logo
#

أحدث الأخبار مع #باسلعبدالعال

"الخيمة في الغابة" نصوص لباسل عبد العال.. تنويعات على دفتر الأحداث
"الخيمة في الغابة" نصوص لباسل عبد العال.. تنويعات على دفتر الأحداث

الدستور

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • الدستور

"الخيمة في الغابة" نصوص لباسل عبد العال.. تنويعات على دفتر الأحداث

عمَّان - الدستور - عمر أبو الهيجاء كتاب "الخيمة في الغابة" نصوص شعرية ونثرية للمبدع باسل عبد العال من وحي الأحداث المحتدمة في العالم العربي في الآونة الأخيرة، ولا سيما الأراضي المحتلة. ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 96 صفحة من القطع المتوسط، ويضم تسعة وعشرين نصًّا تتنوَّع بين مشاعر مبدعها الداخلية، وبين ما هو مستوحى من أحداث غزة، وسوريا وما يتعرَّض له النازحون من الأراضي المحتلة، من وحي الواقع الذي نحياه مؤخرًا ولا ندري إلى أين يتوجَّه بنا. ويهدي باسل نصوصه إلى الخال أبو غازي (نضال)، ذلك الرجل الذي شاركه الرؤية والرسالة، حسبما وصف في الإهداء. وكأنه يتابع الإهداء في نصِّه الأول، والذي اختار له عنوان "الرؤية"، وكأنه يؤصِّل فيه لمبادئ الرؤية المشتركة ومظاهرها، وإن كان يبدو منذ اللحظة الأولى مغتربًا عن ذاته التي يجرِّد منها آخر يُحدِّثه ويحاول جاهدًا أن يوقظه، إذ يبدأ باسل عبد العال تلك القصيدة قائلًا: "أدقُّ على البابِ أين أنا في المكان؟ أدقُّ عليَّ لأوقظَني عشتُ ما بين فصلٍ هوى في الزمان، وما بين حلمٍ يُرَى في الرؤى أبعد الآن منذُ تركتُ الذي كنتُهُ ثمّ صرتُ الذي سوف أمضي إليهِ لكي ما أكونه، فهذي الإقامةُ تعني أنّي أقمتُ سريعًا هنا في القصيدةِ". ويهدي باسل الكاتب قصيدته التالية للشاعر الراحل والمناضل الفلسطيني مريد البرغوثي؛ والتي يبدأها متأمِّلًا ذلك الرحيل الهادئ الدافئ لاحقًا بحبيبته وزوجته الراحلة الكاتبة رضوى عاشور، يقول باسل عبد العال: "أكانَ عليكَ عبورُ السماءِ وأنت تريدُ المزيدَ من الانسجامِ بمرآتكَ الضوءَ في عينِ رضوى لكي يركبَ الشعرُ بحرًا وحبًّا يحاولُ حيًّا وحيًّا يحاولُ حبًّا ليبقى على الحبِّ حيًّا؟". وفي أحد النصوص التي يعلو بها صوت التأمل الساخر، والذي اختار له عنوان "سأرسمُ كونًا مثل هذا..."، يعبِّر باسل عبد العال عن مطامحه التي تقارب المستحيل، بعالم يسوده الأمان والهدوء والاحتفاظ بالأوطان، والبقاء فيها، فيقول في مطلع النص: "سأرسمُ كونًا على عجلٍ ليس فيهِ الذي فيهِ لا يحتوي عالماً عاريًا مثل هذا... ولا زمنًا عابسًا مثل هذا... وَلا قمرًا ناقصًا مثل هذا... ولا يحتوي منزلًا شاردًا مثل هذا... ولا شاعرًا تائهًا مثل هذا...". وللحب نصيب من نصوص الكتاب، حتى إن باسل عبد العال يضع زهرة للحبِّ في نصٍّ عنونه "أن تنتمي للحب..."، ويجتهد في ذلك النص أن يخفض صوت المرارة المسيطر على أجواء العالم، وكذلك الكتاب، في محاولة لغرس بذور الحب في الحياة، لعلَّ العالم يصبح أجمل، وهو الحبُّ الذي يصير أيقونةً للحياة، وليس ذلك المتجسِّد في شخص محبوبة، أو امرأة واحدة، بل ربما هو حبٌّ للمحبوبة/ الحياة، ويتضح ذلك في ختامه ذلك النص قائلًا: "أن تنتمي للحبِّ يعني: أن تنتمي للصاعدة، أن تكتفي بالصامدة، هذي الحياةُ شهيّةٌ كالحبِّ حين يميلُ خلف القاعدة. أن تنتمي يعني: هو الحبُّ الذي يعني انتماءً معكما والخاطرة، خذها بلادًا خالية، وانظرْ إليها من بعيدٍ قلْ لها: في السرِّ أنتِ القاتلة، في الحبِّ كنتِ القاتلة". وفي الجزء الثاني من الكتاب، والذي وضعه تحت عنوان "ما نثرته الذاكرة.. نصوص كُتِبَت في الحرب 2024"، ويبدأها باسل عبد العال بنص صادم بعنوان "عرفتُ معنى أن أكون نازحًا"، يعيش فيه أجواء الحرب، ووجع الفقد، واختلاط مشاعر شتى بداخله، ويبدأ نصَّه بقوله: "عرفتُ معنى أن أكون نازحًا عن البيت، أركضُ من بيتٍ إلى بيت، وأبحثُ عن الفراش الدافئ، وعرفتُ معنى أن أهلوس بين زرقة السماء وبين المسيرة، وبين الغيمة والطائرة، لا أنظرُ فوقي، ولا أنظرُ حولي، أغلقتُ الهاتف المحمول واستسلمتُ لساعة التأمّل، في الحرب ينتابني شعورٌ وشوقٌ خفيٌّ للحظة الحب، والحنينُ لأيّ شيءٍ في مخيّلتي، في الحرب، لا أتوبُ عن لحظة الخشوعِ في نفسي، هل أكتبُ النار التي في داخلي لتشتعل أكثر، أو أكتبُ لأطفئها؟ حين أكتبُ في الحرب لا أريدُ عواء الطائرات، فلتذهب الطائرات فوق البيت، أريدُ أن أنام على إيقاع الكتابة، هنا في المخيم الفائض باللاجئين القدامى والنازحين الجدد، تركتُ البيت وصرتُ أبحث عن مكانٍ آمنٍ كي أدفنَ خوفي فيه وأستريح...". ويأتي عنوان النص الأخير وكأنه رغبة في الأمل أكثر من كونه أملًا حقيقيًّا، واختار له عنوان "زغرودة العودة ووحشة الفقدان"، ويبدأه قائلًا: "نصحو على عودةٍ، وعلى الرايات في الهواء، اليوم، منذُ اليوم، سنكتبُ تاريخاً آخر، لهذا النشيد الآخر، ونخرجُ من مفترق الحرب إلى حربٍ من نوعٍ آخر، لن نترك خلفنا الطرقات التي عبرناها، مثلما لم نتركها من قبل، بالأمس ليلاً صحوتُ على النداء الأخير في صوت الطائرات، وسألت: هل هو النداء الأخير حقّاً، أو الموت الأخير، والذبح الأخير، في صورة البطل الأخير...".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store