logo
#

أحدث الأخبار مع #بدالله

ذكاء اصطناعي ساخر.. الصين تفضح أوهام عودة التصنيع الأمريكي
ذكاء اصطناعي ساخر.. الصين تفضح أوهام عودة التصنيع الأمريكي

أخبار اليوم المصرية

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • أخبار اليوم المصرية

ذكاء اصطناعي ساخر.. الصين تفضح أوهام عودة التصنيع الأمريكي

في زاوية العالم الشرقي، قررت الصين أن ترد على أوهام "إعادة التصنيع الأمريكي" بطريقتها الخاصة، عبر مقاطع فيديو ساخرة من إنتاج روبوتات ذكية، ترسم ملامح مستقبل مصانع نايكي وبرجرات العمال الأمريكيين المتدلية بين خطوط الإنتاج. فبعدما أعلن الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية ، لتصل 145% على الواردات الصينية، لم ترد بكين بالصوت العالي، بل بمقاطع هجائية دقيقة، تصور أمريكا كأنها تحاول أن تقلّد الصين في معسكرات العمل، لكن بنسخة كسولة وغارقة في الكوليسترول. ففي مشهد صنعه الذكاء الاصطناعي الصيني، ليرسم ملامح ما قد تؤول إليه محاولات أمريكا العاجزة لإحياء قطاع تصنيع تآكل منذ عقود ـــ بحسب مجلة «تايم» الأمريكية، تدلت لافتة "لنجعل أمريكا قوية مرة أخرى" على حائط مصنع افتراضي، بينما يقف عمال متثائبون تتقاذفهم شطائر البرجر بين خطوط الإنتاج المهترئة. فيديو اخر ينتجه الصينيون للسخرية من ترامب و امريكا بعد رسوم الجمارك — TRAVIS | تراڤس (@iirode0) April 11, 2025 بينما يرفع أحدهم شطيرة عملاقة فوق خط تجميع أحذية رياضية، يكاد آخر يغطّ في نومٍ عميق فوق ماكينة خياطة، في صورة كاريكاتورية تختصر مشهد الصراع بين قوتينـــ الأولى (الولايات المتحدة) تصرّ على بعث ماضٍ صناعي أفَل، والثانية (الصين) تسخر من ذلك المستقبل قبل أن يولد، في رسالة سياسية باردة من الصين للولايات المتحدة: «أنتم تحلمون بماضٍ لم يعد يخصكم، ونحن نصنع المستقبل ـــ حتى سخريتكم نصنعها نحن».ووسط هذا المشهد العبثي، تتحول حرب التعريفات إلى ما يشبه مباراة شطرنج، والنتيجة.. «محسومة»، ف الرسوم الجمركية الأمريكية التي بلغت 145% باتت أقرب إلى "مزحة مكلفة"، فيما ترد بكين برفع تعريفتها إلى 125% ثم تكتفي بالتصريح: «هذه لعبة أرقام.. وقد تحولت إلى نكتة بالفعل». اقرأ أيضًا| تحليل انخفاض الدولار يكشف تصدع الثقة في الاقتصاد الأمريكي سُخرية صينية تكشف واقعًا مُرًّا رغم أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة لا تمثل نكتة بالنسبة لبكين، إلا أن مقاطع الفيديو الساخرة التي أنتجها الذكاء الاصطناعي وانتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، تفضح جانبًا أخطر من المشهد، حيث تصور هذه الفيديوهات عمّال تصنيع أمريكيين وهم في حالة خمول وكسل، كأنهم شخصيات خيالية في مشهد عبثي، لتكشف عن مفارقة أعمق تتعلق بالواقع الأمريكي ذاته. صيني ضحكني يستعرض المنتجات الأمريكية في منزله التي سيخسرها بالحرب التجارية بينهم وبين الولايات المتحدة وقد حقق الفيديو الساخر أكثر من نصف مليون إعجاب بساعات قليلة من الأمريكيين في منصة تيك توك 🇨🇳 — عـبدالله الخريف (@AbdullahK5) April 13, 2025 وعود ترامب.. وحقائق الاقتصاد كان ترامب قد وعد بأن رفع الرسوم الجمركية الأمريكية ، سيُعيد العصر الذهبي للعمال الأمريكيين، مُعيدًا بذلك أمجاد الصناعة الوطنية التي تراجعت بفعل العولمة، ففكرته كانت بسيطة، وهي: «رفع أسعار المنتجات الأجنبية سيجعل الشركات والمستهلكين يتجهون للمنتجات المحلية بالولايات المتحدة، مما ينعش الصناعة الأمريكية». وكما صرّح جايانت مينون، الباحث في معهد «ISEAS-Yusof Ishak» المُتخصص في دراسة الاتجاهات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في جنوب شرق آسيا: «الولايات المتحدة وصلت إلى مرحلة لم تعد تعتمد فيها على التصنيع، هكذا تتطور الاقتصادات المتقدمة، وما يحاول ترامب فعله هو السير عكس هذا الاتجاه». الأسعار ترتفع.. والطلب ينخفض وفقًا لمجلة «تايم» الأمريكية، يرى الاقتصاديون أن "النتيجة الحتمية" لارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية ستكون "زيادة أسعار السلع الرخيصة" التي اعتاد عليها الأمريكيون، مما يدفعهم لشراء كميات أقل. وبدلًا من أن يؤدي التصنيع المحلي بالولايات المتحدة إلى خفض الأسعار، فإن تكاليف الإنتاج المُرتفعة داخل الولايات المتحدة ستظل تحد من هذا التأثير. بل إن دفع الرسوم الجمركية الأمريكية ، سيظل أقل تكلفة بالنسبة للمصنّعين الأجانب من نقل مصانعهم إلى الأراضي الأمريكية. الصين «مصنع العالم»؟ تحولت الصين إلى القوة الصناعية الكبرى في العالم بسبب "عدة عوامل" لا يمكن تغييرها بالرسوم الجمركية وحدها، مثل: وفرة الأيدي العاملة وانخفاض الأجور، وكفاءة الأعمال وسلاسل التوريد المتكاملة، بجانب بيئة تنظيمية أقل صرامة من الولايات المتحدة. وشرح يوان مي، أستاذ الاقتصاد في جامعة سنغافورة للإدارة: "إذا نظرت إلى تكلفة إنتاج كمبيوتر محمول في الصين، ستجد أن معظم مكوناته تُصنع محليًا أو في دول آسيوية قريبة، وهذا يعني أن شحن هذه القطع داخل الصين أرخص بكثير مقارنة بنقلها للولايات المتحدة". اقرأ أيضًا| أزمة في سوق العمل الأمريكي لكن العقبة الأكبر ليست في الأسعار وحدها، بل في الفارق الهائل بين حجم القوى العاملة في البلدين (الصين والولايات المتحدة). ففي الصين: أكثر من 100 مليون عامل في قطاع التصنيع. وفي الولايات المتحدة: أقل من 13 مليون عامل فقط في مارس 2025. بينما يتجاوز عدد العاطلين عن العمل الأمريكيين 7 ملايين شخص، ورغم ذلك، ليس من السهل ملء هذه الفجوة. وحتى مع اقتناع 80% من الأمريكيين ـــ بحسب استطلاع أجراه معهد كاتو الأمريكي ـــ بأن البلاد ستكون أفضل حالًا لو زاد عدد العاملين في قطاع التصنيع، إلا أن الحماس يتراجع عند التطبيق: حيث قال فقط 25% من الأمريكيين إنهم يرغبون فعلًا في العمل بهذه الوظائف. خلاصة المشهد هكذا، تبدو فكرة "إعادة التصنيع الأمريكي" أقرب إلى حلم مرتبط بالزمن الماضي، يتجاهل معطيات الواقع. فبينما تعجز الولايات المتحدة عن توفير بيئة صناعية تنافسية من حيث الأجور وسلاسل التوريد وكثافة العمالة، تسخر الصين بهدوء عبر فيديوهات الذكاء الاصطناعي من فكرة ستظل معلقة في خيال البعض.. لكنها بعيدة عن أرض الواقع. الروبوتات بدل البشر.. مستقبل الصناعة بين الصين وأمريكا أشار خبراء الاقتصاد ـــ وفقًا لمجلة «تايم» الأمريكية ـــ إلى أن كثيرًا من وظائف التصنيع التي يمكن نقلها إلى الولايات المتحدة، قد تكون في الواقع أكثر ملاءمة للأتمتة والآلات بدلاً من العمالة البشرية، والأسوأ من ذلك أن الكثير من الوظائف التي تحتاجها المصانع الأمريكية تتطلب مهارات فنية وهندسية تفتقر إليها السوق الأمريكية. وتابع البروفيسور يوان مي، أن التصنيع الحديث يعتمد بشكل كبير على المهندسين، وتحتل الهندسة مكانة مرموقة في الجامعات الصينية، بينما تعتمد الجامعات الأمريكية في هذا المجال بدرجة كبيرة على الطلاب الأجانب. ومع تشديد إدارة الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب على سياسات الهجرة وتقليص أعداد الطلاب الدوليين، يخشى مي، من أن الولايات المتحدة قد تواجه "فجوة في الكفاءات الهندسية" الضرورية لدعم صناعاتها. موجة سخرية صينية من فكرة التصنيع الأمريكي أوضح يوان مي، أستاذ الاقتصاد في جامعة سنغافورة للإدارة، أن انتشار صور ساخرة تُظهر عمّال مصانع أمريكيين على مواقع التواصل الصينية جاء كرد فعل تصاعدي مع تفاقم الحرب التجارية، فقد بدأ رواد الإنترنت في التساؤل: «ما هي المنتجات الأمريكية التي سترتفع أسعارها بعد فرض الصين لرسومها الجمركية؟»، وسرعان ما تحوّل هذا النقاش إلى مفارقة حول قلة السلع اليومية المصنوعة فعلا داخل أمريكا. وبحسب مي، لم يجد المستخدمون أمثلة تُذكر سوى المنتجات التكنولوجية الفاخرة والطائرات والعقاقير الطبية، فالميزة التنافسية الحقيقية لأمريكا ليست في المصانع، بل في قطاع الخدمات، وخصوصا في وادي السيليكون. اقرأ أيضًا| من الحرب التجارية إلى حرب الميمات قالت آشلي دودارينوك، خبيرة أبحاث المستهلك في الصين وهونج كونج، إن مقاطع الفيديو التي تولدها تقنيات الذكاء الاصطناعي لعمال أمريكيين في مصانع بدائية، تستهدف صورة نمطية راسخة عن علاقات العمل العالمية، وأوضحت لمجلة «تايم»، أن هذا الكاريكاتير الساخر اجتاح الإنترنت الصيني ولا يزال يحظى برواج كبير. حتى بين العمال الصينيين أنفسهم، تتزايد الرغبة بالابتعاد عن وظائف المصانع، وقد علّق البعض على منصات التواصل قائلين: «لم نعد نرغب بهذه الوظائف، فلماذا الأمريكيون؟»، فيما أشار آخرون إلى أن الشركات الصينية تنقل مصانعها لفيتنام وأفريقيا.. وربما قريبًا إلى أمريكا نفسها. رسائل ذكية من المصانع الصينية إلى المستهلك الأمريكي لم يتوقف الأمر عند السخرية،، فقد لجأ بعض العاملين في قطاع التصدير الصيني إلى منصات التواصل الاجتماعي لإظهار مدى ضآلة تكلفة الإنتاج في الصين مقارنة بأسعار البيع بعد إضافة هوامش أرباح العلامات التجارية، وراح البعض يُوجّه نداء مباشرًا للمستهلكين الأمريكيين: «اشتروا منا مباشرةً». فيما حذر مي، أستاذ الاقتصاد في جامعة سنغافورة للإدارة: «رغم وجود هذه المحاولات، فإن كثيرًا منها احتيالي، إذ يعرض البعض منتجات مقلدة بادعاء تصنيعها لحساب علامات تجارية معروفة، ولأن أكثر من نصف الملابس والمنسوجات في العالم تُنتج في الصين، فإن الشركات "الموثوقة" التي تصنع للماركات العالمية نادرًا ما تبيع إنتاجها خارج التعاقدات الرسمية». بكين تكسب معركة الرأي العام من خلال متابعة مزاج مستخدمي الإنترنت الصينيين، يلاحظ مي، أن هناك إجماعًا واسعًا على دعم موقف الحكومة الصينية تجاه الحرب التجارية مع واشنطن، حيث تعتبر الغالبية الرسوم الانتقامية الصينية "قرارًا حكيمًا"، مع قلة فقط ترى أنه ينبغي الرضوخ للولايات المتحدة. وأكدت دودارينوك، خبيرة أبحاث المستهلك في الصين وهونج كونج، على أن الرسالة الرسمية واضحة قائلا: "إن الصين مُستعدة للقتال من أجل مكانها على الطاولة العالمية». وخاصةً بعدما تعززت هذه الصورة برسوم كاريكاتورية وصور ساخرة تصوّر الصين كحامية لبقية العالم من هيمنة أمريكا، أو كالدولة الوحيدة الشجاعة القادرة على مواجهة واشنطن، وفقًا لمجلة «تايم» الأمريكية. حرب إعلامية المثير أن هذا الشعور الوطني الصيني لا يقتصر على منصات التواصل المحلية، فرغم حظر تطبيقي "إكس" و"تيك توك" داخل الصين ، انتشرت مقاطع الفيديو الساخرة على هذه المنصات عبر شبكات VPN، محققة ملايين المشاهدات وعشرات آلاف الإعجابات. وبينما يصعب معرفة الجهة الحقيقية التي تنتج وتوزع هذه الفيديوهات، يرى مارك كوجان، أستاذ دراسات السلام والصراع في اليابان، أن هذه الموجة الإعلامية تُعد "فوزًا كبيرًا للصين". وأضاف كوجان: "الصينيون يُدركون تمامًا حجم الانقسام داخل المجتمع الأمريكي، وفي ظل هذا الاستقطاب، لم يعد يهتم المواطن الأمريكي بمصدر هذه الميمات، طالما أنها تخدم رؤيته السياسية، وهذا ما يجعل الرسائل الصينية فعّالة للغاية في هذه المرحلة"، بحسب تعبيره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store