#أحدث الأخبار مع #المونولوج،النشيدالمدن٠٨-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالمدنبينالي "الأغاني الساخرة": هويات جديدة تحاكي العصر الحديثتنظم مؤسسة البحث والتوثيق في الموسيقى العربية "أمار"، الدورة الأولى من "بينالي أمار"، بدعم من الحكومة النروجية، والصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق في متحف سرسق، من 6 الى 11 أيار/مايو. ومحور البينالي هو "الأغاني الساخرة"، ودورها الريادي كأصوات صارخة في مقاربة التحديات السياسية على امتداد القرن الماضي. وذلك في محاولة لاستنهاض الذاكرة الجماعية العربية الثقافية والفنية، بما في ذلك أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني ولور دكاش، وسواهم، لا سيما من خلال الإصدار السمعي والبحثي الجديد للمؤسسة، تحت عنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920 – 1950"، بالاضافة الى ندوات وعروض أفلام وثائقية متخصصة، مع محاولة تقريب المسافة بين جيل الأمس وجيل اليوم المنجرف وراء السوشال ميديا، من خلال بث سلسلة فيديوهات خلال الأيام الخمسة، مُنتجة بالذكاء الإصطناعي. لمَ هذا البينالي عن "الأغاني الساخرة"؟ الإجابة تأتي في البيان الصادر عن المنظمين، والذي قرأته منسقة " البينالي" هبه الحاج فيلدير، في الإفتتاح، شرحت فيه "سبب اختيار هذا العنوان يعود إلى أمرين، الأول توثيقي وبحثي بحت، نظراً لندرة الدراسات المتوفرة حول الموضوع، ومصادفة وجود كمّ من التسجيلات القيمة حول الأغنية الساخرة لدى أرشيف أمار، أما السبب الثاني، وقد يكون الأهم، فهو احتمال تمازج صدى مضمون هذه الأغاني، الآتية من زمن مضى، مع واقعنا الحالي ومحاكاته". لنبدأ بالإصدار الجديد لمؤسسة "أمار" عن "الأغاني الساخرة". فهو كما يقول عضو الهيئة الإدارية في "أمار" أكرم الريس، لـ"المدن"، يتضمن "دراسات بحثية ثلاث، لكل من المؤرخة الدكتورة ديانا عباني، الباحث في العلوم الموسيقية الأب بديع الحاج، والباحث في التاريخ الإجتماعي الدكتور نادر سراج، إضافة الى رمز الإستجابة السريعة Qr code لمجموعة من أغاني ساخرة مختارة من 1920 الى 1950 تؤرخ تاريخ الأغنية الساخرة في منطقة بلاد الشام، أي لبنان وسوريا وفلسطين والأردن". ويشير الريس إلى أن هذا "الإصدار يندرج ضمن أنشطة مختلفة تصب في إطار التخصص الموسيقي ونهضة التراث الفني المتوارث منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر". يعتبر الريس اننا "انتقلنا في هذا البينالي من التراث المدني الكلاسيكي إلى تراث يواكب نوعاً ما يوميات الناس وشؤونهم وشجونهم، في قوالب مثل المونولوج، النشيد والطقطوقة"، موضحاً أنه "ليس بصدفة أن تتحول هذه الموسيقى وكلماتها الى ما يشبه مدونة حافلة بالمشاهدات للحياة اليومية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وصولاً الى عرض واقع المرأة وضرورة تحررها في عالم ذكوري، آملين أن يعمم هذا التراث على الجميع لنتعلم من حاضرنا ونستشرف لمستقبلنا". أما المؤرخة ديانا عباني، فتعتبر في دراسة عن "الأغاني الساخرة في بلاد الشام خلال الانتداب: الذاكرة، والمقاومة، والهوية"، أن فناني بلاد الشام من مختلف الطوائف والمناطق مثل عمر الزعني، وسلامة الأغواني، ولور دكاش، وعبد الغني الشيخ، وموسى حلمي، وإيليا بيضا، وغيرهم، سجلوا أغاني ساخرة ونقدية ساهمت في تشكيل هويات ثقافية وفنية مشتركة، (..) منتقدين بذلك الاستعمار تآكل القيم التقليدية، والتوتر بين الحفاظ على الهوية المحلية والسعي لتشكيل هويات جديدة تتماشى مع العصر الحديث". مواضيع الساعة تشدّد عباني على أن هؤلاء الفنانين "استخدموا السخرية واللغة العامية لانتقاد الاستعمار والنخب المتواطئة معه، إضافة إلى المجتمعات المتفرنجة، في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة، مع مناقشة أغانيهم قضايا رئيسية عديدة، من أبرزها موضوع تحرير المرأة وتأثيره في العائلة والمجتمع، بالإضافة إلى التغيرات في الأدوار الاجتماعية والصراعات الطبقية". وترى عباني أنه "في الوقت نفسه، قدمت هذه الأغاني نمطًا غنائيًا مدنيًا يتماشى مع التوقعات الاجتماعية الحديثة، لكن هذا النمط عزز في الواقع الأدوار التقليدية للرجولة والسلطة الأبوية، مما يعكس ترددًا في تجاوز القيود المجتمعية التقليدية". وتشير الى أنه "بينما كانت تدعو إلى التمدّن والتقدّم، فقد كانت أيضًا تكرس القيم التقليدية والأبوية، التي تحصر المرأة في أدوار معينة، في الوقت الذي شكلت فيه بديلاً حضاريًا للأشكال الموسيقية النسائية التقليدية مثل الطقاطيق والقدود، التي كانت تُعتبر أكثر تحررًا وأحيانًا فاحشة". مساحة تعبيرية أما الباحث في التاريخ الإجتماعي، نادر سراج، فقد تطرق في الدراسة اللسانية المُعالِجة إلى "الشواهد على ظروف احتكاك اللهجات الشعبية بتباشير الحداثة، وتداخل الفصحى مع العامية، وتأثر لسان الضاد بتدفق المقترضات وتزايد الاقتباسات الغربية، بما فيها تلك النفعية للاحتياجات التواصلية المستجدّة". يقول سراج: "من قلب الأسواق حيث تتزاحم الأقدام، ومن الشوارع ولّادة نداءات الباعة المرصّعة بمجازات غاية في الطرافة، إلى المسارح والإذاعات، وسائط التواصل الجماهيري، انتشرت أعمال فنانين مبدعين أثروا الفضاء "الشامي" بأعمالهم، مثل: عمر الزعنّي، وسلامة الأغواني، ونوح إبراهيم، وإيليا بيضا، لتصبح جزءًا من المشهد النقدي والاجتماعي العربي يومذاك". "عبر تحليل لغوي واجتماعي"، بحسب سراج، "مُدعّم بتقنية تحليل الخطاب، تستكشف هذه الدراسة التطبيقية، كيف تحولت الموسيقى إلى مساحة تعبيرية رحبة لصياغة لغة الاحتجاج والانتقاد البنّاء، من خلال تفكيك التفاوتات الطبقية، وتسليط الضوء على الأزمات الاقتصادية، وانتقاد التغريب في أنماط الحياة، وصولًا إلى سوء فهم مفردات لهجية تُتداول في ممارسات يومية، وتعود لبيئات عربية غير شامية (مصرية)". الغرب والشرق أما الباحث في العلوم الموسيقية، الأب بديع الحاج، فيذكر ان "الأغاني الساخرة تعتمد في كثير من الأحيان على مرافقة موسيقيّة جماعية تعزف الجملة الموسيقيّة نفسها من دون توزيع معقّد، مما يساهم في إبراز وضوح النصوص وكلمات الأغاني"، موضحاً أن "الأداء الغنائيّ يعتمد في الأغاني الساخرة على تقنيّات مثل تحوير الصوت، والإلقاء المسرحيّ، وإدخال الكلمات المحكيّة حتّى المبتذلة منها". يقول الحاج: "على سبيل المثال، يوظّف سلامة الإغواني هذه الأساليب في أغنية "كلّ الحق على الداية"، حيث يُستخدم الأداء الموسيقي لمواكبة الكلمة الساخرة، فيما تأتي بعض الألحان بأسلوب قريب من أغاني الأطفال، كما هو الحال في "شو عملنالك يا نونو"، مما يعزّز التناقض بين اللحن البريء والمعنى النقديّ". ويذكر ان استخدام مقامات مألوفة "يساعد في تعزيز التفاعل العاطفيّ مع الجمهور، كما في أغنية "يا توت الشام" لعمر الزعني، حيث يعكس الإنتقال بين المقامات تصاعد حدّة الإنتقاد". ويتوقف الحاج "عند التأثيرات الغربية والمصرية في الأغاني الساخرة، متخذاً على سبيل المثال أغنية "سباق الخيل" لعمر الزعني، التي توظف ألحانًا وتقنيّات غنائيّة غربيّة بأسلوب ساخر لإبراز المفارقات الإجتماعيّة"، إضافة إلى أن "الموسيقى المصريّة تركت بصمتها في هذه الأغاني، حيث تأثّر الفنّانون الشاميّون بأعمال سيّد درويش ومحمّد عبد الوهاب، وهو ما يظهر في استخدام اللهجة المصريّة في بعض الأغاني، كما هو الحال في "وقّف خدني بأتوموبيلك". الذكاء الإصطناعي وقُبيل الندوة، بُث فيديو صُنع بالذكاء الإصطناعي، يظهر عمر الزعني متنقلاً في أرجاء متحف سرسق وهو يغني لآل سرسق مع مجموعة من الجيل الشباب، الذي جاؤوا خصيصاً، لرؤية المكان والتجوال فيه وملاقاة الزعني. وإذ تفاوتت الآراء في القاعة بين مؤيدي الفيديو ومنتقديه، علّقت منسقة "البينالي" هبه الحاج فيلدير أننا "لا نروج للذكاء الاصطناعي، بل هو فعلياً أداة من أدوات بين أيدينا"، مشيرة إلى أننا "بالتقنية نقارب هذه الشخصية، نحن ننتقل من عالم كلاسيكي إلى شيء عصري ومعاصر وهو أسلوب لمحاكاة الجيل الناشىء وهذا أمر مهم للغاية". يذكر أن بينالي "أمار"
المدن٠٨-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالمدنبينالي "الأغاني الساخرة": هويات جديدة تحاكي العصر الحديثتنظم مؤسسة البحث والتوثيق في الموسيقى العربية "أمار"، الدورة الأولى من "بينالي أمار"، بدعم من الحكومة النروجية، والصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق في متحف سرسق، من 6 الى 11 أيار/مايو. ومحور البينالي هو "الأغاني الساخرة"، ودورها الريادي كأصوات صارخة في مقاربة التحديات السياسية على امتداد القرن الماضي. وذلك في محاولة لاستنهاض الذاكرة الجماعية العربية الثقافية والفنية، بما في ذلك أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني ولور دكاش، وسواهم، لا سيما من خلال الإصدار السمعي والبحثي الجديد للمؤسسة، تحت عنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920 – 1950"، بالاضافة الى ندوات وعروض أفلام وثائقية متخصصة، مع محاولة تقريب المسافة بين جيل الأمس وجيل اليوم المنجرف وراء السوشال ميديا، من خلال بث سلسلة فيديوهات خلال الأيام الخمسة، مُنتجة بالذكاء الإصطناعي. لمَ هذا البينالي عن "الأغاني الساخرة"؟ الإجابة تأتي في البيان الصادر عن المنظمين، والذي قرأته منسقة " البينالي" هبه الحاج فيلدير، في الإفتتاح، شرحت فيه "سبب اختيار هذا العنوان يعود إلى أمرين، الأول توثيقي وبحثي بحت، نظراً لندرة الدراسات المتوفرة حول الموضوع، ومصادفة وجود كمّ من التسجيلات القيمة حول الأغنية الساخرة لدى أرشيف أمار، أما السبب الثاني، وقد يكون الأهم، فهو احتمال تمازج صدى مضمون هذه الأغاني، الآتية من زمن مضى، مع واقعنا الحالي ومحاكاته". لنبدأ بالإصدار الجديد لمؤسسة "أمار" عن "الأغاني الساخرة". فهو كما يقول عضو الهيئة الإدارية في "أمار" أكرم الريس، لـ"المدن"، يتضمن "دراسات بحثية ثلاث، لكل من المؤرخة الدكتورة ديانا عباني، الباحث في العلوم الموسيقية الأب بديع الحاج، والباحث في التاريخ الإجتماعي الدكتور نادر سراج، إضافة الى رمز الإستجابة السريعة Qr code لمجموعة من أغاني ساخرة مختارة من 1920 الى 1950 تؤرخ تاريخ الأغنية الساخرة في منطقة بلاد الشام، أي لبنان وسوريا وفلسطين والأردن". ويشير الريس إلى أن هذا "الإصدار يندرج ضمن أنشطة مختلفة تصب في إطار التخصص الموسيقي ونهضة التراث الفني المتوارث منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر". يعتبر الريس اننا "انتقلنا في هذا البينالي من التراث المدني الكلاسيكي إلى تراث يواكب نوعاً ما يوميات الناس وشؤونهم وشجونهم، في قوالب مثل المونولوج، النشيد والطقطوقة"، موضحاً أنه "ليس بصدفة أن تتحول هذه الموسيقى وكلماتها الى ما يشبه مدونة حافلة بالمشاهدات للحياة اليومية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وصولاً الى عرض واقع المرأة وضرورة تحررها في عالم ذكوري، آملين أن يعمم هذا التراث على الجميع لنتعلم من حاضرنا ونستشرف لمستقبلنا". أما المؤرخة ديانا عباني، فتعتبر في دراسة عن "الأغاني الساخرة في بلاد الشام خلال الانتداب: الذاكرة، والمقاومة، والهوية"، أن فناني بلاد الشام من مختلف الطوائف والمناطق مثل عمر الزعني، وسلامة الأغواني، ولور دكاش، وعبد الغني الشيخ، وموسى حلمي، وإيليا بيضا، وغيرهم، سجلوا أغاني ساخرة ونقدية ساهمت في تشكيل هويات ثقافية وفنية مشتركة، (..) منتقدين بذلك الاستعمار تآكل القيم التقليدية، والتوتر بين الحفاظ على الهوية المحلية والسعي لتشكيل هويات جديدة تتماشى مع العصر الحديث". مواضيع الساعة تشدّد عباني على أن هؤلاء الفنانين "استخدموا السخرية واللغة العامية لانتقاد الاستعمار والنخب المتواطئة معه، إضافة إلى المجتمعات المتفرنجة، في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة، مع مناقشة أغانيهم قضايا رئيسية عديدة، من أبرزها موضوع تحرير المرأة وتأثيره في العائلة والمجتمع، بالإضافة إلى التغيرات في الأدوار الاجتماعية والصراعات الطبقية". وترى عباني أنه "في الوقت نفسه، قدمت هذه الأغاني نمطًا غنائيًا مدنيًا يتماشى مع التوقعات الاجتماعية الحديثة، لكن هذا النمط عزز في الواقع الأدوار التقليدية للرجولة والسلطة الأبوية، مما يعكس ترددًا في تجاوز القيود المجتمعية التقليدية". وتشير الى أنه "بينما كانت تدعو إلى التمدّن والتقدّم، فقد كانت أيضًا تكرس القيم التقليدية والأبوية، التي تحصر المرأة في أدوار معينة، في الوقت الذي شكلت فيه بديلاً حضاريًا للأشكال الموسيقية النسائية التقليدية مثل الطقاطيق والقدود، التي كانت تُعتبر أكثر تحررًا وأحيانًا فاحشة". مساحة تعبيرية أما الباحث في التاريخ الإجتماعي، نادر سراج، فقد تطرق في الدراسة اللسانية المُعالِجة إلى "الشواهد على ظروف احتكاك اللهجات الشعبية بتباشير الحداثة، وتداخل الفصحى مع العامية، وتأثر لسان الضاد بتدفق المقترضات وتزايد الاقتباسات الغربية، بما فيها تلك النفعية للاحتياجات التواصلية المستجدّة". يقول سراج: "من قلب الأسواق حيث تتزاحم الأقدام، ومن الشوارع ولّادة نداءات الباعة المرصّعة بمجازات غاية في الطرافة، إلى المسارح والإذاعات، وسائط التواصل الجماهيري، انتشرت أعمال فنانين مبدعين أثروا الفضاء "الشامي" بأعمالهم، مثل: عمر الزعنّي، وسلامة الأغواني، ونوح إبراهيم، وإيليا بيضا، لتصبح جزءًا من المشهد النقدي والاجتماعي العربي يومذاك". "عبر تحليل لغوي واجتماعي"، بحسب سراج، "مُدعّم بتقنية تحليل الخطاب، تستكشف هذه الدراسة التطبيقية، كيف تحولت الموسيقى إلى مساحة تعبيرية رحبة لصياغة لغة الاحتجاج والانتقاد البنّاء، من خلال تفكيك التفاوتات الطبقية، وتسليط الضوء على الأزمات الاقتصادية، وانتقاد التغريب في أنماط الحياة، وصولًا إلى سوء فهم مفردات لهجية تُتداول في ممارسات يومية، وتعود لبيئات عربية غير شامية (مصرية)". الغرب والشرق أما الباحث في العلوم الموسيقية، الأب بديع الحاج، فيذكر ان "الأغاني الساخرة تعتمد في كثير من الأحيان على مرافقة موسيقيّة جماعية تعزف الجملة الموسيقيّة نفسها من دون توزيع معقّد، مما يساهم في إبراز وضوح النصوص وكلمات الأغاني"، موضحاً أن "الأداء الغنائيّ يعتمد في الأغاني الساخرة على تقنيّات مثل تحوير الصوت، والإلقاء المسرحيّ، وإدخال الكلمات المحكيّة حتّى المبتذلة منها". يقول الحاج: "على سبيل المثال، يوظّف سلامة الإغواني هذه الأساليب في أغنية "كلّ الحق على الداية"، حيث يُستخدم الأداء الموسيقي لمواكبة الكلمة الساخرة، فيما تأتي بعض الألحان بأسلوب قريب من أغاني الأطفال، كما هو الحال في "شو عملنالك يا نونو"، مما يعزّز التناقض بين اللحن البريء والمعنى النقديّ". ويذكر ان استخدام مقامات مألوفة "يساعد في تعزيز التفاعل العاطفيّ مع الجمهور، كما في أغنية "يا توت الشام" لعمر الزعني، حيث يعكس الإنتقال بين المقامات تصاعد حدّة الإنتقاد". ويتوقف الحاج "عند التأثيرات الغربية والمصرية في الأغاني الساخرة، متخذاً على سبيل المثال أغنية "سباق الخيل" لعمر الزعني، التي توظف ألحانًا وتقنيّات غنائيّة غربيّة بأسلوب ساخر لإبراز المفارقات الإجتماعيّة"، إضافة إلى أن "الموسيقى المصريّة تركت بصمتها في هذه الأغاني، حيث تأثّر الفنّانون الشاميّون بأعمال سيّد درويش ومحمّد عبد الوهاب، وهو ما يظهر في استخدام اللهجة المصريّة في بعض الأغاني، كما هو الحال في "وقّف خدني بأتوموبيلك". الذكاء الإصطناعي وقُبيل الندوة، بُث فيديو صُنع بالذكاء الإصطناعي، يظهر عمر الزعني متنقلاً في أرجاء متحف سرسق وهو يغني لآل سرسق مع مجموعة من الجيل الشباب، الذي جاؤوا خصيصاً، لرؤية المكان والتجوال فيه وملاقاة الزعني. وإذ تفاوتت الآراء في القاعة بين مؤيدي الفيديو ومنتقديه، علّقت منسقة "البينالي" هبه الحاج فيلدير أننا "لا نروج للذكاء الاصطناعي، بل هو فعلياً أداة من أدوات بين أيدينا"، مشيرة إلى أننا "بالتقنية نقارب هذه الشخصية، نحن ننتقل من عالم كلاسيكي إلى شيء عصري ومعاصر وهو أسلوب لمحاكاة الجيل الناشىء وهذا أمر مهم للغاية". يذكر أن بينالي "أمار"