#أحدث الأخبار مع #المصطفياهرام مصر١٧-٠٥-٢٠٢٥منوعاتاهرام مصر❤️🌹 رسول الإنسانية (38) 🌹❤️ محمد واحة الحب الغَنَّاء (23) الشفاعة (6)اليوم نلتقي مع الشفاعة الثامنة للحبيب المصطفي وهي شفاعته في أقوام ماتوا علي الإسلام و أوبقتهم كثرة الآثام فيشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم ليخرجوا من النار إلى الجنة وهي رحمة من رحمات الله لأصحاب الكبائر التائبين ولم ينكرها إلا الخوارج و المعتزلة الذين قضوا بتخليد -من مات علي كبيرة مصراً عليها مع علمه بتحريمها- في النار ولم يفرقوا بينه وبين فرعون وهامان وقارون . وقد روي أبو هريرة أنه لما قضي الله تعالي الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش 'أن رحمتي سبقت غضبي' وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يروي عن رب العزة أنه قال عبدي أذكرك وتنساني أسترك ولا تخشاني لو أمرت الأرض لابتلعتك في بطنها والبحار لأغرقتك في معينها لكني أجلتك لأجل أجلته و لوقت أقّته ولابد لك ولكل نفس من المرور عليَّ والوقوف بين يدي حتي أعد عليك أعمالك وأحصي عليك أفعالك فإذا أيقنت بالبوار وأدركت أنك لابد من أهل النار و أليتك غفراني ومنحتك رضواني وغفرت لك الذنوب والأوزار فمن أجلك أسميت نفسي العزيز الغفار . ولقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله مامن ليلة إختلط ظلامها وأرخي الليل سربال سترها إلا نادي الجليل من أعظم مني جودا والخلائق لي عاصون وأنا لهم مراقب أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني وأتولي حفظهم كأنهم لم يذنبوا فمابيني وبينهم أجود بالفضل علي العاصى و أتفضل علي المسيئ من الذي دعاني فلم ألبه ؟ من الذي سألني فلم أعطه ؟ من الذي أناخ ببابي فنحيته ؟ أنا الفضل ومني الفضل أنا الجواد ومني الجود أنا الكريم ومني الكرم ومن كرمي أن أغفر للعاصين بعض المعاصي ومن كرمي أن أعطي العبد ما سألني وما لم يسألني ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني فأين عني يهرب الخلائق ؟ وأين عن بابي يتنحي العاصون ؟ . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ينزل ربنا في كل ليلة إلي السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر فيقول من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له من يدعوني فأستجيب له (رواه الشيخان ) فسألني صديقي هذا عن التابئين الذين شملتهم شفاعة سيد المرسلين فماذا عن الأشقياء المحرومين يوم الدين ؟؟ فرددت أن الإمام الغزالي قال في كتابه كشف علوم الآخرة ( تأمل حال الخلائق وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا فبينما هم في كربها وأحوالها وقوفا ينتظرون حقيقة أنبائها و تشفيع شفعائها إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب وأطلت عليهم نار ذات لهب وسمعوا لها زفيرا وجرجرة تفصح عن شدة الغيظ والغضب فعند ذلك أيقن المجرمون بالعطب و جثت الأمم علي الركب حتي أشفق الأولياء من سوء المنقلب وخرج المنادي من الزبانية قائلا أين فلان إبن فلان المسوف نفسه في الدنيا بطول الأمل المضيع عمره بقلة العمل ؟ فيبادرونه بمقامع من حديد ويستقبلونه بفظائع التهديد ويسوقونه إلي العذاب الشديد وينكسونه في قعر الجحيم ويقولون له ذق إنك أنت العزيز الكريم و يقال لهخ فاسكنوا دار ضيقة الأرجاء مظلمه المسالك مبهمة المهالك يخلد فيها الأسير ويوقد فيها السعير شرابهم فيها الحميم ومستقرهم الجحيم الزبناية تقمعهم والهاوية تجمعهم أمانيهم فيها الهلاك ومالهم منها فكاك قد شُدت أقدامهم إلى النواصي و اسودت وجوههم من ظلمة المعاصي ينادون بين أكنافها ويصيحون في نواحيها وأطرافها يا مالك قد حق علينا الوعيد يا مالك قد أثقلنا الحديد يا مالك قد نضجت منا الجلود يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود فتقول الزبانية هيهات لات حين أمان ولا خروج لكم من دار الهوان فاخسئوا فيها ولا تكلمون ولو أُخرجتم منها لكنتم إلى ما نُهيتم عنه تعودون فعند ذلك يقنطون وعلى ما فرطوا في جنب الله يتأسفون ولا ينجيهم الندم ولا يغنيهم الأسف بل يُكبون على وجوههم مغلولين طعامهم نار وشرابهم نار ولباسهم نار ومهادهم نار فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع وثقل السلاسل و هم يتجلجلون في مضايقها ويتحطمون في دركاتها ويضطربون بين غواشيها تغلي بهم النار كغلي القدور و يهتفون بالويل والعويل ومهما دعوا بالثبور صُب من فوق رؤوسهم الحميم يُصهر به مافي بطونهم والجلود و لهم مقامع من حديد تُهشم بها جباههم فيتفجر الصديد من أفواههم وتتقطع من العطش أكبادهم وتسيل على الخدود أحداقهم وتسقط من الوجنات لحومهم كلما نضجت جلودهم بُدلوا جلودا غيرها ومع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون قد أُعميت أبصارهم وقُصمت ظهورهم وجُدعت آذانهم وغلت أيديهم إلي أعناقهم و جُمع بين نواصيهم و أقدامهم وهم يمشون على النار بوجوههم ويطأون حسك الحديد بأحداقهم فلهيب النار سار في بواطن أجزائها وحيات الهاويه وعقاربها متشبثة بظواهر أعضائهم هذا بعض ظاهر أحوالهم ) فسألني صديقي أستاذ الجامعة عن المرجع والمآل وما الذي سبق به القضاء في حقنا ؟ فذكرت له علامة يستأنس بها و يصدق رجاءه بسببها وهي أن تنظر إلي أحوالك و أعمالك فإن كلاً ميسر لما خلق له فإن كان يُسر لك سبيل الخير فأبشر فإنك مبعد عن النار و إن كنت لا تقصد خيراً إلا وتحيط بك العوائق فتدفعك ولا تقصد شرا إلا و تيسر لك أسبابه فاعلم أنك من أهل الشقاء فإن دلالة هذا علي العاقبة كدلالة المطر على النبات ودلالة الدخان على النار فقد قال الله تعالي 'إن الأبرار لفي نعيم و إن الفجار لفي جحيم' فأعرض نفسك علي الآية وقد عرفت مستقرك من الدارين والي الملتقى في الغد نكمل حديث الشفاعة فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة و أحشرنا في زمرة الصالحين و ارزقنا صحبة سيد المرسلين محمد بن عبد الله النبي الأمي صادق الوعد الأمين . المستشار : عادل رفاعي
اهرام مصر١٧-٠٥-٢٠٢٥منوعاتاهرام مصر❤️🌹 رسول الإنسانية (38) 🌹❤️ محمد واحة الحب الغَنَّاء (23) الشفاعة (6)اليوم نلتقي مع الشفاعة الثامنة للحبيب المصطفي وهي شفاعته في أقوام ماتوا علي الإسلام و أوبقتهم كثرة الآثام فيشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم ليخرجوا من النار إلى الجنة وهي رحمة من رحمات الله لأصحاب الكبائر التائبين ولم ينكرها إلا الخوارج و المعتزلة الذين قضوا بتخليد -من مات علي كبيرة مصراً عليها مع علمه بتحريمها- في النار ولم يفرقوا بينه وبين فرعون وهامان وقارون . وقد روي أبو هريرة أنه لما قضي الله تعالي الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش 'أن رحمتي سبقت غضبي' وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يروي عن رب العزة أنه قال عبدي أذكرك وتنساني أسترك ولا تخشاني لو أمرت الأرض لابتلعتك في بطنها والبحار لأغرقتك في معينها لكني أجلتك لأجل أجلته و لوقت أقّته ولابد لك ولكل نفس من المرور عليَّ والوقوف بين يدي حتي أعد عليك أعمالك وأحصي عليك أفعالك فإذا أيقنت بالبوار وأدركت أنك لابد من أهل النار و أليتك غفراني ومنحتك رضواني وغفرت لك الذنوب والأوزار فمن أجلك أسميت نفسي العزيز الغفار . ولقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله مامن ليلة إختلط ظلامها وأرخي الليل سربال سترها إلا نادي الجليل من أعظم مني جودا والخلائق لي عاصون وأنا لهم مراقب أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني وأتولي حفظهم كأنهم لم يذنبوا فمابيني وبينهم أجود بالفضل علي العاصى و أتفضل علي المسيئ من الذي دعاني فلم ألبه ؟ من الذي سألني فلم أعطه ؟ من الذي أناخ ببابي فنحيته ؟ أنا الفضل ومني الفضل أنا الجواد ومني الجود أنا الكريم ومني الكرم ومن كرمي أن أغفر للعاصين بعض المعاصي ومن كرمي أن أعطي العبد ما سألني وما لم يسألني ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني فأين عني يهرب الخلائق ؟ وأين عن بابي يتنحي العاصون ؟ . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ينزل ربنا في كل ليلة إلي السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر فيقول من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له من يدعوني فأستجيب له (رواه الشيخان ) فسألني صديقي هذا عن التابئين الذين شملتهم شفاعة سيد المرسلين فماذا عن الأشقياء المحرومين يوم الدين ؟؟ فرددت أن الإمام الغزالي قال في كتابه كشف علوم الآخرة ( تأمل حال الخلائق وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا فبينما هم في كربها وأحوالها وقوفا ينتظرون حقيقة أنبائها و تشفيع شفعائها إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب وأطلت عليهم نار ذات لهب وسمعوا لها زفيرا وجرجرة تفصح عن شدة الغيظ والغضب فعند ذلك أيقن المجرمون بالعطب و جثت الأمم علي الركب حتي أشفق الأولياء من سوء المنقلب وخرج المنادي من الزبانية قائلا أين فلان إبن فلان المسوف نفسه في الدنيا بطول الأمل المضيع عمره بقلة العمل ؟ فيبادرونه بمقامع من حديد ويستقبلونه بفظائع التهديد ويسوقونه إلي العذاب الشديد وينكسونه في قعر الجحيم ويقولون له ذق إنك أنت العزيز الكريم و يقال لهخ فاسكنوا دار ضيقة الأرجاء مظلمه المسالك مبهمة المهالك يخلد فيها الأسير ويوقد فيها السعير شرابهم فيها الحميم ومستقرهم الجحيم الزبناية تقمعهم والهاوية تجمعهم أمانيهم فيها الهلاك ومالهم منها فكاك قد شُدت أقدامهم إلى النواصي و اسودت وجوههم من ظلمة المعاصي ينادون بين أكنافها ويصيحون في نواحيها وأطرافها يا مالك قد حق علينا الوعيد يا مالك قد أثقلنا الحديد يا مالك قد نضجت منا الجلود يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود فتقول الزبانية هيهات لات حين أمان ولا خروج لكم من دار الهوان فاخسئوا فيها ولا تكلمون ولو أُخرجتم منها لكنتم إلى ما نُهيتم عنه تعودون فعند ذلك يقنطون وعلى ما فرطوا في جنب الله يتأسفون ولا ينجيهم الندم ولا يغنيهم الأسف بل يُكبون على وجوههم مغلولين طعامهم نار وشرابهم نار ولباسهم نار ومهادهم نار فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع وثقل السلاسل و هم يتجلجلون في مضايقها ويتحطمون في دركاتها ويضطربون بين غواشيها تغلي بهم النار كغلي القدور و يهتفون بالويل والعويل ومهما دعوا بالثبور صُب من فوق رؤوسهم الحميم يُصهر به مافي بطونهم والجلود و لهم مقامع من حديد تُهشم بها جباههم فيتفجر الصديد من أفواههم وتتقطع من العطش أكبادهم وتسيل على الخدود أحداقهم وتسقط من الوجنات لحومهم كلما نضجت جلودهم بُدلوا جلودا غيرها ومع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون قد أُعميت أبصارهم وقُصمت ظهورهم وجُدعت آذانهم وغلت أيديهم إلي أعناقهم و جُمع بين نواصيهم و أقدامهم وهم يمشون على النار بوجوههم ويطأون حسك الحديد بأحداقهم فلهيب النار سار في بواطن أجزائها وحيات الهاويه وعقاربها متشبثة بظواهر أعضائهم هذا بعض ظاهر أحوالهم ) فسألني صديقي أستاذ الجامعة عن المرجع والمآل وما الذي سبق به القضاء في حقنا ؟ فذكرت له علامة يستأنس بها و يصدق رجاءه بسببها وهي أن تنظر إلي أحوالك و أعمالك فإن كلاً ميسر لما خلق له فإن كان يُسر لك سبيل الخير فأبشر فإنك مبعد عن النار و إن كنت لا تقصد خيراً إلا وتحيط بك العوائق فتدفعك ولا تقصد شرا إلا و تيسر لك أسبابه فاعلم أنك من أهل الشقاء فإن دلالة هذا علي العاقبة كدلالة المطر على النبات ودلالة الدخان على النار فقد قال الله تعالي 'إن الأبرار لفي نعيم و إن الفجار لفي جحيم' فأعرض نفسك علي الآية وقد عرفت مستقرك من الدارين والي الملتقى في الغد نكمل حديث الشفاعة فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة و أحشرنا في زمرة الصالحين و ارزقنا صحبة سيد المرسلين محمد بن عبد الله النبي الأمي صادق الوعد الأمين . المستشار : عادل رفاعي