logo
#

أحدث الأخبار مع #المستلزمات_الرياضية

كيف تعيد الرؤية الاستراتيجية رسم ملامح قطاع تجارة التجزئة للمستلزمات الرياضية في الشرق الأوسط
كيف تعيد الرؤية الاستراتيجية رسم ملامح قطاع تجارة التجزئة للمستلزمات الرياضية في الشرق الأوسط

الرياض

timeمنذ 10 ساعات

  • أعمال
  • الرياض

كيف تعيد الرؤية الاستراتيجية رسم ملامح قطاع تجارة التجزئة للمستلزمات الرياضية في الشرق الأوسط

يشهد قطاع التجزئة للمستلزمات الرياضية في الشرق الأوسط تحولاً هاماً تقوده وتيرة السوق المتسارعة، وتغير سلوك المستهلك، إلى جانب التقدم التكنولوجي المستمر. فبعد أن كان هذا القطاع يعتمد على تجارب الشراء التقليدية، بات اليوم ساحة للابتكار، تغذيها موجة متنامية من الاهتمام بالصحة والعافية، وشراكات العلامات التجارية الواعية، إضافة إلى الصعود اللافت للتجارة الإلكترونية. وقد فتحت هذه التحولات المجال أمام الشركات الطموحة ذات الرؤية الواضحة والقدرة على مواكبة إيقاع السوق المتغير، لتعيد رسم ملامح التجربة الرياضية في المنطقة. الاهتمام بالصحة والعافية: من أسلوب حياة إلى محرك اقتصادي قبل الخوض في نتائج هذا التحوّل، من المهم التوقف عند أبعاده الجوهرية؛ إذ يتجه الأفراد في المنطقة بشكل متزايد نحو نمط حياة أكثر نشاطًا، واضعين الصحة والرفاهية في صدارة أولوياتهم. وقد أفرز هذا التحول المجتمعي طلبًا متزايدًا على المنتجات الرياضية ومستلزمات العافية. وتشير التقديرات إلى أن حجم سوق التجزئة في مجال الصحة والعافية في دولة الإمارات وحدها بلغ نحو 2.75 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 3.7 مليار دولار بحلول عام 2025. ولا تقتصر ملامح هذا التحوّل على الأرقام، بل تتجلى بوضوح في تنامي عدد المبادرات والفعاليات الكبرى ذات الطابع الجماهيري التي تعكس هذا التوجه. من «تحدي دبي للياقة» و«ماراثون الرياض» إلى «ماراثون دبي»، مرورًا بمهرجانات العافية التجريبية في العلا والمخيمات الجبلية في حتا، أصبح مجال الصحة والعافية اليوم محورًا أساسيًا في طريقة تفاعل الناس مع مجتمعاتهم وتواصلهم مع ذواتهم. وتُعد مهرجانات مثل 'سول دي إكس بي' في دبي و'برد أبوظبي" من أبرز الفعاليات التي تحتفي بالتمازج بين الرياضة والثقافة الحضرية والموسيقى والعافية. وتُبرز هذه الفعاليات الديناميكية كيف تتقاطع ثقافات الشباب والموضة والرياضة لتشكّل منظومة متكاملة، تسهم في ترسيخ معايير جديدة لتفاعل العلامات التجارية مع جمهورها المستهدف. وبالنسبة للشركات وتجار التجزئة، يُمثل هذا المشهد المتطور فرصة فريدة لإعادة تعريف علاقتهم بالمستهلكين، من خلال تقديم تجارب تتجاوز حدود المعاملات التقليدية. فالعلامات التجارية التي تنجح في مواكبة هذا الأسلوب الحياتي الجديد2، وتعكس قيمه في عروضها ورسائلها، ستكون الأقدر على بناء روابط أعمق مع جمهور واعٍ ومتطلب، وتأكيد موقعها الريادي في سوق يتغير بوتيرة غير مسبوقة. بناء النمو من خلال الشراكات الاستراتيجية وفي صميم هذا التحوّل، تبرز الشراكات بين الجهات الإقليمية والدولية كأحد المحركات الأساسية للنمو والابتكار؛ إذ تتيح هذه التحالفات للعلامات التجارية تقديم عروض أكثر تنوعًا، تواكب أسلوب الحياة وتعكس تطلعات المستهلكين. وتعكس هوية "جي أم جي" ارتباطًا راسخًا بالتغيرات الديناميكية التي تشهدها الأسواق. وبفضل حضورها القوي عبر أكثر من 550 متجراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا وهونغ كونغ، يستند نمو المجموعة إلى شراكات حصرية مع أكثر من 90 علامة تجارية عالمية مرموقة، من بينها "نايكي"، و"تيمبرلاند"، و"كولومبيا"، و"جيه دي سبورتس". كما يعزز هذا النمو إطلاق مفاهيم تجارية محلية مثل "صن آند ساند سبورتس"، التي تلبي احتياجات العملاء في المنطقة. لطالما مثلت الشراكات الاستراتيجية أساساً مهماً في توسعنا. فقد ساعدتنا علاقتنا الممتدة لأكثر من أربعة عقود مع "نايكي" على أن نصبح من أكبر وأقدم موزعيها على مستوى العالم، الأمر الذي مكننا من تقديم منتجات عالية الجودة تتميّز بالابتكار والأداء لمجتمعاتنا. كما تمهّد شراكتنا الجديدة مع مجموعة "فريزر" البريطانية الطريق لإطلاق علامة "سبورتس دايركت" في الشرق الأوسط، في خطوة تعكس التزامنا بتوفير تجارب تسوق عالمية تتناسب مع احتياجات السوق المحلية. وتتماشى هذه الجهود مع رؤيتنا في أن نكون الشركة الرياضية الرائدة في جميع الأسواق التي نعمل فيها، من خلال تقديم منتجات وتجارب مبتكرة تُلهم العملاء وتلبّي تطلعاتهم. ومن خلال التعاون مع شركائنا، نعمل على إعادة تشكيل تجربة البيع بالتجزئة بما يتماشى مع أولويات المستهلكين في المنطقة، الذين يُقدّرون التميّز والموثوقية، ويتطلعون إلى علاقات أكثر عمقًا وشفافية مع العلامات التجارية التي يختارونها. وفي هذا السياق، لا تقلّ الشراكات المحلية أهمية عن الشراكات الدولية؛ فقد بدأنا نشهد تنامي مفهوم "تجزئة القيمة" وزيادة الاهتمام بالمنتجات والمفاهيم ذات المنشأ المحلي. ويساهم هذا التوجه في تعزيز قدرتنا على الاستجابة بشكل أسرع وأكثر دقة لاحتياجات المجتمعات، من خلال التعاون مع علامات تجارية محلية تواكب تطلعات المستهلك. في المحصلة، يتوقف مستقبل قطاع التجزئة على تحقيق توازن فعّال بين الخبرات العالمية والفهم العميق للسوق المحلي. يعيد هذا التوازن رسم ملامح القطاع وفق معايير جديدة ترتكز على التحوّل الرقمي، ومفاهيم العافية، وتقديم تجارب استهلاكية تحمل قيمة حقيقية ومستدامة. التجارة الإلكترونية تعيد تشكيل تجربة المستهلك يشكّل النمو السريع للتجارة الإلكترونية نقطة تحوّل رئيسية في قطاع التجزئة الرياضية على مستوى المنطقة. في عام 2024، ارتفع متوسط قيمة الطلب الواحدة (AOV) إقليميًا من 30 دولارًا في 2023 إلى 35.6 دولارًا. كما قفز المعدّل في الإمارات من 89 إلى 102 دولار، وفي السعودية من 49.6 إلى 52.5 دولار، ما يعكس قوة الإنفاق الاستهلاكي في المنطقة. وقد سجّل سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموًا تجاوز 30% في عدد الطلبات عبر الإنترنت. تصدّرت السعودية والإمارات هذا النمو من حيث قيمة البضائع الإجمالية، مع توقّعات بمزيد من التوسّع في عام 2025. لكن الراحة وحدها لم تعد كافية. فالمستهلك اليوم يتوقع تجربة متكاملة وسلسة تجمع بين العالمين الرقمي والفعلي. القدرة على تصفّح المنتجات عبر الإنترنت، وتجربتها في المتجر، ثم اختيار التوصيل إلى المنزل أو الاستلام من المتجر أصبحت من المعايير الأساسية. والعلامات التجارية التي تنجح في تقديم مثل هذه التجربة متعددة القنوات هي الأقدر على بناء علاقات طويلة الأمد وذات مغزى مع عملائها. ولا يقلّ التخصيص أهمية عن التكامل. فمع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، تتصدّر العلامات التجارية التي تقدّم تجارب مصمّمة خصيصًا لتفضيلات المستخدمين المشهد. وفي قطاع التجزئة الرياضية، يتجلى ذلك في توقّع احتياجات العملاء، واقتراح منتجات تتماشى مع أهدافهم الرياضية، وصياغة رحلات تسوّق ذات طابع شخصي يشعرهم بالتقدير والتحفيز. وفي منطقة باتت فيها العافية أسلوب حياة وليس مجرّد توجه عابر، أصبحت هذه التجارب عاملًا أساسيًا في طريقة تسوّق الناس وتفاعلهم مع العلامات التجارية. مستقبل تجارة التجزئة الرياضية في الشرق الأوسط يشهد سوق الملابس والمستلزمات الرياضية في الشرق الأوسط نموًا متسارعًا، إذ ارتفعت قيمته من 5 مليارات دولار في عام 2020 إلى توقّعات بوصوله إلى 17 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركّب يتجاوز 6%. لكن هذا النمو لا يقتصر على بيع المزيد من المنتجات، بل يتمثل في بناء منظومة مترابطة تدعم مختلف جوانب حياة المستهلك — من الصحة واللياقة، إلى الانخراط المجتمعي وتحقيق الأداء الأمثل. وقد بدأت ملامح هذا التحوّل تتجلّى بشكل واضح؛ إذ تستثمر حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير في تطوير البنية التحتية الرياضية، من ملاعب ومراكز تدريب، إلى استضافة فعاليات كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم وسباقات الفورمولا 1. وتسهم هذه الاستثمارات ليس فقط في تحفيز النمو الاقتصادي، بل أيضًا في إعادة تشكيل مشهد تجارة التجزئة في المنطقة. مع ذلك، فإن هذا التحوّل لا تقوده جهة واحدة بمفردها؛ بل هو نتاج جهد جماعي تتداخل فيه أدوار القطاعين العام والخاص، بما يشمل العلامات التجارية، والحكومات، وروّاد الابتكار، والمستهلكين أنفسهم. والشركات القادرة على قيادة المرحلة المقبلة في قطاع التجزئة الرياضية ستكون هي التي تتبنى نهج التعاون، وتستثمر في التقنيات الحديثة، وتلتزم بقيم العافية والاستدامة. فالمستقبل، في نهاية المطاف، لن يكون حكرًا على من يتكيّف مع التغيير فحسب، بل على من يسهم في صناعته وقيادته بفعالية. *نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة جي أم جي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store