منذ 7 ساعات
دول الخليج تستعد لمواجهة الطوارئ في ظل تصاعد التوترات النووية الإيرانية
تتزايد المخاوف في دول الخليج العربية بشأن احتمال حدوث تلوث بيئي أو هجمات انتقامية، في حال قامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بضرب المنشآت النووية الإيرانية عبر الخليج العربي، مما يثير قلقًا كبيرًا حول الأمن والاستقرار في المنطقة.
دول الخليج تستعد لمواجهة الطوارئ في ظل تصاعد التوترات النووية الإيرانية
مقال له علاقة: الشرع يكشف عن انفتاحهم للتطبيع مع إسرائيل في حوار مع 'Jewish Journal'
إجراءات السلامة في عُمان
في سلطنة عُمان، تداول مستخدمو تطبيقات المراسلة نصائح متنوعة حول الإجراءات الواجب اتخاذها في حال وقوع حادث نووي، حيث تم توجيه تعليمات للسكان بضرورة 'دخول مكان مغلق وآمن، ويفضل أن يكون بلا نوافذ، وإغلاق جميع النوافذ والأبواب بإحكام، وإيقاف أنظمة التكييف والتهوية'، وذلك تحسبًا لأي طارئ.
استعدادات البحرين للطوارئ
وفي البحرين، أفادت وكالة الأنباء الرسمية يوم الثلاثاء بأنه يجري تجهيز 33 ملجأً لحالات الطوارئ، وتم اختبار صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد، كما شهد الأسبوع الماضي تزايدًا في القلق بشأن التداعيات النووية، حيث نشرت وسائل الإعلام في الشرق الأوسط أدلة إرشادية حول كيفية التعامل مع تسربات الإشعاع المحتملة.
مخاوف إقليمية بيئية وعسكرية
قالت إلهام فخرو، المقيمة في البحرين والزميلة في مبادرة الشرق الأوسط في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن الناس 'قلقون بالتأكيد' بشأن احتمال توجيه ضربات إسرائيلية وأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، والتي تقع في بوشهر، تعتبر أقرب إلى العديد من العواصم العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة منها إلى العاصمة طهران.
وأضافت فخرو لـ 'CNN' أن 'المخاوف الأساسية تتعلق بالتلوث البيئي، وخاصة في المياه المشتركة'، مشيرة إلى مخاوف أخرى تشمل 'احتمال وقوع عمليات انتقام إيرانية على المنشآت العسكرية الأميركية في دول الخليج، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على المدنيين، إضافةً إلى إغلاق المجال الجوي لفترة طويلة'.
تحذيرات إيرانية وخليجية متبادلة
رغم تحسن علاقاتها مع جيرانها العرب، حذرت إيران ضمنيًا من أنها ستستهدف المصالح الأمريكية القريبة، إذا تعرضت لهجوم عسكري أمريكي، ومن جانبه، قام مجلس التعاون الخليجي، وهو تكتل اقتصادي وسياسي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يوم الاثنين بتفعيل مركز إدارة الطوارئ التابع له، ومقره الكويت، لضمان اتخاذ جميع 'التدابير الوقائية اللازمة على المستويين البيئي والإشعاعي'.
كما حذّر وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، من 'مخاطر الأعمال المتهورة وغير المدروسة التي قد تتجاوز حدود' إيران وإسرائيل، بينما حذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية من ضربات 'غير محسوبة' قد تؤثر بشكل مباشر على مياه دول الخليج.
الاعتماد على المياه المحلاة
يعتمد ما يقرب من 60 مليون شخص في دول الخليج العربية على مياه البحر المحلاة من الخليج العربي، للشرب والغسيل والاستخدامات المنزلية المختلفة، وقد حذّر قادة المنطقة من أن التلوث الناجم عن محطة بوشهر النووية الإيرانية، في حال تعرضها لهجوم، قد يُخلّف عواقب بيئية وخيمة على هذا المصدر المائي الحيوي، مما يهدد الأمن المائي للمنطقة بشكل شامل.
مقال له علاقة: إيران تنفي تقارير تعليق تخصيب اليورانيوم وترامب يتحدث عن قرب اتفاق نووي
أضرار تفجير محطة بوشهر
في مارس الماضي، سأل الصحافي الأمريكي تاكر كارلسون رئيس الوزراء القطري، محمد آل ثاني، عن التداعيات المتوقعة إذا تم 'تفجير' محطة بوشهر النووية، وأجاب آل ثاني أن 'المياه ستكون ملوثة بالكامل… لا ماء، ولا أسماك، ولا شيء، ولا حياة فيها'، مضيفًا أن قطر أجرت في وقت سابق تمرينًا للمخاطر لتحليل مدى تأثير محطة الطاقة النووية الإيرانية المتضررة عليها.
وأوضح أن 'المياه التي نستخدمها لشعبنا تأتي من تحلية المياه، وليس لدينا أنهار ولا احتياطيات مائية طبيعية، باختصار، ستنفد المياه من البلاد في ثلاثة أيام… وهذا لا ينطبق على قطر فقط، بل ينطبق على الكويت والإمارات العربية المتحدة، بل على الجميع في المنطقة'، مشيرًا إلى أن قطر قامت منذ ذلك الحين ببناء خزانات مياه ضخمة لحماية مصادرها.
مواقف أمريكية متقلبة
قال مسؤولان لشبكة 'CNN' يوم الثلاثاء إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبدو أنه يرحب بفكرة استخدام الأصول العسكرية الأمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، ويشعر بخيبة أمل إزاء إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الصراع، ويمثل هذا تحولًا في نهج ترامب، رغم أن المصادر أشارت إلى أنه لا يزال منفتحًا على الحل الدبلوماسي، إذا قدمت إيران تنازلات.
وفي تصريح له، الأربعاء، قال ترامب: 'قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله، أعني، لا أحد يعلم ما سأفعله'