logo
#

أحدث الأخبار مع #المسترشد

حدث في 26 رمضان 532 هـ، مقتل الخليفة العباسي منصور بن المسترشد
حدث في 26 رمضان 532 هـ، مقتل الخليفة العباسي منصور بن المسترشد

فيتو

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فيتو

حدث في 26 رمضان 532 هـ، مقتل الخليفة العباسي منصور بن المسترشد

واجهت الدولة العباسية (132 – 656هـ/ 749 – 1258م) بدءًا من القرن الثالث الهجري العديد من الأزمات، بسبب سيطرة البويهيين القادمين من شمال فارس، ثم السلاجقة الذين لجأ إليهم العباسيون لتخليصهم من استبداد البويهيّين. طمع السلاجقة في السيطرة على الإمبراطورية العباسية، ونجحوا في الهيمنة على الخلافة والخليفة، لدرجة أن الخليفة بات تابعًا للسلطان السلجوقي، ولم يعد يتمتع سوى ببعض المظاهر الشكلية، دون سلطة فعلية. ومن بين الخلفاء الذين حاولوا التخلص من السيطرة السلجوقية، الخليفة العباسي الثلاثون المسترشد بالله. الخليفة الثلاثون هو أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي العباسي. كان مولده في بغداد في خلافة جدّه المقتدي سنة (486هـ/1093م)، وخُطب له بولاية العهد، وهو لا يزال صغيرًا. نشأ المسترشدُ باللهِ في رعاية أبيه المستظهر بالله، وكانَ أحبَّ أولادِه إليه.. نال قسطًا وافرًا من العلم على يد مؤدّبِه الخاصّ الشيخ أبو البركات أحمد بن عبد الوهاب السّيبي، وكان السيبي من كبار رجال الحديث في عصره. حفظ المسترشد القرآن الكريم وتعلم الحديث الشريف، وحفظ كثيرا منه، فضلا عن الكثير من أشعار العرب وآدابهم؛ وتمتع بـ"خط بديع، ونثر صنيع، ونظم جيد". في باية عمره، "كان يتنسّك في أول زمنه، ويلبسُ الصوفَ، ويتعبدُ، وختمَ القرآنَ، وتفقّه، لم يكن في الخلفاء مَنْ كتبَ أحسن منه، وكان يستدرك على كُتّابه، ويصلح أغاليط في كتبهم". وظهرت مبكرا رجاحة عقله وشجاعته، وبعد توليه الحكم اهتم المسترشد بالعلم والثقافة، ودعم العلماء والفقهاء، وأمر ببناء دار الحكمة في بغداد، وأنشأ مكتبات ضخمة، وشجع حركة الترجمة ونشر المعرفة، واهتم بالفنون والعمارة.. وفاة الأب توفي والده الخليفة المستظهرُ بأمر الله، في ربيع الآخر من عام (512هـ/1118م)، بعد أن عهد بالخلافة لابنه الفضل، الملقَّب بالمسترشد بالله، وبايعه بالخلافة معظم إخوته وأعمامه وأقاربه وكبار رجال الدولة. العلاقة مع السلاجقة كان سلطان السلاجقة في عهد الخليفة المسترشد بالله هو محمود بن محمد بن ملِكْشَاه، وكان هذا السلطان قد ارتقى السلطنة دون موافقة عمه سنجر بن ملكشاه، الذي كان سلطان خراسان وبلاد المشرق فيما وراء النهرين وكبير الأسرة السلجوقية، لأن محمود لم يقبل بسلطنة أخيه الأصغر؛ بل وتوجّه لقتاله في العراق، وتمكن بالفعل من انتزاع الملك منه في منتصف عام 513هـ، لكن السلطان الأكبر سنجر رفض خروج محمود، فالتقى بجيشه معه في معركة فاصلة في منطقة الري بإيران، وبالفعل انتصر سنجر، إلا أنه تصالح مع ابن أخيه على شروط. وفي العام نفسه تمرَّد الأمير مسعود بن محمد أخو السلطان محمود، وكان أميرا للموصل وأذربيجان وديار بكر، ولكنه تلقى هزيمة سريعة، فاضطر إلى الإذعان لطاعة السلطان محمود. خطط الخليفة العباسي الجديد لاستغلال هذا الصراع السلجوقي الداخلي لصالحه، فبدأ بتكوين جيش قوي، ولم يكن لدى العباسيين مثل هذا الجيش منذ سيطرة البويهيين، ومن بعدهم السلاجقة. وبدأ الخليفة المسترشد في جس نبض قوة السلاجقة، فخرج بنفسه لمواجهة أحد المتمردين من العُربان في العراق، مرتين متواليتين، وكان متحالفًا مع السلاجقة، وتمكن الخليفة المسترشد من هزيمته في المرتين. وفي خطبة العيد في تلك السنة وقف المسترشد على المنبر معرّضًا بالسلطان محمود السلجوقي، بخطبة جاء فيها: "هيهاتَ هيهات كم اخترمت المنية قبلَكم، وساقت إلى الأرماس (الموت) من كان أشدّ منكم ومثلكم"! في ذات الوقت، سعى المنافقون لاستغلال الأمر في إفساد العلاقة مع السلاجقة، وحذّروه من خطورة تحركات الخليفة العباسي، وأهدافه الخطرة، لأن المسترشد "كاتبَ أمراء الأطراف وجميع العرب والأكراد". ليّ ذراع الخليفة قرر السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه اقتحام بغداد، والبقاء بها فترة لإجبار الخليفة على الإذعان له، ومعاقبته على التحركات المضادة للسلاجقة، إلا أن الخليفة حاول مواجهة السلطان ببعض الإجراءات لكنها لم تكن بالقوة الكافية، فقد اعتقد المسترشد أنه بانتصاريه السابقين على متمرد صغير في العراق قادر على مواجهة السلطان السلجوقي صاحب الجيش الأقوى في غرب آسيا. حاول المسترشد منع السلطان محمود من دخول بغداد، فحصَّن حدود العاصمة بالحواجز والمتاريس والخنادق، وأعلن التعبئة العامة، وكان ذلك بالتزامن مع عيد الأضحى لعام 520هـ؛ ما دفع السلطان إلى المسارعة إلى بغداد. في الوقت نفسه، أرسل المسترشد بعض جيشه العباسي إلى جنوب بغداد للاستيلاء على مدينة واسط التي كانت تخضع للسلاجقة، إلا أن أمير الموصل عماد الدين زنكي الذي كان مواليًا للسلاجقة هزم الجيش العباسي في المعركة التي دارت بين الطرفين عند مشارف واسط. ووصل السلطان السلجوقي إلى بغداد، في العشرين من ذي الحجة من عام (520هـ/1127م)، وأرسل إلى الخليفة طالبا منه الإذعان، فرفض المسترشد. اقتحام بغداد أسرع السلطان السلجوقي بدخول بغداد الشرقية، وتلطف مع الخليفة، وحاول أن يقنعه بالتراجع، وتخلل ذلك رميٌ بالسهام بين عامة بغداد الموالين للخليفة وبعض جنودها وبين عساكر السلاجقة. واشتعلت المعركة بين الجانبين، واستمرت عدة أيام حتى جاء يوم عاشوراء من عام (521هـ/1128م)، فهدأت حدتها، بعد نجاح مساعي الصلح بين الخليفة والسلطان، وقَبل السلطانُ هذا الصلح، وارتضى كل ما اقترحه عليه الخليفة، حتى إن ابن الجوزي تعجب من ضعف السلطان محمود، بقوله: "فما رُئي سلطانٌ قد حاصرَ بلدًا فكان هو المُحاصَر إلا هذا"! لكن في حقيقة الأمر أن الذي أذعن للصلح هو الخليفة؛ لأنه برغم الهزيمة المباغتة التي تلقاها الجيش السلجوقي، فإنه طلب المدد من الأمير عماد الدين زنكي بالبصرة، فتغيَّر من سير المواجهة، و"اعتزم السلطان على قتال بغداد، وأذعن المسترشد إلى الصلح فاصطلحوا، وأقام السلطان ببغداد إلى ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين، وأصيب بمرض مفاجئ، فأشير عليه بمغادرة بغداد فارتحل إلى همذان". أطماع سنجر وطغرل في عام (525هـ/1131م) توفي السلطان محمود مخلفًا وراءه ابنه الصغير داود، مما جعل العراق مطمعًا للقوى السلجوقية الأخرى مثل سنجر بن ملكشاه كبير السلاجقة وآخر عظمائها، وإخوة محمود، وفي مقدمتهم طغرل ومسعود وسُلجوقشاه، فرأى هؤلاء أن الإسراع في السيطرة على بغداد، ومبايعة الخليفة لهم، تعني السيطرة على كامل العراق؛ بل دولة السلاجقة في إيران، وربما تكون سببًا في عودة المجد السلجوقي. وأمام هذا الخطر الداهم رأى الخليفة العباسي الاستعانة بفريق ضد الآخر، واختار الأمير مسعود خوفًا من قوة السلطان سنجر. ورغم ذلك انهزم تحالف الخليفة ومسعود أمام سنجر، الذي دعمه في تلك المواجهة أقوى اللاعبين العسكريين في العراق، عماد الدين زنكي ودُبيس بن صدقة، وحاول الرجلان، بالنيابة عن سنجر، التوجه لبغداد بعد هزيمة الخليفة والسيطرة عليها؛ لكن المسترشد أبدى شجاعة فائقة، وثباتًا كبيرا في المواجهة والمدافعة، وهو ما تُوِّج بانتصاره الساحق عليهما. كانت علاقة الخليفة بطغرل، الذي كان مواليًا لعمه القوي السلطان سنجر، سيئة يملؤها الشك؛ لأن طغرل حاول دخول بغداد، والسيطرة على دار المملكة السلجوقية، وفي همذان سنة (526هـ/1132م) جاءته سفارة من الخليفة العباسي المسترشد تشترط عليه عدة شروط، لم يوافق عليها طغرل، وبالتالي تأكد المسترشد أن مصلحته ستكون مع مسعود. شرعنة السلطان مسعود وحين دخل "مسعود إلى بغداد لاحظ سوء رأي المسترشد في السلطان طغرل، فعقد له السلطنة، وشهدت الشهودُ عليهما، وأنزله الخليفة في دار السلطنة، وخطب له في آخر جمعة من المحرّم" من عام (527هـ/1133م). ويبدو أن حماسة المسترشد جعلته مندفعًا لمواجهة كل من يثير غضبه، ففي أواخر عام 526هـ، أعلن الخليفة عداءه للسلطان سنجر؛ بل طرد ابنته التي كانت زوجة أبيه المستظهر من بغداد. صار المسترشد أقوى من الوالي السلجوقي في العراق لأول مرة بعد دخول السلاجقة واستيلائهم على العراق منذ القرن تقريبًا، وهي قوةٌ لا شكَّ أنها هددت نفوذ السلطان مسعود السلجوقي سلطان السلاجقة الجديد. وأصرَّ الخليفة على التوجه للموصل سنة 527هـ لتأديب أميرها عماد الدين زنكي الموالي للسلطان سنجر وانتزاع الموصل منه، وقد تمكن من حصارها بالفعل؛ لكنه فشل في اقتحامها، وفي النهاية عقد مصالحةً مع زنكي مقابل دفع الأخير إتاوة سنوية للخليفة. واصل المسترشد تهديده للسلاجقة في العراق، ففي السنة التالية (528هـ/ 1134م) طلب من مجاهد الدين بهروز الوالي السلجوقي، المعيّن من قِبل السلطان مسعود على العراق ورئيس الأمن بها، أن يرسل إليه مالًا لينفقه على الجيش العباسي، قائلًا له: "أنت مقيمٌ ومعك الأموال فينبغي أن تعطينا منها شيئًا نفرّقه على العسكر"، لكن الموظف السلجوقي رفض طلب الخليفة. فما كان من المسترشد إلا أن أرسل ثانية للوالي السلجوقي، لكنه أرفق مع طلبه هذه المرة قوة عباسية، فاضطر الوالي لإرسال المال. وهكذا أصبح المسترشد أقوى من الوالي السلجوقي في العراق لأول مرة بعد دخول السلاجقة واستيلائهم على العراق منذ نحو 100 سنة. شعر السلطان مسعود السلجوقي بالخطر، فسعى للتخلص من الخليفة أو تحجيم قوته، ورده لوضع أسلافه العباسيين. وزاد من صعوبة الموقف، أن الخليفة أمر في عيد الفطر سنة 528هـ باستعراض الجيش العباسي، فاجتمع أهل بغداد في نادرة من النوادر للاحتفال بهذا الجيش الذي بدا قويًا أنيقًا. وروى المؤرخون أن الخليفة وعلية القوم خرجوا "في زيّ لم يُر مثله من الخيل المجفجفة، والعسكر اللابس، والعدة الحسنة، وكلُّ أمير يُقبلُ في أصحابه بخلعة (هدية) الخليفة، فكان العسكر خمسة عشر ألف فارس سوى من كان غائبا عن البلد، ولم يُر عيد خرج فيه أرباب المناصب إلا هذا". اغتيال الخليفة نقض السلطان مسعود اتفاقه مع الخليفة، فكان رد الفعل المباشر لهذا هو قطع الخطبة له في بغداد، كما أن السلطان مسعود ضعفت سلطتة 528هـ بعد أن انضم معظم عسكره إلى أخيه طغرل. إلا أن الخليفة المسترشد بالله ما لبث أن دعا مسعودًا إلى القدوم إلى بغداد يعيده إلى منصبه، فلبى مسعود دعوته، وكان هدف الخليفة هو الاستفادة قدر الإمكان من نزاع السلاجقة لإضعافهم، ولهذا أخذ يحرض السلطان مسعود على السير لحرب أخيه طغرل، ولكن السلطان مسعودًا لم يجب طلبه. ثم تجدد الخلاف بين الخليفة المسترشد بالله وبين السلطان مسعود، حيث اكتشف وزير الخليفة خطابًا أرسله طغرل إلى بعض الأمراء الموالين له في بغداد، فقبض الخليفة على أحدهم، بينما لجأ الباقون إلى السلطان مسعود، ورفض أن يسلمهم للخليفة، فغضب المسترشد منه، وأمره بالرحيل عن بغداد فخرج منها في شهر ذي الحجة عام 528هـ. انضم بعض أمراء السلاجقة المنشقين على مسعود إلى الخليفة، وأغراه بعضهم بضعف مسعود على غير الحقيقة؛ لذا اطمأن المسترشد إلى قوته، وإلى الأمراء المنشقين، وكانوا أصحاب مكانة ونفوذ، وحلُم المسترشدُ باسترداد العراق كاملة ولربما إيران، وعودة المجد العباسي؛ فخرج إلى معركة فاصلة أمام السلطان السلجوقي في إيران. التقت قواته بجيش السلطان مسعود، فغدر به الأمراء الأتراك وأتباعهم وانسحبوا من جيشه، وانضموا إلى جيش السلاجقة، فانهزم جيش الخلافة، ووقع الخليفة نفسه في الأسر، مع خواصه، فحبسهم السلطان مسعود بقلعة قرب همذان. وذكر ابن كثير أنه حين بلغ خبر أسر الخليفة بغداد، انزعج الناس وحثوا على رءوسهم التراب في الأسواق، وبكوا وضجّوا، وخرجت النساء حاسرات يندبن الخليفة، ومنعوا الصلاة والخطبة وكسروا منابر الجوامع. وكان لرد الفعل العنيف تأثيره البالغ؛ نظرًا للمكانة العالية للخليفة العباسي في النفوس. لذا نصح السلطان سنجر ابن أخيه مسعود بإعادة الخليفة إلى بغداد معزّزا مكرّمًا، واستحثّه "على الإحسان إلى الخليفة، وأن يبادر بردّه إلى وطنه، وإرسال جيش ليكونوا في خدمة الخليفة إلى بغداد". وأمام هذا الضغط الشعبي لم يجد السلطان بُدًّا من إعادة الخليفة لبغداد. لكن هذا الصلح كان مقابل شروط قاسية على الخليفة، وهي دفع جزية للسلطان، وتصفية الجيش، وتحديد إقامته في بيته. ووسط انشغال الجميع بترتيبات إعادة الخليفة إلى بغداد، تسلل إلى سرادق الخليفة، في قلعة مراغة، على أبواب أصبهان، رجال من "الحشاشين"، فقتلوه، عن عمر ناهز 43 عامًا، طعنا بالخناجر والسكاكين بعد قطع أنفه وأذنيه، وذلك عام 529 هـ/ 1135 م. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store