#أحدث الأخبار مع #الملك_بيبيالعربية١٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةالعربيةهل بدأ 'الملك بيبي' أكل نفسه؟!منذ عودته للسلطة في إسرائيل نهاية العام 2022 معتمدًا على تحالف من الأحزاب الدينية التي تمثل اليمين المتطرف، بدا بنيامين نتنياهو وكأنه يسير فوق حافة سكين دون أن يجرح نفسه، فقد أدخل البلاد حالة من الاحتقان السياسي عندما سعى الائتلاف الأكثر تشددًا منذ تأسيس إسرائيل إلى تمرير 'إصلاحات قضائية' تهدف لتقويض القضاء، عبر منح الكنيست (البرلمان) صلاحيات تتجاوز المحكمة العليا التي يراها اليمين منحازة إلى اليسار. ظل نتنياهو المعروف بلقب 'الملك بيبي'، يوازن بين رغبات المتشددين داخل حكومته وضغوط الشارع، إلى أن اندلعت حرب غزة التي غيّرت كل شيء، فالرجل الذي يجيد فن البقاء السياسي عبر المراوغة، وجد في الحرب وسيلة مثالية للهروب من أزماته الداخلية لضمان بقائه في المنصب أطول فترة ممكنة. لكن الحرب التي يراها كثيرون وسيلة للهروب إلى الأمام، ترى المؤسسة العسكرية في توسيعها حاليًّا استنزافًا غير مجدٍ، لا يخدم سوى الطموحات السياسية لرئيس الوزراء صاحب أطول مدة في الحكم بتاريخ إسرائيل. وفي لحظة رمزية عكست عدم الاكتراث بالرأي العام، خرجت زوجته سارة - وهي مستشارته غير الرسمية - لتقلل من أهمية عدد الأحياء من الرهائن، في رسالة صادمة للرأي العام مفادها 'لا تراهنوا على عودتهم، فمصيرهم لا يهم أمام مصير بيبي'، والذي أقر بنفسه لاحقًا بأن عدد الرهائن الأحياء انخفض إلى 21 شخصًا. نتنياهو، الموهوب في شراء الوقت والتغلب على الأزمات، نجح مؤقتًا في تجاوز صراعاته مع القضاء والمعارضة والرأي العام، وحتى الضغوط الدولية المطالبة بإنهاء هذه الحرب الكارثية. إلا أن فصول المواجهة لم تنتهِ بعد؛ إذ يواجه استجوابًا مضادًّا في قضايا فساد قد تسقط أقنعته أمام محكمة لا ترحم. وفي خضم هذا المشهد المعقّد، تنفجر أزمة قديمة متجددة داخل الائتلاف الحكومي، تتعلق بتجنيد الرجال اليهود المتدينين (الحريديم) في الجيش الإسرائيلي، بعد أن قضت المحكمة العليا صيف 2024 بعدم شرعية الإعفاءات العسكرية الممنوحة لطلاب المدارس الدينية (اليشيفوت)، منهية بذلك سياسة استمرت عقودًا. الأحزاب الدينية مثل 'شاس' و'يهدوت هتوراه' وغيرهما تطالب بسن قانون جديد يعيد تلك الإعفاءات، مهددة بإسقاط الحكومة إن لم يتحقق ذلك. ورغم تهديداتهم، صوتت تلك الأحزاب لصالح ميزانية الدولة 2025 في مارس الماضي، إلا أن الوقت يداهم نتنياهو مع اقتراب نهاية الفصل التشريعي، ما يزيد من الضغط عليه لتمرير القانون قبل العطلة الصيفية للكنيست. خارجيًّا، تبدو علاقة نتنياهو بحليفه دونالد ترامب في حالة جمود بارد، رغم التسريبات التي تؤكد اجتماع رجل ظله وذراعه الأيمن رون ديرمر مع الرئيس الأميركي. ويصر ترامب على تحقيق السلام، لدرجة أن 'بيبي' تفاجأ بإعلان واشنطن وقف إطلاق النار مع الحوثيين عبر وسائل الإعلام، في مؤشر على تراجع التنسيق الثنائي، وترك إسرائيل وحيدة في مواجهة الجماعة اليمنية المدعومة من إيران. لم يكتفِ الرئيس الأميركي بذلك؛ بل تجاوز إسرائيل أيضًا في التعاون مع السعودية ضمن المجال النووي وتخصيب اليورانيوم. ومما يؤكد تدهور العلاقة بين الرجلين إلغاء زيارة وزير الدفاع الأميركي لإسرائيل، وهي رحلة يفترض أن تسبق جولة ترامب في الخليج. المفارقة الطريفة في إظهار بعض وسائل الإعلام المؤيدة لنتنياهو - القناة 14 مثلاً - حنينًا إلى رئاسة الديمقراطي جو بايدن، معتبرة أن نهج ترامب الحازم قد يشكّل تهديدًا لاستمرارية 'بيبي'. في الواقع، أصبحت إسرائيل اليوم أسيرة لدى رجل بدا وكأنه يأكل كل شيء في الدولة، لكنه على ما يبدو، يقترب من أكل نفسه بعد أن بقي المسؤول الوحيد الذي لم يتحمل مسؤولية إخفاقات هجمات السابع من أكتوبر.
العربية١٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةالعربيةهل بدأ 'الملك بيبي' أكل نفسه؟!منذ عودته للسلطة في إسرائيل نهاية العام 2022 معتمدًا على تحالف من الأحزاب الدينية التي تمثل اليمين المتطرف، بدا بنيامين نتنياهو وكأنه يسير فوق حافة سكين دون أن يجرح نفسه، فقد أدخل البلاد حالة من الاحتقان السياسي عندما سعى الائتلاف الأكثر تشددًا منذ تأسيس إسرائيل إلى تمرير 'إصلاحات قضائية' تهدف لتقويض القضاء، عبر منح الكنيست (البرلمان) صلاحيات تتجاوز المحكمة العليا التي يراها اليمين منحازة إلى اليسار. ظل نتنياهو المعروف بلقب 'الملك بيبي'، يوازن بين رغبات المتشددين داخل حكومته وضغوط الشارع، إلى أن اندلعت حرب غزة التي غيّرت كل شيء، فالرجل الذي يجيد فن البقاء السياسي عبر المراوغة، وجد في الحرب وسيلة مثالية للهروب من أزماته الداخلية لضمان بقائه في المنصب أطول فترة ممكنة. لكن الحرب التي يراها كثيرون وسيلة للهروب إلى الأمام، ترى المؤسسة العسكرية في توسيعها حاليًّا استنزافًا غير مجدٍ، لا يخدم سوى الطموحات السياسية لرئيس الوزراء صاحب أطول مدة في الحكم بتاريخ إسرائيل. وفي لحظة رمزية عكست عدم الاكتراث بالرأي العام، خرجت زوجته سارة - وهي مستشارته غير الرسمية - لتقلل من أهمية عدد الأحياء من الرهائن، في رسالة صادمة للرأي العام مفادها 'لا تراهنوا على عودتهم، فمصيرهم لا يهم أمام مصير بيبي'، والذي أقر بنفسه لاحقًا بأن عدد الرهائن الأحياء انخفض إلى 21 شخصًا. نتنياهو، الموهوب في شراء الوقت والتغلب على الأزمات، نجح مؤقتًا في تجاوز صراعاته مع القضاء والمعارضة والرأي العام، وحتى الضغوط الدولية المطالبة بإنهاء هذه الحرب الكارثية. إلا أن فصول المواجهة لم تنتهِ بعد؛ إذ يواجه استجوابًا مضادًّا في قضايا فساد قد تسقط أقنعته أمام محكمة لا ترحم. وفي خضم هذا المشهد المعقّد، تنفجر أزمة قديمة متجددة داخل الائتلاف الحكومي، تتعلق بتجنيد الرجال اليهود المتدينين (الحريديم) في الجيش الإسرائيلي، بعد أن قضت المحكمة العليا صيف 2024 بعدم شرعية الإعفاءات العسكرية الممنوحة لطلاب المدارس الدينية (اليشيفوت)، منهية بذلك سياسة استمرت عقودًا. الأحزاب الدينية مثل 'شاس' و'يهدوت هتوراه' وغيرهما تطالب بسن قانون جديد يعيد تلك الإعفاءات، مهددة بإسقاط الحكومة إن لم يتحقق ذلك. ورغم تهديداتهم، صوتت تلك الأحزاب لصالح ميزانية الدولة 2025 في مارس الماضي، إلا أن الوقت يداهم نتنياهو مع اقتراب نهاية الفصل التشريعي، ما يزيد من الضغط عليه لتمرير القانون قبل العطلة الصيفية للكنيست. خارجيًّا، تبدو علاقة نتنياهو بحليفه دونالد ترامب في حالة جمود بارد، رغم التسريبات التي تؤكد اجتماع رجل ظله وذراعه الأيمن رون ديرمر مع الرئيس الأميركي. ويصر ترامب على تحقيق السلام، لدرجة أن 'بيبي' تفاجأ بإعلان واشنطن وقف إطلاق النار مع الحوثيين عبر وسائل الإعلام، في مؤشر على تراجع التنسيق الثنائي، وترك إسرائيل وحيدة في مواجهة الجماعة اليمنية المدعومة من إيران. لم يكتفِ الرئيس الأميركي بذلك؛ بل تجاوز إسرائيل أيضًا في التعاون مع السعودية ضمن المجال النووي وتخصيب اليورانيوم. ومما يؤكد تدهور العلاقة بين الرجلين إلغاء زيارة وزير الدفاع الأميركي لإسرائيل، وهي رحلة يفترض أن تسبق جولة ترامب في الخليج. المفارقة الطريفة في إظهار بعض وسائل الإعلام المؤيدة لنتنياهو - القناة 14 مثلاً - حنينًا إلى رئاسة الديمقراطي جو بايدن، معتبرة أن نهج ترامب الحازم قد يشكّل تهديدًا لاستمرارية 'بيبي'. في الواقع، أصبحت إسرائيل اليوم أسيرة لدى رجل بدا وكأنه يأكل كل شيء في الدولة، لكنه على ما يبدو، يقترب من أكل نفسه بعد أن بقي المسؤول الوحيد الذي لم يتحمل مسؤولية إخفاقات هجمات السابع من أكتوبر.