#أحدث الأخبار مع #المعهدالدوليلمكافحةالإرهابيورو نيوزمنذ يوم واحدسياسةيورو نيوزخبير إسرائيلي: طهران تفاجآت والعملية لم تكن لتتم دون تنسيق مسبق مع واشنطنيتواصل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مع دخول المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران على خط الأزمات المتفاقمة في غزة والبحر الأحمر ولبنان. فبعد سنوات من الحرب المستترة التي اتسمت بالهجمات الإلكترونية والعمليات السرية والضربات المحدودة، يتحول الصراع بين الجانبين إلى مواجهة علنية متسارعة، في ظل تصاعد المخاوف الدولية من البرنامج النووي الإيراني الذي بات يشكّل مصدر تهديد حقيقي في نظر العديد من الدول. وتشير تقديرات خبراء إلى أن إيران أصبحت قاب قوسين من امتلاك سلاح نووي، إذ تمتلك مواد كافية لإنتاج عشرات الرؤوس النووية باستخدام اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ومع تعثر المفاوضات النووية وفشل الجهود الدبلوماسية في كبح جماح طموحات طهران، أطلقت الأمم المتحدة هذا الأسبوع تحذيراً شديد اللهجة بشأن برنامج إيران النووي، ولوّحت بفرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني. وقد بلغ التوتر ذروته يوم الجمعة، حين نفذت إسرائيل ضربات جوية ضد مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وفق ما أعلنت عنه تل أبيب. وردّت طهران بهجوم عبر طائرات مسيّرة وصواريخ أحدثت أضرارا بالغة فيما تقول تل أبيب إنها اعترضتها بنجاح. وبذلك تدخل المنطقة مرحلة دقيقة من التصعيد، يُخشى أن تنزلق إلى نزاع واسع النطاق تتداخل فيه الجبهات وتتبدد فيه حدود الاشتباك. وفي هذا السياق، تحدثت قناة "يورونيوز" إلى الباحث السياسي إيلي كرمون، المتخصص في شؤون الإرهاب والعنف السياسي والأمن الدولي، والذي يشغل حالياً منصب باحث أول في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب وأستاذ في معهد السياسات والاستراتيجية بجامعة ريخمان في هرتسليا، إسرائيل. يقدّم كرمون تحليلاً معمقاً للهجوم الإسرائيلي على إيران، مشيراً إلى أنّ نجاح العملية يعود إلى تحضير استخباراتي طويل الأمد نفذته أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولا سيّما الموساد، وإلى عنصر المفاجأة الذي أربك طهران، التي لم تكن تتوقع ضربة بهذا الحجم قبل بعض اللقاءات الدبلوماسية المقررة. ورغم أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حرص على إبعاد نفسه عن الهجوم، يؤكد كرمون أنّ العملية لم تكن لتتم دون تنسيق مسبق مع الإدارة الأميركية، موضحاً أن واشنطن وعدت بتزويد إسرائيل بالسلاح إذا طال أمد المواجهة واستُنزفت مخازن الذخيرة. ومع اتساع رقعة الاشتباك الإسرائيلي -الذي يشمل جبهات مع حماس في غزة، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان- تُبدي تل أبيب قلقاً من استدامة النزاعات، على الرغم من توافر الإمدادات العسكرية حالياً. ويشير كرمون إلى أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بدعم إسرائيل، وخصوصاً إذا واجهت صعوبات ميدانية في مواجهة تصعيد متعدد الجبهات. ويتوقع كرمون ألا تبقى المواجهة في إطار محدود، مرجّحاً رداً إيرانياً قوياً رغم إصابة مراكز القرار العسكري في طهران بضرر كبير. ويرجّح أن تختار طهران الرد غير المباشر عبر الميليشيات الحليفة لها، كحزب الله أو الحوثيين، بما يوسع رقعة المواجهة الإقليمية. أما على المستوى الدولي، فيرى كرمون أنّ التصعيد الأخير قد يؤدي إلى تغييرات على رقعة التحالفات الجيوسياسية. فروسيا التي تربطها علاقات عسكرية واستراتيجية مع إيران -والتي استخدمت المسيّرات الإيرانية في حربها بأوكرانيا- قد تجد نفسها مضطرة إلى تحديد موقف أكثر وضوحاً، فيما تتابع الصين التطورات بحذر، خاصة بعد أن لعبت مؤخراً دور الوسيط بين طهران والرياض. وتزداد احتمالية التبلور الحاد لمحورين متقابلين: أحدهما يضم إيران وروسيا والصين، والثاني يشمل الولايات المتحدة وإسرائيل. ويختتم كرمون بالإشارة إلى أن تهديد السلاح النووي الإيراني هو العامل الحاسم الذي دفع إسرائيل إلى تنفيذ العملية، معرباً عن أمله في ألا تقدم طهران على استكمال تطوير السلاح النووي، لأن ذلك قد يعني دخول المنطقة مرحلة أكثر خطورة، قد تشمل محاولات تفجيرية لتدمير المشروع العسكري الإيراني قبل استكماله. يشير كرمون إلى أن استهداف مخزون اليورانيوم المخصب في إيران قد ينطوي على مخاطر إشعاعية محلية، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار صحية ونفسية على السكان المدنيين. ويرى الخبير الإسرائيلي أن الضربة الأخيرة لتل أبيب قد تسرّع من تفكك الجبهة الداخلية في إيران، خاصة في ظل وجود معارضة متنامية بين فئة الشباب، وتوترات متصاعدة في المحافظات ذات الغالبية من الأقليات القومية، فضلاً عن تفاقم الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها البلاد بفعل العقوبات المستمرة. وبحسب كرمون فإن هذه الضغوط الداخلية، المترتبة على الضربة، قد تُضعف الحكومة الإيرانية وتزيد من احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية، ما يُشكّل تحدياً إضافياً للنظام السياسي. في المقابل، أعرب الخبير عن قلقه من أن تؤدي الضربة إلى نتيجة معاكسة لما تطمح إليه إسرائيل، عبر دفع إيران لتسريع تطوير برنامجها النووي بذريعة "الدفاع عن النفس" وضرورة امتلاك قدرة ردعية تمنع أي هجوم مماثل في المستقبل. وحول سبل احتواء التصعيد، يوضح كرمون أن بلاده تشترط تفكيك المكوّن العسكري للبرنامج النووي الإيراني كحدّ أدنى لأي تسوية، مشيراً إلى أن الدخول في مفاوضات جدية بوساطة دولية يُعد أمراً ضرورياً لتجنّب انزلاق الوضع إلى صراع إقليمي شامل، قد يجرّ أطرافاً متعددة ويغير معادلات الأمن في الشرق الأوسط لعقود قادمة.
يورو نيوزمنذ يوم واحدسياسةيورو نيوزخبير إسرائيلي: طهران تفاجآت والعملية لم تكن لتتم دون تنسيق مسبق مع واشنطنيتواصل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مع دخول المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران على خط الأزمات المتفاقمة في غزة والبحر الأحمر ولبنان. فبعد سنوات من الحرب المستترة التي اتسمت بالهجمات الإلكترونية والعمليات السرية والضربات المحدودة، يتحول الصراع بين الجانبين إلى مواجهة علنية متسارعة، في ظل تصاعد المخاوف الدولية من البرنامج النووي الإيراني الذي بات يشكّل مصدر تهديد حقيقي في نظر العديد من الدول. وتشير تقديرات خبراء إلى أن إيران أصبحت قاب قوسين من امتلاك سلاح نووي، إذ تمتلك مواد كافية لإنتاج عشرات الرؤوس النووية باستخدام اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ومع تعثر المفاوضات النووية وفشل الجهود الدبلوماسية في كبح جماح طموحات طهران، أطلقت الأمم المتحدة هذا الأسبوع تحذيراً شديد اللهجة بشأن برنامج إيران النووي، ولوّحت بفرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني. وقد بلغ التوتر ذروته يوم الجمعة، حين نفذت إسرائيل ضربات جوية ضد مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وفق ما أعلنت عنه تل أبيب. وردّت طهران بهجوم عبر طائرات مسيّرة وصواريخ أحدثت أضرارا بالغة فيما تقول تل أبيب إنها اعترضتها بنجاح. وبذلك تدخل المنطقة مرحلة دقيقة من التصعيد، يُخشى أن تنزلق إلى نزاع واسع النطاق تتداخل فيه الجبهات وتتبدد فيه حدود الاشتباك. وفي هذا السياق، تحدثت قناة "يورونيوز" إلى الباحث السياسي إيلي كرمون، المتخصص في شؤون الإرهاب والعنف السياسي والأمن الدولي، والذي يشغل حالياً منصب باحث أول في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب وأستاذ في معهد السياسات والاستراتيجية بجامعة ريخمان في هرتسليا، إسرائيل. يقدّم كرمون تحليلاً معمقاً للهجوم الإسرائيلي على إيران، مشيراً إلى أنّ نجاح العملية يعود إلى تحضير استخباراتي طويل الأمد نفذته أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولا سيّما الموساد، وإلى عنصر المفاجأة الذي أربك طهران، التي لم تكن تتوقع ضربة بهذا الحجم قبل بعض اللقاءات الدبلوماسية المقررة. ورغم أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حرص على إبعاد نفسه عن الهجوم، يؤكد كرمون أنّ العملية لم تكن لتتم دون تنسيق مسبق مع الإدارة الأميركية، موضحاً أن واشنطن وعدت بتزويد إسرائيل بالسلاح إذا طال أمد المواجهة واستُنزفت مخازن الذخيرة. ومع اتساع رقعة الاشتباك الإسرائيلي -الذي يشمل جبهات مع حماس في غزة، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان- تُبدي تل أبيب قلقاً من استدامة النزاعات، على الرغم من توافر الإمدادات العسكرية حالياً. ويشير كرمون إلى أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بدعم إسرائيل، وخصوصاً إذا واجهت صعوبات ميدانية في مواجهة تصعيد متعدد الجبهات. ويتوقع كرمون ألا تبقى المواجهة في إطار محدود، مرجّحاً رداً إيرانياً قوياً رغم إصابة مراكز القرار العسكري في طهران بضرر كبير. ويرجّح أن تختار طهران الرد غير المباشر عبر الميليشيات الحليفة لها، كحزب الله أو الحوثيين، بما يوسع رقعة المواجهة الإقليمية. أما على المستوى الدولي، فيرى كرمون أنّ التصعيد الأخير قد يؤدي إلى تغييرات على رقعة التحالفات الجيوسياسية. فروسيا التي تربطها علاقات عسكرية واستراتيجية مع إيران -والتي استخدمت المسيّرات الإيرانية في حربها بأوكرانيا- قد تجد نفسها مضطرة إلى تحديد موقف أكثر وضوحاً، فيما تتابع الصين التطورات بحذر، خاصة بعد أن لعبت مؤخراً دور الوسيط بين طهران والرياض. وتزداد احتمالية التبلور الحاد لمحورين متقابلين: أحدهما يضم إيران وروسيا والصين، والثاني يشمل الولايات المتحدة وإسرائيل. ويختتم كرمون بالإشارة إلى أن تهديد السلاح النووي الإيراني هو العامل الحاسم الذي دفع إسرائيل إلى تنفيذ العملية، معرباً عن أمله في ألا تقدم طهران على استكمال تطوير السلاح النووي، لأن ذلك قد يعني دخول المنطقة مرحلة أكثر خطورة، قد تشمل محاولات تفجيرية لتدمير المشروع العسكري الإيراني قبل استكماله. يشير كرمون إلى أن استهداف مخزون اليورانيوم المخصب في إيران قد ينطوي على مخاطر إشعاعية محلية، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار صحية ونفسية على السكان المدنيين. ويرى الخبير الإسرائيلي أن الضربة الأخيرة لتل أبيب قد تسرّع من تفكك الجبهة الداخلية في إيران، خاصة في ظل وجود معارضة متنامية بين فئة الشباب، وتوترات متصاعدة في المحافظات ذات الغالبية من الأقليات القومية، فضلاً عن تفاقم الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها البلاد بفعل العقوبات المستمرة. وبحسب كرمون فإن هذه الضغوط الداخلية، المترتبة على الضربة، قد تُضعف الحكومة الإيرانية وتزيد من احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية، ما يُشكّل تحدياً إضافياً للنظام السياسي. في المقابل، أعرب الخبير عن قلقه من أن تؤدي الضربة إلى نتيجة معاكسة لما تطمح إليه إسرائيل، عبر دفع إيران لتسريع تطوير برنامجها النووي بذريعة "الدفاع عن النفس" وضرورة امتلاك قدرة ردعية تمنع أي هجوم مماثل في المستقبل. وحول سبل احتواء التصعيد، يوضح كرمون أن بلاده تشترط تفكيك المكوّن العسكري للبرنامج النووي الإيراني كحدّ أدنى لأي تسوية، مشيراً إلى أن الدخول في مفاوضات جدية بوساطة دولية يُعد أمراً ضرورياً لتجنّب انزلاق الوضع إلى صراع إقليمي شامل، قد يجرّ أطرافاً متعددة ويغير معادلات الأمن في الشرق الأوسط لعقود قادمة.