أحدث الأخبار مع #المصريونالقدماء


رائج
منذ 10 ساعات
- صحة
- رائج
ما هي أضرار الملح؟.. معلومات وحقائق مهمة وبدائل صحية
يحل علينا أسبوع التوعية بالملح خلال شهر مايو كل عام، ليذكرنا بأهمية إدراك الدور الحقيقي للملح في حياتنا وكيفية إدارة استهلاكنا له بشكل صحي. ففي حين أننا جميعا نعرف الملح كعنصر أساسي لا غنى عنه على موائدنا وكتوابل رئيسية تضفي النكهة على وجباتنا اليومية، إلا أن قلة منا تدرك تمام الإدراك فوائد وأضرار هذا المكون البسيط في الحفاظ على صحتنا ورفاهيتنا العامة. يهدف هذا الحدث السنوي، الذي يمتد على مدار أسبوع كامل، إلى تسليط الضوء على الأهمية التاريخية والغذائية للملح. والأهم من ذلك، يسعى إلى تثقيف الجمهور حول المخاطر الصحية الناجمة عن الإفراط في تناول الملح أو نقصه على حد سواء. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أهم المعلومات والحقائق عن الملح، فوائده وأضراره. بالإضافة إلى التذكير ببدائل الملح التي يمكن من خلالها تقليل الاستهلاك المفرط لهذا المكون. حظي الملح بتقدير كبير عبر الحضارات الإنسانية منذ العصور القديمة، وذلك عندما اكتشفت المجتمعات الأولى فوائده المتعددة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حقائق عن الملح. . يعود تاريخ الملح إلى حوالي 6050 قبل الميلاد، حيث اعتبره الفينيقيون سلعة تجارية ثمينة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. . أدرك المصريون القدماء القيمة الكبيرة للملح واستخدموه في طقوسهم الدينية وقرابينهم، بالإضافة إلى دوره في عملية تحنيط الجثث. . تشير بردية إيبرس المصرية، وهي مخطوطة قديمة تضم معارف طبية عشبية، يعود تاريخها إلى حوالي 1600 قبل الميلاد، إلى استخدامات الملح العلاجية. . اعتمد الإغريق القدماء أيضا على الملح في مختلف العلاجات الطبية. . بحلول القرن السادس الميلادي، ارتفعت قيمة الملح لتضاهي قيمة الذهب، وذلك بسبب ندرته ودوره الأساسي في حفظ الأطعمة وإضفاء النكهة عليها. . لم يبدأ العلماء في إبداء اهتمام أكبر بتأثير الملح على صحة الإنسان البدنية إلا في القرن التاسع عشر. وقد بدأت أبحاثهم في تزويدنا بفهم أعمق لكيفية تأثيره على وظائف أجسامنا المختلفة. . على مر القرون، ظل الملح مكونا غذائيا عالميا أساسيا. ولكن في العصر الحديث، أدت وفرة الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة إلى ظهور مشكلة جديدة تتمثل في الاستهلاك المفرط للملح. . توصي منظمة الصحة العالمية بأن يستهلك البالغون الأصحاء أقل من 2000 ملليغرام من الملح يوميا. أما بالنسبة للأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فيجب عليهم الحد من تناولهم إلى أقل من 1500 ملليغرام يوميا للحفاظ على صحتهم. يمثل فهم المقدار اليومي الموصى به من الملح الركيزة الأساسية في استهلاك هذا المنتج. توصي الإرشادات الصحية البالغين والأطفال الذين تجاوزوا الحادية عشرة من العمر بعدم تجاوز ما يعادل ملعقة شاي واحدة من الملح في اليوم الواحد للاستمتاع بفوائده. ولكن ما هي فوائد الملح؟ تنظيم توازن السوائل يساعد الصوديوم الموجود في الملح الجسم على الحفاظ على توازن السوائل الضروري لوظائف الخلايا والأعضاء. نقل النبضات العصبية يلعب الصوديوم دورا هاما في نقل الإشارات الكهربائية بين الخلايا العصبية، وهو أمر ضروري لوظائف الدماغ والجهاز العصبي. تقلص العضلات يعتبر الصوديوم ضروريا لانقباض واسترخاء العضلات، بما في ذلك عضلة القلب. امتصاص بعض العناصر الغذائية يساعد الصوديوم في امتصاص بعض العناصر الغذائية في الأمعاء الدقيقة. أصبح الإفراط في تناول الملح مصدر قلق صحي متزايد. وقد تأسس أسبوع للتوعية بالملح بهدف معالجة هذه القضية، وتعزيز الوعي بأهمية تحقيق التوازن الصحيح في استهلاكنا للملح ضمن نظامنا الغذائي اليومي. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أضرار الملح؟ ارتفاع ضغط الدم يعد الإفراط في تناول الصوديوم أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى. احتباس السوائل يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الملح إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يسبب تورمًا في الأطراف وزيادة العبء على القلب. الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يرتبط ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الإفراط في الملح بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. تأثير سلبي على الكلى يمكن أن يجهد الإفراط في تناول الملح الكلى ويزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى وأمراض الكلى المزمنة. زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الصوديوم قد يزيد من فقدان الكالسيوم من العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. عند إعداد الطعام في المنزل، من الضروري توخي الحذر الشديد بشأن كمية الملح التي تضيفها إلى أطباقك. جرب أسلوب التقليل التدريجي لكمية الملح المستخدمة في وصفاتك المعتادة، أو استخدام بدائل الملح. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي بدائل الملح؟ الأعشاب والتوابل تعتبر الأعشاب الطازجة والمجففة، مثل البقدونس، الكزبرة، النعناع، الزعتر والأوريجانو. وكذلك التوابل مثل الفلفل الأسود، الكمون، الكزبرة، البابريكا والكركم، خيارات ممتازة لإضافة نكهة وعمق إلى الأطباق. عصير الليمون والخل يمكن لعصير الليمون أو الخل أن يضيف حموضة منعشة تعزز النكهات الطبيعية للطعام. الثوم والبصل يضيف الثوم والبصل نكهة قوية ومميزة عند استخدامهما طازجين أو مطبوخين. الخميرة الغذائية تتميز الخميرة الغذائية بنكهة مالحة وجبنية خفيفة، وهي بديل جيد للجبن المبشور أو بعض أنواع الصلصات. بدائل الملح التجارية قليلة الصوديوم تتوفر في الأسواق بدائل ملح تحتوي على نسبة أقل من الصوديوم أو لا تحتوي عليه على الإطلاق، وغالبا ما تعتمد على كلوريد البوتاسيوم. يجب استخدام هذه البدائل بحذر واستشارة الطبيب خاصة لمن يعانون من مشاكل في الكلى. الخضروات المشوية أو المحمصة يمكن أن تكثف عملية الشوي أو التحميص النكهات الطبيعية للخضروات، مما يقلل من الحاجة إلى إضافة الملح. المرق قليل الصوديوم يمكن استخدام مرق الخضار أو الدجاج قليل الصوديوم كقاعدة للصلصات والأطباق الأخرى لإضافة نكهة دون الكثير من الملح. في النهاية، يمكننا التأكيد على إن الانتباه إلى كمية الملح المتسللة إلى نظامك الغذائي يعد خطوة حاسمة نحو الحفاظ على صحتك. ابدأ بفحص الملصقات الغذائية الموجودة على المنتجات الغذائية بعناية فائقة. فكثير من الأطعمة المصنعة تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم، وهو المكون الأساسي للملح.


سيدر نيوز
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- سيدر نيوز
تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
Join our Telegram الصوم هو أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة، لكنه قديم ويعود لزمن سبق ظهور الإسلام. في ما يلي لمحة تاريخية عن الصوم في بعض أديان المنطقة وحضاراتها. الفراعنة (المصريون القدماء) مارس المصريون القدماء العديد من الطقوس بهدف التقرب من الآلهة ونيل رضاها وشكرها، مثل الاحتفال بأعياد كعيد الربيع وعيد الحصاد وعيد وفاء النيل لتطهير النفوس من الذنوب والأخطاء التي قد تغضب الآلهة، مما يوجب عليهم طلب الغفران ونيل بركات ونعم الآلهة بطقوس مختلفة، ذكر باحثون أن الصوم من بينها. لكن الصوم عند المصريين القدماء مختلف عليه بين علماء الآثار والباحثين، فمنهم من يشير إلى ممارسة طقوس خاصة من قبل الكهنة فقط، وآخرون يتحدثون عن طقوس صوم يمارسها عامة الناس. لكن بينهم من يُبعد صلة تلك الطقوس بالصيام باعتبار أن السياق الذي تمارس فيه لا علاقة له بالصوم كما في الأديان السماوية. كان الصوم، حسب بعض الباحثين، يبدأ من طلوع الشمس إلى غروبه. أما فتراته فيعتقدون أنها مختلفة وتتراوح بين ثلاثة أيام إلى 70 يوماً يمتنع خلالها ممارسوها عن الطعام والشراب والجماع. وفقا للبعض، هناك عيد للصوم مخصص لإرضاء أرواح الأموات المحرومين من الطعام. ويعتقد البعض الآخر أن هناك نوعاً آخر من الصوم لا يسمح فيه بتناول الطعام باستثناء الماء والخضروات لمدة 70 يوماً. الزرادشتية و الإيزيدية (قدماء الفرس والأكراد) كانت الزرادشتية منتشرة في بلاد فارس وما حولها منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. أما في الوقت الراهن فيتوزع معتنقو هذه الديانة في العراق وسوريا وتركيا وإيران والهند وأفغانستان وأذربيجان ومناطق متفرقة أخرى. وتنُسب الزرادشتية إلى زرادشت الذي بقيت أفكاره لفترة طويلة مرجعاً دينياً خلال تلك الحقبة، قبل أن تتراجع مع ظهور ديانات أخرى. وكان الصوم لدى الزرادشتيين محرماً لأنه كان يقلل من طاقة الإنسان على العمل وخوفاً من إصابته بالمرض وبالتالي ترك آثار سلبية على المجتمع. أما الصوم لدى الإيزيديين فهو مقدس ومدته ثلاثة أيام، يبدأ يوم الثلاثاء وينتهي يوم الخميس بحسب تقويمهم. ويسبق التقويم الإيزيدي التقويم الشمسي مدة 11 يوماً، و يسبق الأخير التقويم الغربي بـ 13 يوماً. ويبدأ الصوم بالامتناع عن الطعام عند شروق الشمس ويأكلون بعد المغيب، أما رجال الدين القدماء فكانوا يصومون لمدة ثلاثة أيام متتالية ولا يفطرون إلا في يوم العيد الذي يسمى 'عيد ئيزي'. والصوم عند الإيزيديين نوعان، صوم عامة الناس وصوم النخبة (رجال الدين). ويعفى منه الأطفال والمعاقون عقلياً والمرضى. ويستمر صوم النخبة الذي يلتزم به رجال الدين وبعض الفقراء من أصحاب النذور، أغلب أيام السنة بما فيها أربعينيتا الشتاء والصيف، وهو اختياري وغير ملزم لعامة الناس إلا لمن أراد التعبد والتقرب إلى ربه أكثر. وهناك نوع آخر من الصوم يدعى 'صوم خودان' وهو خاص بالأولياء والنساك ومن أراد ذلك من عامة الناس. وجرت العادة أن يتباهى من يصوم أياماً أكثر. الصوم عند اليهود رغم أن الديانات والمعتقدات والأفكار الدينية ترجع إلى آلاف السنين قبل الميلاد، إلا أن معظم شعوب الشرق الأوسط تعترف بثلاث ديانات تعرف باسم 'الديانات السماوية أو الإبراهيمية'. وتعد الديانة اليهودية أولى الديانات الإبراهيمية، وبحسب كتاب اليهود، التوراة، يجب الصوم فقط في يوم كيبور (الغفران)، وهو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى من سيناء للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة. ويستمر يوم الغفران مدة 26 ساعة وهو 'أقدس أيام الأعياد والشعائر الدينية اليهودية'. في هذا اليوم ينأى فيه اليهود عن ملذات الحياة والأمور الدنيوية ويكرسونه للعبادة ومحاسبة الذات. ويصوم الناس مع غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي تقرباً إلى الله ليغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم. أما المتدينون من اليهود، فيذهبون إلى حائط البراق (حائط المبكى) في جنوبي المسجد الأقصى من أجل الصلاة قبل بدء بالصوم. ومن بين القواعد التي يتبعها اليهود، لا صوم أيام السبت، أو في أيام المهرجانات أو الاحتفالات الدينية، أما يوم الغفران فهو استثناء من هذه القواعد، ولا صوم في شهر نيسان/ أبريل أو للمرضى أو للحوامل. وهناك تفسيرات حديثة لليهودية، توجب على الحاخام أو المعلم أو رجل الأمن أو المسؤولين من أصحاب القرارات، عدم الصوم كي لا يتأثر أداؤهم لواجباتهم. كما أن هناك صوماً آخر غير ملزم وهو اختياري كمن يصوم لنيل مراده أو للتكفير عن خطاياه أو لطلب الرحمة من الرب أو الشكر على نعمة أو غيرها من الأسباب التي لا تستلزم الإعلان عنها من قبل الصائم. الصوم عند المسيحيين الصوم لدى المسيحيين كباقي الديانات هدفه التقرب إلى الله طلباً للمغفرة . وعادة ما تجتمع الصلاة مع الصيام لمن يلتزم به. ويصوم المسيحي محبة بالله ورغبة في التقرّب منه، وجاء في سفر دانيال 'فوجهت وجهي إلى الله السيد طالباً بالصلاة والتضرعات وبالصوم والمسح والرماد'. وللصّوم مكانة كبيرة لدى المسيحيين، فهو ارتباط روحي بالرب والتزام منهم بتعاليم المسيح منذ نشأته حتى ظهوره ثانيةً كدليل إيمان به. لم يحدد الإنجيل أوقاتاً أو شهورأً ثابتة للصيام، بل تقوم كل طائفة أو كنيسة بتحديد موعد الصوم لأتباعها. ولا توجد طريقة أو أوقات محددة للصوم يتبعها المسيحيون في مختلف أنحاء العالم، بل هناك اختلافات بين الطوائف المسيحية. وتحدد الكنيسة موعد الصوم قبل عيد الفصح بأربعين يوماً، وحسب تقاليد كل كنسية. ويمتنع المسيحيون عن تناول الطعام مدة أثنتي عشرة ساعة في اليوم على الأقل، من بداية اليوم وحتى انقضاء المدة، وهذه ليست قاعدة ثابتة، فهناك مسيحيون يصومون وقتاً أطول. الصوم في الإسلام Getty Images يعد الصوم في الإسلام فريضة وركناً أساسياً من أركان الإسلام الخمسة، ويكون في شهر رمضان من كل عام. والصوم في الإسلام هو الإمتناع عن الطعام والشراب والأفعال المسيئة للنفس والآخرين، كما هو بهدف التقرب من الله وكسباً للحسنات فضلاً عن تطهير النفس من الذنوب، فشهر رمضان هو شهر العبادة والصلاة وتلاوة القرآن. ويثبّت القرآن فريضة الصيام في سورة البقرة حيث تقول إحدى آياتها: 'يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتّقون'. ويحدد المسلمون أول أيام رمضان بعد رؤية الهلال ليكون موعد بدء الصوم، الذي يستمر عادة 30 يوماً. وبعدها يأتي عيد الفطر، ويستطيع المسلمون الذين لم يكن بمقدورهم الصوم شهر رمضان أو بعضه لأسباب صحية، أن يعوضوها بعد العيد في أي يوم يناسبهم. وفي عيد الفطر، يتبادل المسلمون التهاني والزيارات وعادة ما يتصالح وقتها المتخاصمون ويفتحون صفحات جديدة. وعدا عن شهر رمضان، هناك مناسبات أو أيام أخرى يصوم فيها المسلمون مثل ليلة النصف من شعبان. Powered by WPeMatico


BBC عربية
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- BBC عربية
تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
الصوم هو أحد أركان الدين الإسلامي الخمسة، لكنه قديم ويعود لزمن سبق ظهور الإسلام. في ما يلي لمحة تاريخية عن الصوم في بعض أديان المنطقة وحضاراتها. الفراعنة (المصريون القدماء) مارس المصريون القدماء العديد من الطقوس بهدف التقرب من الآلهة ونيل رضاها وشكرها، مثل الاحتفال بأعياد كعيد الربيع وعيد الحصاد وعيد وفاء النيل لتطهير النفوس من الذنوب والأخطاء التي قد تغضب الآلهة، مما يوجب عليهم طلب الغفران ونيل بركات ونعم الآلهة بطقوس مختلفة، ذكر باحثون أن الصوم من بينها. لكن الصوم عند المصريين القدماء مختلف عليه بين علماء الآثار والباحثين، فمنهم من يشير إلى ممارسة طقوس خاصة من قبل الكهنة فقط، وآخرون يتحدثون عن طقوس صوم يمارسها عامة الناس. لكن بينهم من يُبعد صلة تلك الطقوس بالصيام باعتبار أن السياق الذي تمارس فيه لا علاقة له بالصوم كما في الأديان السماوية. كان الصوم، حسب بعض الباحثين، يبدأ من طلوع الشمس إلى غروبه. أما فتراته فيعتقدون أنها مختلفة وتتراوح بين ثلاثة أيام إلى 70 يوماً يمتنع خلالها ممارسوها عن الطعام والشراب والجماع. وفقا للبعض، هناك عيد للصوم مخصص لإرضاء أرواح الأموات المحرومين من الطعام. ويعتقد البعض الآخر أن هناك نوعاً آخر من الصوم لا يسمح فيه بتناول الطعام باستثناء الماء والخضروات لمدة 70 يوماً. الزرادشتية و الإيزيدية (قدماء الفرس والأكراد) كانت الزرادشتية منتشرة في بلاد فارس وما حولها منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. أما في الوقت الراهن فيتوزع معتنقو هذه الديانة في العراق وسوريا وتركيا وإيران والهند وأفغانستان وأذربيجان ومناطق متفرقة أخرى. وتنُسب الزرادشتية إلى زرادشت الذي بقيت أفكاره لفترة طويلة مرجعاً دينياً خلال تلك الحقبة، قبل أن تتراجع مع ظهور ديانات أخرى. وكان الصوم لدى الزرادشتيين محرماً لأنه كان يقلل من طاقة الإنسان على العمل وخوفاً من إصابته بالمرض وبالتالي ترك آثار سلبية على المجتمع. أما الصوم لدى الإيزيديين فهو مقدس ومدته ثلاثة أيام، يبدأ يوم الثلاثاء وينتهي يوم الخميس بحسب تقويمهم. ويسبق التقويم الإيزيدي التقويم الشمسي مدة 11 يوماً، و يسبق الأخير التقويم الغربي بـ 13 يوماً. ويبدأ الصوم بالامتناع عن الطعام عند شروق الشمس ويأكلون بعد المغيب، أما رجال الدين القدماء فكانوا يصومون لمدة ثلاثة أيام متتالية ولا يفطرون إلا في يوم العيد الذي يسمى "عيد ئيزي". والصوم عند الإيزيديين نوعان، صوم عامة الناس وصوم النخبة (رجال الدين). ويعفى منه الأطفال والمعاقون عقلياً والمرضى. ويستمر صوم النخبة الذي يلتزم به رجال الدين وبعض الفقراء من أصحاب النذور، أغلب أيام السنة بما فيها أربعينيتا الشتاء والصيف، وهو اختياري وغير ملزم لعامة الناس إلا لمن أراد التعبد والتقرب إلى ربه أكثر. وهناك نوع آخر من الصوم يدعى "صوم خودان" وهو خاص بالأولياء والنساك ومن أراد ذلك من عامة الناس. وجرت العادة أن يتباهى من يصوم أياماً أكثر. الصوم عند اليهود رغم أن الديانات والمعتقدات والأفكار الدينية ترجع إلى آلاف السنين قبل الميلاد، إلا أن معظم شعوب الشرق الأوسط تعترف بثلاث ديانات تعرف باسم "الديانات السماوية أو الإبراهيمية". وتعد الديانة اليهودية أولى الديانات الإبراهيمية، وبحسب كتاب اليهود، التوراة، يجب الصوم فقط في يوم كيبور (الغفران)، وهو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى من سيناء للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة. ويستمر يوم الغفران مدة 26 ساعة وهو "أقدس أيام الأعياد والشعائر الدينية اليهودية". في هذا اليوم ينأى فيه اليهود عن ملذات الحياة والأمور الدنيوية ويكرسونه للعبادة ومحاسبة الذات. ويصوم الناس مع غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي تقرباً إلى الله ليغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم. أما المتدينون من اليهود، فيذهبون إلى حائط البراق (حائط المبكى) في جنوبي المسجد الأقصى من أجل الصلاة قبل بدء بالصوم. ومن بين القواعد التي يتبعها اليهود، لا صوم أيام السبت، أو في أيام المهرجانات أو الاحتفالات الدينية، أما يوم الغفران فهو استثناء من هذه القواعد، ولا صوم في شهر نيسان/ أبريل أو للمرضى أو للحوامل. وهناك تفسيرات حديثة لليهودية، توجب على الحاخام أو المعلم أو رجل الأمن أو المسؤولين من أصحاب القرارات، عدم الصوم كي لا يتأثر أداؤهم لواجباتهم. كما أن هناك صوماً آخر غير ملزم وهو اختياري كمن يصوم لنيل مراده أو للتكفير عن خطاياه أو لطلب الرحمة من الرب أو الشكر على نعمة أو غيرها من الأسباب التي لا تستلزم الإعلان عنها من قبل الصائم. الصوم عند المسيحيين الصوم لدى المسيحيين كباقي الديانات هدفه التقرب إلى الله طلباً للمغفرة . وعادة ما تجتمع الصلاة مع الصيام لمن يلتزم به. ويصوم المسيحي محبة بالله ورغبة في التقرّب منه، وجاء في سفر دانيال "فوجهت وجهي إلى الله السيد طالباً بالصلاة والتضرعات وبالصوم والمسح والرماد". وللصّوم مكانة كبيرة لدى المسيحيين، فهو ارتباط روحي بالرب والتزام منهم بتعاليم المسيح منذ نشأته حتى ظهوره ثانيةً كدليل إيمان به. لم يحدد الإنجيل أوقاتاً أو شهورأً ثابتة للصيام، بل تقوم كل طائفة أو كنيسة بتحديد موعد الصوم لأتباعها. ولا توجد طريقة أو أوقات محددة للصوم يتبعها المسيحيون في مختلف أنحاء العالم، بل هناك اختلافات بين الطوائف المسيحية. وتحدد الكنيسة موعد الصوم قبل عيد الفصح بأربعين يوماً، وحسب تقاليد كل كنسية. ويمتنع المسيحيون عن تناول الطعام مدة أثنتي عشرة ساعة في اليوم على الأقل، من بداية اليوم وحتى انقضاء المدة، وهذه ليست قاعدة ثابتة، فهناك مسيحيون يصومون وقتاً أطول. الصوم في الإسلام يعد الصوم في الإسلام فريضة وركناً أساسياً من أركان الإسلام الخمسة، ويكون في شهر رمضان من كل عام. والصوم في الإسلام هو الإمتناع عن الطعام والشراب والأفعال المسيئة للنفس والآخرين، كما هو بهدف التقرب من الله وكسباً للحسنات فضلاً عن تطهير النفس من الذنوب، فشهر رمضان هو شهر العبادة والصلاة وتلاوة القرآن. ويثبّت القرآن فريضة الصيام في سورة البقرة حيث تقول إحدى آياتها: "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتّقون". ويحدد المسلمون أول أيام رمضان بعد رؤية الهلال ليكون موعد بدء الصوم، الذي يستمر عادة 30 يوماً. وبعدها يأتي عيد الفطر، ويستطيع المسلمون الذين لم يكن بمقدورهم الصوم شهر رمضان أو بعضه لأسباب صحية، أن يعوضوها بعد العيد في أي يوم يناسبهم. وفي عيد الفطر، يتبادل المسلمون التهاني والزيارات وعادة ما يتصالح وقتها المتخاصمون ويفتحون صفحات جديدة. وعدا عن شهر رمضان، هناك مناسبات أو أيام أخرى يصوم فيها المسلمون مثل ليلة النصف من شعبان.