logo
#

أحدث الأخبار مع #النبطيةحاضرةجبلعامل

إحياء ذاكرة الجنوب بالذكاء الاصطناعي: الأرشيف البصري يتنفّس
إحياء ذاكرة الجنوب بالذكاء الاصطناعي: الأرشيف البصري يتنفّس

المدن

timeمنذ 3 أيام

  • علوم
  • المدن

إحياء ذاكرة الجنوب بالذكاء الاصطناعي: الأرشيف البصري يتنفّس

في جنوب لبنان، حيث لا تزال آثار الحرب في الحجر والذاكرة وبين أحياء القرى، أستُخدم الذكاء الاصطناعي، لا لمواكبة المستقبل، بل لإحياء الماضي. فبجهود فردية ومبادرات محلية، انتشرت أعمال تقوم على إعادة ترميم الذاكرة البصرية للجنوب، من خلال تحويل الأرشيف الفوتوغرافي القديم إلى فيديوهات تفاعلية تنبض بالحياة. وأطلق موقع "النبطية حاضرة جبل عامل" وموقع "أرشيف لبنان" مبادرة لافتة تهدف إلى إحياء الأرشيف البصري لمدينة النبطية ومناطق الجنوب، عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي من بين تقنيات أخرى لتحويل الصور الثابتة إلى مشاهد نابضة بالحياة. هذه المبادرة لم تكن مجرّد عمل تقني، بل كانت فعل مقاومة ضد النسيان. فالجنوب الذي عانى الاحتلال والحروب والدمار، كثيراً ما ضاعت معالمه بفعل الزمن وما شهدت قراه. وسيط لذاكرة جماعية مدير تحرير الموقع، كامل وهبي، المعد والمنفذ للمحتوى، يشير في حديث لـ"المدن" إلى أن ما دفعه هو "الشغف بالتاريخ والرغبة في إعادة تقديم الذاكرة البصرية للجنوب بشكل خاص ولبنان بشكل عام، ليس فقط كتوثيق، بل كوسيلة تفاعل حديثة مع الماضي، توصل مشاعر وأجواء يصعب على الصورة الثابتة وحدها نقلها". وكشف أن "هذه الأعمال والإنتاجات قد تُصبح جزءاً من نشاطات لجنة أو جمعية للتوثيق قيد الإنشاء في النبطية تُعنى بحفظ التراث العمراني والثقافي". ولم تكن المبادرة منفصلة عن الواقع السياسي والأمني، بل جاءت متأثرة مباشرة بالحرب الأخيرة على الجنوب، والتي أكدت، كما يقول وهبي، أن التوثيق البصري ضرورة وطنية وثقافية، واعتبر أنها من "أعادت تسليط الضوء على ضرورة التمسك بالهوية الثقافية التي يحاول العدو طمسها"، وقال أن "مشروعي أصبح أيضاً شكلاً من أشكال المقاومة الثقافية، يحفظ الذاكرة من النسيان وسط الدمار". وأكد وهبي أن "التصميم الاصطناعي ليس بديلاً عن المعاناة، لكنه وسيلة لإعادة تخيّل الواقع، ولتقديمه بطريقة بصرية تجعل المشاهد يتأمل ويتفاعل، فالمهم أن تبقى جذور الصورة مرتبطة بالتاريخ الحقيقي". View this post on Instagram أكثر من أرشفة اليوم، بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن تلوين الصور القديمة من الأبيض والأسود، وتحريكها، وربطها بسياقات سردية وتفاعلية تُعيد رسم الجغرافيا العاطفية للمكان. لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي هنا على تقنيات الترميم البصري أو إنتاج الفيديو فحسب، بل يتعداها ليشمل فهم أنماط الحكايات، وتحليل البيانات المكانية، واقتراح روابط سردية بين الأمكنة والأحداث. إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي من خلال أدوات التعلم العميق "Deep Learning"، أن يعيد بناء مشهدٍ كامل من صورة مهترئة أو مشوشة، أو أن يركّب مقطعاً تعبيرياً يرافق رحلة بصرية عبر قرى الجنوب كما كانت قبل عقود. المبادرات من هذا النوع ليست مجرد أرشفة للماضي، بل إعادة كتابة الحاضر أيضاً. فكل صورة تُعاد إليها الحياة، تصبح شهادة حيّة تُقاوم الطمس والتزوير، خصوصاً بعد الحرب، كل فيديو تفاعلي اليوم يتحوّل إلى مادة للأجيال الجديدة وإرث تاريخي. تحوّلات اجتماعية وتحديات "كثيرون كتبوا لي بأنهم شعروا للمرة الأولى بأن التاريخ يتنفس"، هكذا عبّر وهبي عن ردود الأفعال على أعماله. أما أبرز المشاهد التي تركت أثراً في المتابعين، بحسب وهبي، فكان مشهد أقدم صورة أُعيد إحياؤها لمدينة النبطية العام 1890، والتي فتحت نقاشاً واسعاً حول التحولات العمرانية والاجتماعية. ويرى أن "التاريخ ليس فقط في الكتب، بل في الوجوه، في الأسواق القديمة، في المهن التي اندثرت"، مضيفاً أنه يحاول "تقديم هذا التاريخ بشكل بصري حديث يعزز الشعور بالانتماء، والتفاعل كان عميقاً خصوصاً من الناس الذين رأوا أنفسهم أو أقاربهم في الصور المحرَّكة". وعن التحديات فاعتبر أنها تتمثل بـ"نِدرَة الصور الواضحة، وتلف الأرشيف في بعض الحالات، والذي يتطلب معالجة مسبقة ومُجهدة أحياناً قبل العمل عليها وعرضها، إلى جانب ضرورة احترام دقة الحقبة الزمنية"، مضيفاً: "لا أريد أن أقدّم مشاهد متخيلة بالكامل، بل مستوحاة بعمق من الأصل، وهنا يأتي التحدي الفني والأخلاقي معاً". ويختم: "الفن الرقمي هو ذاكرة معاصرة، من خلاله يمكننا إعادة بناء مشاهد من الماضي أو تسليط الضوء على الدمار بأسلوب تفاعلي يمس المشاعر. في مشروعي لتحريك أرشيف لبنان، حاولت خلق توازن بين الإبداع والدقة، بحيث يكون العمل وفياً للأصل، لكنه يقدم تجربة جديدة تعيد إحياء الوجوه والحكايات، وتحافظ على الذاكرة الجماعية في وجه النسيان".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store