أحدث الأخبار مع #المنتزهالوطنيللحسيمة


24 طنجة
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- 24 طنجة
✅ في قلب جبال الريف... الذئب الذهبي الإفريقي يعود إلى الواجهة داخل منتزه الحسيمة
بعد سنوات من الغياب شبه التام واعتقاد الكثيرين بانقراضه من المنطقة، عاد الذئب الذهبي الإفريقي إلى الواجهة داخل المنتزه الوطني للحسيمة، شمال المغرب، بفضل مجهودات بحث ميداني مضنٍ قادها المصور والباحث البيولوجي طارق قيقاي، ضمن مشروع علمي يرصد الحياة البرية بمنطقة الريف الأوسط. ففي مارس الماضي، نجح قيقاي، الباحث بمختبر البيولوجيا والإيكولوجيا والجينومات بكلية العلوم بالرباط، في توثيق وجود هذا المفترس النادر (الاسم العلمي: Canis lupaster) من خلال صور التقطها ليلاً داخل المنتزه، بعدما أمضى موسمين كاملين في تتبع آثاره وبقاياه على امتداد الجهة الغربية للمحمية. وقال قيقاي في تصريح لوكالة فرانس برس: 'تمكنتُ من رصد زوج من الذئاب الذهبية خلال جولة ليلية قرب الحدود الغربية للمنتزه، وهي اللحظة التي توّجت أشهرًا من العمل الميداني الهادئ والدقيق، في منطقة ظلت تُعتبر شبه خالية من هذا النوع منذ سنوات'. سنوات من الشكوك… وحقيقة موثّقة بعد طول انتظار لسنوات، ظل الذئب الذهبي الإفريقي يثير التساؤلات في أوساط الباحثين، خصوصاً مع تسجيل مشاهدات متفرقة على ألسنة السكان المحليين والفلاحين، كانت تُنسب غالباً إلى حيوان ابن آوى (Canis aureus)، بسبب التشابه الشكلي وغياب أدلة مادية قاطعة. وبحسب قيقاي، سبق لفريق علمي أن صوّر عام 2015 حيواناً مشابهاً بواسطة كاميرات فخية واستعمال طُعم غذائي، دون أن يتمكن من الحسم علمياً في هويته الكاملة، بين الذئب الذهبي وابن آوى أو حتى نوع آخر قريب من الذئب الرمادي (Canis lupus). لكنّ التوثيق الجديد، الذي شمل تصوير الذئب في وضعيته الطبيعية، وهو يتنقل ليلاً بحثاً عن فريسة، منح العلماء أول دليل ميداني قوي على استمرار وجود هذا النوع بالمحمية. عنصر توازن بيئي… ودور مزدوج في المنظومة الطبيعية ويمثل الذئب الذهبي الإفريقي، الذي يُصنّف ضمن الأنواع المفترسة المتوسطة الحجم، عنصراً محورياً في التوازن البيئي للمنتزه الوطني بالحسيمة، حيث يساهم في تنظيم أعداد القوارض والأرانب البرية التي قد تؤثر سلباً على السلاسل الغذائية في حال تكاثرها المفرط. كما يلعب دوراً في الحد من انتشار الخنزير البري، الذي يسبب إزعاجاً متزايداً للأنشطة الفلاحية والرعوية في نحو 36 دواراً تقع داخل نطاق المنتزه، بحسب الباحث. لكن أهمية الذئب الذهبي لا تقتصر على وظيفته كضابط بيئي، إذ تشير المعطيات التي جمعها قيقاي إلى مساهمته غير المباشرة في إعادة توزيع بعض أنواع النباتات، مثل 'الدوم'، بفضل الفضلات التي يطرحها، ما يساهم في إعادة انتشار هذا النبات المهم، سواء من حيث تثبيت التربة أو تغذية سلسلة من الحرف التقليدية المحلية. عودة الحياة البرية… وانتعاش داخل المنتزه من جهته، أكد سهيل كريم، مدير المنتزه الوطني للحسيمة التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات، في حديث مع وكالة فرانس برس، أن 'رصد هذا النوع من جديد هو بمثابة مؤشر على انتعاش الحياة البرية داخل المحمية، خصوصاً في ظل تراجع الكثافة السكانية في بعض مناطقها، وتقلص الأنشطة البشرية، ما فتح المجال أمام الوحيش للاستقرار مجدداً'. وأشار إلى أن المنتزه الذي يغطي مساحة تمتد بين السواحل المتوسطية وغابات الريف الأوسط، يخضع منذ سنوات لبرامج مراقبة وتدبير بيئي منتظم، يشمل رسم خرائط دقيقة لمواقع الأنواع المهددة، وتأهيل موائلها، وحمايتها من الأنشطة البشرية العشوائية. وتسعى الوكالة، وفق كريم، إلى تنفيذ خارطة طريق لحماية الأنواع المهددة بالانقراض داخل المنتزه، بما في ذلك الذئب الذهبي، الذي يتطلب جهداً خاصاً بسبب طبيعته الليلية وسلوكياته الخجولة وتوزيعه المتناثر. الرهانات المستقبلية… بين الحماية والإدماج المحلي ورغم أن توثيق وجود الذئب الذهبي يشكل خبراً إيجابياً لعشاق الحياة البرية، إلا أن بقاء هذا النوع على المدى الطويل يبقى رهيناً بمدى فعالية برامج الحماية البيئية، ومدى إشراك الساكنة المحلية في الحفاظ على هذا التوازن. ويقول الباحث قيقاي إن 'حماية الذئب الذهبي ليست فقط لحماية نوع واحد من الحيوانات، بل هي دفاع عن شبكة بيئية كاملة، تبدأ من المفترسات وتنتهي بالنباتات والتربة والمجتمعات البشرية'. ويأمل فريق البحث أن يُسهم هذا الاكتشاف في فتح الباب أمام دراسات أوسع حول التنوع البيولوجي بمنطقة الريف، وتشجيع مبادرات التعليم البيئي والسياحة الإيكولوجية، كبدائل تنموية مستدامة لسكان المنطقة.


ألتبريس
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- ألتبريس
المنتزه الوطني للحسيمة .. الذئب الذهبي الإفريقي مفترس يضبط التوازن البيئي
الحسيمة – و.م.ع بكثير من الصبر والمثابرة والهدوء، استطاع مصور الحياة البرية والباحث بمختبر البيولوجيا والإيكولوجيا والجينومات، بكلية العلوم بالرباط، طارق قيقاي، توثيق وجود الذئب الذهبي الإفريقي، خلال شهر مارس الماضي، بغابات المنتزه الوطني بالحسيمة. لسنوات عدة، ساد الاعتقاد بأن الذئب الذهبي الإفريقي (Canis lupaster) قد يكون انقرض من المنتزه الواقع بالريف الأوسط، وأن مشاهداته المعدودة التي تواترت على ألسن السكان والفلاحين بالمنطقة كانت ربما تحيل على حيوان ابن آوى ( Canis aureus) لاسيما مع غياب أي دليل مادي يساعد الباحثين والمتخصصين على توثيق المعاينات. من خلال تتبع آثار الأقدام والفضلات التي يخلفها الذئب الذهبي الإفريقي على مدى عدة أشهر، تمكن الباحث طارق قيقاي أخيرا من رصد لحظات فريدة لحياة الذئب داخل المنتزه، وهو يتجول ليلا بحثا عن فريسة. وأكد طارق قيقاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن 'عملية التوثيق الفوتوغرافي للذئب الإفريقي تكللت بالنجاح، بعد موسمين من تتبع آثاره وبقاياه، على طول المنتزه الوطني للحسيمة، مما مكن في الأخير من رصد عائلة مكونة من زوجين ليلا بالجهة الغربية للمنتزه، وهي الفترة الزمنية الملائمة التي يختار فيها الذئب البحث عن الغذاء، معتمدا على بصره الحاد لاصطياد فرائسه'، مضيفا أن توثيقه يعطي الانطباع بعودة أعداده للتعافي، والعيش بشكل طبيعي في المجال البيئي للمنتزه الوطني للحسيمة. وأوضح المتحدث أنه سبق لفريق علمي، سنة 2015، أن قام بتصوير 'الذئب الذهبي الإفريقي'، لأول مرة بغابات المنطقة بالحدود الجنوبية للمنتزه، بواسطة كاميرات فخية وباستعمال 'غذاء جاذب'، دون التأكد بشكل مطلق إن كان الأمر يتعلق بالذئب الذهبي أو ابن آوى أو بنوع آخر من الذئاب قريب من الذئب الرمادي (Canis lupus). وتكمن القيمة الإيكولوجية للذئب الذهبي الإفريقي، يوضح الباحث ذاته، في كونه من المفترسات القليلة في المنتزه الوطني للحسيمة، التي تحافظ على التوازن البيئي بالمحمية، من خلال تنظيم أعداد القوارض والأرانب البرية، والتي قد يسبب تكاثرها المتسارع في الإخلال بتوازن السلاسل الغذائية، بالإضافة إلى دوره في التقليل من أعداد الخنزير البري، الذي قد يؤثر على الأنشطة السكانية ل 36 دوارا ومدشرا تقع داخل تراب المنتزه الوطني. من جهة أخرى، تطرق الباحث إلى جانب آخر لدور الذئب الذهبي الإفريقي في إغناء المنتزه، من خلال مساهمته في إعادة التوزيع الجغرافي لبعض أنواع البذور التي يطرحها عبر فضلاته، لاسيما بذور نبات 'الدوم' الذي يكسو برية المنتزه، وهو النبات الذي يلعب دورا إيكولوجيا مهما لاسيما في ضمان تماسك التربة، إلى جانب دوره السوسيو-اقتصادي باعتباره مادة أولية للصناعة التقليدية. في السياق نفسه، أكد سهيل كريم، مدير المنتزه الوطني للحسيمة التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن الذئب الذهبي الإفريقي يمثل مكسبا إيكولوجيا كبيرا بمجال المحمية، كما يشكل انتشاره وتطور أعداده إضافة نوعية لكتلة الوحيش بالمنتزه، مبرزا وجود خارطة طريق لحمايته وباقي الأنواع المهددة بالانقراض، إذ يعد هذا المنتزه، الذي يخضع لعملية إدارة ورصد دقيقة للحفاظ على التوازن البيئي، واحدا من المناطق المحمية في شمال المغرب، والتي توفر ملاذا للعديد من أنواع الحيوانات البرية. وأوضح المسؤول نفسه أن رصد الذئب الذهبي الإفريقي بالجهة الغربية بالمنتزه الوطني للحسيمة دليل على انتعاش الحياة البرية، بفضل قلة عدد المداشر بالمنطقة وتدني الكثافة السكانية، ما فسح المجال للوحيش للانتعاش والتكاثر. ويواجه الذئب الذهبي الإفريقي العديد من التحديات، ولكن مع الجهود المستمرة في المنتزه الوطني للحسيمة، وفي مناطق أخرى في شمال المغرب، هناك أمل في الحفاظ على هذا النوع من المفترسات المستوطنة، لاسيما بمواصلة مبادرات حماية موائله والتقليل من تدخل البشر في نطاق انتشاره، ودعم المبادرات المحلية للحفاظ على البيئة، لأن بقاءه على المدى الطويل، عنوان للتنوع البيولوجي العالي الذي يميز هذه المحمية الوطنية.


كش 24
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- كش 24
هذه تفاصيل اكتشاف مغربي للذئب الذهبي الإفريقي بمنتزه الحسيمة
بكثير من الصبر والمثابرة والهدوء، استطاع مصور الحياة البرية والباحث بمختبر البيولوجيا والإيكولوجيا والجينومات، بكلية العلوم بالرباط، طارق قيقاي، توثيق وجود الذئب الذهبي الإفريقي، خلال شهر مارس الماضي، بغابات المنتزه الوطني بالحسيمة. لسنوات عدة، ساد الاعتقاد بأن الذئب الذهبي الإفريقي (Canis lupaster) قد يكون انقرض من المنتزه الواقع بالريف الأوسط، وأن مشاهداته المعدودة التي تواترت على ألسن السكان والفلاحين بالمنطقة كانت ربما تحيل على حيوان ابن آوى ( Canis aureus) لاسيما مع غياب أي دليل مادي يساعد الباحثين والمتخصصين على توثيق المعاينات. من خلال تتبع آثار الأقدام والفضلات التي يخلفها الذئب الذهبي الإفريقي على مدى عدة أشهر، تمكن الباحث طارق قيقاي أخيرا من رصد لحظات فريدة لحياة الذئب داخل المنتزه، وهو يتجول ليلا بحثا عن فريسة. وأكد طارق قيقاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن 'عملية التوثيق الفوتوغرافي للذئب الإفريقي تكللت بالنجاح، بعد موسمين من تتبع آثاره وبقاياه، على طول المنتزه الوطني للحسيمة، مما مكن في الأخير من رصد عائلة مكونة من زوجين ليلا بالجهة الغربية للمنتزه، وهي الفترة الزمنية الملائمة التي يختار فيها الذئب البحث عن الغذاء، معتمدا على بصره الحاد لاصطياد فرائسه'، مضيفا أن توثيقه يعطي الانطباع بعودة أعداده للتعافي، والعيش بشكل طبيعي في المجال البيئي للمنتزه الوطني للحسيمة. وأوضح المتحدث أنه سبق لفريق علمي، سنة 2015، أن قام بتصوير 'الذئب الذهبي الإفريقي'، لأول مرة بغابات المنطقة بالحدود الجنوبية للمنتزه، بواسطة كاميرات فخية وباستعمال 'غذاء جاذب'، دون التأكد بشكل مطلق إن كان الأمر يتعلق بالذئب الذهبي أو ابن آوى أو بنوع آخر من الذئاب قريب من الذئب الرمادي (Canis lupus). وتكمن القيمة الإيكولوجية للذئب الذهبي الإفريقي، يوضح الباحث ذاته، في كونه من المفترسات القليلة في المنتزه الوطني للحسيمة، التي تحافظ على التوازن البيئي بالمحمية، من خلال تنظيم أعداد القوارض والأرانب البرية، والتي قد يسبب تكاثرها المتسارع في الإخلال بتوازن السلاسل الغذائية، بالإضافة إلى دوره في التقليل من أعداد الخنزير البري، الذي قد يؤثر على الأنشطة السكانية ل 36 دوارا ومدشرا تقع داخل تراب المنتزه الوطني. من جهة أخرى، تطرق الباحث إلى جانب آخر لدور الذئب الذهبي الإفريقي في إغناء المنتزه، من خلال مساهمته في إعادة التوزيع الجغرافي لبعض أنواع البذور التي يطرحها عبر فضلاته، لاسيما بذور نبات 'الدوم' الذي يكسو برية المنتزه، وهو النبات الذي يلعب دورا إيكولوجيا مهما لاسيما في ضمان تماسك التربة، إلى جانب دوره السوسيو-اقتصادي باعتباره مادة أولية للصناعة التقليدية. في السياق نفسه، أكد سهيل كريم، مدير المنتزه الوطني للحسيمة التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن الذئب الذهبي الإفريقي يمثل مكسبا إيكولوجيا كبيرا بمجال المحمية، كما يشكل انتشاره وتطور أعداده إضافة نوعية لكتلة الوحيش بالمنتزه، مبرزا وجود خارطة طريق لحمايته وباقي الأنواع المهددة بالانقراض، إذ يعد هذا المنتزه، الذي يخضع لعملية إدارة ورصد دقيقة للحفاظ على التوازن البيئي، واحدا من المناطق المحمية في شمال المغرب، والتي توفر ملاذا للعديد من أنواع الحيوانات البرية. وأوضح المسؤول نفسه أن رصد الذئب الذهبي الإفريقي بالجهة الغربية بالمنتزه الوطني للحسيمة دليل على انتعاش الحياة البرية، بفضل قلة عدد المداشر بالمنطقة وتدني الكثافة السكانية، ما فسح المجال للوحيش للانتعاش والتكاثر. ويواجه الذئب الذهبي الإفريقي العديد من التحديات، ولكن مع الجهود المستمرة في المنتزه الوطني للحسيمة، وفي مناطق أخرى في شمال المغرب، هناك أمل في الحفاظ على هذا النوع من المفترسات المستوطنة، لاسيما بمواصلة مبادرات حماية موائله والتقليل من تدخل البشر في نطاق انتشاره، ودعم المبادرات المحلية للحفاظ على البيئة، لأن بقاءه على المدى الطويل، عنوان للتنوع البيولوجي العالي الذي يميز هذه المحمية الوطنية.


طنجة نيوز
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- طنجة نيوز
المنتزه الوطني للحسيمة .. الذئب الذهبي الإفريقي مفترس يضبط التوازن البيئي
بكثير من الصبر والمثابرة والهدوء، استطاع مصور الحياة البرية والباحث بمختبر البيولوجيا والإيكولوجيا والجينومات، بكلية العلوم بالرباط، طارق قيقاي، توثيق وجود الذئب الذهبي الإفريقي، خلال شهر مارس الماضي، بغابات المنتزه الوطني بالحسيمة. لسنوات عدة، ساد الاعتقاد بأن الذئب الذهبي الإفريقي ( Canis lupaster ) قد يكون انقرض من المنتزه الواقع بالريف الأوسط، وأن مشاهداته المعدودة التي تواترت على ألسن السكان والفلاحين بالمنطقة كانت ربما تحيل على حيوان ابن آوى ( Canis aureus) لاسيما مع غياب أي دليل مادي يساعد الباحثين والمتخصصين على توثيق المعاينات. من خلال تتبع آثار الأقدام والفضلات التي يخلفها الذئب الذهبي الإفريقي على مدى عدة أشهر، تمكن الباحث طارق قيقاي أخيرا من رصد لحظات فريدة لحياة الذئب داخل المنتزه، وهو يتجول ليلا بحثا عن فريسة. وأكد طارق قيقاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن 'عملية التوثيق الفوتوغرافي للذئب الإفريقي تكللت بالنجاح، بعد موسمين من تتبع آثاره وبقاياه، على طول المنتزه الوطني للحسيمة، مما مكن في الأخير من رصد عائلة مكونة من زوجين ليلا بالجهة الغربية للمنتزه، وهي الفترة الزمنية الملائمة التي يختار فيها الذئب البحث عن الغذاء، معتمدا على بصره الحاد لاصطياد فرائسه'، مضيفا أن توثيقه يعطي الانطباع بعودة أعداده للتعافي، والعيش بشكل طبيعي في المجال البيئي للمنتزه الوطني للحسيمة. وأوضح المتحدث أنه سبق لفريق علمي، سنة 2015، أن قام بتصوير 'الذئب الذهبي الإفريقي'، لأول مرة بغابات المنطقة بالحدود الجنوبية للمنتزه، بواسطة كاميرات فخية وباستعمال 'غذاء جاذب'، دون التأكد بشكل مطلق إن كان الأمر يتعلق بالذئب الذهبي أو ابن آوى أو بنوع آخر من الذئاب قريب من الذئب الرمادي ( Canis lupus ). إعلان وتكمن القيمة الإيكولوجية للذئب الذهبي الإفريقي، يوضح الباحث ذاته، في كونه من المفترسات القليلة في المنتزه الوطني للحسيمة، التي تحافظ على التوازن البيئي بالمحمية، من خلال تنظيم أعداد القوارض والأرانب البرية، والتي قد يسبب تكاثرها المتسارع في الإخلال بتوازن السلاسل الغذائية، بالإضافة إلى دوره في التقليل من أعداد الخنزير البري، الذي قد يؤثر على الأنشطة السكانية ل 36 دوارا ومدشرا تقع داخل تراب المنتزه الوطني. من جهة أخرى، تطرق الباحث إلى جانب آخر لدور الذئب الذهبي الإفريقي في إغناء المنتزه، من خلال مساهمته في إعادة التوزيع الجغرافي لبعض أنواع البذور التي يطرحها عبر فضلاته، لاسيما بذور نبات 'الدوم' الذي يكسو برية المنتزه، وهو النبات الذي يلعب دورا إيكولوجيا مهما لاسيما في ضمان تماسك التربة، إلى جانب دوره السوسيو-اقتصادي باعتباره مادة أولية للصناعة التقليدية. في السياق نفسه، أكد سهيل كريم، مدير المنتزه الوطني للحسيمة التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن الذئب الذهبي الإفريقي يمثل مكسبا إيكولوجيا كبيرا بمجال المحمية، كما يشكل انتشاره وتطور أعداده إضافة نوعية لكتلة الوحيش بالمنتزه، مبرزا وجود خارطة طريق لحمايته وباقي الأنواع المهددة بالانقراض، إذ يعد هذا المنتزه، الذي يخضع لعملية إدارة ورصد دقيقة للحفاظ على التوازن البيئي، واحدا من المناطق المحمية في شمال المغرب، والتي توفر ملاذا للعديد من أنواع الحيوانات البرية. وأوضح المسؤول نفسه أن رصد الذئب الذهبي الإفريقي بالجهة الغربية بالمنتزه الوطني للحسيمة دليل على انتعاش الحياة البرية، بفضل قلة عدد المداشر بالمنطقة وتدني الكثافة السكانية، ما فسح المجال للوحيش للانتعاش والتكاثر. ويواجه الذئب الذهبي الإفريقي العديد من التحديات، ولكن مع الجهود المستمرة في المنتزه الوطني للحسيمة، وفي مناطق أخرى في شمال المغرب، هناك أمل في الحفاظ على هذا النوع من المفترسات المستوطنة، لاسيما بمواصلة مبادرات حماية موائله والتقليل من تدخل البشر في نطاق انتشاره، ودعم المبادرات المحلية للحفاظ على البيئة، لأن بقاءه على المدى الطويل، عنوان للتنوع البيولوجي العالي الذي يميز هذه المحمية الوطنية.