أحدث الأخبار مع #الوكالةالأميركيةلمراقبةالمحيطات


الوسط
١١-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- الوسط
تخوّف في الولايات المتحدة من تراجع كبير في مجال علوم المناخ
تسببت عودة السلطة إلى يدَي دونالد ترامب، الذي يجاهر بتشكيكه في صحة المخاوف المناخية، بدخول حياة العالم توم دي ليبرتو (40 عامًا) ومجال أبحاثه المتمحور خصوصًا على ظاهرتي «النينيو» و«لانينا»، في المجهول، على غرار باحثين كثر صُرفوا من عملهم أو أُنهيت دراسات لهم عملوا عليها لسنوات عدة. فبريد إلكتروني واحد بأسلوب بارد كان كافيًا لإنهاء عمل بحثي استمر نحو عشر سنوات لصالح الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي، وفقا لوكالة «فرانس برس». ويقول توم دي ليبرتو، وهو عالم متخصص بالأرصاد الجوية يعمل منذ العام 2010 كموظف متعاقد ثم موظف حكومي في الوكالة المرموقة المسؤولة عن التنبؤات الجوية وتحليل المناخ والحفاظ على المحيطات: «من المرعب التفكير في ما تعنيه هكذا قرارات بالنسبة إلى العلم في الولايات المتحدة». - - - وكحاله، صُرف نحو 700 موظف ومن المتوقع إنهاء عمل أعداد أخرى، بما أنّ الوكالة تواجه هجومًا من الإدارة الأميركية الجديدة. واتخذت السلطات قرارات بصرف جماعي لموظفين في عدد كبير من الوزارات والوكالات الفيدرالية مثل الوكالة الوطنية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، وحدّت من تواصل العلماء الأميركيين مع نظرائهم الأجانب، وحذفت موارد وبيانات مناخية من المواقع الرسمية وحتى ألغت مشاركة خبراء أميركيين في المناخ في اجتماع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. ويقول توم دي ليبرتو لوكالة فرانس برس: «هناك خوف كبير في الحكومة»، معتبرًا أنّ الرسالة الموجهة إلى الموظفين واضحة: «لا ينبغي التحدث عن التغير المناخي». تفكيك الإدارة الوطنية للمحيطات قد تكون هذه القرارات مجرد بداية. فالمحافظون الذين يقفون وراء «مشروع 2025»، وهي خريطة طريق نأى دونالد ترامب بنفسه عنها خلال حملته الانتخابية، ولكن يبدو أن إدارته تتبعها حاليًا حرفيًا، دعوا في الواقع إلى تفكيك الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). ويرون أن الوكالة تشكل إحدى «الجهات الرئيسية» لـ«التهويل المناخي». وبعد عام قياسي في 2024 لناحية درجات الحرارة والكوارث المناخية، تحديدًا في الولايات المتحدة، يثير هذا التهديد قلق الأوساط العلمية بشكل كبير. ويقول عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا، مايكل مان، في حديث إلى وكالة فرانس برس: «من دون الوكالة الوطنية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي، سنتحرك بشكل أعمى نحو هاوية مناخية». ويضيف أن الوكالة الفيدرالية تؤدي «دورًا أساسيًا في مراقبة حالة غلافنا الجوي، ومحيطاتنا، وغلافنا الجليدي (كل الجليد الموجود في العالم) ومحيطنا الحيوي (كل النظم البيئية)». يقول ليونارد بورشيرت، وهو باحث مساعد في إحصاءات المناخ في جامعة هامبورغ في ألمانيا، إنّ «الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي توفر بيانات ونماذج قيّمة لعلماء المناخ في العالم». السلامة العامة يحذر المراقبون من أن إعاقة العمل تعرّض الأبحاث المناخية للخطر، مع تداعيات طويلة المدى إلى حد ما. وحذرت جمعية «أميركان ميتيورولوجيكل سوسايتي» من أنّ صرف الموظفين، وهو قرار تم الطعن به أمام المحكمة، «يهدد بالتسبب في أضرار دائمة وله عواقب وخيمة على السلامة العامة والرفاهية الاقتصادية والدور الرائد الذي تؤديه الولايات المتحدة في العالم». فحتى لو كانت جهات أخرى في الولايات المتحدة أو على المستوى العالمي توفر بيانات ونماذج مناخية، تؤدي «الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي دورًا مميزًا»، على ما تقول سارة كولي، التي كانت منسقة لبرنامج عن تحمض المحيطات قبل صرفها بشكل غير رسمي. وتشير إلى أن الجامعات والولايات والجمعيات التي قد تتولى المهمة، لا تمتلك مثلًا الوسائل اللازمة لتنفيذ المهام نفسها المتعلقة بالمحيطات التي تقوم بها الوكالة، وهي الجهة المحدِّدة للكميات المسموح بصيدها. لا تمتلك أيضًا «طائرات صائدة للأعاصير»، في إشارة إلى المهمات الجوية التي يقوم بها العلماء في قلب العواصف لتحسين التنبؤ بمساراتها. ومع محدودية الموارد وتضاؤل الأدوات البشرية، يمكن أن تصبح العواقب مأساوية بسرعة، على ما يحذر عدد كبير من الموظفين الحاليين أو السابقين للوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وتقول مهندسة طلبت عدم ذكر هويتها خوفًا من خسارة وظيفتها، إن آثار عمليات الصرف الأخيرة للموظفين أصبحت محسوسة أصلًا. وقد خُفّض إلى النصف عدد أعضاء فريقها، المسؤول عن أقمار اصطناعية كثيرة تُستخدم لوضع التنبؤات الجوية. وتتابع: «لن يجري إجلاء الناس في الوقت المناسب في حال وقوع كارثة طبيعية»، مضيفة: «ثمة مخاطرة بخسارة ممتلكاتهم وحتى حياتهم».


صدى البلد
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- صدى البلد
حلقة هائلة من ابيضاض المرجان تهدد 850 مليون شخص
يشهد العالم حالياً، للمرّة الثانية خلال 10 سنوات، حلقة هائلة من ابيضاض المرجان بسبب درجات حرارة قياسية في المحيطات، وفق ما حذّرت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (نوا). وتُهدّد هذه الظاهرة بقاء الشعاب المرجانية حول العالم، بما فيها الحاجز المرجاني العظيم قرب أستراليا. وهي ترتبط بارتفاع درجة حرارة المياه، ما يؤدّي إلى تغيُّر اللون، ويمكن أن يتسبّب بموت هذه الكائنات الحيّة في حال التعرُّض لفترة طويلة أو شديدة للإجهاد الحراري. لكن عكس هذه الظاهرة قد يكون ممكناً، إذ يمكن للشعاب المرجانية المتضرّرة البقاء على قيد الحياة إذا انخفضت درجات الحرارة وتقلّصت عوامل الإجهاد الأخرى، مثل الصيد الجائر أو التلوُّث. حلقة الابيضاض الحالية هي الرابعة التي تسجلها وكالة «نوا» منذ عام 1985. وقد لوحظت الحلقات السابقة في الأعوام 1998، و2010، و2016. وفي هذا السياق، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن بيبي كلارك من «الصندوق العالمي للطبيعة»، وهي منظمة غير حكومية، أن «حجم ابيضاض المرجان الجماعي وشدّته دليلان واضحان على الآثار الضارة لتغيُّر المناخ اليوم». وتشير تقديرات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوّي إلى أنّ كوكبنا فقد ما بين 30 و50 في المائة من شعابه المرجانية التي قد تختفي تماماً بحلول نهاية القرن، إذا لم تحدُث تغييرات كبيرة. ووصلت درجة حرارة المحيطات التي تؤدّي دوراً رئيسياً في تنظيم المناخ العالمي، إلى مستوى قياسي مُطلق جديد في مارس (آذار)، بمعدّل 21.07 درجة مئوية مقاسة على السطح، باستثناء المناطق القريبة من القطبين، وفق مرصد كوبرنيكوس الأوروبي. وتتكوّن المستعمرات المرجانية من مخلوقات صغيرة تُسمى بوليبات، تفرز هيكلاً خارجياً من الحجر الجيري. وتقتل موجات الحرارة الحيوانات، إما ببساطة عن طريق الحرارة الزائدة أو عن طريق إخراج الطحالب التي تزوّدها المواد المغذّية من أجسامها: وهذا ما يُسمَّى ابيضاض المرجان. وقال ديريك مانزيلو من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: «منذ فبراير (شباط) 2023 إلى أبريل (نيسان) الحالي، لوحظ ابيضاض كبير للشعاب المرجانية في نصفَي الكرة الشمالي والجنوبي لكل حوض محيطي رئيسي». ولوحظت هذه الظواهر منذ مطلع عام 2023 في فلوريدا (جنوب الولايات المتحدة)، وفي منطقة البحر الكاريبي، والبرازيل، وحتى في شرق المحيط الهادي الاستوائي. كما يتأثر البحر الأحمر وجنوب المحيط الهادي بشدّة، وكذلك الحاجز المرجاني العظيم قبالة سواحل أستراليا. وأعلنت السلطات الأسترالية مطلع مارس الماضي، أنّ هذه الشعاب المرجانية، وهي الأكبر في العالم والوحيدة التي يمكن رؤيتها من الفضاء، تتعرَّض لعملية «ابيضاض هائلة». وقالت وزيرة البيئة الأسترالية تانيا بليبيرسك آنذاك: «نعلم أنّ التهديد الأكبر للشعاب المرجانية في العالم هو تغيُّر المناخ. والحاجز المرجاني العظيم ليس استثناءً». عواقب هذه الظواهر متعدّدة: فهي تؤثّر في الأنظمة الإيكولوجية للمحيطات، لكنها تؤثّر أيضاً في السكان البشريين، ما ينعكس على أمنهم الغذائي واقتصاداتهم المحلية، خصوصاً السياحة. ووفق الصندوق العالمي للطبيعة، يعتمد نحو 850 مليون شخص حول العالم على الشعاب المرجانية في غذائهم ووظائفهم، وحتى لحماية السواحل. كما أنها تؤدّي دوراً مهماً في الأنظمة الإيكولوجية البحرية، إذ تؤوي أكثر من ربع الأنواع البحرية. وبالتالي، تشكّل «مثالاً مرئياً ومعاصراً لما هو على المحكّ مع كل جزء من درجة إضافية من الاحترار»، وفق كلارك. ومع ذلك، قالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوّي إنها حقّقت «تقدّماً كبيراً» في تطوير تقنيات مكافحة ابيضاض المرجان، تشمل «نقل مشاتل المرجان إلى مياه أعمق وأبرد»، أو تركيب منشآت توفّر الظلّ لحمايتها من أشعة الشمس في مناطق أخرى