#أحدث الأخبار مع #النبوةمحمدبنالحنفيةصحيفة الشرقمنذ 3 أياممنوعاتصحيفة الشرقإني أنا أخوك42 من الناس من يُولد لك، ومنهم من يُولد معك؛ والأخ كلاهما! هو النبتة التي خرجت من أصلك، ثم نمت على كتف قلبك، فامتزجت بك كأنها لا تفارقك إلا لتعود إليك. الأخ ليس علاقة من لحم ودم فحسب، بل هو معنى يسكن الروح، وركن في القلب، إذا انكسر: اهتزت أركانك جميعاً. كم من نفسٍ تاهت، فما ردّها إلا أخ! وكم من دمعٍ جرى، فما مسحه إلا أخ! وكم من وجعٍ لا يُحتمل، صار يسيرًا بوجوده، وكم من فرح كان ناقصًا، فاكتمل بحضوره! وكم من موقف كاد أن يكسر صاحبه، فإذا بظل الأخ يُعيد إليه قامته. هو ظِلك، وإن أخطر ما يصيب الظل أن ينكسر! وما كسرُه إلا التخاصم؛ فإنه متى ما وقع؛ مزّق الثقة، وقطع خيط المودة. آه، ثم آه! ألا ما أتعس بيتًا يسكنه الخصام بين الإخوة! أي خصومة هذه التي تورث الكره؟ وأي هجر هذا الذي يُذبح به عهد الإخاء؟ إن القلوب إذا ابتعدت، لم تُسعفها المسافات، وإذا تراكمت الجراح، فسد الحديث مهما لُيِّن، وضاعت الأعمار في انتظارٍ لا يأتي، لأن شر الخصام ما طالت أيّامه، وأُخّرت كلماته إن المماطلة في الوصل تزيد القلب قسوة، وتجعل من الهجر عادة، ومن الجفاء حيلةً للتغلّب، كأنما الإخوة يتبارون: مَن يصبر على الصمت، لا مَن يسارع إلى العفو! فيا أيها المبتلى بفُرقة أخيه، لا تنتظر يومًا يُصالحك فيه الوقت، بل ابحث عنه ولو في ظلمة الزمان، فإن السبق إلى الود نُبلٌ لا يعرفه إلا مَن زكّى الله قلبه. أصلِحوا ذات بينكم، فإن الموت لا يُنذر، وإن العُمر لا يَطول، وإن القلوب إذا عادت صافية، عادت الحياة معها جنةً صغيرة، لا يُفسدها إلا التأخير. يوما وقع خلافٌ بين أخوين من بيت النبوة:محمد بن الحنفية والحسن بن علي وكان الحسن أمير المؤمنين وسيد أهل زمانه، فأرسل إليه محمد برسالة كتب فيها: 'إن لك سابقةً وفضلاً، ولا أحب أن أسبقك إلى الخير، فإن أتيتني، فهو أحب إليّ، وإن لم تأتِ، أتيتُك'. فلما قرأ الحسن الرسالة، نهض إلى أخيه مسرعًا، وضمه إلى صدره، وقال: 'ما كنتَ لتسبقني إلى صلة رحم'. أي نفوسٍ تلك التي تذيب الكِبر في لحظة، وتقدّم الرحم على الموقف، وتنتصر لله لا للنفس؟ أي نفوس تلك التي لا تزن الأخوّة بميزان المصلحة، ولا تتعامل مع القرب ببطاقة حساب، بل تسير إلى أخيها طاهرةً من الغيظ، نقيّةً من الريبة، تقتل في صدرها وسوسة الشيطان المتربص، وتطفئ الغضب المتأجج، ثم تمضي إليه لا لتكسب لحظةً من رضا الناس، بل لتنال وجه الله؛ فإن أعظم الانتصار أن تغلب شيطانك، لا أن تهزم أخاك. فيا أيها الإخوة: - لا تورّثوا بخصامكم الأحقاد لأبنائكم، فإنها إن نبتت فيهم، اقتلعت المودة من جذورها؛ فلن تأمنوا عليهم غدًا من غوائلها، ولن ينفعكم معها ندم، ولا يُقبل منكم ساعتها نصيحة. -لا تجعلوا من خصومتكم ميراثًا، ولا من عنادكم سنّةً تُتّبع؛ فإن قلوب الصغار لا تعرف سبب خلافكم، لكنها تعرف أن البيت قد انكسر، وأن الجدران لم تعد تستر كما كانت. -لا تكسروا قلوب آبائكم بخصومة بينكم، فإن دمعتهم وإن خفيت تزلزل أفئدتهم زلزلة موجعة،وتحرق آمالهم كما تحرق النارُ الحطب اليابس في ليلة ريح باردة. -لا تُغضبوا ربّ الأرض والسماء من أجل ساعةِ غلّ، أو لحظةِ كبرياء، أو كلمةٍ خرجت ثم طارت، فكيف ترضى أن تغضب الله لتُرضي نفسك؟ -لا تقطعوا أرحامكم، فإنها من الإفساد في الأرض 'فهل عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ'. فهل بعد هذا تحسبون الخصام أمرًا هينًا؟ وهل بعد نداء الربّ عذرٌ لمتخاصم مع أخيه؟ لا والله، ما بقي عذرٌ لمن عرف هذا، ثم ظل يختار الخصومة على الصلة. امضِ إلى أخيك، وافتح له قلبك، ولا تقل: 'هو المخطئ'، فالعاقل لا ينتظر عذرًا ليفتح بابًا أُغلق، بل يكفيه أن يعلم أن الله يحب الواصلين، وأن الرحم إذا شُدّت، شدّ الله بها في السماء رزقًا، وأجلاً، وذكرًا طيبًا لا يزول. مساحة إعلانية
صحيفة الشرقمنذ 3 أياممنوعاتصحيفة الشرقإني أنا أخوك42 من الناس من يُولد لك، ومنهم من يُولد معك؛ والأخ كلاهما! هو النبتة التي خرجت من أصلك، ثم نمت على كتف قلبك، فامتزجت بك كأنها لا تفارقك إلا لتعود إليك. الأخ ليس علاقة من لحم ودم فحسب، بل هو معنى يسكن الروح، وركن في القلب، إذا انكسر: اهتزت أركانك جميعاً. كم من نفسٍ تاهت، فما ردّها إلا أخ! وكم من دمعٍ جرى، فما مسحه إلا أخ! وكم من وجعٍ لا يُحتمل، صار يسيرًا بوجوده، وكم من فرح كان ناقصًا، فاكتمل بحضوره! وكم من موقف كاد أن يكسر صاحبه، فإذا بظل الأخ يُعيد إليه قامته. هو ظِلك، وإن أخطر ما يصيب الظل أن ينكسر! وما كسرُه إلا التخاصم؛ فإنه متى ما وقع؛ مزّق الثقة، وقطع خيط المودة. آه، ثم آه! ألا ما أتعس بيتًا يسكنه الخصام بين الإخوة! أي خصومة هذه التي تورث الكره؟ وأي هجر هذا الذي يُذبح به عهد الإخاء؟ إن القلوب إذا ابتعدت، لم تُسعفها المسافات، وإذا تراكمت الجراح، فسد الحديث مهما لُيِّن، وضاعت الأعمار في انتظارٍ لا يأتي، لأن شر الخصام ما طالت أيّامه، وأُخّرت كلماته إن المماطلة في الوصل تزيد القلب قسوة، وتجعل من الهجر عادة، ومن الجفاء حيلةً للتغلّب، كأنما الإخوة يتبارون: مَن يصبر على الصمت، لا مَن يسارع إلى العفو! فيا أيها المبتلى بفُرقة أخيه، لا تنتظر يومًا يُصالحك فيه الوقت، بل ابحث عنه ولو في ظلمة الزمان، فإن السبق إلى الود نُبلٌ لا يعرفه إلا مَن زكّى الله قلبه. أصلِحوا ذات بينكم، فإن الموت لا يُنذر، وإن العُمر لا يَطول، وإن القلوب إذا عادت صافية، عادت الحياة معها جنةً صغيرة، لا يُفسدها إلا التأخير. يوما وقع خلافٌ بين أخوين من بيت النبوة:محمد بن الحنفية والحسن بن علي وكان الحسن أمير المؤمنين وسيد أهل زمانه، فأرسل إليه محمد برسالة كتب فيها: 'إن لك سابقةً وفضلاً، ولا أحب أن أسبقك إلى الخير، فإن أتيتني، فهو أحب إليّ، وإن لم تأتِ، أتيتُك'. فلما قرأ الحسن الرسالة، نهض إلى أخيه مسرعًا، وضمه إلى صدره، وقال: 'ما كنتَ لتسبقني إلى صلة رحم'. أي نفوسٍ تلك التي تذيب الكِبر في لحظة، وتقدّم الرحم على الموقف، وتنتصر لله لا للنفس؟ أي نفوس تلك التي لا تزن الأخوّة بميزان المصلحة، ولا تتعامل مع القرب ببطاقة حساب، بل تسير إلى أخيها طاهرةً من الغيظ، نقيّةً من الريبة، تقتل في صدرها وسوسة الشيطان المتربص، وتطفئ الغضب المتأجج، ثم تمضي إليه لا لتكسب لحظةً من رضا الناس، بل لتنال وجه الله؛ فإن أعظم الانتصار أن تغلب شيطانك، لا أن تهزم أخاك. فيا أيها الإخوة: - لا تورّثوا بخصامكم الأحقاد لأبنائكم، فإنها إن نبتت فيهم، اقتلعت المودة من جذورها؛ فلن تأمنوا عليهم غدًا من غوائلها، ولن ينفعكم معها ندم، ولا يُقبل منكم ساعتها نصيحة. -لا تجعلوا من خصومتكم ميراثًا، ولا من عنادكم سنّةً تُتّبع؛ فإن قلوب الصغار لا تعرف سبب خلافكم، لكنها تعرف أن البيت قد انكسر، وأن الجدران لم تعد تستر كما كانت. -لا تكسروا قلوب آبائكم بخصومة بينكم، فإن دمعتهم وإن خفيت تزلزل أفئدتهم زلزلة موجعة،وتحرق آمالهم كما تحرق النارُ الحطب اليابس في ليلة ريح باردة. -لا تُغضبوا ربّ الأرض والسماء من أجل ساعةِ غلّ، أو لحظةِ كبرياء، أو كلمةٍ خرجت ثم طارت، فكيف ترضى أن تغضب الله لتُرضي نفسك؟ -لا تقطعوا أرحامكم، فإنها من الإفساد في الأرض 'فهل عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ'. فهل بعد هذا تحسبون الخصام أمرًا هينًا؟ وهل بعد نداء الربّ عذرٌ لمتخاصم مع أخيه؟ لا والله، ما بقي عذرٌ لمن عرف هذا، ثم ظل يختار الخصومة على الصلة. امضِ إلى أخيك، وافتح له قلبك، ولا تقل: 'هو المخطئ'، فالعاقل لا ينتظر عذرًا ليفتح بابًا أُغلق، بل يكفيه أن يعلم أن الله يحب الواصلين، وأن الرحم إذا شُدّت، شدّ الله بها في السماء رزقًا، وأجلاً، وذكرًا طيبًا لا يزول. مساحة إعلانية