#أحدث الأخبار مع #الهوىحسينالجسمي،الدستور٢٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالدستوررمضان في مصر حاجه تانيةمع استقبالنا لشهر رمضان المعظم بدأت نسمات الروحانيات تملأ وجداننا وأخذت قلوبنا تتلهف لفعل الخيرات وتشتاق لطقوس رمضانية لا تجدها إلا في مصر. هي ليست بالطبع شعائر دينية، ولكنها طقوس إنسانية وعادات اجتماعية ابتكرناها نحن المصريين وتوارثناها جيلا بعد جيل، حتى أنها صارت ماركة مسجلة باسمنا عالميا، وملمحا من ملامح المصريين أو حتى المتمصرين من إخواننا العرب بل والأجانب، الذين جذبهم الهوى المصري فصاروا مصريين أكثر منا. شد انتباهي لهذا الأمر أغنية بدأت الإذاعات والقنوات في استعادة بثها بصورة شبه منتظمة قبيل استقبال الشهر المبارك بأيام، تلك هي أغنية المطرب الإماراتي الجنسية المصري الهوى حسين الجسمي، والتي يتغنى فيها بمصر وخاصة في شهر رمضان الكريم. الأغنية من كلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبد الواحد، وتقول كلماتها: رمضان في مصر غير الدنيا طعمه بطعم النيل في كل حتة بنتمشى فوانيس وزينة في الشارع صوت الأذان يدخل قلبك ونصلي تراويح في الجامع بالليل بتحلو القعدة طاولة ودومانا وكوتشينة والله زمان داحنا بقى لنا مدة بعيد عن بعضينا في كل وش تلاقي ضحكة والناس بسيطة وفرحانة كل القلوب الخير فيها كل البيوت هنا عمرانه وده كان مسافر في الغربة وخذ إجازته هنا معانا رمضان تملي مقربنا اللمة دي كات واحشانا وبعيدا عن المناسبة المباركة -على شعبنا الطيب إن شاء الله - التي صُنعت هذه الأغنية لأجلها. هذه الأغنية التي جعلت كثيرين ممن أعرفهم من الأخوة العرب في شوق مستمر لزيارة مصر خلال شهر رمضان للتمتع بأجوائه وسط الشعب الطيب والأجواء المميزة. أتحدث عن وجه آخر للأغنية - بعيدا عن قيمتها الفنية - ذلك هو الترويج السياحي. أجل، هذه الأغنية صارت واحدة من أدوات القوة الناعمة المصرية التي تروج للسياحة المصرية لدى الأشقاء العرب، على وجه التحديد. فكثير ممن ينطقون العربية سواء من العرب أو حتى من المغتربين المصريين، يأخذهم الحنين لمصر في رمضان بمجرد أن يستمعوا للأغنية ويتذوقوا كلماتها الراقية. ساعتها تراهم يتشوقون لقضاء بعض الليالي الرمضانية في رحاب مصر عموما والقاهرة على وجه التحديد، والكل يتمنى حينها أن يدرك ليالي رمضان الساهرة الساحرة ليقضيها هنا بين طقوس العبادة ومتعة السياحة وفعل الخيرات. و هذه الأغنية تذكرنا بغيرها من القطع الفنية الراقية التي كانت أدوات جذب قوية ولكن بنعومة اجتذبت قلوب الإخوة العرب لمصر وأهلها وشوارعها ومبانيها طقوسها وأكلاتها. تلك هي باختصار ما يمكن ترجمته بأنه القوة الناعمة المصرية. فمن منا ينسى تأثير أغنية الشحرورة صباح " سلموا لي على مصر " والتي كتبها لها الرائع حسين السيد ولحنها الموجي بسلاسة . نفس التأثير فعلته أغنية " الأقصر بلدنا " التي شدا بها الراحل محمد العزبي وكتب كلماتها الشاعر فتحي قورة ولحنها العبقري علي إسماعيل. تلك الأغنية التي كان لها دور ترويجي نعم، لكن دورها التثقيفي والتوجيهي لأهل الأقصر ذاتها كان أقوى وأهم، إذ صنعت لهم الأغنية هوية سمعية راقية فصاروا شديدي الحرص - جيلا بعد جيل - على عدم الإتيان بأي فعل مشين في التعامل مع السياح يحطم هذا النموذج الراقي لبلدهم والذي جسدته - ولا أقول صنعته - كلمات الأغنية ولحنها. وحديثا شدت المطربة ريهام عبد الحكيم برائعة الشاعر أيمن بهجت قمر والموسيقار عمر خيرت " فيها حاجه حلوة "، تلك الأغنية التي تصب في ذات التوجه الذي أتحدث عنه، من تذكير الغافل وتنبيه المتناسي واستعادة المبتعد إلى حضن مصر، مصر البشر قبل الحجر. إذ يُركّز قمر فيها على الجوانب الإنسانية للمواطن المصري وللشارع المصري ولليوم المصري، بعبارات موجزة لكنها شديدة التعبير. إنها ملامح مصر في الصباح الباكر التي لا يشبهنا فيها أحد، ملامحنا في أكلاتنا البسيطة لدرجة العبقرية،و في أعيادنا الدينية والوطنية والكرنفالية أيضا. ملامح مصر في فنونها الرائدة، وفي وحدتها الوطنية، وفي عشها لأولياء الله الصالحين، وفي نيلها الذي حباها الله به فأحسنت استقباله والاحتفاء به، مصر المتكاتفة المتضامنة في أفراحها وأتراحها. هي باختصار ما لخّصه قمر بقوله في نهاية الأغنية: تحيرك برضو حبيبها، على بعضها كده بعيوبها،حتة من الجنة حتة من الجنة،فيها حاجة حلوة. تلك أيها السادة مجرد أداة واحدة من أدوات قوتنا الناعمة " الأغنية "، وبلغة واحدة هي اللغة العربية فصحى أو عامية، فماذا لو فعّلنا أدوات أخرى للقوة الناعمة ؟ سواء في الدراما السينمائية أو التليفزيونية، أو الفن التشكيلي، أو مقرئي القرآن الكريم والمبتهلين، أو الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، أو نجوم الرياضة، أو أساتذة الجامعات الذين خدموا بلاد المنطقة بعلمهم وأبحاثهم، أو المبدعين من الأدباء والشعراء، أو كبار المهندسين والمدرسين والأطباء. تلك والله ثروة كبيرة نمتلكها، وكم أتمنى أن نحسن استثمارها بالشكل اللائق، وأن نتجه نحو إنتاج المزيد من الإبداعات التي ترسخ، بل وتعزز مكانة مصر في القلوب وأن يكون توجهنا بلغات عدة إضافة إلى العربية.
الدستور٢٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالدستوررمضان في مصر حاجه تانيةمع استقبالنا لشهر رمضان المعظم بدأت نسمات الروحانيات تملأ وجداننا وأخذت قلوبنا تتلهف لفعل الخيرات وتشتاق لطقوس رمضانية لا تجدها إلا في مصر. هي ليست بالطبع شعائر دينية، ولكنها طقوس إنسانية وعادات اجتماعية ابتكرناها نحن المصريين وتوارثناها جيلا بعد جيل، حتى أنها صارت ماركة مسجلة باسمنا عالميا، وملمحا من ملامح المصريين أو حتى المتمصرين من إخواننا العرب بل والأجانب، الذين جذبهم الهوى المصري فصاروا مصريين أكثر منا. شد انتباهي لهذا الأمر أغنية بدأت الإذاعات والقنوات في استعادة بثها بصورة شبه منتظمة قبيل استقبال الشهر المبارك بأيام، تلك هي أغنية المطرب الإماراتي الجنسية المصري الهوى حسين الجسمي، والتي يتغنى فيها بمصر وخاصة في شهر رمضان الكريم. الأغنية من كلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبد الواحد، وتقول كلماتها: رمضان في مصر غير الدنيا طعمه بطعم النيل في كل حتة بنتمشى فوانيس وزينة في الشارع صوت الأذان يدخل قلبك ونصلي تراويح في الجامع بالليل بتحلو القعدة طاولة ودومانا وكوتشينة والله زمان داحنا بقى لنا مدة بعيد عن بعضينا في كل وش تلاقي ضحكة والناس بسيطة وفرحانة كل القلوب الخير فيها كل البيوت هنا عمرانه وده كان مسافر في الغربة وخذ إجازته هنا معانا رمضان تملي مقربنا اللمة دي كات واحشانا وبعيدا عن المناسبة المباركة -على شعبنا الطيب إن شاء الله - التي صُنعت هذه الأغنية لأجلها. هذه الأغنية التي جعلت كثيرين ممن أعرفهم من الأخوة العرب في شوق مستمر لزيارة مصر خلال شهر رمضان للتمتع بأجوائه وسط الشعب الطيب والأجواء المميزة. أتحدث عن وجه آخر للأغنية - بعيدا عن قيمتها الفنية - ذلك هو الترويج السياحي. أجل، هذه الأغنية صارت واحدة من أدوات القوة الناعمة المصرية التي تروج للسياحة المصرية لدى الأشقاء العرب، على وجه التحديد. فكثير ممن ينطقون العربية سواء من العرب أو حتى من المغتربين المصريين، يأخذهم الحنين لمصر في رمضان بمجرد أن يستمعوا للأغنية ويتذوقوا كلماتها الراقية. ساعتها تراهم يتشوقون لقضاء بعض الليالي الرمضانية في رحاب مصر عموما والقاهرة على وجه التحديد، والكل يتمنى حينها أن يدرك ليالي رمضان الساهرة الساحرة ليقضيها هنا بين طقوس العبادة ومتعة السياحة وفعل الخيرات. و هذه الأغنية تذكرنا بغيرها من القطع الفنية الراقية التي كانت أدوات جذب قوية ولكن بنعومة اجتذبت قلوب الإخوة العرب لمصر وأهلها وشوارعها ومبانيها طقوسها وأكلاتها. تلك هي باختصار ما يمكن ترجمته بأنه القوة الناعمة المصرية. فمن منا ينسى تأثير أغنية الشحرورة صباح " سلموا لي على مصر " والتي كتبها لها الرائع حسين السيد ولحنها الموجي بسلاسة . نفس التأثير فعلته أغنية " الأقصر بلدنا " التي شدا بها الراحل محمد العزبي وكتب كلماتها الشاعر فتحي قورة ولحنها العبقري علي إسماعيل. تلك الأغنية التي كان لها دور ترويجي نعم، لكن دورها التثقيفي والتوجيهي لأهل الأقصر ذاتها كان أقوى وأهم، إذ صنعت لهم الأغنية هوية سمعية راقية فصاروا شديدي الحرص - جيلا بعد جيل - على عدم الإتيان بأي فعل مشين في التعامل مع السياح يحطم هذا النموذج الراقي لبلدهم والذي جسدته - ولا أقول صنعته - كلمات الأغنية ولحنها. وحديثا شدت المطربة ريهام عبد الحكيم برائعة الشاعر أيمن بهجت قمر والموسيقار عمر خيرت " فيها حاجه حلوة "، تلك الأغنية التي تصب في ذات التوجه الذي أتحدث عنه، من تذكير الغافل وتنبيه المتناسي واستعادة المبتعد إلى حضن مصر، مصر البشر قبل الحجر. إذ يُركّز قمر فيها على الجوانب الإنسانية للمواطن المصري وللشارع المصري ولليوم المصري، بعبارات موجزة لكنها شديدة التعبير. إنها ملامح مصر في الصباح الباكر التي لا يشبهنا فيها أحد، ملامحنا في أكلاتنا البسيطة لدرجة العبقرية،و في أعيادنا الدينية والوطنية والكرنفالية أيضا. ملامح مصر في فنونها الرائدة، وفي وحدتها الوطنية، وفي عشها لأولياء الله الصالحين، وفي نيلها الذي حباها الله به فأحسنت استقباله والاحتفاء به، مصر المتكاتفة المتضامنة في أفراحها وأتراحها. هي باختصار ما لخّصه قمر بقوله في نهاية الأغنية: تحيرك برضو حبيبها، على بعضها كده بعيوبها،حتة من الجنة حتة من الجنة،فيها حاجة حلوة. تلك أيها السادة مجرد أداة واحدة من أدوات قوتنا الناعمة " الأغنية "، وبلغة واحدة هي اللغة العربية فصحى أو عامية، فماذا لو فعّلنا أدوات أخرى للقوة الناعمة ؟ سواء في الدراما السينمائية أو التليفزيونية، أو الفن التشكيلي، أو مقرئي القرآن الكريم والمبتهلين، أو الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، أو نجوم الرياضة، أو أساتذة الجامعات الذين خدموا بلاد المنطقة بعلمهم وأبحاثهم، أو المبدعين من الأدباء والشعراء، أو كبار المهندسين والمدرسين والأطباء. تلك والله ثروة كبيرة نمتلكها، وكم أتمنى أن نحسن استثمارها بالشكل اللائق، وأن نتجه نحو إنتاج المزيد من الإبداعات التي ترسخ، بل وتعزز مكانة مصر في القلوب وأن يكون توجهنا بلغات عدة إضافة إلى العربية.