما نال مشروع نيوم اهتمامًا دوليًا واسعًا، وحصد جائزة "مشروع الهيدروجين لعام 2023" عن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، الذي يُعد أحد أكبر المشاريع على مستوى العالم لإنتاج الهيدروجين النظيف، ما يجعله مرشحًا لقيادة تحول عالمي في مجال الطاقة النظيفة. وفي الإطار ذاته، واصلت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة دورها الرائد في دعم الابتكار الأخضر، إذ تُعد من أبرز الجهات التي تقود التحول نحو مصادر طاقة مستدامة داخل المملكة ، وقد لاقت جهودها إشادة من جهات دولية عدة نظير تطويرها لبنية تحتية علمية وتقنية قادرة على تعزيز أمن الطاقة وتخفيف الانبعاثات الكربونية. هذه الإنجازات البيئية المتراكمة لا تعكس فقط نجاح المملكة في تحقيق معايير التميز البيئي عالميًا، بل تؤكد كذلك جدية التزامها بقيادة مبادرات مستقبلية مستدامة تؤثر إيجابًا على الأجيال القادمة إقليميًا ودوليًا. التعليم والبحث العلمي شهد قطاع التعليم والبحث العلمي في المملكة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا برؤية 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي واقتصاد قائم على الابتكار. وقد تُرجمت هذه الجهود إلى إنجازات ملموسة على الساحة الدولية، حيث حصدت المملكة العديد من الجوائز والتكريمات التي تعكس التقدم الكبير في هذا المجال. 1.إنجازات الطلاب في المعارض العلمية الدولية معرض آيسف 2024 ISEF 2024: حقق المنتخب السعودي للعلوم والهندسة إنجازًا غير مسبوق بحصوله على 27 جائزة، منها 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة ، في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة الذي أُقيم في لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية. شارك في المعرض 35 طالبًا وطالبة من مختلف مناطق المملكة، وتمكنوا من التميز بين أكثر من 1700 مشارك من 70 دولة حول العالم. امتدادًا لهذا النجاح، واصل المنتخب السعودي تألقه في معرض آيسف 2025 : ISEF 2025 الذي أُقيم في كولومبوس، أوهايو، بحصوله على 23 جائزة دولية؛ منها 14 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة ليؤكد بذلك استمرارية التميز العلمي للطلبة السعوديين في المنافسات الدولية. معرض تايسف : TISF 2024 في العاصمة التايوانية تايبيه، حصد طلاب وطالبات المملكة 9 جوائز كبرى وخاصة في المعرض الدولي العلمي، مما يعكس المستوى العالي للمواهب السعودية في مجالات العلوم والهندسة. 2.جوائز المؤسسات التعليمية والجامعات جائزة الملك عبدالعزيز للجودة: حصلت الشركة الوطنية للتربية والتعليم على هذه الجائزة المرموقة، تقديرًا لجهودها في تعزيز جودة التعليم والتميز المؤسسي، مما يعكس التزامها بتقديم تعليم عالي المستوى يتماشى مع المعايير الدولية. جوائز جامعة الملك فيصل في التعليم الإلكتروني: نالت جامعة الملك فيصل عدة جوائز في مجال التعليم الإلكتروني، منها جائزة الابتكار في التعليم والتدريب الإلكتروني لعام 2023، وجائزة Gartner للابتكار في التعليم لعام 2024، مما يدل على ريادتها في تبني أحدث التقنيات التعليمية. جائزة التميز في تطوير التعليم الجامعي : TAJ احتفلت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالفائزين بجائزة التميز في تطوير التعليم الجامعي لعام 2023-2024، والتي تُمنح في أربع فئات تشمل الأفراد والفرق والكيانات، تقديرًا لجهودهم في تحسين جودة التعليم الجامعي. 3.الجوائز الفردية في التعليم جائزة المعلم العالمية لعام 2025: فاز المعلم السعودي منصور المنصور بجائزة المعلم العالمية التي تبلغ قيمتها مليون دولار، تقديرًا لجهوده في دعم التعليم والعمل الخيري، بما في ذلك مبادراته في تعليم السجناء والأيتام ، مما يجعله أول فائز من دول الخليج بهذه الجائزة المرموقة. 4.جوائز البحث التربوي جائزة حمدان – الألكسو للبحث التربوي المتميز: في دورتها لعام 2024، استحوذت المملكة على النصيب الأكبر من المشاركات، حيث قدم الباحثون السعوديون 103 ترشيحات من أصل 154 مشاركة من 11 دولة عربية، مما يعكس الحضور القوي للمملكة في مجال البحث التربوي. جسور بين الماضي والحاضر لم تقتصر الجوائز العالمية التي حصدتها المملكة العربية السعودية على مجالات العلوم والتعليم، بل امتدت لتشمل السياحة والتراث والثقافة، وهي مجالات تحظى باهتمام كبير ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية، وفتح أبواب المملكة للعالم. 1. منظمة السياحة العالمية: في عام 2023، اختارت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قرية "رجال ألمع" السعودية ضمن قائمة أفضل القرى السياحية في العالم، وذلك لما تحمله من طابع عمراني فريد وقيمة ثقافية وتاريخية كبيرة. ويُعد هذا الاختيار اعترافًا دوليًا بمكانة المملكة كوجهة سياحية ناشئة تتمتع بمقومات متنوعة، من الطبيعة إلى العمارة إلى الموروث الشعبي. 2. اليونسكو: تمكنت المملكة من تسجيل مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، أبرزها واحة الأحساء ومنطقة حمى الثقافية في نجران ، ما يرفع عدد المواقع السعودية المدرجة إلى سبعة. 3. جوائز التميز المعماري والحرفي: في عام 2024، حصل مشروع "بوابة الدرعية" على جائزة أفضل مشروع تطوير ثقافي في الشرق الأوسط خلال "جوائز العقارات الدولية"، بفضل ما يجمعه من احترام للتراث النجدي الأصيل ودمج متوازن مع البنية التحتية الحديثة. كما كرّمت عدة جهات دولية الحرفيين السعوديين ضمن فعاليات "المعرض الدولي للحرف" في باريس ، حيث حصلت الحِرف السعودية على إشادة خاصة من لجنة التحكيم عن دقة الصنعة واستخدام المواد التقليدية بأسلوب عصري. الابتكار وريادة الأعمال برزت المملكة في مجال الابتكار وريادة الأعمال كمحور رئيسي في تحولها الاقتصادي، حيث شهدت السنوات الأخيرة تأسيس بيئة داعمة للمبدعين ورواد الأعمال، من خلال مسرعات الأعمال، وتمويل المشاريع الناشئة، واستضافة المؤتمرات الدولية. وقد تُوجت هذه الجهود بحصول المملكة على جوائز عالمية مرموقة، واعترافات دولية بمكانتها المتقدمة في هذا المضمار. 1.جوائز دولية للمبتكرين السعوديين في عام 2023، حصل فريق سعودي على الميدالية الذهبية في المعرض الدولي للاختراعات بجنيف، عن ابتكار طبي يعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن أمراض القلب، ويُعد هذا المعرض من أكبر وأهم منصات الابتكار العالمية. كما فاز عدد من الطلاب والطالبات السعوديين بجوائز من معرض كوريا الدولي للاختراعات (KIWIE) ، حيث تنوعت ابتكاراتهم بين الحلول البيئية والتقنيات الطبية، محققين بذلك إشادات دولية بأصالة الفكرة وجودة التطبيق. 2.مؤشرات التقدم العالمي في الابتكار وفقًا لمؤشر الابتكار العالمي الصادر عن "المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)" لعام 2024، صُنفت المملكة في المرتبة الثالثة عالميًا في مؤشر تمويل الشركات الناشئة، كما جاءت ضمن الدول الأولى في نمو نشاط الابتكار المؤسسي.وفي مؤشر "أفضل بيئة لريادة الأعمال" الصادر عن البنك الدولي، تقدّمت المملكة إلى المركز ال15 عالميًا، وذلك بفضل تحسينات في أنظمة التراخيص، والتمويل، والبنية الرقمية، وحماية الملكية الفكرية. 3.جوائز للشركات الناشئة السعودية فازت شركة "بركة"، وهي منصة سعودية للاستثمار في الأصول، بجائزة أفضل شركة ناشئة في الشرق الأوسط لعام 2023 خلال مؤتمر "Step Conference" في دبي. كما حصلت شركة "ساري" على جائزة "أسرع نمو في قطاع التقنية المالية" من مؤسسة "Forbes Middle East"، وذلك بعد توسعها السريع في أسواق الخليج وتقديمها حلولًا تقنية مبتكرة لقطاع التموين. كذلك في عام 2024، حصلت شركة "نعناع" السعودية – المختصة بالتوصيل الرقمي للبقالة – على جائزة "الابتكار في تجربة المستخدم" ضمن جوائز الشرق الأوسط للابتكار الرقمي. 4.مبادرات حكومية حصدت التقدير العالمي فازت هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بجائزة "أفضل برنامج حكومي لدعم ريادة الأعمال" في قمة ريادة الأعمال العالمية التي انعقدت في سنغافورة ، وذلك تقديرًا لمبادرات مثل "بوابة التمويل" و"مسرعة النمو". كما حصلت مؤسسة مسك الخيرية على إشادة خاصة من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ، ضمن قائمة المنظمات المؤثرة في تطوير القادة الشباب والمبتكرين في منطقة الشرق الأوسط. إنجازات وطنية مالية وعالمية شهد الاقتصاد السعودي تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، تجسدت نتائجه في عدد من الجوائز والاعترافات الدولية التي تعكس نجاح رؤية 2030 في تطوير وتنويع الاقتصاد الوطني. في عام 2023، حصدت المملكة مكانة متقدمة في تصنيف معهد صناديق الثروة السيادية (SWFI) كأكثر صندوق ثروة سيادي نشاطًا في العالم، حيث سجل صندوق الاستثمارات العامة (PIF) استثمارات ضخمة بقيمة تجاوزت 31 مليار دولار في مختلف القطاعات محليًا وعالميًا ، مما يؤكد دوره المحوري في تعزيز النمو الاقتصادي والتنويع. على صعيد البنية الرقمية الاقتصادية، شهدت المملكة تقدّمًا ملحوظًا في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، حيث حصلت السعودية على جوائز من قمة مجتمع المعلومات العالمي (WSIS+20) التي نظمتها الاتحاد الدولي للاتصالات، تقديرًا لمبادراتها الريادية في تطوير البيئة الرقمية وتعزيز الابتكار الحكومي. كما تواصل المملكة تعزيز استقرارها المالي من خلال جهود البنك المركزي السعودي (ساما) في تبني سياسات نقدية رشيدة، مما ساهم في تعزيز الثقة بالمشهد المالي الوطني في ظل تقلبات الأسواق العالمية. وفي مجال الأسواق المالية، تظل شركة تداول السعودية من بين أكبر البورصات في المنطقة من حيث القيمة السوقية والسيولة، مع استمرارها في استقطاب الشركات الكبرى ودعم مشاريع الطروحات الأولية. تعكس هذه الإنجازات الاقتصادية والمالية التزام المملكة برؤية مستقبلية تستهدف بناء اقتصاد مستدام ومتنوّع يواكب تطورات العالم ويعزز مكانة السعودية على الخارطة الاقتصادية الدولية على خارطة الإنجازات العالمية تمضي المملكة بخطى واثقة نحو بناء مستقبل مشرق يعكس رؤية طموحة ترتكز على الابتكار والتنمية المستدامة. إن الجوائز والاعترافات العالمية التي حصدتها في مختلف المجالات ليست مجرد أوسمة، بل هي تجسيد حي لجهود وطنية متكاملة لبناء اقتصاد متنوع، مجتمع معرفي، وبيئة حضارية متطورة.في المجالات العلمية والتقنية، أثبت السعوديون قدرة متميزة على الإبداع والابتكار، ونجحوا في تحويل الأفكار إلى مشاريع ذات أثر حقيقي على المستويات المحلية والعالمية. أما في الميدان البيئي، فقد استثمرت المملكة مواردها ومبادراتها في الحفاظ على الطبيعة والتوازن البيئي، مما أهلها لنيل جوائز دولية تؤكد مسؤوليتها تجاه كوكب الأرض. ولم تغفل المملكة الجانب الثقافي والتراثي، بل عمدت إلى تعزيز هويتها الوطنية وترسيخ القيم الأصيلة مع انفتاح مدروس على العالم، ليشكل ذلك جسراً بين الماضي والحاضر، ويمنحها مكانة مرموقة في الساحة الثقافية العالمية. وفي قطاع الرياضة، شهدنا تطورًا نوعيًا انعكس في حصول المملكة على جوائز واعترافات عززت من مكانتها كوجهة رياضية عالمية. أما في الاقتصاد والمالية، فقد نجحت المملكة في تحقيق توازن بين استقرار السوق والتطور المالي، ما جذب استثمارات عالمية وأسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وهو ما يتجلى بوضوح في نشاط صندوق الاستثمارات العامة والجهود الحكومية في تعزيز البنية التحتية الرقمية. إن هذه الإنجازات المتعددة تُبرز المملكة كشريك دولي فاعل يمتلك رؤية استراتيجية واضحة وطموحات لا تعرف حدودًا. وتؤكد أن الاستثمار في الإنسان والمعرفة، إلى جانب استثمار الموارد الطبيعية، هو الأساس في بناء مستقبل مستدام ومزدهر. ولأن الجوائز والإنجازات ليست نهاية المطاف، بل نقطة انطلاق، فإن المملكة تتطلع بثقة إلى المستقبل لتواصل مسيرتها نحو مزيد من التميز والريادة، مستندة إلى إرادة شعبها وقوة مؤسساتها ورؤية قادتها الذين جعلوا من التحديات فرصًا والفرص إنجازات.

سعورس
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- سعورس
قطاع الطاقة.. من هيمنة النفط إلى الريادة عالميًا
قفزة نوعية رغم استمرار النفط كمصدر إستراتيجي، تراجع اعتماده في الناتج المحلي لصالح مصادر مستدامة. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، فإن السعودية تسجل واحدة من أسرع نسب النمو في مشاريع الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة. وتهدف المملكة لإنتاج 58.7 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030، تشمل 40 جيجاواط من الشمسية و16 من الرياح. مشاريع مثل محطة " سكاكا" للطاقة الشمسية، ومحطة "دومة الجندل" لطاقة الرياح - التي تنتج 400 ميجاواط وتغذي أكثر من 70 ألف منزل - تجسد هذا التحول. وقد ساهمت المملكة بتحقيق أدنى تكلفة عالمية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (1.04 سنت أمريكي / كيلوواط)، ما يعكس بيئة استثمارية واعدة وكفاءة تشغيلية عالية. الاقتصاد الدائري ضمن التزاماتها المناخية، أطلقت السعودية في قمة العشرين 2020 مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، المبنية على أربعة محاور: التقليل، وإعادة الاستخدام، والتدوير، والتخزين. وقد أنشئت مرافق ضخمة لاحتجاز وتخزين الكربون، إضافة إلى مشاريع رائدة مثل مبادرة "سابك" التي تستثمر الكربون المُعاد تدويره في إنتاج الميثانول. تنظيمات مرنة رؤية 2030 فتحت الأبواب أمام القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع الطاقة، عبر تسهيلات تنظيمية وضمانات تشريعية. تأسست كيانات مثل المركز السعودي لكفاءة الطاقة، والمركز الوطني للطاقة المتجددة، وشركة "شراء الطاقة"، لتشكيل منظومة متكاملة تجذب رؤوس الأموال. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن السعودية من بين أكثر 10 دول جذبًا للاستثمار في الطاقة المتجددة بالمنطقة. تمكين الكفاءات الوطنية لا يقتصر التحول على البيئة والاقتصاد فحسب، بل يمتد لتمكين الكفاءات السعودية، حيث تعمل المحطات بكوادر شابة، معظمها من خريجي برامج التدريب الوطني. وتبرز المرأة السعودية كلاعبة رئيسة في هذا المجال، بعد أن اقتحمت قطاعات كانت حكرًا على الرجال، مثل الهندسة والطاقة البيئية. بدعم من برامج مثل "تمكين المرأة في الطاقة المتجددة"، تتولى سعوديات مناصب قيادية في شركات مثل "أكوا باور" ويُسهمن في تشغيل مشاريع ميدانية كبرى مثل "سدير" و" سكاكا"، وجود المرأة لم يعد استثناءً بل أصبح قاعدة، تؤكد أن قطاع الطاقة المتجددة هو أيضًا منصة لتحول اجتماعي عميق يتماشى مع أهداف الرؤية نحو التمكين والمساواة. ريادة عالمية تسعى السعودية لأن تكون مصدرًا رئيسًا للطاقة النظيفة، وقد أعلنت عن مشروع "الهيدروجين الأخضر" في نيوم ، الأكبر عالميًا، بطاقة إنتاجية 650 طنًا يوميًا بحلول 2026. وتأتي مشاركتها في اتفاقيات دولية مثل "اتفاق باريس للمناخ" لتؤكد التزامها العالمي بالتحول المستدام. التحول الطاقي تعي السعودية أن الانتقال للطاقة النظيفة يتطلب بنية بحثية قوية، فدعمت مؤسسات مثل مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. وتم تدشين برامج بحثية بالتعاون مع الجامعات لتطوير تقنيات البطاريات الحرارية، وتحويل الطاقة الشمسية، وتكنولوجيا احتجاز الكربون، في إطار بناء بيئة علمية وطنية تعزز الابتكار. شراكات عالمية لم يكن التحول الطاقي السعودي ليتم بمعزل عن التعاون الدولي. فقد وقّعت المملكة اتفاقيات مع الصين وكوريا واليابان لنقل وتوطين المعرفة، إضافة إلى عضويتها النشطة في منظمات مثل IRENA. كما أطلقت مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" لتوحيد الجهود الإقليمية في مواجهة تغير المناخ. الطاقة النظيفة التحول في قطاع الطاقة انعكس على جودة الهواء وتقليل التلوث في المناطق الحضرية والصناعية. كما حفّز خلق آلاف الوظائف في مجالات جديدة، وشجع الشباب على التخصص في هندسة الطاقة والاقتصاد البيئي. وجرى تطوير مناهج جامعية لمواكبة هذا التغير. الطاقة السلمية ضمن استراتيجيتها الطاقية، أعلنت السعودية عن برنامج نووي سلمي لتوليد الكهرباء وتحلية المياه. ويجري حاليًا تطوير المفاعل النووي البحثي الأول في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. وقد تعاونت المملكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتطوير البنية التحتية التنظيمية والتقنية، تمهيدًا لبناء أول محطة نووية تجارية، ضمن معايير الأمان وعدم الانتشار. نحو مستقبل شامل تسير المملكة بخطى واثقة نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا لتصدير الطاقة النظيفة. هذا التوجه لا يمثل فقط نجاحًا بيئيًا أو اقتصاديًا، بل هو أيضًا قصة تحوّل ثقافي وعلمي ومجتمعي، تصنع فيه المملكة مستقبلًا مستدامًا لأجيالها القادمة.